من يتحمل مسؤولية قطع الإنترنت في السودان؟
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
#السودان_خارج_ التغطية وسم أطلقه جمهور منصات التواصل السودانيين خارج البلاد يسلط الضوء على انقطاع الاتصالات وخدمة الإنترنت عن معظم مناطق السودان لليوم الـ6 على التوالي.
وقال مرصد "نت بلوكس" المعني بمتابعة خدمة الإنترنت حول العالم إن مشغلي الإنترنت الثلاثة في السودان خرجوا عن الخدمة، مما أدى إلى انقطاع الخدمة في البلاد.
⚠️ Confirmed: Live network data show a new collapse of internet connectivity in #Sudan, with leading mobile operator Zain now also falling largely offline; the incident comes amid heightened tensions between the military government and the RSF paramilitary group ???? pic.twitter.com/TY2g29AjdV
— NetBlocks (@netblocks) February 7, 2024
واتهم مغردون قوات الدعم السريع بقطع خدمة الاتصالات والإنترنت عن البلاد، وقالوا إن الدعم السريع لم يكتف بارتكاب الجرائم بكافة أشكالها بحق الشعب السوداني، بل أضاف إليها قطع الإنترنت وشبكات الاتصال في جميع مدن السودان لكي يمنع السودانيين من حقهم في إيصال صوتهم للعالم.
الدعم السريع ما اكتفى بجرائم الاغىًصاب والقىًل والنهب والسرقة ال بيرتكبها في حق الشعب السوداني وقام اليوم بقطع الانترنت وشبكات الاتصال في جميع مدن السودان عشان يمنع السودانيين من حقهم في إيصال صوتهم للعالم #السودان_خارج_التغطية#الدعم_السريع_يقطع_الإتصالات #KeepEyesOnSudan pic.twitter.com/oE1CBNswzE
— ???????????????? (@its_anas1) February 7, 2024
وأشار بعض المدونين إلى أن من قطع خدمة الإنترنت لا يريد للناس أن تتابع الأوضاع في الداخل مع استمرار الجرائم التي ترتكبها قوات محمد حمدان دقلو "حميدتي" بحق المدنيين في مختلف المناطق التي يدخلونها، وأضافوا أنها جريمة جديدة تضاف لجرائم قوات الدعم السريع بحق الشعب السوداني، بحسب تعليقاتهم.
ميليشيا الدعم السريع تقطع شبكة الاتصالات والإنترنت عن المواطنين في السودان في كافة الولايات و عدم القدرة على التواصل او متابعة الاوضاع و استمرار ارتكاب جرائم اخرى في حق المواطنين#السودان_خارج_التغطية
#الدعم_السريع_يقطع_الاتصالات pic.twitter.com/R0h4yvxTmo
— نوري (@Noory_alshaigy) February 7, 2024
وعبر آخرون عن استنكارهم لانقطاع الاتصالات وخدمة الإنترنت عن كافة البلاد بالقول "تستطيعون استيعاب أنه في بقعة مظلمة في كوكب الأرض اسمها السودان معزولة عن أي شيء حاليا، ولا يعرف ماذا يحدث على الأرض، انتهى وفوضنا أمرنا لله".
قادرين تستوعبوا إنه في بقعة مظلمة في كوكب الأرض اسمها السودان معزولة عن أي شي حاليا وما معروف البحصل شنو
الكلام زاتو انتهى وفوضنا أمرنا لله
حسبي الله ونعم الوكيل #السودان_خارج_التغطية #السودان#الخرطوم #الدعم_السريع_ميليشيا_ارهابية
— محمد عز (@zan_ezz) February 7, 2024
وطالب مغردون بتفعيل وسم #السودان_خارج_التغطية بكثرة وبدء الضغط الإعلامي على الجهة التي قطعت الإنترنت في البلاد، وقالوا إن السودانيين يعانون من الحرب منذ 9 أشهر، ويعتمد كثيرون منهم على الحوالات المادية الخارجية والداخلية، والتي تتم بشكل مباشر عن طريق الإنترنت، وهذا يعني قطع أحد أهم شرايين الحياة عن الملايين من السودانيين، بحسب قول أحدهم.
يا جماعة فعلو الهاشتاقات دي ابدو و الضغط الإعلامي، ناس السودان بقو خارج التغطية كليا، عارفين انتو الحاجة دي سيئة لياتو درجة و تأثيرها على الناس المتواجدين هناك حاليا؟ الناس المعتمدين على الشبكات في التحويلات و غيرها#السودان_خارج_التغطية #الدعم_السريع_يقطع_الإتصالات pic.twitter.com/7kt4g8AK9M
— أنا سوداني ???????? (@anasudani249) February 7, 2024
وتساءل بعض المتابعين عن الفائدة التي ستجنيها قوات الدعم السريع ومن يدعمها من قطع خدمة الإنترنت؟ وهل يريدون بهذه التصرفات إطالة أمد الحرب على حساب الشعب السوداني وترجيح كفة المليشيات بحسب تعبيراتهم، مضيفين أن قوات حميدتي قطعت الإنترنت الفضائي (ستارلنك) غير الرسمي.
في المقابل اتهم بعض المتابعين الجيش السوداني بقطع شبكة الاتصالات وخدمة الإنترنت، وأن الجيش يريد إخفاء بعض الحقائق والخلافات التي تجري في بين قاداتهم، بحسب تعليق أحدهم.
ويشار إلى أن وكالة الأنباء السودانية لم تنشر أي خبر عبر حساباتها على منصات التواصل منذ أكثر من 24 ساعة وحتى كتابة الخبر.
وكانت وزارة الخارجية السودانية قالت إن ما سمتها مليشيا قوات الدعم السريع قطعت في الأيام القليلة الماضية الاتصالات الهاتفية وشبكة الإنترنت في أجزاء واسعة من البلاد.
وأضاف البيان الصادر الاثنين أن "هذه الجريمة لها آثار كارثية على الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، وستفاقم معاناة المدنيين المستمرة".
وأشار البيان إلى أن قطع خدمات الاتصالات والإنترنت يعني توقف التحويلات المصرفية والخدمات المالية الرقمية التي أصبحت شريان الحياة بالنسبة لقطاع كبير من المواطنين في ظل توقف العديد من الأنشطة الاقتصادية ووسائل كسب العيش.
وقال خبير ومسؤول سابق في هيئة الاتصالات السودانية -الذي فضل حجب اسمه- للجزيرة إن قوات الدعم السريع أمرت بالفعل شركتي "سوداني" و"إم تي إن" للاتصالات بقطع خدمات الاتصال والإنترنت عن 36 مليون مشترك في البلاد، وأضاف أن قوات الدعم السريع تسيطر على المناطق التي توجد فيها الخوادم الرئيسية للشركتين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الشعب السودانی خدمة الإنترنت الإنترنت عن pic twitter com
إقرأ أيضاً:
زوبعة الحكومة الموازية في السودان
يمكن لأي جماعةٍ أن تعلن تشكيل حكومة على الورق أو في الفضاء الرقمي، لكن هذا لا يعطيها شرعيةً أو وجوداً حقيقياً. فأي حكومة لا تملك السيطرة على أرضٍ ذات سيادة، ولا تمثل إرادة شعبية واسعة، ولا تحظى باعتراف دولي، تعد حكومة وهمية، أو في حالات أخرى محاولة لكسب نقاط تفاوضية، أو لمنازعة السلطة القائمة والمعترف بها في المحافل الدولية.
الحكومة «الموازية» التي أعلنتها «قوات الدعم السريع» وحلفاؤها في منصة «تأسيس» هي مزيج من كل ذلك، وهي محاولة لفرض واقع جديد بعدما فشل مشروع السيطرة على الدولة السودانية بالكامل بعد اندلاع حرب 15 أبريل (نيسان) 2023، والهزائم التي أخرجت «الدعم السريع» من الأراضي التي تمددت فيها، وحصرت سيطرتها في أجزاء من إقليم كردفان ومساحات من دارفور. لكن هذه المحاولة ليست مرشحةً للفشل فحسب، بل قد تنقلب وبالاً على «الدعم السريع» وحلفائها.
الخطوة قُوبلت بإدانة واسعة من كثير من الدول، ومن المنظمات الإقليمية، ومن الأمم المتحدة، وكلها اتفقت على عدم مشروعية هذه «الحكومة»، محذرةً من أنها قد تمس بوحدة البلاد ولا تعبر عن إرادة الشعب السوداني. بل إن الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية وجّها دعوة للدول لعدم الاعتراف بها، مع التأكيد على دعم وحدة السودان وسيادته وأمنه، والتشديد على التعامل مع السلطة القائمة والمعترف بها.
داخلياً فجّرت الخطوة نقمة وخلافات في أوساط «قوات الدعم السريع» التي بدأت تشهد في الأشهر الأخيرة تصدعاً خرج إلى العلن بسبب صراعات النفوذ، والتوترات القبلية، والشكاوى من وجود تمييز وعنصرية من مكونات على حساب أخرى، مع انفلات أمني في مناطق سيطرتها أدى إلى مواجهات مسلحة مرات عدة.
ومع إعلان الحكومة أعلن عدد من مستشاري «الدعم السريع» انشقاقهم احتجاجاً، بينما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو لمقاتليها الساخطين على تشكيلة الحكومة والمجلس الرئاسي لـ«تأسيس». في هذه المقاطع هاجم المجندون قياداتهم وأعلنوا رفضهم لما وصفوه بالتهميش لهم ولقبائلهم، وطالبوا بحصتهم في قسمة السلطة على أساس أنهم من حمل السلاح وقاتل وفقد أعداداً كبيرةً من الشباب، ولكن لم يتم تمثيلهم في حين ذهبت المناصب لأصحاب «البدلات» من المدنيين الذين لم يشاركوا في القتال.
وبينما شن المحتجون في «الدعم السريع» هجوماً شديداً على عبد العزيز الحلو، رئيس «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، الذي حصل على منصب نائب رئيس المجلس الرئاسي وحصة 30 في المائة من المناصب الأخرى، فإن الرجل قُوبل أيضاً بموجة من السخرية من ناشطين في مناطق سيطرته في جبال النوبة لقبوله أن يكون نائباً لمحمد حمدان دقلو (حميدتي)، متسائلين ما إذا كانت «الحركة الشعبية» قاتلت من أجل المناصب على حساب شعارات التهميش ورفع المظالم.
الواقع أن تحرك «قوات الدعم السريع» ومجموعة «تأسيس» لإعلان حكومة لا يعكس قوة، بقدر ما يظهر يأسها من قلب الموازين العسكرية مجدداً، ويزيد من تصدعاتها. فهذه الحكومة سيصعب عليها الوجود على الأرض في ظل الهجمات التي يشنها الجيش السوداني في دارفور وكردفان، بعدما انتقلت المعارك غرباً، وسط مؤشرات على أن الجيش يستعد لشن هجمات كبرى منسقة على غرار ما حدث في الجزيرة والخرطوم. وعلى الرغم من الصخب الإعلامي عن أن إعلان الحكومة كان من نيالا، فالحقيقة أن اجتماعات ترتيب خطواتها وتشكيل المجلس الرئاسي كانت في كينيا، وفقاً لبيان الخارجية السودانية.
لا أمل للحكومة الموازية في تغيير الموازين التي لم تعد تسير لصالح الدعم السريع
«قوات الدعم السريع» قد تكون مسيطرة حالياً على أجزاء كبيرة من دارفور وبعض المواقع في كردفان، لكنها لا تمثل بأي حال أغلبية السكان هناك، ولا تحظى بتأييد مكونات ومجموعات مقدرة، لا سيما بعد الانتهاكات الواسعة وجرائم الإبادة التي ارتكبتها. وحتى داخل مكونها القبلي فإنها تواجه عداء شخصيات نافذة مثل الشيخ موسى هلال رئيس «مجلس الصحوة الثوري» الذي انتقد تشكيل الحكومة الموازية، وشن هجوماً عنيفاً على حميدتي وشقيقه عبد الرحيم، وسخر من فكرة أن يحكما السودان.
المفارقة أنه مع إعلان هذه الحكومة أعلنوا أيضاً تعيين ولاة لأقاليم السودان في الوسط والشمال والشرق والنيل الأزرق والخرطوم، وهي المناطق التي كان أهلها يحتفلون بانتصارات الجيش والقوات التي تقاتل في صفوفه، وإخراجه «قوات الدعم السريع» منها. هذه التعيينات تضيف بلا شك إلى عبثية المشهد، لسببين؛ الأول أنه لا أمل لهؤلاء «الولاة» في تسلم سلطة فعلية على هذه المناطق، ولا معطيات حقيقية بإمكانية عودة «الدعم السريع» للسيطرة عليها، والثاني أنه حتى عندما كانت قواتها تسيطر عليها سابقاً فإن الإدارات المدنية التي شكلتها فيها لم تكن سوى مسميات وهمية لا وجود حقيقياً لها، ولا إنجازات.
الحقيقة أنه على الرغم من الفورة الإعلامية التي رافقت إعلانها، فإنه لا أمل للحكومة الموازية في تغيير الموازين التي لم تعد تسير لصالح الدعم السريع ناهيك عن أن تصبح حكومة بديلة تحكم السودان كله.
الشرق الأوسط