ما الخطوة التالية بعد الاشتباكات العنيفة بين باكستان وأفغانستان؟
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
نشر الكاتبان بموقع الجزيرة الإنجليزية ياشراج شارما وعبيد حسين تقريرا مطولا عن الاشتباكات التي جرت بين باكستان وأفغانستان وسبب اشتعالها وآخر مستجداتها وعلاقة الدول الخارجية بها، خاصة دول المنطقة والدول المعنية، وما يُتوقع لهذا النزاع بين البلدين خلال الفترة المقبلة.
وأشار التقرير إلى تبادل قوات البلدين إطلاق النار المميت في عدة مواقع على طول الحدود بينهما، وزعم كل منهما الاستيلاء على نقاط حدودية وتدمير أخرى، وقتل عشرات الأشخاص من الطرف الآخر، في واحدة من أسوأ المواجهات الحدودية منذ سنوات.
يوم الخميس الماضي (9 أكتوبر/تشرين الأول)، وفقا للتقرير، هزّت العاصمة الأفغانية كابل أصوات انفجارين، بينما وقع انفجار ثالث في سوق مدني بولاية باكتيكا الحدودية، وفقا لما أعلنته وزارة الدفاع التابعة لحكومة طالبان يوم الجمعة.
وأشار الكاتبان إلى أن كابل اتهمت إسلام آباد بانتهاك "سيادة الأراضي الأفغانية"، بينما لم تنفِ باكستان بشكل مباشر مسؤوليتها عن التفجيرات، لكنها طالبت أفغانستان بكبح نشاط مقاتلي "تحريك طالبان باكستان".
ونقل الكاتبان عن مسؤول أمني باكستاني قوله لوكالة "رويترز" إن ضربات جوية نُفذت بالفعل، وكان الهدف منها اغتيال زعيم حركة طالبان باكستان الذي كان يسافر في مركبة داخل كابل.
ولم تتمكن شبكة الجزيرة من التحقق بشكل مستقل مما إذا كان الزعيم المستهدف، نور ولي محسود، قد نجا من الهجوم أم لا.
ولفت التقرير الانتباه إلى أن باكستان وطالبان كانتا في الماضي حليفتين تجمعهما مصالح أمنية مشتركة، لكن العلاقة بينهما أصبحت عدائية بشكل متزايد بعد أن اتهمت إسلام آباد حكومة طالبان بإيواء مقاتلي طالبان الباكستانية المتهمين بتنفيذ هجمات داخل الأراضي الباكستانية على مدى سنوات.
إعلانونقل ياشراج وعبيد عن مركز البحوث والدراسات الأمنية، ومقرّه إسلام آباد، أن عدد الوفيات المسجلة خلال التسعة أشهر الأولى من العام الجاري، بلغ ما لا يقل عن 2414 حالة، وأنه إذا استمر هذا الاتجاه، فإن عام 2025 قد يكون من أكثر الأعوام دموية في باكستان. ففي العام الماضي، قُتل ما لا يقل عن 2546 شخصا في هجمات.
واستمر التقرير في سرده قائلا إن وتيرة الهجمات كانت قد تصاعدت بعد الإطاحة برئيس الوزراء السابق عمران خان في أبريل/نيسان 2022، لافتا إلى أن حكومة خان كانت قد شاركت حركة طالبان الأفغانية في جهود لإقناع طالبان الباكستانية بوقف إطلاق النار، لكن هذا الاتفاق انهار لاحقا خلال فترة حكم خان، وإن كانت وتيرة الهجمات حينها أقل حدة.
ومع مرور الوقت، يقول التقرير إن العلاقات تدهورت أكثر، إذ كثّفت إسلام آباد استخدام الضربات الجوية داخل الأراضي الأفغانية لاستهداف مخابئ تقول إنها تُستخدم من قبل مقاتلي طالبان الباكستانية.
محمود جان بابر: حكومة كابل تتردد في اتخاذ أي إجراء ضد طالبان باكستان، لأنها تخشى من احتمال اندلاع تمرد كبير داخل صفوفها السبب المباشرونسب الكاتبان إلى محللين قولهم إن الارتفاع الأخير في هجمات طالبان الباكستانية ضد الجنود الباكستانيين كان السبب المباشر للاشتباكات الدامية.
ونقَلا عن محمود جان بابر، المحلل السياسي والأمني المقيم في بيشاور قوله إن هجمات طالبان الباكستانية، بما في ذلك التفجيرات الانتحارية، أجبرت باكستان على الرد عسكريا داخل أفغانستان.
وأضاف بابر، أن حكومة كابل تتردد في اتخاذ أي إجراء ضد طالبان باكستان، لأنها تخشى من احتمال اندلاع تمرد كبير داخل صفوفها، إذ قد ينضم مقاتلوها، وعناصر من طالبان الأفغانية، إلى بعضهم، أو ما هو أسوأ من ذلك، قد ينضمون إلى ما يُسمّى تنظيم الدولة الإسلامية -ولاية خراسان.
مواقف الدول ذات العلاقةثم دلف التقرير إلى تأثير هذه التوترات على دول المنطقة، مشيرا إلى أنها أثارت القلق، إذ تأتي في وقت تشهد فيه جنوب آسيا تغيرات سريعة في الديناميات الأمنية والعلاقات السياسية.
وأورد أن كلا من إيران ودولة قطر والمملكة العربية السعودية دعت الطرفين إلى التحلي بضبط النفس وإعطاء الأولوية للحوار والدبلوماسية، والعمل على احتواء الخلافات بطريقة تساعد على خفض التوتر وتجنب التصعيد، وتسهم في إحلال السلام والاستقرار الإقليمي.
أما الهند، التي استضافت خلال الأيام الماضية وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي في أول زيارة له إليها، وفقا للكاتبين، فلم تعلق بعد على هذه الاشتباكات، مما دفع إسلام آباد للارتياب في انخراط نيودلهي مع طالبان.
ونسب التقرير إلى إبراهيم بحيس، المحلل البارز المقيم في كابل لدى مجموعة الأزمات الدولية، قوله إن الترحيب الحار الذي حظي به متقي في الهند "ربما كان أحد العوامل التي دفعت الجيش الباكستاني في نهاية المطاف إلى التصعيد الكبير الذي شهدناه".
هل تتصاعد هذه الاشتباكات؟وأشار محللون أمنيون ودبلوماسيون سابقون، بحسب التقرير، إلى أن كلا الجانبين يفضلان تجنب تصعيد الموقف، إذ استبعد عاصف دوراني، السفير الباكستاني السابق والممثل الخاص لدى أفغانستان، احتمال تطور هذا الاشتباك إلى أمر أكبر وأكثر خطورة.
وأضاف دوراني، في حديثه للجزيرة، أن أفغانستان لا تمتلك أي قدرة عسكرية تقليدية بالمقارنة مع باكستان، موضحا أن حرب العصابات ليست كالحرب النظامية، فالأخيرة نوع مختلف تماما من القتال، وتتفوق باكستان فيه تفوقا كبيرا على أفغانستان.
إعلانوقال إبراهيم بحيس إنه يعتقد أن الأولوية لكل من إسلام آباد وكابل هي تخفيف التوتر. وأضاف أن كلا الجانبين لا يريد تصعيدا كبيرا على حدوده، إذ إنهما يواجهان بالفعل عدة مشاكل داخلية.
ويرى بابر أن على الجانبين الانخراط في المسار الدبلوماسي، قائلا إنها الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها إيجاد سبيل لحل الخلافات، مشيرا إلى أن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار التقى نظيره الأفغاني عدة مرات هذا العام، وتعهد الطرفان بعدم القتال.
وأضاف بابر أن كل طرف في هذا النزاع لديه مجموعة أصدقاء مشتركة مع الطرف الآخر، لا سيما الصين ودول أخرى إسلامية، كما أن الصين وروسيا أيضا لا ترغبان في تصعيد الوضع على هذه الحدود، وستدعوان الطرفين للعودة إلى طاولة المفاوضات، لذلك لا يعتقد بابر أن هناك تصعيدا إضافيا سيحدث.
لكن دوراني قال إن حركة طالبان الباكستانية تبقى العقبة الجوهرية في العلاقات المتوترة بين البلدين، إلا أن الحكومة الأفغانية ترفض الاعتراف بوجودهم داخل أراضيها، مشيرا إلى أن الأوضاع ستظل متوترة طالما بقي هذا العامل المزعج قائما.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات ترجمات طالبان الباکستانیة طالبان باکستان إسلام آباد إلى أن
إقرأ أيضاً:
اشتباكات حدودية بين باكستان وأفغانستان تودي بحياة 20 عنصرًا من طالبان
أفاد مسؤولون باكستانيون، اليوم الأربعاء، بمصرع 20 عنصرا من قوات طالبان الأفغانية وأن 6 أفراد من قوة باكستانية شبه عسكرية قتلوا في اشتباك مسلح بالقرب من الحدود الأفغانية.
وقال الجيش الباكستاني، إن حوالي 20 فردا من عناصر طالبان الأفغانية قتلوا في اشتباكات حدودية.
وجاء في بيان الجيش "في وقت مبكر من صباح اليوم (الأربعاء)، تم تنفيذ هجوم من قبل حركة طالبان الأفغانية عند الحدود"، مضيفا أنه "ردا على الهجوم، قُتل ما بين 15 إلى 20 من عناصر طالبان الأفغانية وأصيب آخرون بجروح".
على الصعيد ذاته قال مسؤولون باكستانيون إن 6 أفراد من قوات باكستانية شبه عسكرية قتلوا في اشتباك مع مسلحين قرب الحدود الأفغانية.
وكان مسؤولون أفغان أعلنوا في وقت سابق مقتل 15 مدنيا وإصابة 100 في اشتباكات حدودية مع قوات باكستانية.
طالبان: لن نسمح بتسليم قاعدة باغرام إلى ترامب
قال المتحدث الرسمي باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، إن دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستعادة قاعدة باغرام في أفغانستان، مرفوضة بشكلٍ قاطع.
وفي مقابلة حصرية مع شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، أكد مجاهد قائلا: "لن يسمح الأفغان أبدا بأن تسلم أرضهم لأي طرف تحت أي ظرف من الظروف".
وذكر مجاهد أن الحكومة الأفغانية أجرت محادثات مع الولايات المتحدة بشأن إعادة فتح السفارة الأفغانية في واشنطن والسفارة الأمريكية في كابل، وأضاف: "لقد ناقشنا هذا الأمر ونرغب في رؤية إعادة فتح السفارات في كل من كابل وواشنطن".
وأوضح مجاهد أن طالبان لا تعاني من مشكلة شرعية، قائلا: "ليست روسيا وحدها من اعترفت بالإمارة الإسلامية علنا. هناك عدة دول أخرى قدمت الاعتراف، وإن لم يكن علنيا".
طالبان ترد على أنباء حظرها الإنترنت في أفغانستان
علقت حكومة "طالبان" في أفغانستان على التقارير التي تحدثت عن حظرها الإنترنت وقطعه على مستوى البلاد، حيث نفت الأمر بشكلٍ قاطع.
وجاء بيان الحكومة الأفغانية ردا على أنباء متداولة بشأن نية السلطات قطع خدمات الإنترنت على نطاق واسع، حيث انقطعت خدمات الإنترنت والهواتف المحمولة في مختلف أنحاء أفغانستان يوم الثلاثاء، فيما لم تقدم سلطات "طالبان" أي تفسير لهذه الخطوة.
من جهتها، أكدت الحكومة الأفغانية أن الخدمات تعمل بشكل طبيعي، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.