متى يُعد استخدام الذكاء الاصطناعي سرقة أدبية؟
تاريخ النشر: 25th, June 2025 GMT
د. عمرو عبد العظيم
السؤال المطروح في العنون يشغل بال الكثير من الطلبة والباحثين والكُتاب؛ حيث يقع الكثير منهم في حيرةٍ.. هل نستخدم الذكاء الاصطناعي في كتابة البحوث والمقالات أم يُعد ذلك سرقة أدبية؟
وإذا كانت الإجابة "نعم يمكن استخدامه ليكتب عنك" فيكون السؤال: وما دورك أنت إذن في هذه الحالة؟ وهنا يعُد استخدامه سرقة أدبية، في حين إذا كانت الإجابة لا فلماذا يسعى العالم لتطوير تلك التقنيات للاستفادة منها لتسهيل حياة البشر، مثل ما طوروا العديد من الأدوات البدائية والعمليات اليدوية إلى عمليات آلية تسهل حياة الإنسان ويستطيع من خلالها أن ينجز العديد من المهام في وقتٍ أقل وبمجهودٍ بسيط.
عزيزي القارئ حتى نحل هذه المعضلة، أريد أن أطرح لك التوجه العلمي والعالمي الآن في هذه القضية وكيف تتصرف الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في حالة قام الطلبة بالنسخ المباشر من الذكاء الاصطناعي للبحوث والتقارير والأعمال التقييمية التي تُقدَّم لتلك الجامعات.
تضع هذه المؤسسات نسبة مئوية لا تتعدى في الغالب 25 بالمئة تقريبًا كنسبة للاقتباس من الذكاء الاصطناعي والنماذج اللغوية المعروفة أو من مصادر أخرى، ودعنا نفصل في الأمر من حيث الناحية المنطقية والعلمية؛ لأنَّ الباحث أو الطالب إذا استخدم نماذج الذكاء الاصطناعي لتوليد بحوثه وتقاريره فيكون في هذه الحالة قد أوقف الإبداع والابتكار، وفَقَدَ عدة مهارات كان يجب عليه أن يكتسبها من خلال دراسته أو بحثه، ومنها مهارة والبحث والاستقصاء وتجميع البيانات وتحليلها والتفكير المنطقي والدقة العلمية وغيرها. ومع الوقت ربما نجد جيلًا تنقصه هذه المهارات بشكلٍ واضح. إذن هل نوقف استخدامه؟ بالطبع لا، لكن هناك عدة معايير يجب وضعها في الاعتبار عن الاستعانة بالذكاء الاصطناعي ونماذجه في إعداد البحوث والتقارير العلمية وغيرها.
ومن هذه المعايير أن يُراعِي المُستخدِم أن يكون الذكاء الاصطناعي مُساعدًا له وليس بديلًا عنه؛ بمعنى أن ينظم له أفكاره ويُوسِّع له من مفرداته ويُساعده في ترتيب الفقرات، ويمكن أن يُعيد تنظيم العناصر ويُراجع الصياغة في بحوثه ويُحسِّنها، ومن هنا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُمثِّل المُشرف الأكاديمي على البحث؛ حيث يستطيع الباحث أن يعرض عليه مراحل البحث مرحلة تلو الأخرى ويطلب منه التصرف كأنه خبير أكاديمي محترف ومشرف خبير في البحوث، ليساعده في أن يُقيِّم كل خطوة وإجراء تم في هذا البحث، ويستطيع الذكاء الاصطناعي أن يُرشده بكل سهولة ويسر حتى يخرج هذا البحث في أفضل صورة.
لأن الباحث هو من يرى الواقع والميدان الذي يُجري فيه البحث، فيمكنه ذلك من اتخاذ القرار الصحيح، وفي الوقت نفسه فالذكاء الاصطناعي لا يمكنه رؤية ذلك بكل تفاصيله فهو مازال تقنية يتحكم فيها الإنسان وفق المعطيات والبيانات التي يمده بها، فهو فقط يرشد الباحث وفق مراحل البحث وظروفه، وبذلك يضمن الباحث أنه استخدم الذكاء الاصطناعي استخدامًا عادلًا كمساعد أو مشرف أكاديمي له.
الخلاصة.. إنَّ استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث والكتابة بفاعلية كمساعد دون إلغاء عقولنا أو أن يعوقنا عن تطوير مهاراتنا، يُعد من أهم طرق الاستخدام العادل والمتزن لتلك التقنية، والتي أصبحت لا غنى عنها اليوم في جميع القطاعات وخاصة في قطاع التعليم.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم العالي يشهد انطلاق المعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث (صور)
شهد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، انطلاق فعاليات المعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث والابتكار IRC EXPO 2025 خلال الفترة من 11 إلى 12 ديسمبر 2025 بالعاصمة الجديدة.
جاء ذلك برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وبحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، والسيد الفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل،.
وحضر الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة، والدكتور محمد جبران وزير العمل، والمهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام، والدكتور عبد المجيد بنعمارة أمين اتحاد مجالس البحث العلمي العربية، الدكتورة مارغريت هامبورغ الرئيس المشارك لهيئة الشراكة بين الأكاديميات، المستشار الوزراي ماريا ميشيلا لاروتشيا، نائب رئيس البعثة بسفارة إيطاليا في مصر بالنيابة عن السفير الإيطالي، دكتور ماسريشا فيتيني الرئيس المشارك لهيئة الشراكة بين الأكاديميات، والدكتور حسام عثمان نائب الوزير لشؤون الابتكار والذكاء الاصطناعي والبحث العلمي، والدكتورة جينا الفقي القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، ولفيف من كبار المسؤولين ورؤساء الجامعات والقيادات الأكاديمية.
خطوة محورية نحو بناء اقتصاد قائموأكد وزير التعليم العالي أن المعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث والابتكار IRC EXPO 2025 يمثل خطوة محورية نحو بناء اقتصاد قائم على المعرفة، وتعزيز دور البحث العلمي كقاطرة للتنمية الصناعية والاستثمارية، مؤكدًا أن تنظيم هذا الحدث الدولي تحت رعاية رئيس الجمهورية يعكس إيمان القيادة السياسية الكامل بقدرة العلماء والباحثين المصريين على تقديم حلول مبتكرة للمجتمعات والأسواق، وبناء جسور تعاون دولي تسهم في توفير فرص اقتصادية وصناعية جديدة.
وأضاف وزير التعليم العالي أن ذلك يمثل رسالة واضحة بأن مصر لم تعد مجرد دولة مستقبلة للتكنولوجيا، بل أصبحت شريكًا فاعلًا في صناعتها وتطويرها وتصديرها، مشيرًا إلى أن المعرض سيُحدث نقلة نوعية في الربط بين مخرجات البحث العلمي واحتياجات الصناعة، عبر آليات تشبيك دولية متقدمة تجمع الباحثين مع الشركات العالمية والمستثمرين وصُنّاع القرار.
وأكد وزير التعليم العالي أن نتائج هذا التجمع الدولي ستنعكس بصورة مباشرة على دعم الابتكار، وتوطين التكنولوجيا، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز القدرة التنافسية للصناعة المصرية، لافتًا إلى أن المشاركة الواسعة من أكثر من 80 دولة تعكس المكانة المتنامية لمصر على خريطة البحث العلمي والابتكار، وتعزز ريادتها في الدبلوماسية العلمية والتكنولوجية.
ووجه وزير التعليم العالي الدعوة للمؤسسات الأكاديمية والبحثية والصناعية، للاستفادة من هذه المنصة الدولية، مؤكدًا أن مصر تمضي بخطى واثقة نحو بناء بيئة ابتكار عالمية المستوى، قادرة على تحويل الأفكار إلى منتجات، والبحوث إلى استثمارات، بما يدعم التنمية الاقتصادية ويعزز المكانة الدولية للدولة المصرية.
وأكدت الدكتورة جينا الفقي، القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، أن تنظيم هذا الحدث العلمي الدولي تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي يُجسّد التزام الدولة بتعزيز منظومة الابتكار ودعم الباحثين وربط مخرجات البحث العلمي بقطاعات الصناعة والإنتاج، وأضافت أن المعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث والابتكار IRC EXPO 2025 يشهد مشاركة واسعة من أكثر من 80 دولة، وهو ما يعكس مكانة مصر المتنامية على خريطة البحث العلمي والتكنولوجيا عالميًا، مشيرة إلى أن المعرض يمثل منصة حيوية لربط العلم بالصناعة، وبيئة متكاملة لتعزيز فرص التعاون الدولي وتطوير شراكات استراتيجية بين الجامعات والمراكز البحثية والشركات الصناعية والمستثمرين، بما يسهم في تحويل الابتكارات إلى منتجات ذات جدوى اقتصادية.
وأوضحت د. جينا أن الأكاديمية تتطلع من خلال هذا الحدث إلى دعم توجه الدولة نحو بناء اقتصاد قائم على المعرفة، وتسريع وتيرة التنمية الاقتصادية عبر الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار، مؤكدة أن تنظيم هذا المعرض يأتي في وقت محوري يعزز جهود الدولة في بناء بنية تحتية معرفية متقدمة، وخلق بيئة ابتكار قادرة على مواجهة التحديات المحلية والعالمية، مشددة على أن الأكاديمية تعمل على تعظيم القيمة الاقتصادية للمخرجات البحثية عبر ربطها بالشركاء الصناعيين والمستثمرين، بما يضمن تحقيق تأثير مباشر ومستدام على القطاعات الإنتاجية المختلفة، ويدعم مسيرة التنمية المستدامة في مصر.
ويشهد المعرض مشاركة وفود رسمية وعلمية، حيث يشارك أكثر من 200 مشارك دولي من أكثر من 80 دولة من أوروبا وآسيا وإفريقيا، تشمل ممثلين حكوميين، ورؤساء شركات عالمية، وجامعات، ومراكز بحثية، ومستثمرين ورواد أعمال، كما سيتم توقيع اتفاقيات ثنائية ومتعددة الأطراف، وإطلاق مبادرات مشتركة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، فضلًا عن العديد من ورش العمل، والجلسات الحوارية المفتوحة.
ويشكل معرض IRC EXPO 2025، أول منصة دولية من نوعها في المنطقة تربط بين مخرجات البحث العلمي بالاستثمار والصناعة، وتعزز الموقع الإقليمي والدولي لمصر في مجالات الابتكار واقتصاد المعرفة.
وأوضح الدكتور عادل عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن المعرض يعد خطوة استراتيجية نحو تحويل مصر إلى مركز دولي لإطلاق وتطبيق الحلول الابتكارية، عبر تمكين الدول المشاركة من عرض تحدياتها البحثية وربطها بحلول علمية وتكنولوجية مبتكرة متاحة لدى الجامعات والمراكز البحثية والشركات العالمية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن المعرض يركز على مجموعة من القطاعات التكنولوجية المحورية، تشمل الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الحيوية والصحة، والطاقة المتجددة، والصناعة المتقدمة، والتكنولوجيا الزراعية، والأمن السيبراني، والمدن الذكية، والإلكترونيات الدقيقة، وغيرها من المجالات الواعدة الداعمة للتنمية الاقتصادية المستقبلية.
وأضاف أن هذا الحدث يعزز مكانة مصر الدولية في الابتكار والدبلوماسية العلمية، حيث يعتبر فرصة مهمة لإبراز ما حققته مصر خلال السنوات الأخيرة في منظومة البحث العلمي والابتكار، فضلًا عن تعزيز حضور الدولة المصرية كمنصة دولية قادرة على صياغة التوجهات التكنولوجية المستقبلية، بما يدعم بناء اقتصاد معرفي ويفتح آفاق تعاون وشراكات جديدة مع الدول والمنظمات المشاركة.
كما شارك بالحضور لواء ا. حرب محمد احمد الليثي نائب مدير الاكاديمية العسكرية لكلية الدفاع الجوي بالنيابة عن مدير الاكاديمية العسكرية، ومدير الكلية الفنية العسكرية.
يذكر أن معرض IRC EXPO 2025 نظمته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من خلال أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا (ASRT)، بالتعاون مع عدد من الجامعات والمراكز البحثية الوطنية، وعدد من الشركاء الدوليين والإقليميين الداعمين للتطوير التكنولوجي ونقل المعرفة، إلى جانب مؤسسات عالمية متخصصة في الابتكار وريادة الأعمال، مما يعزز تكامل الأدوار ويضمن تنفيذ فعاليات المعرض وفقًا لأعلى المعايير الدولية، وتسهم هذه الشراكات في توفير منصات مشتركة للبحث والتطوير، وتسهيل التواصل بين الجهات العلمية والصناعية، ودعم مبادرات التعاون في المجالات التكنولوجية المتقدمة.