نشر الكاتبان بموقع الجزيرة الإنجليزية ياشراج شارما وعبيد حسين تقريرا مطولا عن الاشتباكات التي جرت بين باكستان وأفغانستان وسبب اشتعالها وآخر مستجداتها وعلاقة الدول الخارجية بها، خاصة دول المنطقة والدول المعنية، وما يُتوقع لهذا النزاع بين البلدين خلال الفترة المقبلة.

وأشار التقرير إلى تبادل قوات البلدين إطلاق النار المميت في عدة مواقع على طول الحدود بينهما، وزعم كل منهما الاستيلاء على نقاط حدودية وتدمير أخرى، وقتل عشرات الأشخاص من الطرف الآخر، في واحدة من أسوأ المواجهات الحدودية منذ سنوات.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2من عميل إلى موظف في الجيش.. قصة غريبة لجاسوس اخترق الموسادlist 2 of 2طالبة من غزة تحرم من السفر إلى بريطانيا لسبب غريبend of listسبب اشتعالها

يوم الخميس الماضي (9 أكتوبر/تشرين الأول)، وفقا للتقرير، هزّت العاصمة الأفغانية كابل أصوات انفجارين، بينما وقع انفجار ثالث في سوق مدني بولاية باكتيكا الحدودية، وفقا لما أعلنته وزارة الدفاع التابعة لحكومة طالبان يوم الجمعة.

وأشار الكاتبان إلى أن كابل اتهمت إسلام آباد بانتهاك "سيادة الأراضي الأفغانية"، بينما لم تنفِ باكستان بشكل مباشر مسؤوليتها عن التفجيرات، لكنها طالبت أفغانستان بكبح نشاط مقاتلي "تحريك طالبان باكستان".

ونقل الكاتبان عن مسؤول أمني باكستاني قوله لوكالة "رويترز" إن ضربات جوية نُفذت بالفعل، وكان الهدف منها اغتيال زعيم حركة طالبان باكستان الذي كان يسافر في مركبة داخل كابل.

ولم تتمكن شبكة الجزيرة من التحقق بشكل مستقل مما إذا كان الزعيم المستهدف، نور ولي محسود، قد نجا من الهجوم أم لا.

وزير الخارجية الأفغاني يتحدث إلى وسائل الإعلام 10/11/ 2025 بمدينة ديوبند الهندية (رويترز)العلاقات في الماضي

ولفت التقرير الانتباه إلى أن باكستان وطالبان كانتا في الماضي حليفتين تجمعهما مصالح أمنية مشتركة، لكن العلاقة بينهما أصبحت عدائية بشكل متزايد بعد أن اتهمت إسلام آباد حكومة طالبان بإيواء مقاتلي طالبان الباكستانية المتهمين بتنفيذ هجمات داخل الأراضي الباكستانية على مدى سنوات.

إعلان

ونقل ياشراج وعبيد عن مركز البحوث والدراسات الأمنية، ومقرّه إسلام آباد، أن عدد الوفيات المسجلة خلال التسعة أشهر الأولى من العام الجاري، بلغ ما لا يقل عن 2414 حالة، وأنه إذا استمر هذا الاتجاه، فإن عام 2025 قد يكون من أكثر الأعوام دموية في باكستان. ففي العام الماضي، قُتل ما لا يقل عن 2546 شخصا في هجمات.

واستمر التقرير في سرده قائلا إن وتيرة الهجمات كانت قد تصاعدت بعد الإطاحة برئيس الوزراء السابق عمران خان في أبريل/نيسان 2022، لافتا إلى أن حكومة خان كانت قد شاركت حركة طالبان الأفغانية في جهود لإقناع طالبان الباكستانية بوقف إطلاق النار، لكن هذا الاتفاق انهار لاحقا خلال فترة حكم خان، وإن كانت وتيرة الهجمات حينها أقل حدة.

ومع مرور الوقت، يقول التقرير إن العلاقات تدهورت أكثر، إذ كثّفت إسلام آباد استخدام الضربات الجوية داخل الأراضي الأفغانية لاستهداف مخابئ تقول إنها تُستخدم من قبل مقاتلي طالبان الباكستانية.

محمود جان بابر: حكومة كابل تتردد في اتخاذ أي إجراء ضد طالبان باكستان، لأنها تخشى من احتمال اندلاع تمرد كبير داخل صفوفها السبب المباشر

ونسب الكاتبان إلى محللين قولهم إن الارتفاع الأخير في هجمات طالبان الباكستانية ضد الجنود الباكستانيين كان السبب المباشر للاشتباكات الدامية.

ونقَلا عن محمود جان بابر، المحلل السياسي والأمني المقيم في بيشاور قوله إن هجمات طالبان الباكستانية، بما في ذلك التفجيرات الانتحارية، أجبرت باكستان على الرد عسكريا داخل أفغانستان.

وأضاف بابر، أن حكومة كابل تتردد في اتخاذ أي إجراء ضد طالبان باكستان، لأنها تخشى من احتمال اندلاع تمرد كبير داخل صفوفها، إذ قد ينضم مقاتلوها، وعناصر من طالبان الأفغانية، إلى بعضهم، أو ما هو أسوأ من ذلك، قد ينضمون إلى ما يُسمّى تنظيم الدولة الإسلامية -ولاية خراسان.

مواقف الدول ذات العلاقة

ثم دلف التقرير إلى تأثير هذه التوترات على دول المنطقة، مشيرا إلى أنها أثارت القلق، إذ تأتي في وقت تشهد فيه جنوب آسيا تغيرات سريعة في الديناميات الأمنية والعلاقات السياسية.

وأورد أن كلا من إيران ودولة قطر والمملكة العربية السعودية دعت الطرفين إلى التحلي بضبط النفس وإعطاء الأولوية للحوار والدبلوماسية، والعمل على احتواء الخلافات بطريقة تساعد على خفض التوتر وتجنب التصعيد، وتسهم في إحلال السلام والاستقرار الإقليمي.

أما الهند، التي استضافت خلال الأيام الماضية وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي في أول زيارة له إليها، وفقا للكاتبين، فلم تعلق بعد على هذه الاشتباكات، مما دفع إسلام آباد للارتياب في انخراط نيودلهي مع طالبان.

ونسب التقرير إلى إبراهيم بحيس، المحلل البارز المقيم في كابل لدى مجموعة الأزمات الدولية، قوله إن الترحيب الحار الذي حظي به متقي في الهند "ربما كان أحد العوامل التي دفعت الجيش الباكستاني في نهاية المطاف إلى التصعيد الكبير الذي شهدناه".

هل تتصاعد هذه الاشتباكات؟

وأشار محللون أمنيون ودبلوماسيون سابقون، بحسب التقرير، إلى أن كلا الجانبين يفضلان تجنب تصعيد الموقف، إذ استبعد عاصف دوراني، السفير الباكستاني السابق والممثل الخاص لدى أفغانستان، احتمال تطور هذا الاشتباك إلى أمر أكبر وأكثر خطورة.

وأضاف دوراني، في حديثه للجزيرة، أن أفغانستان لا تمتلك أي قدرة عسكرية تقليدية بالمقارنة مع باكستان، موضحا أن حرب العصابات ليست كالحرب النظامية، فالأخيرة نوع مختلف تماما من القتال، وتتفوق باكستان فيه تفوقا كبيرا على أفغانستان.

إعلان

وقال إبراهيم بحيس إنه يعتقد أن الأولوية لكل من إسلام آباد وكابل هي تخفيف التوتر. وأضاف أن كلا الجانبين لا يريد تصعيدا كبيرا على حدوده، إذ إنهما يواجهان بالفعل عدة مشاكل داخلية.

ويرى بابر أن على الجانبين الانخراط في المسار الدبلوماسي، قائلا إنها الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها إيجاد سبيل لحل الخلافات، مشيرا إلى أن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار التقى نظيره الأفغاني عدة مرات هذا العام، وتعهد الطرفان بعدم القتال.

وأضاف بابر أن كل طرف في هذا النزاع لديه مجموعة أصدقاء مشتركة مع الطرف الآخر، لا سيما الصين ودول أخرى إسلامية، كما أن الصين وروسيا أيضا لا ترغبان في تصعيد الوضع على هذه الحدود، وستدعوان الطرفين للعودة إلى طاولة المفاوضات، لذلك لا يعتقد بابر أن هناك تصعيدا إضافيا سيحدث.

لكن دوراني قال إن حركة طالبان الباكستانية تبقى العقبة الجوهرية في العلاقات المتوترة بين البلدين، إلا أن الحكومة الأفغانية ترفض الاعتراف بوجودهم داخل أراضيها، مشيرا إلى أن الأوضاع ستظل متوترة طالما بقي هذا العامل المزعج قائما.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات ترجمات طالبان الباکستانیة طالبان باکستان إسلام آباد إلى أن

إقرأ أيضاً:

بعد فشل المحادثات.. قتلى باشتباكات «عنيفة» بين باكستان وأفغانستان

قتل 4 أشخاص وأصيب 4 آخرون في اشتباك بين القوات الباكستانية والأفغانية في منطقة سبين بولداك الحدودية بولاية قندهار الأفغانية.

وأكد المتحدث باسم حركة طالبان الأفغانية، ذبيح الله مجاهد، أن باكستان هاجمت المنطقة، مدعياً أن قواتهم كانت ترد على الهجوم، بينما صرح مسؤولون باكستانيون أن القوات الأفغانية أطلقت قذائف هاون على منطقة باداني.

كما انتشرت شائعات عن قتال على طريق تشامان-قندهار السريع، على الرغم من عدم تأكيد هذه الأنباء على الفور، وكشف ضابط كبير في كويتا أن تبادل إطلاق النار بدأ حوالي الساعة العاشرة مساء واستمر حتى وقت متأخر من الليل.

ولم تصدر شعبة الإعلام في الجيش الباكستاني ووزارة الخارجية أي بيان رسمي. ويصل معبر تشامان الحدودي، المعروف أيضاً باسم “بوابة الصداقة”، إلى محافظة بلوشستان بمدينة قندهار الأفغانية.

أوكان فاد مسؤولون من باكستان وأفغانستان بأن البلدين تبادلا إطلاق نار كثيف في منطقة حدودية متأخرة مساء الجمعة، في ظل تصاعد التوتر عقب فشل محادثات السلام بينهما في وقت سابق من الأسبوع، دون ورود تقارير عن وقوع إصابات حتى الآن.

وأوضح المتحدث باسم حركة طالبان الأفغانية ذبيح الله مجاهد أن القوات الباكستانية شنت هجمات في منطقة سبين بولداك بولاية قندهار، فيما اتهم متحدث باسم رئيس الوزراء الباكستاني القوات الأفغانية بإطلاق نار غير مبرر على امتداد منطقة شامان الحدودية.

وقال المتحدث الباكستاني مشرف زيدي في بيان: “لا تزال باكستان في حالة تأهب تام وملتزمة بضمان وحدة أراضيها وسلامة مواطنيها”.

ويأتي تبادل إطلاق النار بعد يومين من انتهاء جولة جديدة من محادثات السلام بين باكستان وأفغانستان في السعودية دون تحقيق تقدم، رغم الاتفاق على مواصلة وقف إطلاق النار الهش بين الطرفين، وتشكل هذه الجولة أحدث لقاء في سلسلة اجتماعات استضافتها قطر وتركيا والسعودية بهدف تهدئة التوتر الناتج عن الاشتباكات الحدودية الدامية التي وقعت في أكتوبر الماضي.

وتؤكد باكستان أن مسلحين متمركزين في أفغانستان نفذوا هجمات داخل أراضيها في الفترة الأخيرة، شملت تفجيرات انتحارية شارك فيها مواطنون أفغان، بينما تنفي كابول هذه الاتهامات وتؤكد أنها لا تتحمل مسؤولية الأمن داخل باكستان.

وشهدت الحدود بين البلدين في أكتوبر الماضي اشتباكات دامية أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص، وهي الأسوأ منذ تولي طالبان السلطة في أفغانستان عام 2021، مما يعكس هشاشة الاتفاقات الأمنية وضرورة إيجاد حلول دبلوماسية عاجلة لتجنب المزيد من التصعيد.

وتمتد الحدود بين باكستان وأفغانستان لأكثر من 2500 كيلومتر وتعرف باسم “خط دوراند”، وقد شهدت منذ تقسيم المنطقة عام 1893 نزاعات متكررة وعمليات مسلحة بين القبائل المحلية والجيشين الوطنيين، فيما ازدادت حدة التوتر بعد سيطرة طالبان على أفغانستان عام 2021 وعودة حركة المسلحين عبر الحدود، ما جعل التفاهمات الأمنية غير مستقرة وتحتاج إلى ضمانات دولية وإقليمية للسلام الدائم.

الجيش الباكستاني يصف عمران خان بأنه “مريض عقلياً” ويثير جدلاً واسعاً

وصف الجيش الباكستاني، رئيس الوزراء السابق المسجون حالياً عمران خان بأنه “مريض عقلياً”، معتبراً أن منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي وزياراته العائلية تُستغل لمهاجمة القوات المسلحة وبث الفرقة بين صفوفها.

وقال المتحدث العسكري الفريق أول أحمد شريف شودري، دون الإشارة إلى خان بالاسم المباشر، إن الأخير يتمتع بطموحات نرجسية سياسية وصلت إلى حد اعتقاده بأن “إذا لم أكن في السلطة، فلا يجب أن يوجد أي شيء آخر”.

وأضاف أن من يلتقون به في السجن يستخدمون اللقاءات لنشر سموم ضد الجيش.

وجاءت تصريحات شودري بعد منشور لخان على منصة “إكس”، وصف فيه رئيس أركان الجيش الجنرال عاصم منير بأنه “غير مستقر عقلياً”، متهمه بانحدار أخلاقي تسبب في “الانهيار الكامل للدستور وسيادة القانون في باكستان”.

وأكد خان أنه وزوجته محتجزان بتهم يعتبرها ملفقة، وأنه يخضع للحبس الانفرادي ويواجه ضغوطاً نفسية.

وعلق المتحدث باسم خان، ذوالفقار بخاري، على تصريحات الجيش قائلاً إنها محاولة “لتمهيد الطريق لمواجهة أشد قسوة ضد الحزب وزيادة التعذيب النفسي وظروف السجن”، مشيراً إلى أن الاجتماعات معه قد مُنعت مستقبلاً.

ويُذكر أن عمران خان (73 عاماً) مسجون منذ عام 2023 بعد إدانته بالفساد ويواجه سلسلة من التهم الأخرى.

مقالات مشابهة

  • مقتل 5 في اشتباكات حدودية بين باكستان وأفغانستان
  • بعد فشل المحادثات.. قتلى باشتباكات «عنيفة» بين باكستان وأفغانستان
  • ساعات من النار… الحدود الأفغانية الباكستانية تشتعل من جديد
  • قتلى ومصابون في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية
  • السلطات الأفغانية: 4 قتلى بتبادل إطلاق نار على الحدود مع باكستان
  • مقتل 4 بتبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية
  • إسلام أباد تعلن إغلاق المعابر الحدودية مع أفغانستان
  • تجدد الاشتباكات المسلحة بين القوات الأفغانية والباكستانية
  • تصاعد التوتر بين باكستان وأفغانستان بعد عودة الاشتباكات
  • تبادل إطلاق نار كثيف بين باكستان وأفغانستان على الحدود