كشفت الدكتورة أمل فوزي، خبيرة الإعلام الرقمي، عن أرقام صادمة تعكس حجم التهميش الرقمي للعرب، حيث أوضحت أن نسبة المحتوى العربي على الإنترنت لا تتجاوز 3% فقط، بينما تحتل اللغة العربية المرتبة التاسعة عشرة بين لغات العالم في الفضاء الرقمي.

جاء ذلك خلال ردها على سؤال الإعلامي  الليبي محمد حديد حول كيفية الحفاظ على الهوية العربية في ظل التدفق الرقمي العالمي، ضمن جلسات منتدى الحوار الإعلامي العربي الدولي في طرابلس.

وأضافت فوزي: "هذا يعني أن المعلومات والأفكار والهوية العربية غائبة عملياً عن الفضاء الرقمي العالمي"، مشيرة إلى أن 348 مليون مواطن عربي من إجمالي 450 مليوناً يستخدمون الإنترنت، فيما المحتوى الذي يمثلهم شبه معدوم.

وحذرت الخبيرة الإعلامية من تأثير متسارع للذكاء الاصطناعي، قائلة: "هل سيحمي الذكاء الاصطناعي الهوية أم سيُضعفها؟"، خاصة مع اعتماد ملايين العرب على تطبيقات وبرامج لا تمثل هويتهم.

وطالبت فوزي بتحرك عاجل على ثلاثة مستويات:

1. مستوى الحكومات: لدعم المحتوى الإعلامي العربي وتشجيعه على المنصات المختلفة.
2. مستوى الشباب والمؤسسين: لتحمل مسؤولية استخدام لغة عربية مرنة ومعاصرة تعبر عن الهوية ولا تتنكر لها.
3. مستوى المحتوى والمؤثرين: لضمان أن يعبر المحتوى عن "الهوية الحقيقية" وليس عن "هوية هجينة" مفروضة من الخارج.

وشددت على الدور المحوري للشباب كجسر بين الهوية والحداثة، وقدرتهم على صياغة محتوى مرن وجذاب، معربة عن ثقتهم بأنهم قادرون على تحقيق إنجازات كبيرة في هذا المجال إذا ما توفر لهم الدعم المؤسسي والمساحات المناسبة للإبداع.

وشهدت هذه الدورة مشاركة لأول مرة منظمة الإيسيسكو والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بصفة مراقب.

 وتناول المنتدى محاور رئيسية هي: الهوية العربية وصناعة المحتوى، التدريب المهني وتطوير المحتوى الرقمي، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في الإعلام.

على هامش المنتدى، شهدت "أيام طرابلس الإعلامية 2025" ورش عمل متخصصة ومعارض، وتوجت بافتتاح "المتحف الوطني الليبي" في "قصر السرايا الحمراء" بعد تطويره بتقنيات تفاعلية حديثة.

جاءت هذه النقاشات ضمن فعاليات "أيا طرابلس الإعلامية" ، تحت رعاية رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، ومشاركة قطاع الاتصال والإعلام بجامعة الدول العربية برئاسة السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد ، وحضور وفد رفيع المستوي من وزراء وسفراء  من بينهم السفير السعودي خالد المنزلاوي والسفير الكويتي طلال المطيري والسفير الفلسطيني مهند العكلوك والسفير الموريتاني الحسين ولد سيدي عبدالله ولد الديه، والوزير مفوض حيدر الجبوري مدير الأمانة الفنية لوزراء الإعلام العرب، والدكتور علاء الزود المستشار الإعلامي للمندوبية الأردنية، والمستشار بليغ المخلافي من مندوبية اليمن، وزير الاعلام الجزائري زهير بو عمامة وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى، ووزير الاعلام اللبناني السابق زياد مكاري ،والدكتور علاء الزود المستشار الإعلامي للمندوبية الأردنية، والمستشار بليغ المخلافي من مندوبية اليمن .

كما حضر عدد كبير من  الأكاديميين والإعلاميين والفنانين المصريين من بينهم منى الشاذلي، وسمير عمر، وباسم يوسف، وأحمد فايق، وريهام عياد ، وأحمد طارق ، ومحمد سلامة
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ايام طرابلس

إقرأ أيضاً:

تعاون مصري - إماراتي لمواجهة التحديات الإعلامية والثورة التكنولوجية

شارك المهندس خالد عبدالعزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، في قمة بريدج 2025 التي انعقدت في أبو ظبي خلال الفترة من 8 إلى 10 ديسمبر، في إطار جهود المجلس لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجالات الإعلام وحوكمة المحتوى الرقمي..

 وشهدت الزيارة سلسلة من اللقاءات المهمة التي تناولت حماية الملكية الفكرية، وضبط المحتوى الإعلامي، ومواجهة الأخبار المضللة، وآليات التعامل مع التطور المتسارع في التقنيات الرقمية.

على هامش القمة، عقد المهندس خالد عبدالعزيز، لقاءً بالشيخ عبد الله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام ورئيس مجلس الإمارات للإعلام، حيث تمت مناقشة تعزيز التعاون وتنسيق الجهود لمواجهة التحديات الإعلامية، وخاصة تلك المتعلقة بالثورة التكنولوجية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

كما التقى عبدالعزيز مع د. بول مرقص، وزير الإعلام اللبناني، جرى خلاله التأكيد على دعم مصر للبنان وتعزيز التعاون الإعلامي والثقافي بين البلدين، وأشاد الوزير اللبناني بالدور المصري في دعم استقرار الإعلام العربي.

وشارك رئيس المجلس في جلسة دبلوماسية مغلقة رفيعة المستوى برعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، تحت عنوان «تحالفات من أجل الشرعية والنزاهة في السرديات العالمية»، جمعت نخبة من القادة وصنّاع القرار والخبراء الدوليين لمناقشة مستقبل نزاهة المعلومات في عالم يعاد تشكيله على إيقاع الذكاء الاصطناعي وتسارع التكنولوجيا الرقمية، مؤكداً أهمية بناء منظومة دولية أكثر تنسيقًا تُلزم المنصات بالشفافية، وتحافظ على التوازن بين حرية التعبير ومتطلبات الأمن القومي، مشيرًا إلى أن إعادة بناء هذه الثقة تتطلب شراكة جديدة بين الدولة والإعلام والتكنولوجيا، قائمة على الوضوح، والسرعة في التصحيح، والمسؤولية في تداول المعلومات.

كما عقد عبدالعزيز اجتماعًا مع مسؤولي مجلس الإمارات للإعلام، حيث أشاد بالتجربة الإماراتية وبأهمية تمكين الكفاءات الإعلامية الشابة، خاصة في إدارة محتوى المنصات الرقمية.

وعقد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أيضًا لقاءً مع القيادات الإقليمية لشركة ميتا، المالكة لـ (فيس بوك – انستجرام – واتس آب)، وتناول اللقاء ملف الملكية الفكرية وسبل تعظيم الاستفادة من المحتوى التراثي المصري، مع بحث آليات تضمن حماية الحقوق المالية لهذا المحتوى، مؤكدين أن سياسة الشركة الحالية تقلل من مركزية المحتوى السياسي على المنصات، مع التوجه نحو تعزيز الشراكات الثقافية والتنموية، وإبداء رغبة واضحة في دعم جهود الدولة المصرية في حوكمة المجال الرقمي وحماية الملكية الفكرية.

كما التقى رئيس المجلس مسؤولي شركة جوجل، حيث تناول اللقاء بحث ملف المحتوى الرقمي وحقوق الملكية الفكرية، وآليات التعاون بين المجلس وشركة جوجل في إدارة المحتوى وانتشاره بما يتوافق مع الحقوق الوطنية والأطر القانونية.

والتقى المهندس خالد عبدالعزيز، مسئولي منصة يانجو بلاي، حيث أعرب وفد المنصة عن سعادتهم بالتواجد في السوق المصري، موجّهين الشكر للمجلس على دعمه وجهوده في التصدي لمحاولات القرصنة التي تستهدف حقوق العرض الحصرية الخاصة بالمنصة.

طباعة شارك المهندس خالد عبدالعزيز المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أبو ظبي جهود المجلس

مقالات مشابهة

  • د. هويدا مصطفى: العالم العربي "مستهلك" وليس "صانعاً" للأدوات الرقمية
  • منتدى طرابلس يدق ناقوس الخطر للحفاظ على الهوية العربية في العالم الرقمي
  • الأمان الرقمي للجميع.. 11 خطوة تحميك من أكبر تهديدات الإنترنت
  • نماذج الذكاء الاصطناعي وإعادة صياغة الظهور الرقمي
  • ليبيا تطلق مشهدها الإعلامي الجديد بمتحف ومبادرات وشراكات سينمائية مع مصر
  • «قمة بريدج» تؤسس لعهد جديد لصناعة الإعلام والمحتوى والترفيه عالمياً
  • الجامعة الأمريكية تكرم مي حجي لحصولها على دبلومة الإعلام الرقمي
  • تعاون مصري - إماراتي لمواجهة التحديات الإعلامية والثورة التكنولوجية
  • التراث العربي: إدراج الكشري في قائمة اليونسكو خطوة مبهجة تعزز الهوية الثقافية المصرية