عربي21:
2025-05-09@11:33:08 GMT

فلسطين فضحت «عالما بلا قيم»!

تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT

لماذا لم يستطع العالم أن يمكّن الفلسطينيين من الحصول على دولة قابلة للحياة؟ سؤال مشروع، ولكن مسار التعامل مع القضية الفلسطينية من طرف الغرب بقيادة أمريكا يجعلنا لا نستغرب ما يأتي من دول مارقة استغلّت الأمم المتحدة، لكي تُجيز العدوان الدولي. في المقابل تحرص على حماية شركاء التحالف، وعلى رأسهم إسرائيل.

وبالتالي من الطبيعي أن تغضّ البصر عن كلّ التجاوزات التي يأتيها الكيان الصهيوني، بما فيها جرائم الإبادة بحثا عن تصفية القضية الفلسطينية نهائيا وتبخّر حلم الدولة.

لم يعد هناك مجال للشك في القول إنّ ما تدعيه الولايات المتحدة من نزاهة وصدقية وحفظ السلم في العالم، ما هي إلا أكاذيب دأبت على ترويجها لإحكام قبضتها على الأنظمة وسيطرتها على الشعوب. وبالتالي استنفاد خيراتها واستعبادها. والكثير من العمليات الإرهابية التي قامت بها إسرائيل وبتأييد مطلق من الولايات المتحدة الأمريكية، رافقتها التصريحات والمواقف التي كانت تقف وما زالت إلى جانب كيان الاحتلال بشكل مفضوح ولا أخلاقي، وفي انعدام تام للضمير الإنساني..

الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، تمثلان أكبر تهديد للسلام العالمي، من خلال لجوئهما دائما للعنف والاعتداء على سيادة الدول وأمن الشعوب، وأكبر مثال هو أفعالهم الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، بشكل جعل إسرائيل واحدة من أكثر الكيانات إجراما ورعبا في العالم، وكل ذلك بتشجيع أمريكي. ألا يتعاطف العالم الغربي مع فلسطين، ويطغى الصمت على ممارسات استعمارية وحشية تعالت الأصوات الغربية سابقا، وتتعالى إلى الآن على مآسٍ شبيهة بها أو أقلّ منها حدّة، هي أمور لم تعد تثير الاستغراب. ولا مبالاتهم الصامتة، القديمة والثابتة إزاء شعب يتعرّض إلى الظلم بالقوّة، هي مسألة مفهومة. فهم من تسببوا في زرع هذا الكيان الغاصب، ويوفرون له كل أشكال الدعم، ومكّنوه من أسباب البقاء، ضمن معركة أيديولوجية متواصلة يتحوّل فيها الكذب إلى وسيلة مشروعة، وتُستخدم الحجج الأخلاقية لتسويغ القرارات التعسفية، وتعطيل الشرعية الدولية، وإعطاء سلوكهم الشائن شكلا مقبولا، أخذا بالاعتبار ما دأبوا عليه من التلاعب بالرأي العام العالمي، على قاعدة أنّه لا يمكن خلق تعاطف مع قضية إذا لم يكن لها أساس في نظرهم. هم الذين يزوّرون التاريخ ويشوهون الحاضر، لكن غير المستوعب هو مثل هذا الصمت العربي والإسلامي، وكأنّ القضية لم تعد تعني شيئا بالنسبة لهم، إلى درجة أن تقدم جنوب افريقيا قضية إلى محكمة العدل الدولية ضد كيان الاحتلال في غياب أمة بكاملها. لم يسبق أن كان الموقف العربي بمثل هذا القدر من العجز والشلل التام، في علاقة بالقضايا القومية والقضية الفلسطينية، على وجه الخصوص.

وجدوا ضالتهم في إقامة كيان في قلب المنطقة، يكون بمثابة قاعدة سياسية واقتصادية، تُقدّم على أنّها دولة لها مشروعية تاريخية ودينية، يحقق بها الغرب مصالحه الجيوسياسية والاستراتيجية والاقتصادية. مكروهون بما فيه الكفاية، ومع ذلك يتركون الدّاء يستفحل، ويعزّزون ريبة الشعوب بشأن مقاربة الغرب المبنية على مصالح إسرائيل في المنطقة. والسياسة الأمريكية المبنية بالكامل على المصالح، بدل القيم، ما زالت ترى في الكيان الصهيوني قاعدة عسكرية متقدمة تحقق مصالحها في الشرق الأوسط. ورغم أنّ ميثاق الأمم المتحدة دعا إلى حفظ السلم والأمن الدوليين، وتحقيق التعاون وتعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية بلا تمييز، وإنماء العلاقات الودية بين الأمم، على قاعدة المساواة في الحقوق بين الشعوب وحقها في تقرير مصيرها، فإنّه إلى الآن لم يتمكّن مجلس الأمن من إرغام إسرائيل على الامتثال لتنفيذ قراراته، لأنّ دولا بعينها تقف وراء هذا المنع، وتتحكم في السياسة الدولية وفق مصالح انتهازية مفرطة، لا تعير اهتماما للشرعية الدولية، فمنذ عام 1971 والولايات المتحدة ترفض وبشكل منهجي التسوية السلمية، وتتجاهل الإجماع الدولي، وتدّعي البحث عن حل دبلوماسي. وعانى مجلس الأمن ما عانت منه الأمم المتحدة، حيث استبعد «الفيتو» الأمريكي أي دور لهذه الهياكل الأممية في حل القضية. ومنذ التسعينيات، فترة الهيمنة الأمريكية على العالم، أصبح المصير الفلسطيني خاضعا لمبادئ السياسة الأمريكية التي حوّلت خياراتها نحو موقف أكثر تطرّفا تجاه الشرق الأوسط. ولا أحد يعلّق على استخدام النقض بشكل متكرر، حتى في المسائل الإنسانية الملحة، كذلك المادة 13 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي قبلته الأمم المتحدة بإجماع دول العالم في 10 ديسمبر 1948. وينص على حق العودة للوطن. وهذه المادة استُخدمت للسماح لليهود السوفييت وغيرهم بالهجرة إلى حيث يشاؤون تطبيقا لحقوق الإنسان. لكن أمريكا وإسرائيل اللتين تكاتفت جهودهما في معارضة القرار 194 الصادر في 11 ديسمبر 1948 والذي أكد على حق اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجّروا خلال الحرب في أن يعودوا إلى ديارهم، ترفضان تطبيق المادة نفسها لصالح الفلسطينيين المتمسكين بحق العودة.

مسارات القضية الفلسطينية التي وصلت إلى محاولات التصفية النهائية بإرادة أمريكية وغربية مشتركة، تفسّر إلى حد بعيد كيف تكاتفت جهود القوى الاستعمارية لتبرير طموحات إسرائيل التوسعية. واقعية غطرسة ومعايير مزدوجة ترافقت مع ضعف البنى المؤسسية للنظام الرسمي العربي، بشكل جعل قرارات القمم العربية بلا تنفيذ، خاصة ما يهمّ الاجتماعات العاجلة بشأن التطوّرات التي تحدث كلّ مرة في فلسطين المحتلّة. عوامل وهن وخيبة للأنظمة التي يزيد انفصالها عن الشعوب، وفّرت السياقات المناسبة للتفرقة والتشرذم، وحدّت من فعالية النظام العربي وتطوره، ما سمح لإسرائيل أن تفعل ما تريد، ومثل هذه الأنظمة العاجزة من الطبيعي أن تقف عند حدود التنديد وبيانات الشجب التي لفظتها الشعوب. بايدن مثله مثل ترامب واصل تعميق المرحلة السوداء في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فالموقف الأمريكي هو ذاته، ولا ضغط على إسرائيل. والإدارة الأمريكية عاجزة في الحقيقة عن تقديم مراجعة نقدية للممارسات الصهيونية لأنها في الخندق نفسه، ومسؤولة عما وصلت إليه الأوضاع منذ عقود. فهل دعّمت أمريكا استقلال فلسطين؟ أم أنها زادت في تمتين الاستعمار، وترسيخ الاستيطان عبر سياسة الفيتو، ودعمها المطلق لإسرائيل وتهميشها لكل مبادرات السلام؟ في المحصلة النهائية، ما دمنا في عالم لا يعترف إلا بمنطق القوة وسياسة الأمر الواقع على الأرض، فإنه لا بديل عن خيار المقاومة بمختلف أشكالها، فهي الموجعة لكل مستعمر عبر التاريخ، وهي الوحيدة التي تفرض أهدافا سياسية ووطنية، بما يكفل استرداد الحق المسلوب.
(القدس العربي)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينيين فلسطين غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة رياضة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القضیة الفلسطینیة الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: اقتحام إسرائيل لمدارس الأونروا في القدس انتهاك لحقوق الأطفال

المناطق_واس

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين “الأونروا” أنها أخلت 3 مدارس أخرى في القدس الشرقية؛ كإجراء احترازي بعد اقتحام قوات إسرائيلية مسلحة 3 مدارس تابعة لها في مخيم شعفاط أمس الخميس.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلية قد أجبرت أكثر من 550 طالبًا وطالبة على مغادرة الفصول الدراسية، كما تم اعتقال أحد موظفي “الأونروا” خلال العملية.

أخبار قد تهمك مساعد وزير الصناعة والثروة المعدنية للتخطيط والتطوير يبحث فرص التعاون في مجال التصنيع المتقدم مع جمهورية النمسا 9 مايو 2025 - 6:35 صباحًا تشيلسي يفوز على يورغوردين السويدي ويبلغ نهائي دوري المؤتمر الأوروبي 9 مايو 2025 - 2:13 صباحًا

ووصف المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني هذا الاعتداء بأنه “يوم حزين” في القدس الشرقية، مؤكدًا أن هذه المدارس تابعة للأمم المتحدة ولا يجوز انتهاك حرمتها.

وأشار لازاريني إلى أن هذا الإجراء الإسرائيلي ترك نحو 800 طفل فلسطيني في حالة من الصدمة والقلق، بعضهم لا يتجاوز عمره الست سنوات.

ولفت مدير شؤون الأونروا في الضفة الغربية رولاند فريدريك الانتباه إلى أن الأطفال غادروا مدارسهم وهم يبكون، مما يعرضهم لخطر فقدان حقهم في التعليم.

وأوضح أن قوات الأمن الإسرائيلية ضايقت المعلمين واحتجزت أحدهم، وأمرت بتسريح الطلاب.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط 9 مايو 2025 - 6:38 صباحًا شاركها فيسبوك ‫X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد9 مايو 2025 - 2:08 صباحًاالمديرية العامة للسجون توقع مذكرة تعاون مع الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين أبرز المواد9 مايو 2025 - 2:01 صباحًاوزير الصناعة والثروة المعدنية يلتقي الرئيس التنفيذي لاتحاد الصناعات الدنماركية ويترأس اجتماع الطاولة المستديرة أبرز المواد9 مايو 2025 - 1:52 صباحًاوزير الصناعة والثروة المعدنية يبدأ زيارة رسمية إلى مملكة الدنمارك أبرز المواد9 مايو 2025 - 1:32 صباحًاوزير الصناعة والثروة المعدنية يناقش تعزيز التعاون الصناعي والتعديني مع وزيرة الشؤون الاقتصادية الدنماركية أبرز المواد9 مايو 2025 - 1:25 صباحًاأبها تزهو جمالًا مع هطول الأمطار وتساقط أزهار “الجاكرندا”9 مايو 2025 - 2:08 صباحًاالمديرية العامة للسجون توقع مذكرة تعاون مع الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين9 مايو 2025 - 2:01 صباحًاوزير الصناعة والثروة المعدنية يلتقي الرئيس التنفيذي لاتحاد الصناعات الدنماركية ويترأس اجتماع الطاولة المستديرة9 مايو 2025 - 1:52 صباحًاوزير الصناعة والثروة المعدنية يبدأ زيارة رسمية إلى مملكة الدنمارك9 مايو 2025 - 1:32 صباحًاوزير الصناعة والثروة المعدنية يناقش تعزيز التعاون الصناعي والتعديني مع وزيرة الشؤون الاقتصادية الدنماركية9 مايو 2025 - 1:25 صباحًاأبها تزهو جمالًا مع هطول الأمطار وتساقط أزهار “الجاكرندا” مساعد وزير الصناعة والثروة المعدنية للتخطيط والتطوير يبحث فرص التعاون في مجال التصنيع المتقدم مع جمهورية النمسا مساعد وزير الصناعة والثروة المعدنية للتخطيط والتطوير يبحث فرص التعاون في مجال التصنيع المتقدم مع جمهورية النمسا تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً أجمل رسائل وعبارات صباح الخير وأدعية صباحية للإهداء 24 أبريل 2022 - 9:35 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2025   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: اقتحام إسرائيل لمدارس الأونروا في القدس انتهاك لحقوق الأطفال
  • الخارجية الأمريكية: اقتربنا من التوصل إلى حل يسمح لنا بإيصال المساعدات لغزة
  • أونروا: جهود دبلوماسية تبذل إقليمياً ودولياً للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها
  • خبراء أمميون: “إسرائيل” تواصل تدمير الحياة بغزة بلا هوادة
  • حكومة فلسطين تعلن غزة «منطقة مجاعة»
  • ضياء رشوان: فلسطين القضية المركزية لنا.. وطوفان الأقصى أيقظ الوعي العربي
  • الأمم المتحدة: سياسات إسرائيل تهدد الإغاثة في غزة وتنتهك الحياد
  • فلسطين تطالب بتحرك دولي إزاء دعوات لقصف مخازن الغذاء بغزة
  • «اليونيفيل» تحث إسرائيل على الانسحاب الكامل من لبنان
  • الأمم المتحدة عن المواجهة الهندية الباكستانية: العالم لا يحتمل حربًا جديدة