نظمت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط -ممثلة في مدرسة سهيل بن عمرو العامري بالشراكة مع كلية الشرق الأوسط- جلسة حوارية تناولت "الذكاء الاصطناعي واستخدامات إنترنت الأشياء، والأمن السيبراني في عصر الإنترنت" وذلك في الحفل الذي أقيم على مسرح الكلية، احتفاءً باليوم العالمي للإنترنت الآمن، والذي يصادف 8 فبراير من كل عام، أقيمت الجلسة الحوارية والاحتفالية برعاية سعادة الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم بحضور الدكتور علي الجهوري مدير عام المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط وعدد من التربويين وطلبة المدارس.

حيث ألقى الدكتور عبدالله بن سيف الصباحي رئيس مجلس إدارة كلية الشرق الأوسط كلمة قال فيها: نلتقي معا محتفين بفعالية اليوم العالمي للإنترنت الآمن، والتي تأتي والعالم يشهد نهضةً رقميةً متسارعةً وكبيرة، ففي كل يوم تطالعنا الأخبار بتقنية جديدة، وحدث معلوماتي فريد، واختراع رقمي يضاف لقائمة المخترعات التي تسهل الحياة، وتفتح أفقا واسعا للبشرية تسهيلا لأعمالها وتواصلها، كل ذلك فرض تحديات كبيرة تتعلق بالأمن المعلوماتي، والحاجة الماسة لنظم حماية قوية وفاعلة لجعل بيئة شبكة المعلومات بيئة آمنة من مخاطر القرصنة، كما يأتي تنظيم هذا الحفل بهدف تعزيز العمل المشترك بين دول العالم لرفع مستوى الوعي بمخاطر الإنترنت، وأهمية الحفاظ على الخصوصية والتحذير من الاستخدام السيئ وعواقبه القانونية، إضافة إلى تطوير المعايير والأنظمة الأخلاقية والسلوكية عند استخدام الإنترنت.

اشتمل الحفل على عرض مرئي حوى مشاهد توعوية عن حماية الأطفال من مخاطر الأنترنت، وجلسات حوارية تمحورت عن الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، والأمن السيبراني في عصر الإنترنت، فقدم محمد المحروقي ورقة بعنوان قانون الجزاء في مكافحة جرائم تقنية المعلومات والاستغلال السيئ للتقنية وحماية البيانات، كما قدمت عايدة الشبيبية ورقة بعنوان "الأمن السيبراني في عصر إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي"، تطرقت الورقة إلى التهديدات الناشئة في مجال الأمن السيبراني، وكيف يمكننا حماية أنفسنا بفعالية، كما تحدثت أماني المعشرية عن "التحول الرقمي وتأثير الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والإنترنت على طلاب المدارس"، فيما قدمت سنا الغاوية "مزايا وعيوب الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء"، واختتمت سارة العبرية تقديم الموضوعات بورقة تناولت "الاستعداد للمستقبل"، تناولت كيفية تجهيز الطلاب لعالم مدفوع بالتكنولوجيا وضرورة النظر إلى الدور الكبير للذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في حياتنا، وما هي الإستراتيجيات التي يجب على النظم التعليمية اعتمادها لتحضير الطلاب لمستقبل تقني متقدم، كما تناولت الجلسة الحوارية ورقة قدمت من قبل الجمعية العمانية للأخصائيين الاجتماعيين، تناولت الذكاء الاصطناعي والإنترنت، وتناولت الورقة الأخيرة "مستقبل الأمن السيبراني وفرص العمل".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

هل يخفي الذكاء الاصطناعي عنصرية خلف خوارزمياته الذكية؟

 

 

مؤيد الزعبي

بما أننا مقبلون على مرحلة جديدة من استخدامات الذكاء الاصطناعي وجعله قادرًا على اتخاذ القرارات بدلًا عنَّا يبرز سؤال مهم؛ هل سيصبح الذكاء الاصطناعي بوابتنا نحو مجتمع أكثر عدلًا وإنصافًا؟ أم أنه سيعيد إنتاج تحيزاتنا البشرية في قالب رقمي أنيق؟ بل الأخطر من ذلك: هل سيغدو الذكاء الاصطناعي أداة عصرية تمارس من خلالها العنصرية بشكل غير مُعلن؟

قد تحب- عزيزي القارئ- تصديق أن هذه الأنظمة "ذكية" بما يكفي لتكون حيادية، لكن الحقيقة التي تكشفها الدراسات أكثر تعقيدًا؛ فالذكاء الاصطناعي في جوهره يتغذى على بياناتنا وتاريخنا، وعلى ما فينا من تحامل وتمييز وعنصرية، وبالتالي فإن السؤال الحقيقي لا يتعلق فقط بقدرة هذه الأنظمة على اتخاذ قرارات عادلة، بل بمدى قدرتنا نحن على برمجتها لتتجاوز عيوبنا وتاريخنا العنصري، ولهذا في هذا المقال نقترب من هذه المنطقة الرمادية، حيث تتقاطع الخوارزميات مع العدالة، وحيث قد تكون التقنية المنقذ أو المجرم المتخفي.

لنقرّب الفكرة بمثال واقعي: تخيّل شركة تستخدم الذكاء الاصطناعي لفرز السير الذاتية واختيار المتقدمين للوظائف. إذا كانت خوارزميات هذا النظام مبنية على بيانات تحمل انحيازًا ضد جنس أو لون أو جنسية معينة، فقد يستبعد المرشحين تلقائيًا بناءً على تلك التحيزات. وهذا ليس ضربًا من الخيال؛ فقد وجدت دراسة حديثة أجرتها جامعة واشنطن (أكتوبر 2024) أن نماذج لغوية كبيرة أظهرت تفضيلًا واضحًا لأسماء تدلّ على أصحاب البشرة البيضاء بنسبة 85%، مقابل 11% فقط لأسماء مرتبطة بالنساء، و0% لأسماء تعود لأشخاص من ذوي البشرة السوداء، تُظهر هذه الأرقام المقلقة كيف أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي، والتي تستخدمها نحو 99% من شركات "فورتشن 500"، يمكن أن تؤثر سلبًا على فرص ملايين الأشخاص الباحثين عن عمل، لا لسبب سوى أنهم وُلدوا بهوية مختلفة، أي أن تحيّز هذه الأنظمة يمكن أن يمس ملايين الباحثين عن العمل.

الأمر يزداد خطورة عند الحديث عن أنظمة التعرف على الوجوه، والتي تُستخدم حاليًا في تعقب المجرمين ومراقبة الأفراد. دراسات عديدة أثبتت أن هذه الأنظمة تخطئ بنسبة تصل إلى 34% عند التعامل مع النساء ذوات البشرة الداكنة، كما تُسجَّل أخطاء في التعرف على الوجوه الآسيوية، ما قد يؤدي إلى اعتقالات خاطئة أو مراقبة غير مبررة لأشخاص أبرياء، فقط لأن الخوارزمية لم تتعلم بشكل عادل، وتخيل الآن كيف سيكون الأمر عندما يدخل الذكاء الاصطناعي- بكل تحيزاته- إلى قاعات المحاكم، أو إلى أنظمة القضاء الإلكترونية، ليصدر أحكامًا أو يوصي بعقوبات مشددة، وحينها بدلًا من أن نصل لقضاء عادل سنصل لعدالة مغلفة بواجهة من الحياد الزائف.

ولننتقل إلى السيناريو الأكثر رعبًا: الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري. ما الذي قد يحدث إذا تم برمجة أنظمة قتالية لتحديد "العدو" بناءً على لون بشرة أو جنسية؟ من يتحمل المسؤولية حين ترتكب هذه الأنظمة مجازر على أساس تحيز مبرمج مسبقًا؟ تصبح هذه الأنظمة أداة للقتل بعنصرية عقل إلكتروني، ومن هنا ستتفاقم العنصرية، وستصبح هذه الأنظمة بلا شك أداة لقتل كل ما تراه عدوًا لها ليأتي اليوم الذي تجدنا فيه نحن البشر ألذ أعدائها.

في قطاع الرعاية الصحية أيضًا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون عنصريًا خصوصًا لو تم برمجتها لتتحكم بمستحقي الدعم الصحي أو حتى استخدامها في أنظمة حجز مواعيد العمليات، فلو وجد أي عنصرية بهذه الأنظمة؛ فبالطبع ستعطي الأولوية لأصحاب بشرة معينة أو جنسية معينة مما سيحرم الكثيرين من الوصول للعلاج في الوقت المناسب.

حتى نكون منصفين هنا نحتاج إلى تمييز دقيق بين نوعين من عنصرية الذكاء الاصطناعي: العنصرية المقصودة: الناتجة عن برمجة متعمدة تخدم مصالح أو توجهات محددة، والعنصرية غير المقصودة: الناتجة عن تغذية الأنظمة ببيانات غير عادلة أو تمثل واقعًا عنصريًا، فتُصبح الخوارزميات انعكاسًا له.

وأيضًا هناك مشكلة مهمة يجب معالجتها فلو عدنا لموضوع الرعاية الصحية؛ فلو قمنا بإدخال بيانات المرضى على هذه الأنظمة وكان حجم البيانات لفئة معينة أكثر من فئة أخرى فربما يعالج الذكاء الاصطناعي هذا الأمر على أن فئة معينة لا تحتاج للعلاج أو تحتاج لرعاية صحية أقل من غيرها وبالتالي يستثنيها من علاجات معينة أو مطاعيم معينة مستقبلًا، ولهذا يجب أن نعمل على تنقيح بيناتنا من العنصرية قدر الإمكان لتجنب تفاقم الأزمة مستقبلا.

يجب ألا نعتقد أبدًا بأن الذكاء الاصطناعي سيكون منصفًا لمجرد أنه آلة لا تفاضل شيء على شيء، فهذا سيمكن الصورة النمطية الموجودة حاليًا في مجتمعاتنا، فالذكاء الاصطناعي تقنية مازالت عمياء وليست واعية بما يكفي لتميز أية التمييز وتحذفه من برمجياتها، إنما تأخذ الأنماط الموجودة وتبني عليها، وسنحتاج وقت أطول لمعالجة هذه الفجوة كلما مضى الوقت.

إذا سألتني عزيزي القارئ ما هي الحلول الممكنة نحو ذكاء اصطناعي عادل وشامل، فالحلول كثيرة أهمها أن نوجد أدوات ذكاء اصطناعي قادرة على إيجاد العنصرية وتبدأ بمعالجتها واستثنائها في خوارزمياتها، وهذه مسؤولية الشركات الكبرى التي تبني نماذج الذكاء الاصطناعي، وثانيًا يجب أن نطور أنظمة ذكاء اصطناعي مبنية على العنصرية فهذه الأنظمة ستطور من نفسها وستكون عدوة للبشرية في قادم الأيام، أيضًا يجب أن يكون هناك تنويع في البيانات  فكلما انعكس التنوع في البيانات والتصميم، كلما انخفضت احتمالية انتشار النتائج العنصرية وحققنا الإنصاف المطلوب.

في النهاية يجب القول إن الذكاء الاصطناعي ليس عدوًا بالضرورة، لكنه قد يكون كذلك إذا تركناه يتغذّى على أسوأ ما فينا وأقصد هنا العنصرية.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • جامعة الوادي الجديد تحتفل باليـوم العالمي للبيئة تحت شعار إنهاء التلوث البلاستيكي
  • شرم الشيخ.. سفارة الهند تحتفل باليوم العالمي لليوجا في ميدان السلام
  • معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ينظم ندوة احتفاء باليوم العالمي للمرأة في الدبلوماسية
  • سام ألتمان.. رأس الحربة في الذكاء الاصطناعي الإمبريالي
  • سامسونج تكشف عن أرخص هواتف الذكاء الاصطناعي
  • علماء روس يستخدمون الذكاء الاصطناعي في فهم الجينات
  • هل يخفي الذكاء الاصطناعي عنصرية خلف خوارزمياته الذكية؟
  • كيف غير الذكاء الاصطناعي شكل التصعيد بين إيران والاحتلال؟
  • سلطنة عمان تحتفل باليوم العالمي للمتبرعين بالدم
  • «معًا ننقذ الأرواح»: المنيا تحتفي باليوم العالمي للتبرع بالدم.. والمحافظ يؤكد: عطاؤكم حياة