ما أن حط الركب المحمدي بعناية سماوية رحاب المسجد الأقصى حتى جُمع الرسل والأنبياء السابقين لأمرين أولهما:شرف اللقاء بخاتم النبيين والمرسلين في هذه الرحلة التي لم ولن تتكرر إلى قيام الساعة، ثانيهما: تسليم وتسلم القيادة والإقرار بقيادته للأمم وعموم رسالته صل الله عليه وسلم، ونظرا لما للمسجد الأقصى من أهمية رُبط بأهم حدث وهو جمع الأنبياء والرسل ليكون التسلم والتسليم في رحاب الأقصى المبارك وليدرك المؤمنين وغيرهم أن قداسة الحرمين الشريفين في جزيرة العرب هي نفسها قداسة المسجد الأقصى وكان حقاً أن يؤيد المصطفى صل الله عليه وسلم عندما قال لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلَّا إلى ثلاثةِ مساجدٍ: المسجدُ الحرامُ، و مسجدي هذا، والمسجدُ الأقصى، من هنا يؤمن جميع المؤمنين والمؤمنات في العالم بهذا الحدث وقدسيته وهذا المكان ومكانته في قلوبنا جميعا، والحقيقة ما يدور في فلك المسجد الأقصى من جهاد وشرف الدفاع عنه لأمر يتسابق الجميع من أجله.
والحقيقة أنه منذ أن خلق الله تعالى الخلق آمن من في الأرض جميعا أنه حيث يوجد الاحتلال توجد المقاومة، والبقعة المباركة هذه يتكالب عليها اليوم الكيان الصهيوني اللقيط ومعه الغرب بأجمعه يحاصرون شعبا يدافع عن حقه في دينه وعرضه وأرضه، غير أن الذي يبعث على الحزن والآسى أن هناك من أمتنا من ينحازون إلى رواية العدو، مظهرين الخذلان التام، بل ويحاولون تخذيل الناس وراءهم، يلعبون بالكلمات ويشككون في جدوى الدفاع عن الأرض والعرض عن الدين والوطن، وهناك من لا يرى في قتل الأطفال والنساء والشيوخ والعجائز وهدم منازلهم ومدارسهم ومساجدهم جريمة بل يعتبرها بطولة وحق دفاع عن النفس وحق للمعتدين فأى قَلِبٍ للحقائق هذه، ألم يرى أصحاب الضمائر الغائبة صور الأطفال وهم ينامون في بِرك مياه الأمطار دون مأوى وسكن؟ ألم يأن لقلوبهم القاسية وعيونهم المتحجرة أن يقولوا كلمة الحق في الدنيا قبل أن يُقتص منهم المولى عز وجل على تخاذلهم في الدنيا؟، وما ذنب الشهداء من الرُضع والأطفال والنساء وأكثرهم ممن لا علاقة له بحمل السلاح؟، وعلى النقيض نجد تنامي أصوات حرة من غير المسلمين في شتى بقاع العالم، منصفة للمقاومة، يصل بهم تأييدهم للحق وتعاطفهم الإنساني إلى الاحتجاج ورفع الصوت سواء في الشوارع أو المؤسسات الرسمية، ورأينا جنوب أفريقيا تتبنى القضية وتذهب بالكيان الصهيوني اللقيط إلى محكمة الجنايات الدولية لتدين هذه الأفعال الإجرامية البربرية والتي لا مثيل لها في تاريخ البشرية حتى في عصور الظلام.
تأتي ذكرى الإسراء والمعراج هذا العام لتسجل تخاذل الأمة الإسلامية جميعا في تعاملها مع عدو وعدوان سافر، عدو لا يعنيه إلا الحصول على الأرض وبأي ثمن، عدو لا عهد له ولا ميثاق وإلا قولوا لي بالله عليكم هل إلتزم هذا الكيان اللقيط بكل الاتفاقيات منها مثلا أسلو الأولى أو الثانية أو غيرها من المعاهدات، إن قول الله تعالى يتحقق الآن ( كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ) البقرة 249 أيضا ﴿ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ﴾ سورة الأنفال65.
والله الذي لا إله إلا هو ستنتصر المقاومة وسترجع إسرائيل تجر أذيال الخيبة والهزيمة والعار فإذا كان لديهم وعد بلفورد فلدينا وعد الله تعالى (وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) الاسراء الاية (7)، حفظ الله مصر وجيشها العظيم من كل مكروه وسوء.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: المسجد الاقصى جزيرة العرب محكمة الجنايات الدولية
إقرأ أيضاً:
45 معتقلًا واقتحام للمسجد الأقصى.. تصعيد إسرائيلي جديد في القدس والضفة الغربية
اقتحم عشرات المستوطنين الإسرائيليين، صباح اليوم الخميس 8 مايو 2025، باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، وسط حماية مشددة من قوات شرطة الاحتلال الإسرائيلي، في تصعيد جديد تزامن مع حملة اعتقالات واسعة شنتها قوات الاحتلال في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة.
جولات استفزازية وطقوس تلمودية داخل المسجد الأقصىوأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية داخل باحاته، كما أدوا طقوسًا تلمودية علنية بحماية أمنية إسرائيلية مشددة، وسط تضييقات على دخول المصلين الفلسطينيين.
وزير العدل الفلسطيني: إعلان المجاعة في غزة له تبعات دولية ونرفض التسريبات حول إدارة القطاع القاهرة الإخبارية تكشف آخر تطورات الوضع في غزةيأتي هذا الاقتحام في إطار الانتهاكات المستمرة لحرمة المسجد الأقصى، التي تثير غضبًا شعبيًا ورسميًا واسعًا في فلسطين والعالم العربي والإسلامي، خاصة مع تصاعد دعوات الجماعات الاستيطانية لتكثيف الاقتحامات خلال الفترات الدينية اليهودية.
الاحتلال يعتقل 45 فلسطينيًا في الضفة الغربيةوفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ما لا يقل عن 45 فلسطينيًا منذ مساء أمس الأربعاء وحتى صباح اليوم الخميس، في محافظات عدة من الضفة الغربية المحتلة، وفق بيان مشترك أصدرته هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني.
وأوضح البيان أن الاعتقالات طالت عددًا من الأطفال والأسرى المحررين، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال نفذت حملات اقتحام عنيفة رافقها اعتداءات جسدية على المعتقلين وأفراد عائلاتهم، بالإضافة إلى عمليات تخريب وتدمير في المنازل.
وأشار البيان إلى أن محافظتي الخليل وسلفيت كانتا الأكثر تضررًا من هذه الحملة، وسُجلت خلالها اعتداءات وحشية بحق عائلة الشهيد عبد الفتاح حريبات، التي تعرض منزلها للاقتحام والتخريب والاعتداء على أفراد الأسرة.
تصعيد مستمر وغياب للمحاسبةتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد إسرائيلي مستمر ضد الشعب الفلسطيني، يتجلى في الاقتحامات المتكررة للمقدسات الإسلامية، وعمليات الاعتقال اليومية، والانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتطالب مؤسسات حقوقية فلسطينية ودولية بضرورة تحرك عاجل من المجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات، ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه بحق الفلسطينيين ومقدساتهم.