معرض الكتاب.. 130 ألف نسخة مبيعات قصور الثقافة خلال الفعاليات.. طه حسين في الصدارة.. إطلاق كتب لمجموعة مؤلفين للمرة الأولى
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
حققت الهيئة العامة لقصور الثقافة، ضمن مشاركتها في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 55، التي أقيمت في الفترة من 24 يناير الماضي إلى 6 فبراير الحالي، ضمن برنامج وزارة الثقافة إجمالي مبيعات مع اليوم الأخير لفعاليات المعرض نحو 130 ألف نسخة كتاب من إصداراتها، وبإجمالي إيرادات أعلى من أي مشاركة سابقة في المعرض.
وأعرب عمرو البسيوني رئيس هيئة قصور الثقافة عن سعادته بنتائج المشاركة في معرض الكتاب والأرقام التي حققتها الهيئة هذا العام، وما شهده جناحها من إقبال كثيف طوال فترة المعرض مما عكس النجاح الكبير للهيئة في تأدية رسالتها نحو القارئ المصري.
وأشاد "البسيوني" بالجهود المبذولة لتقديم صورة مشرفة لهيئات وقطاعات وزارة الثقافة وبالنجاح الكبير لمعرض الكتاب، مقدما شكره للدكتورة نيفين الكيلاني وزير الثقافة لتوجيهاتها ودعمها الدائم لخطط وبرامج هيئة قصور الثقافة، كما وجه الشكر للجنة النشر بالهيئة وحرصها على أن تقدم هذا العام مشاركة مميزة عبر العناوين المختارة بعناية في جميع السلاسل وعدد الإصدارات التي تم طرحها في المعرض، وقدم شكره لهيئات تحرير السلاسل والفنانين مصممي الأغلفة.
كما وجه الشكر لجميع إدارات الهيئة وجهودها المبذولة في المعرض والترويج والدعاية له سواء على مستوى جناح الهيئة في البيع أو العرض، وكذا البرنامج الفني المقدم بمسرحي بلازا 1 وبلازا 2، والأنشطة المقدمة للطفل وزيارات المشروع الثقافي بالإسكان البديل وأبناء المحافظات الحدودية "أهل مصر"، متمنيا للجميع دوام التوفيق في القادم.
كان جناح الهيئة بالمعرض المنفذ بإشراف الإدارة العامة للتسويق والمبيعات برئاسة تغريد كامل، قد شهد تزاحمًا وإقبالا كبيرًا من الجمهور والرواد الذين أقبلوا على اقتناء عناوين إصداراتها المميزة نظرًا لتنوعها وقيمتها وأسعارها المخفضة التي في متناول الجميع، حيث أصدرت الهيئة خلال فعاليات المعرض 120 عنوانًا جديدًا نفد أغلبها في الأيام الأولى.
الكتب الأعلى مبيعا في جناح قصور الثقافة
جاء في صدارة عناوين الكتب الأعلى مبيعا في جناح قصور الثقافة رواية "مائة عام من العزلة" لماركيز، و"الأحمر والأسود" لستندال، "مدام بوفاري" لجوستاف فلوبير، كتاب "البخلاء" للجاحظ، "موسوعة المستشرقين" لنجيب العقيقي، ومجموعة كتب عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وكتاب "العقلانية القلقة في فكر طه حسين" للدكتور محمد دوير، و"أصل الأنواع" لداروين، و"مختارات قصصية حول العالم" ترجمة شباب المترجمين، الأعمال الكاملة لعبد الفتاح الجمل، وكتب النشر الإقليمي (الكتاب بجنيه واحد)، ونفدت كتب ومجلات قطر الندى للأطفال.
تنوع كبير في سلاسل إصدارات الهيئة
حرصت هيئة قصور الثقافة هذا العام على اختيار عناوين الكتب المطروحة بعناية، من قِبل لجنة النشر برئاسة الكاتب الصحفي طارق الطاهر رئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة، وعضوية كل من الباحث والشاعر مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، أحمد درويش رئيس إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، والكاتب الحسيني عمران مدير عام النشر الثقافي.
وجاءت مختلف سلاسل الهيئة هذا العام لتكون بمثابة مشاريع ثقافية وليست إصدارات منفردة، فمن خلال سلاسل "أصوات" و"إبداعات" و"نصوص مسرحية"، قدمت الهيئة 33 مبدعًا من مختلف الأجيال والاتجاهات الفنية، وكذلك من شتى أنحاء مصر، مراعية فى هذا الأمر "العدالة الثقافية".
واستمرارا لفلسفة هيئة قصور الثقافة، في الكشف عن المواهب، والتعاون مع مختلف المؤسسات داخل وخارج وزارة الثقافة، نشرت سلسلة آفاق عالمية كتاب مختارات قصصية مترجمة من حول العالم لمجموعة من المؤلفين، ترجمة شباب المترجمين من مختلف الجامعات المصرية، الذي يندرج تحت مشروع كشاف المترجمين الذى يتبناه المركز القومي للترجمة. كما نشرت السلسلة لمجموعة بارزة من المترجمين، وصلت هذا العام لأكثر من 11 كتابا مترجما من مختلف اللغات.
وفي سلسلة "ذاكرة الكتابة" طالعنا مجموعة من المؤلفات المهمة، وعلى رأسها الهدية الكبيرة التى قدمت لرواد المعرض وهى موسوعة المستشرقون في ثلاثة أجزاء لنجيب العقيقى، تقديم تقديم د. حسان عبد الظاهر.
كما نشرت سلسلة "حكاية مصر" مجموعة متنوعة من العناوين منها "الحرية والحقيقة تحديات الثقافة والمثقف المصري" نبيل عبد الفتاح، "مصلحة الجمارك المصرية" د. عاطف أحمد، "بطرس باشا غالي ودوره في السياسة المصرية" د. شيماء إسماعيل النكلاوي.
واستحدثت الهيئة سلسلة جديدة بعنوان الطبعة الثانية وهي تعنى بإعادة نشر الكتب التى صدرت طبعتها الأولى بالهيئة في شتى السلاسل وقد نفد توزيعها، وجاءت أربعة عناوين باكورة هذه السلسلة، وهي: "مذكرات مجنون" للوشون ترجمة ميرا أحمد، "مسرح الطفل المعاصر" د. محمد عبد العاطي، "خمسون عاما من الثقافة الجماهيرية" محمد سعيد، و"السويس" وهو لمجموعة من الباحثين.
ونشرت سلسلة الذخائر مجموعة متكاملة من كتب التراث المرتبطة بالوجدان الإبداعي مثل "البخلاء" للجاحظ، و"طوق الحمامة" لابن حزم، "البخلاء" للجاحظ، "الإلمام بأخبار من بأرض الحبشة من ملوك الاسلام" للمقريزي تحقيق د. عطا أبو رية ود. عبد المعطي سمسم، و"الألفاظ الكتابية" للهمذاني.
كما استمرت الهيئة في إتاحة كتب عميد الأدب العربي د. طه حسين بأسعار زهيدة، مشاركة منها فى الاحتفال بخمسين عامًا على رحيله، حيث أصدرت هذا العام 36 كتابا للعميد، بعد أن نشرت فى العام الماضى 20 عنوانا احتفاء به، ليصل بذلك عدد الكتب التى نشرتها الهيئة للعميد إلى (56) كتابا، ولم تكتف الهيئة هذا العام بنشر مؤلفات العميد، بل وجد رواد المعرض مجموعة من الكتب التي تتناول فكر ومسيرة وحياة د. طه حسين، وهي "العقلانية القلقة في فكر طه حسين" د. محمد دوير، "ما بعد الأيام" د. محمد حسن الزيات، "وثائق ملف الطالب طه حسين بكلية الآداب 1910-1914" د. چيهان أحمد عمران، و"سلطة الكلمة.. مسالك لدراسة أدب طه حسين وفكره" إعداد كل من منجي الشملي، عمر مقداد الجمني، ورشيد الفرقوري وتقديم سامي سليمان أحمد.
ومن خلال إصدارات سلسلة "الدراسات الشعبية" صدرت عناوين "الأزياء الشعبية في صعيد مصر" حارص عمار النقيب، "طقوس وأغاني العديد والحجيج ورحلة الحج المقدسة إلى أبيدوس" أحمد الليثي، كما شرفت السلسلة بنشر واحد من أهم الكتب فى مجال التراث الشعبى، للفائز مؤخرا بجائزة الشيخ زايد للكتاب، وهو العالم المصري الكبير د. سعيد المصري، حيث أصدرت السلسلة الطبعة الثانية -بعد عشر سنوات من الطبعة الأولى- كتاب "إعادة إنتاج التراث الشعبي" في جزئين.
كما وجد زوار جناح الهيئة -أحدث مؤلفات الناقدة الكبيرة سيزا قاسم، كتاب "شذور الذهب فى التفسير والتاريخ والفن والأدب"، وإصدارات لأسماء بارزة فى مجال النقد من مختلف الأجيال: أحمد عبد المعطي حجازي، د. أحمد مجاهد، حلمي سالم، محمد صلاح غازي، علاء الديب، صبرى حافظ، د. فريال غزول، د. محمد دوير، د.رامى هلال، د. شوقي ضيف، فرج مجاهد عبد الوهاب، د. محمد مندور، د. شكرى عياد.
حفلات توقيع وإطلاق كتب الهيئة للمرة الأولى بالمعرض
وللمرة الأولى شهدت قاعة حفلات التوقيع بمعرض الكتاب في دورته الـ55، حفل إطلاق كتاب "مختارات قصصية من حول العالم"، وهو لمجموعة مؤلفين، وترجمة مجموعة من شباب المترجمين، الذين يصل عددهم إلى 28 مترجما من شتى ربوع الوطن وبمختلف اللغات من الأردية، السواحيلية، الصينية، الفارسية، الفرنسية، الكورية، الألمانية، الإيطالية، الإنجليزية، التركية، والإسبانية.
وتضمنت الفعاليات حفل توقيع المجموعة القصصية "شطحات منسية" للكاتب د. أحمد جمال الدين موسى وزير التعليم الأسبق، والصادرة من خلال سلسلة "أصوات أدبية"، بحضور عدة وزراء سابقين ونخبة من الإعلاميين وأساتذة الجامعة.
وشهد المعرض حفل توقيع كتاب "إعادة إنتاج التراث الشعبي" للدكتور سعيد المصري أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، الصادر ضمن سلسلة الدراسات الشعبية، وذلك بحضور قيادات الهيئة وعدد من المثقفين والإعلاميين.
كما احتفت الهيئة بمئوية الكاتب الكبير الراحل عبد الفتاح الجمل، فى احتفالية أدارها الكاتب الصحفي طارق الطاهر، عقدت بالصالون الثقافي بالمعرض، بحضور أسرة الراحل ومشاركة نقيب الصحفيين الأسبق الكاتب الصحفي يحيى قلاش، والناقد صلاح هاشم، وابن شقيق المحتفى به عوض الجمل، والكاتبة الصحفية عائشة المراغي، التي قامت بجمع وإعداد الأعمال الكاملة للجمل، التى أصدرتها الهيئة فى جزئين حققا رواجا كبيرا.
عروض فنية وتراثية أشعلت أجواء معرض الكتاب
وفي جانب العروض الفنية وحرصا على تنمية الذائقة الفنية للجمهور قدمت الهيئة 16 عرضا فنيا لفرق "الشلاتين التلقائية، التنورة التراثية، كورال فكرة لمركز الجيزة الثقافي، كورال أطفال قصر ثقافة روض الفرج لذوي القدرات الخاصة، كورال أطفال شبرا الخيمة لذوي القدرات، فرقة أغاني الشباب، كورال السويس، وفرقتي النيل وشبين القناطر للآلات الشعبية" وذلك على مسرحي "بلازا 1" و "بلازا 2" بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، وتنفيذ الإدارة العامة للمهرجانات برئاسة إيمان حمدي والإدارة العامة للفنون الشعبية برئاسة الفنان محمد حجاج.
وكانت هذه الفرق الفنية بمثابة مصدر بهجة يومية لجمهور ورواد المعرض الذين تفاعلوا معها كثيرا وحرصوا على توثيق عروضها التراثية نظرا لما تقدمه من فنون تعبر عن ثراء الإبداع المصري في المحافظات كافة.
أنشطة الأطفال وفعاليات بجناح "حياة كريمة"
وشهد نشاط الهيئة المقدم بركن الطفل حالة من الزخم الدائم والإقبال الكبير، حيث قدمت الهيئة عددا متنوعا من الورش الفنية والأدبية في ضوء التعاون مع مؤسسات الدولة، منها 42 ورشة فنية تنوعت ما بين"إعادة التدوير، طباعة بالاستنسل، حلي وإكسسوارات، رسم على الوجه، كولاج، مجسمات بالطين الأسواني، تصميم تابلوهات ولوحات بخامات من البيئة، رسم بألوان ومواد مختلفة، تصميم مجسمات بالفوم، وقدمت مجلة "قطر الندى" عددا من الورش التفاعلية لأطفال المعرض. إلى جانب 6 ورش حكي تضمنت مناقشة عدد من القصص منها "السياحة في مصر، الصحة والسلامة، كيف أكون مبدعا".
بالإضافة إلى 7 ورش ثقافية منها "اصنع كتابك، سليم حسن عاشق الآثار، كيف تكتب اسمك باللغة المصرية القديمة، مجلة الحضارة المصرية، مجلة أمثال شعبية، مجلة عن يعقوب الشاروني، ومجلة حائط بعنوان "فلسطين في القلب".
أما عن الورش التي أقامتها الهيئة داخل الجناح الخاص بمؤسسة "حياة كريمة" بالمعرض، تم تنفيذ 10 ورش فنية منها "لعبة بازل بالفوم، حلي وإكسسوارات، رسم على الوجه، إعادة تدوير، ومجلة حائط".
كما قدمت الهيئة 4 لقاءات تثقيفية حول عدة موضوعات وهي "التغيير المناخي، تبسيط التراث، أطفالنا سفراء التنمية المستدامة، ومجلة قطر الندى".
وتمت الفعاليات بإشراف الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، الإدارة العامة لثقافة الطفل برئاسة د. جيهان حسن والمشرف على المشروع الثقافي بالإسكان البديل، ونفذها فنانو قصر ثقافة الطفل بجاردن سيتي، وأتوبيس الفن الجميل، والإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية برئاسة د. الشيماء الصعيدي.
زيارات وجولات المشروع الثقافي بالإسكان البديل وأبناء المحافظات الحدودية "أهل مصر"
وفي جانب الزيارات والجولات الميدانية داخل المعرض نظمت الهيئة زيارة لعدد 120 شابا من المشاركين بالملتقى الثقافي للشباب "أهل مصر" في دورته 14، هذا بالإضافة إلى 8 زيارات لأبناء الإسكان المطور بديل العشوائيات من أحياء "أهالينا، المحروسة، الأسمرات، روضة السيدة زينب، الخيالة، حدائق أكتوبر، الروضة، معا" تم خلالها تقديم ورش فنية، ورش حكي، مسابقات ثقافية، ندوات ولقاءات عن السلوكيات الإيجابية بالإضافة إلى جولات داخل أجنحة مؤسسات الدولة ومنها وزارة الدفاع ووزارة الداخلية والرقابة الإدارية، وجاءت الزيارات في ضوء التوجيهات الرئاسية، بتنظيم برامج لبناء الإنسان بمشروعات الإسكان الأمن "بديل العشوائيات"، وضمن استراتيجية وزارة الثقافة وما تقوم به من دور تنويري في المجتمع للارتقاء بالوعي الثقافي للجماهير من سكان المدن الجديدة والمحافظات الحدودية والنائية، وخطط العدالة الثقافية وبناء الإنسان.
يشار إلى أن الدورة 55 من معرض القاهرة الدولي للكتاب أقيمت هذا العام بمشاركة عدد كبير من دور النشر المصرية والعربية وحلت عليه دولة النرويج ضيف شرف هذه الدورة، واختير عالم المصريات الشهير الدكتور سليم حسن، شخصية المعرض، والكاتب الكبير يعقوب الشاروني شخصية لمعرض الطفل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قصور الثقافة الهيئة العامة لقصور الثقافة معرض الكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب هیئة قصور الثقافة الإدارة العامة وزارة الثقافة قدمت الهیئة معرض الکتاب مجموعة من هذا العام من مختلف طه حسین
إقرأ أيضاً:
وزارة الثقافة تنظم نسخة دولية خاصة من "موسم الندوات" في باريس
نظمت وزارة الثقافة، اليوم، موسم الندوات لأول مرة خارج دولة قطر، في العاصمة الفرنسية باريس، بالشراكة مع "معهد العالم العربي".
وحضر هذه النسخة الدولية الأولى من موسم الندوات، سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، وسعادة الشيخ علي بن جاسم آل ثاني سفير دولة قطر لدى فرنسا، وسعادة الدكتور غانم بن مبارك العلي وكيل وزارة الثقافة، وسعادة السيد جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي، إلى جانب عدد من السفراء ونخبة من الأكاديميين والباحثين.
وأوضح سعادة الدكتور غانم بن مبارك العلي، في كلمة خلال الحدث، أن هذه النسخة الاستثنائية من موسم الندوات تؤكد حرص الوزارة على أن يكون الموسم فضاء للحوار الممتد بين النخب الثقافية، بما يجسد الدور العميق للثقافة وأهميتها.
وأشار إلى أن تنظيم الموسم في معهد العالم العربي بباريس يفتح آفاقا جديدة للتلاقي والإبداع بين الشرق والغرب، ويرسخ الاعتراف المتبادل بالخصوصيات الثقافية، قائلا: "نأمل أن يكون هذا الموسم خطوة جديدة في مسيرة التعاون الثقافي".
ولفت إلى أن التعاون مع المعهد يجسد هذا المعنى، مضيفا أن الغاية الأسمى هي إقامة جسور التواصل مع المفكرين والمثقفين في إطار دبلوماسية ثقافية تعكس مكانة دولة قطر إقليميا ودوليا.
من جانبه، أكد سعادة الشيخ علي بن جاسم آل ثاني أن زيارة سعادة وزير الثقافة إلى باريس تسهم في تعزيز الحوار الثقافي بين قطر وفرنسا، مشيرا إلى أن معهد العالم العربي يعد منبرا مثاليا لبناء جسور التواصل الثقافي بين البلدين.
وبين أن تنظيم هذه النسخة الدولية من الموسم في المعهد يعكس أهمية الشراكة مع هذا الصرح الثقافي الكبير، باعتباره من أبرز المؤسسات الثقافية في العالم.
بدوره، أكد سعادة السيد جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي، أهمية الثقافة في بناء جسور الحوار، مشيدا بدور دولة قطر في تحقيق السلام العالمي ودعمها للوساطات الدولية، مشيرا إلى أن "موسم الندوات" يمثل نجاحا استثنائيا ومنصة إبداعية مهمة للحوار والتواصل بين الشعوب.
وتناولت الجلسة الحوارية الأولى، التي جاءت بعنوان "مستقبل الحوار الثقافي العربي الأوروبي"، محاور متعددة، حيث استعرض الدكتور حسن راشد الدرهم الرئيس السابق لجامعة قطر، أبرز العوائق التي تواجه الحوار بين الثقافتين العربية والغربية، داعيا إلى تطوير أدوات الحوار الحالية والانتقال به إلى مستوى أكثر عمقا وتبادلية.
وبدورها، تحدثت بينيديكت ليتلييه، الأستاذة بجامعة " لا ريونيون" الفرنسية، عن دور اللغة العربية والترجمة في نشر القيم الثقافية العربية وتعزيز التواصل بين الثقافات، داعية إلى إشراك الشباب الفرنسي في البرامج الثقافية العربية ودعم تدريس اللغة العربية، وإزالة الحواجز اللغوية والثقافية.
وفي مداخلته، أشار سعادة السيد علي الزينل، الدبلوماسي والأكاديمي القطري البارز الذي شغل سابقا منصب الممثل الدائم لدولة قطر لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، إلى وجود سبعة مقومات أساسية للحوار العربي الأوروبي المستدام، أبرزها الحوار المتبادل، والاحترام، والندية، والتوازن، والانفتاح، والتسامح، والدعم المؤسسي والإعلامي، والتركيز على القيم المشتركة.
كما تطرق إلى الدور المتميز للمرأة القطرية ومساهمتها البارزة في الحياة الثقافية، منتقدا الصورة النمطية التي يروجها الإعلام الغربي عن العرب، لا سيما خلال تغطيته تنظيم دولة قطر لكأس العالم FIFA قطر 2022.
وفي السياق ذاته، تناول البروفيسور جان باتيست برينيه، الباحث في العصور الوسطى وأستاذ الفلسفة العربية بجامعة باريس، الجذور التاريخية للصورة المشوهة عن العرب في الفكر الغربي، مشيرا إلى أن الثقافة العربية كانت دائما جزءا من عمق الهوية الأوروبية.
وخلص المشاركون، بعد نقاش مثمر مع الجمهور، إلى أهمية تبني مقاربات عملية لتعزيز الحوار الحضاري، والاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة، وتمكين الشباب من الإسهام في هذا المسار.
وفي الجلسة الثانية بعنوان "الثقافة العربية في العواصم الأوروبية"، التي أدارها الإعلامي وسيم الأحمر، أكدت الدكتورة العنود عبدالله آل خليفة، الباحثة في وحدة دراسات الخليج والجزيرة العربية بالمركز العربي للأبحاث، أن الحضور الخليجي في الفضاء الثقافي الفرنسي يشكل آلية لإعادة بناء الصور وإنتاج سرديات جديدة قادرة على تفكيك الثنائيات التقليدية.
وبينت أن الحضور الثقافي القطري في فرنسا اكتسب دورا معرفيا مؤثرا في إعادة تشكيل الوعي الثقافي الفرنسي من خلال الحوار والتعاون المؤسسي.
بينما أوضح الكاتب والمسرحي الفرنسي محمد قاسمي أن الحوار الحضاري رغم تعقيده التاريخي، يبقى ركيزة للتبادل الثقافي والإبداع المشترك، مؤكدا أن التراث الأدبي والفني العربي الأوروبي المشترك يشكل فسيفساء ثقافية لا تنضب.
ودعت الباحثة نعيمة يحيى إلى احترام تنوع الهويات واللغات لبناء نموذج ثقافي جامع قادر على دمج التعدد الحضاري ضمن إطار ثقافي عالمي مشترك.
وشهدت فعاليات الموسم حضورا واسعا لنخب ثقافية وإعلامية فرنسية وعربية، حيث أشاد المشاركون بمستوى الطرح الجاد وعناوين الموسم الواعدة، مؤكدين أهمية استمرارية الموسم وتوسيع آفاقه بما يعزز الحوار والتبادل الثقافي المثمر بين الشعوب.