جلسات حوارية وتوعوية في الاحتفاء باليوم العالمي للإنترنت الآمن
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
نظمت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط -ممثلة في مدرسة سهيل بن عمرو العامري بالشراكة مع كلية الشرق الأوسط- جلسة حوارية تناولت "الذكاء الاصطناعي واستخدامات إنترنت الأشياء، والأمن السيبراني في عصر الإنترنت" وذلك في الحفل الذي أقيم على مسرح الكلية، احتفاءً باليوم العالمي للإنترنت الآمن، والذي يصادف 8 فبراير من كل عام، أقيمت الجلسة الحوارية والاحتفالية برعاية سعادة الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم بحضور الدكتور علي الجهوري مدير عام المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط وعدد من التربويين وطلبة المدارس.
حيث ألقى الدكتور عبدالله بن سيف الصباحي رئيس مجلس إدارة كلية الشرق الأوسط كلمة قال فيها: نلتقي معا محتفين بفعالية اليوم العالمي للإنترنت الآمن، والتي تأتي والعالم يشهد نهضةً رقميةً متسارعةً وكبيرة، ففي كل يوم تطالعنا الأخبار بتقنية جديدة، وحدث معلوماتي فريد، واختراع رقمي يضاف لقائمة المخترعات التي تسهل الحياة، وتفتح أفقا واسعا للبشرية تسهيلا لأعمالها وتواصلها، كل ذلك فرض تحديات كبيرة تتعلق بالأمن المعلوماتي، والحاجة الماسة لنظم حماية قوية وفاعلة لجعل بيئة شبكة المعلومات بيئة آمنة من مخاطر القرصنة، كما يأتي تنظيم هذا الحفل بهدف تعزيز العمل المشترك بين دول العالم لرفع مستوى الوعي بمخاطر الإنترنت، وأهمية الحفاظ على الخصوصية والتحذير من الاستخدام السيئ وعواقبه القانونية، إضافة إلى تطوير المعايير والأنظمة الأخلاقية والسلوكية عند استخدام الإنترنت.
اشتمل الحفل على عرض مرئي حوى مشاهد توعوية عن حماية الأطفال من مخاطر الأنترنت، وجلسات حوارية تمحورت عن الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، والأمن السيبراني في عصر الإنترنت، فقدم محمد المحروقي ورقة بعنوان قانون الجزاء في مكافحة جرائم تقنية المعلومات والاستغلال السيئ للتقنية وحماية البيانات، كما قدمت عايدة الشبيبية ورقة بعنوان "الأمن السيبراني في عصر إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي"، تطرقت الورقة إلى التهديدات الناشئة في مجال الأمن السيبراني، وكيف يمكننا حماية أنفسنا بفعالية، كما تحدثت أماني المعشرية عن "التحول الرقمي وتأثير الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والإنترنت على طلاب المدارس"، فيما قدمت سنا الغاوية "مزايا وعيوب الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء"، واختتمت سارة العبرية تقديم الموضوعات بورقة تناولت "الاستعداد للمستقبل"، تناولت كيفية تجهيز الطلاب لعالم مدفوع بالتكنولوجيا وضرورة النظر إلى الدور الكبير للذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في حياتنا، وما هي الإستراتيجيات التي يجب على النظم التعليمية اعتمادها لتحضير الطلاب لمستقبل تقني متقدم، كما تناولت الجلسة الحوارية ورقة قدمت من قبل الجمعية العمانية للأخصائيين الاجتماعيين، تناولت الذكاء الاصطناعي والإنترنت، وتناولت الورقة الأخيرة "مستقبل الأمن السيبراني وفرص العمل".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
متى يُعد استخدام الذكاء الاصطناعي سرقة أدبية؟
د. عمرو عبد العظيم
السؤال المطروح في العنون يشغل بال الكثير من الطلبة والباحثين والكُتاب؛ حيث يقع الكثير منهم في حيرةٍ.. هل نستخدم الذكاء الاصطناعي في كتابة البحوث والمقالات أم يُعد ذلك سرقة أدبية؟
وإذا كانت الإجابة "نعم يمكن استخدامه ليكتب عنك" فيكون السؤال: وما دورك أنت إذن في هذه الحالة؟ وهنا يعُد استخدامه سرقة أدبية، في حين إذا كانت الإجابة لا فلماذا يسعى العالم لتطوير تلك التقنيات للاستفادة منها لتسهيل حياة البشر، مثل ما طوروا العديد من الأدوات البدائية والعمليات اليدوية إلى عمليات آلية تسهل حياة الإنسان ويستطيع من خلالها أن ينجز العديد من المهام في وقتٍ أقل وبمجهودٍ بسيط.
عزيزي القارئ حتى نحل هذه المعضلة، أريد أن أطرح لك التوجه العلمي والعالمي الآن في هذه القضية وكيف تتصرف الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في حالة قام الطلبة بالنسخ المباشر من الذكاء الاصطناعي للبحوث والتقارير والأعمال التقييمية التي تُقدَّم لتلك الجامعات.
تضع هذه المؤسسات نسبة مئوية لا تتعدى في الغالب 25 بالمئة تقريبًا كنسبة للاقتباس من الذكاء الاصطناعي والنماذج اللغوية المعروفة أو من مصادر أخرى، ودعنا نفصل في الأمر من حيث الناحية المنطقية والعلمية؛ لأنَّ الباحث أو الطالب إذا استخدم نماذج الذكاء الاصطناعي لتوليد بحوثه وتقاريره فيكون في هذه الحالة قد أوقف الإبداع والابتكار، وفَقَدَ عدة مهارات كان يجب عليه أن يكتسبها من خلال دراسته أو بحثه، ومنها مهارة والبحث والاستقصاء وتجميع البيانات وتحليلها والتفكير المنطقي والدقة العلمية وغيرها. ومع الوقت ربما نجد جيلًا تنقصه هذه المهارات بشكلٍ واضح. إذن هل نوقف استخدامه؟ بالطبع لا، لكن هناك عدة معايير يجب وضعها في الاعتبار عن الاستعانة بالذكاء الاصطناعي ونماذجه في إعداد البحوث والتقارير العلمية وغيرها.
ومن هذه المعايير أن يُراعِي المُستخدِم أن يكون الذكاء الاصطناعي مُساعدًا له وليس بديلًا عنه؛ بمعنى أن ينظم له أفكاره ويُوسِّع له من مفرداته ويُساعده في ترتيب الفقرات، ويمكن أن يُعيد تنظيم العناصر ويُراجع الصياغة في بحوثه ويُحسِّنها، ومن هنا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُمثِّل المُشرف الأكاديمي على البحث؛ حيث يستطيع الباحث أن يعرض عليه مراحل البحث مرحلة تلو الأخرى ويطلب منه التصرف كأنه خبير أكاديمي محترف ومشرف خبير في البحوث، ليساعده في أن يُقيِّم كل خطوة وإجراء تم في هذا البحث، ويستطيع الذكاء الاصطناعي أن يُرشده بكل سهولة ويسر حتى يخرج هذا البحث في أفضل صورة.
لأن الباحث هو من يرى الواقع والميدان الذي يُجري فيه البحث، فيمكنه ذلك من اتخاذ القرار الصحيح، وفي الوقت نفسه فالذكاء الاصطناعي لا يمكنه رؤية ذلك بكل تفاصيله فهو مازال تقنية يتحكم فيها الإنسان وفق المعطيات والبيانات التي يمده بها، فهو فقط يرشد الباحث وفق مراحل البحث وظروفه، وبذلك يضمن الباحث أنه استخدم الذكاء الاصطناعي استخدامًا عادلًا كمساعد أو مشرف أكاديمي له.
الخلاصة.. إنَّ استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث والكتابة بفاعلية كمساعد دون إلغاء عقولنا أو أن يعوقنا عن تطوير مهاراتنا، يُعد من أهم طرق الاستخدام العادل والمتزن لتلك التقنية، والتي أصبحت لا غنى عنها اليوم في جميع القطاعات وخاصة في قطاع التعليم.
رابط مختصر