من الملاحظ أن العالم يتسارع حاليا في السباق على الهيمنة في التطور العسكري من خلال امتلاك السلاح النووي، وهو القوة التي ترهب العالم بعد حادثة نجازاكي وهيروشيما التي عانت الأمرين من هذا السلاح القاتل. ومن يمتلك السلاح النووي اليوم يُحترم، وهذا واقع في عالمنا اليوم لإرهاب العدو بذلك السلاح في تخيل ما يحدث به كما حدث في هيروشيما ونجازاكي.
لو لم يتم إلقاء القنبلة على اليابان لما عرف الناس ما هو السلاح النووي؛ لسرية المعلومات في السلاح النووي. إن أي سلاح تثبته التجارب قبل التطبيق على أرض الواقع، لكن قوة السلاح النووي قد ثبتت من خلال تطبيقه عمليًّا.
ومما يعكس قوة هذا السلاح هو آثار الأضرار الناجمة عن الإنسان والبيئة، من تشوهات لنسل الإنسان وانتشار السم الإشعاعي في التربة وقتل الكثير من الأرواح، وهنا يمكن قياس قوة السلاح الفعلية في إرهاب العالم به، وماذا لو امتلك العالم أو الدول قوة أعظم من هذا السلاح؛ سَيُكِنُّ له العالم الاحترام والتقدير.
ومما لا شك فالمقال يظهر من عنوانه، قوة القلق هي أعظم قوة قاتلة للنفس قبل الجسد؛ إن القلق هو القوة التي لو امتُلِكَت من قبل العالم لأصبحت القوة النووية أمثال المفرقعات التي تستعمل في الأفراح والأعياد. القوة النووية تقتل القتل السريع ولكن القلق يقتل القتل البطيئ، فهو يعذب النفس أبشع تعذيب، وهو ملازم للإنسان -لا شك- منذ قديم الأزل، وكما قال هتلر “إن أمة تلازمها الهواجس ويستبد بها القلق على مصيرها لا يمكنها أن تقدم نتاجًا فكريًّا ذا قيمة”.
وكذلك قيل “إذا كانت مخاوفك أعمى فلا يمكنك رؤية جمال غروب الشمس”. وكما قيل “القلق هو السبب الأول في الهزيمة”. وعبر التاريخ.. القلق أكثر سلاح يهزم العدو أو الإنسان، أكثر من السلاح؛ لذلك عندما بدأ وباء كورونا أصبح العالم قلقًا متوترًا جدًّا، فالقلق يهاجم الجسد بغض النظر هل سيحصل شئ أم لا. لهذا القلق هو السلاح الأول.
في الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، كان هناك قلق بين الدولتين (من الذي ينجز سلاحًا نوويًّا قبل الآخر، أو من ينجز سلاحًا أعظم)، وكذلك في الحرب الكورية، وقس على ذلك الكثير والكثير. وكما للسلاح النووي إيجابيات في إنتاج الكهرباء فالقلق كذلك يدفعك للنجاح إذا استُعمِل للإنجاز، وكذلك قد ينقلب سلبيًّا وقاتلًا بارعًا؛ فمن امتلاك سلاح القلق سيطر على قوة هدامة تهدم النفوس، فقتل النفس أعظم من قتل الجسد، ولنأخذ على سبيل المثال (تجار الأسهم) إذا أتيت بخبر يقين لصديق لك (تاجر بالأسهم) وقلت له في تمام الساعة السابعة صباح الغد سيحدث انهيار في سوق الأسهم ونكسة قوية، وقدمت له الدلائل والبراهين، انظر كيف سيتغير فجأة، فقد بدأت أعراض القلق عليه (متوتر، خائف يترقب طلوع الشمس للتحقق من الخبر)، وكثير من الأمثلة عن حياة يعتريها القلق سواء على صعيد الأفراد أو الدول.
والقلق لا يحتاج لمصانع أو أجهزة طرد مركزي بملايين الدولارات، هو فقط استغلال أفكارك وتحويلها ضدك، وجعلك أكثر سوداوية وحزنًا؛ لذلك القلق هو من تعَوَّذ منه الأنبياء والرسل وتعليمهم أدعية للوقاية منه، فكما قلنا هو سلاح ذو حدين للإنسان، وهو ما يسمى اليوم بالحرب النفسية، وباعتقادي أن حروب النفس أعظم من حروب الطائرات والقنابل والمدافع؛ الاول يدمر قبل الآخر، وفي القرن الحادي والعشرين سلام الدمار الشامل هو القلق، وأعظم ما تخلفه الحروب في العصر الحديث والقديم قبل وقوعها وبعد وقوعها هو آثار القلق على النفس البشرية.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: السلاح النووی سلاح ا
إقرأ أيضاً:
هوندا تعيد إحياء أعظم سياراتها الرياضية.. صور
تعمل شركة "هوندا"، التي بنت سمعتها على عقود من الحرفية الدقيقة والابتكار، على خطوة هامة تهدف إلى إحياء أمجاد نماذجها الرياضية الكلاسيكية.
وفي خطوة غير مسبوقة، أعلنت الشركة عن إطلاق فرع جديد من أعمالها تحت اسم "هوندا هيريتدج ووركس" (Honda Heritage Works)، يهدف إلى صيانة واستعادة أهم طرازاتها التاريخية.
ورغم أن العلامة لا تقدم حاليًا سيارات رياضية متخصصة (باستثناء الإطلاق الجديد لطراز "بريلود")، إلا أن هذا البرنامج يؤكد أن الشركة لم تنسَ أبدًا أيقوناتها السابقة.
إطلاق برنامج شامل من فرعين في أبريل 2026من المقرر أن يتم الإطلاق الرسمي لـ "هوندا هيريتدج ووركس" في أبريل 2026. وسيتكون البرنامج من خدمتين رئيسيتين:
هوندا هيريتدج بارتس (Honda Heritage Parts): تركز هذه الخدمة على إعادة إنتاج وتوريد قطع الغيار الأصلية المتقطعة التي لم تعد متاحة في الإنتاج الضخم. وستشمل قطع غيار معاد تطويرها بأجزاء متوافقة باستخدام مواد وتقنيات تصنيع حديثة، بالإضافة إلى قطع "مُعاد إنتاجها" باستخدام نفس المواد وطرق الإنتاج الأصلية.هوندا ريستوريشن سيرفيس (Honda Restoration Service): وهي خدمة استعادة جديدة وشاملة للسيارات، يتم تقديمها حاليًا في اليابان فقط، وتعتمد على استخدام قطع غيار "هيريتدج بارتس" المعاد إنتاجها.هوندا "NSX" هي البداية والتوسع قادمسيبدأ هذا المشروع الطموح بالسيارة التي وضعت "هوندا" على خريطة الأداء العالمي بامتياز: الجيل الأول من طراز "NSX".
ويستند هذا البرنامج إلى خطة التحديث القديمة (NSX Refresh Plan) التي كانت قائمة منذ عام 1993، ولكنها ستتوسع لتشمل أعمال استعادة أكثر شمولاً.
وتنقسم خدمة الاستعادة إلى مستويين: الاستعادة الأساسية، التي تركز على المكونات الديناميكية كالمحرك والتعليق، والاستعادة الكلية، وهي إصلاح شامل يتضمن الهيكل الخارجي والداخلي.
وتخطط "هوندا" لتوسيع البرنامج ليشمل طرازات رياضية كلاسيكية أخرى في المستقبل.
رغم أن إطلاق خدمة "هوندا هيريتدج بارتس" لقطع الغيار سيكون متاحًا عالميًا بدءًا من عام 2026، مما يمثل أخباراً سارة للمالكين في جميع أنحاء العالم الذين كانوا يعانون من نقص القطع، إلا أن خدمة الاستعادة الكاملة (Restoration Service) ستكون مقتصرة على اليابان حاليًا.
هذا يضع عقبة رئيسية أمام مالكي "NSX" خارج اليابان الذين يرغبون في الحصول على عملية ترميم مصنعية شاملة وذات جودة عالية لا يمكن تحقيقها إلا في منشأة "تاكانيزاوا" في ولاية توتشيجي، وهي نفس المنشأة التي وُلدت فيها السيارة.