روبينا خان: حاولوا قتل أخي عمران لكنه الآن هو المنتصر
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
في شقتها الصغيرة في غرب لندن، تسرد روبينا خان جميع القضايا المرفوعة ضد أفراد عائلتها ورفاقهم في موطنها باكستان، وذلك تعليقا على إعلان أخيها رئيس الوزراء الباكستاني السابق المسجون حاليا عمران خان فوزه في الانتخابات الباكستانية، على الرغم من الجهود المزعومة التي بذلها الجيش لإحباط حملته.
هكذا مهدت صحيفة تايمز البريطانية لمقابلة حصرية أجرتها مع روبينا (73 عاما) قالت في بدايتها "أخي في السجن منذ مايو/أيار 2023 كما يتعين على اثنتين من شقيقاتي المثول أمام المحاكم في أماكن مختلفة في جميع أنحاء البلاد بتهم الإرهاب والآن أيضا بتهمة جرائم الإنترنت".
فالتهمة الموجهة لشقيقتها عليمة خان هي، حسب وثيقة أَطلعت عليها روبينا صحيفة تايمز "نشر مواد الكراهية المناهضة للدولة من خلال وسائل الإعلام الإلكترونية والمطبوعة، والإساءة إلى مؤسسات الدولة المختلفة ودق إسفين بين الجيش الباكستاني والشعب".
وأوضحت هذه الموظفة الكبيرة السابقة في الأمم المتحدة أن شقيقتها الأخرى تواجه اتهامات بالفساد لشراء قطعة من الأرض البوار مجاورة لمزرعتها بغية غرس بعض أشجار النخيل.
كما تشير إلى أن السلطات الباكستانية اختطفت ابن أختها وزوجته، كما اضطر آخر إلى الفرار بقارب سريع من مدينة جوادر عندما أطلقوا النار عليه، ويقبع سائق أختها في السجن منذ مايو/أيار 2023، كما سجن طباخ قديم للعائلة، رغم كونه على جهاز التنفس الصناعي، حسب قولها.
يشار إلى أن عمران خان، رئيس الوزراء السابق المسجون ونجم الكريكيت، حقق مرشحوه فوزا مذهلا في انتخابات يوم الخميس في أكبر صدمة في تاريخ الانتخابات الباكستانية، وفقا لتايمز، التي قالت إن الجيش الباكستاني فعل كل ما في وسعه لمنعهم من الفوز.
كما أن خان (71 عاما) حكم عليه في الأسبوعين الماضيين بالسجن لمدة 24 عاما دون محاكمة، في سلسلة من التهم "الغريبة"، منها 7 سنوات بتهمة "زواج غير قانوني وغير إسلامي" من زوجته الثالثة، حسب الصحيفة.
ورغم أن بعض مسؤولي حزب خان تخلوا عنه مقابل إطلاق سراحهم من السجون، فإن أولئك الذين ظلوا مخلصين له أُجبروا على خوض الانتخابات كمستقلين، وحرموا من استخدام رمز حزبهم الشعبي، وهو مضرب الكريكيت.
وبدلاً من ذلك خصصت لهم أشياء أقل جاذبية مثل الحذاء أو الحمار، أو الفأرة، ومع حبس العديد من المرشحين أو اختبائهم، وعدم قدرتهم على تنظيم مسيرات، لجؤوا إلى حملات عبر الشبكات الاجتماعية.
وحتى مع هذا التضييق المزعوم، ومع انقطاع خدمات الهاتف المحمول في يوم الانتخابات واختطاف بعض وكلاء الاقتراع عشية التصويت، برز حزب حركة إنصاف الباكستاني على نحو ما باعتباره الكتلة الأكبر، حيث فاز بـ100 مقعد من أصل 255 مقعدا معلنا (من إجمالي 266 مقعدا)، وهو ما قالت تايمز إن البعض أطلق عليه "الثورة الصامتة" ضد عقود من تلاعب الجيش بالسياسة.
وحسب تايمز، فإن هذه النتيجة تسببت في حالة من الذعر في مقر الجيش الباكستاني القريب الذي كان يتوقع أن يصل مرشحهم المفضل، رئيس الوزراء السابق 3 مرات نواز شريف (74 عاما)، إلى السلطة.
وبعد عقود من الحكم المباشر أو غير المباشر، تقول تايمز إن "جنرالات باكستان الأقوياء ربما قد ذهبوا إلى أبعد من المقبول"، وهو ما تعلق عليه روبينا خان بالقول "كل ما فعلوه جعل أخي أكثر شعبية، لقد حاولوا قتله، ثم حبسوه باستخدام هذه القضايا السخيفة، كما حبسوا زملاءه، وحتى امرأة مصابة بالسرطان"، على حد تعبيرها.
ويُحتجز عمران خان في زنزانة صغيرة موبوءة بالحشرات، ويُسمح له بمقابلة 5 أشخاص معا لمدة نصف ساعة كل يوم ثلاثاء، وعادة ما تكون إحدى أخواته وأبناء إخوته وأبناء عمومته، "إنه يقرأ كثيرا، ويمارس الرياضة، ويأكل طعام السجن البسيط"، كما تقول روبينا مضيفة أن أخاها "لديه ذوق بسيط للغاية، كما أنه ليس شكاء".
وفي نهاية مقابلتها تقول شقيقة خان "حلم نواز شريف هو أن يعود عمران إلى لندن كما فعل هو.. لكن أنا أعرف أخي، نحن نقاتل كثيرا، لكن يمكنني أن أضمن بنسبة 100% أنه لن يرحل، لذلك فهم لا يعرفون ماذا يفعلون".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
فاينانشيال تايمز: الاتحاد الأوروبي يُخزّن معادن أساسية لمواجهة خطر الحرب
كشفت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، في عددها الصادر اليوم السبت، أن الاتحاد الأوروبي أعلن عن عزمه تخزين احتياطيات طارئة من المعادن الأساسية ومجموعات إصلاح الكابلات، مع تزايد المخاوف بشأن تعرّض الاتحاد الأوروبي للهجمات.
وقالت المفوضية الأوروبية في مسودة وثيقة تحدد استراتيجية تخزين الأسلحة، اطلعت عليها فاينانشال تايمز: «يواجه الاتحاد الأوروبي مشهدًا متزايد التعقيد والتدهور في المخاطر، يتسم بتصاعد التوترات الجيوسياسية، بما في ذلك الصراعات والآثار المتزايدة لتغير المناخ والتدهور البيئي والتهديدات المختلطة والسيبرانية».
وأضافت المفوضية، أنه ينبغي على الدول الأعضاء تنسيق الإمدادات الاحتياطية من الغذاء والأدوية، وحتى الوقود النووي. كما سيُسرّع ذلك العمل على مخزونات الاتحاد الأوروبي من مواد مثل وحدات إصلاح الكابلات لضمان التعافي السريع من انقطاعات الطاقة أو الكابلات الضوئية، وسلع مثل المعادن النادرة والمغناطيس الدائم، وهي مواد بالغة الأهمية لأنظمة الطاقة والدفاع.
وأوضحت فاينانشيال تايمز في تقرير لها، أن عدة حالات تخريب محتملة لكابلات الاتصالات تحت الماء وخطوط أنابيب الغاز في السنوات الأخيرة أثارت بالفعل مخاوف بشأن ضعف البنية التحتية الحيوية.
وذكرت الصحيفة، أن هذه الاستراتيجية تعد جزءًا من جهد أوسع نطاقا من جانب الاتحاد الأوروبي لتحسين أمن ومرونة الكتلة المكونة من 27 دولة. ففي الشهر الماضي، حذر وزير الدفاع الألماني الجنرال كارستن بروير من أن روسيا قد تهاجم دولة عضوًا في الاتحاد الأوروبي خلال السنوات الأربع المقبلة.
وجاء في الوثيقة أن البيئة الأكثر خطورةً كانت مدفوعةً بـزيادة نشاط القراصنة ومجرمي الإنترنت والجماعات التي ترعاها الدول. كما أن الاتحاد الأوروبي أكثر عرضة من العديد من المناطق الأخرى لآثار تغير المناخ، إذ ترتفع درجة حرارته بمعدل أسرع بمرتين من المتوسط العالمي، مع الإشارة إلى أن حرائق الغابات في جزيرة كريت أجبرت 5000 شخص على إخلاء الجزيرة هذا الأسبوع.
وفي تقريرٍ كُلِّف بإعداده الاتحاد الأوروبي في أكتوبر الماضي، قال الرئيس الفنلندي السابق ساولي نينيستو إن الأمن يجب أن يُعتبر منفعةً عامة، ودعا إلى التأهب. أما فيما يتعلق بالتخزين، قال نينيستو إنه يتعين على بروكسل تحديد أهدافٍ لضمان الحد الأدنى من مستويات التأهب في سيناريوهات الأزمات المختلفة، بما في ذلك في حالة وقوع عدوان مسلح أو انقطاع واسع النطاق في سلاسل التوريد العالمية.
كما نصح الاتحاد الأوروبي في مارس الماضي الأسر بتخزين الإمدادات الأساسية للبقاء على قيد الحياة لمدة 72 ساعة على الأقل في حالة الأزمات.
وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن الاتحاد الأوروبي يحتفظ بالفعل بأسطول من طائرات إطفاء الحرائق والمروحيات وطائرة إخلاء طبي ومستلزمات مثل المستشفيات الميدانية والإمدادات الطبية الضرورية في 22 دولة عضوًا في الاتحاد الأوروبي، وذلك في إطار جهوده للاستجابة لحالات الطوارئ في حالات الكوارث الطبيعية.
ومع ذلك، أعلنت المفوضية الأوروبية عزمها إنشاء شبكة تخزين لتحسين التنسيق بين دول الاتحاد الأوروبي. وأوضحت في الوثيقة أن هناك "فهمًا مشتركًا محدودًا للسلع الأساسية اللازمة للتأهب للأزمات في ظل بيئة مخاطر سريعة التطور. كذلك، قالت المفوضية إنها ستبدأ في إعداد قوائم مُحدثة بانتظام للإمدادات الأساسية، مُصممة خصيصًا لكل منطقة ونوع أزمة. وأشارت إلى أنه ينبغي على الدول الأعضاء تحفيز القطاع الخاص بشكل أفضل للمساعدة في التخزين، من خلال الإعفاءات الضريبية على سبيل المثال.
وأكدت أن الاتحاد الأوروبي سيعمل مع حلفائه على التخزين المشترك والتنسيق بشكل أفضل في إدارة الموارد والبنية التحتية ذات الاستخدام المزدوج مع حلف الناتو. وسوف يتم أيضًا ضخ الاستثمار في التخزين مع الأخذ في الاعتبار المقترحات الخاصة بالميزانية الجديدة متعددة السنوات، والتي من المقرر طرحها في وقت لاحق من هذا الشهر.
اقرأ أيضاًالاتحاد الأوروبي وتايلاند يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون في إطار اتفاقية الشراكة
الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات ضد إسرائيل بسبب عملياتها العسكرية في غزة
متحدث الاتحاد الأوروبي بفلسطين: موقفنا ثابت تجاه الاستيطان ونرفض ممارسات العنف بالضفة