ترأس اليوم، الأنبا باخوم، النائب البطريركي لشؤون الإيبارشية البطريركية، صلاة القداس الإلهي، وذلك بكنيسة القديسة تريزا، بالمحلة الكبرى، وذلك تحت البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق.

شارك في الصلاة الأب أنجيلوس مسعود، الراعي الجديد للكنيسة، والأب برنابا فانوس، راعي كاتدرائية السيدة العذراء، بقويسنا، والأب صموئيل جرجس، راعي كنيسة القديسة حنة والقديس بطرس، بطنطا.

المطران يسلم الكنيسة إلى الأب أنجيلوس

وخلال القداس الإلهي، سلم المطران الكنيسة إلى الأب أنجيلوس مسعود، متمنيًا له خدمة مثمرة، خلال الفترة المقبلة، مقدمًا كلمات الشكر إلى الأب صموئيل جرجس، من أجل مجهوداته المبذولة بالكنيسة، خلال الفترة الماضية، الذي تفرغ لرعاية كنيسة القديسة حنة والقديس بطرس بطنطا.

وألقى الأنبا باخوم عظة الذبيحة الإلهية حول الفارق بين الطعام الباقي والطعام الفاني، مؤكدًا أهمية السعي، نحو إتمام مشيئة الله في حياتنا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الكنيسة الكاثوليكية الكاثوليك الأنبا باخوم المحلة الكبرى الطعام

إقرأ أيضاً:

ماهر عزيز يكتب: الأب متي المسكين والإصلاح الكنسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نذر نفسه للفداء وتقلد عدته وعتاده في ميدان الشرف والخلود 

وضع خطة تطوير دير القديس أبو مقار  ساحته الأثيرة للنضال من أجل إصلاح الحياة الرهبانية في مصر

دخل الأب متي المسكين عالم الخدمة في الكنيسة بقلبه قبل رهبنته بوقت طويل ، فمن يتوهج داخله الشوق أن يترك العالم وهو في أوج نجاحه في عمله الصيدلي ،  الذي كان يدر عليه دخلا كبيرا ويعيش به عيشة اليسر والدعة ، ليقرر وهو في حوالي  الثامنة والعشرين من عمره أن يرحل عن العالم إلي الديرية في القلب من الكنيسة ، لم يكن ليفعل ذلك دون تصميم عميق علي خدمة الكنيسة برؤيا واضحة لما يعتزم أن يفعله .

فناظرا الضوء الخافت لذؤابة الشعلة التي بدأت تتوهج للتنوير في الكنيسة علي أيدي الجيل الذي تقدمه حبيب جرجس ، فأنشأ مدارس الأحد ، وبدأ رحلة التحديث بعد كمون طويل عبر قرون انصرم معظمها غارقا في السكون والتخلف .

ومحتشدا بالتحديث الثقافي والفكري في المجتمع المصري علي أيدي الرواد الكبار ، أحمد لطفي السيد وطه حسين  وسلامة موسي وتوفيق الحكيم وأقرانهم كلهم في هذا الجيل الذي أيقظ الوعي المصري وأنار ظلمته .

انعقد عزمه علي الانتقال إلي الجهاد كجندي أمين نذر نفسه للفداء يتقلد عدته وعتاده في ميدان الشرف والخلود .

وفي  الأعوام الأولي لرهبنته التي بدأت في 18 مارس 1948 ، طلب منه المتنيح غبطة البابا يوساب الثاني أن يخدم في الأسكندرية وكيلا للبطريركية هناك  ، فكانت تلك فرصته الأولي للكشف عن رؤيته الشاملة للإصلاح الكنسي ،   وإبداعه  النابه في الإصلاح الكنسي الواسع العريض ، حيث استدخل فعلا إصلاحيا كنسيا جوهريا - للمرة الأولي في الكنيسة كلها ومطلوبا بالحاح - فعمد إلي تنظيم الادارة البطريركية ، بإنشاء سجلات لحالات العماد والزواج ،  وتيسير  استخراج الشهادات الرسمية لشعب الأسكندرية ، وإنجاز أول إحصاء سكاني لأقباط الأسكندرية لتقديم الخدمات لكل أسرة بحسب احتياجها كي لا يضيع حق أحد ، وطفق ينمي موارد البطريركية من خلال تنويع مصادرها لمواجهة أعباء الكنيسة علي نحو علمي مدروس ، بل واستحدث نظاما لضبط الخدمة الدينية بتحديد راتبا لكل كاهن ،  علي أن يتم إيداع البطريركية ما يقدمه الشعب للتبرك بالكنيسة عند أداء الخدمات الطقسية ، ليعاد توزيعه علي نحو عادل لاحتياجات البطريركية و الكنائس كلها ، وأنشأ المدرسة الإكليريكية بالأسكندرية لتخريج جيل جديد من الشباب المتعلم المثقف الراغب في الكهنوت أو في الثقافة الدينية علي نحوها الصحيح المستنير ، وبسط سلطة الكنيسة علي الإشراف علي تعليم الدين المسيحي بالمدارس ، وأكثر من ذلك اتجه إلي تأسيس المشروعات الريادية للخدمة الاجتماعية والتعليمية بالمجتمع ،  فأنشاء مدرسة صناعية لتخريج العمالة الفنية الماهرة المطلوبة بشدة في سوق العمل ، واستكمل في الوقت ذاته تطبيق أفكاره الطليعية لإصلاح الكهنوت بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية ،  فرسم آول كاهنين جامعيين من حملة المؤهلات العليا .

وفي دير القديس أبو مقار نزل إلي ساحته الأثيرة للنضال من أجل إصلاح الحياة الرهبانية في مصر ، فوضع خطة لتطوير الدير وبدأ تنفيذها علي الفور ، واتجه إلي مكتبة الدير وبدأ تطويرها وإمدادها بأحدث المراجع ، ووجد خلال عملية التطوير المعماري للدير نفائس من بقايا أثرية فأنشأ متحفا يحتويها في الدير ، وأسس مستشفي للدير يعمل بها الأطباء المتخصصون من الرهبان والأطباء المتطوعون من الخارج ، وعمد إلي استزراع الصحراء المحيطة بالدير للحفاظ علي حرم الدير ،  فكانت الأرض المزروعة فرصة ذهبية للتجارب والبحوث الزراعية ،  وأردف الزراعة بالاهتمام بتنمية الثروة الحيوانية ،  فاستورد أنواعا  جديدة من الاغنام والابقار لتحسين السلالات المحلية ، كما استورد نوعا جديدا من الدجاج ذا الإنتاج الوفير جدا من البيض ،  ورصف الطريق المؤدية للدير بالأسفلت ، ثم أكمل إنجازه الرائع بتأسيس مطبعة الدير التي ما فتئت أن تحولت إلي منارة لنشر الفكر المسيحي الأرثوذكسي في مصر والعالم أجمع ، حيث كون من الرهبان بالدير مدرسة علمية بحثية رصينة ، وراح ينهل من كتابات آباء الكنيسة في عصرها المسكوني الذهبي في القرون الخمسة الأولي ، مقرنا إياها بدراسة اللغات القديمة علي أيدي أساتذتها المتخصصين الذين دعاهم من كليات الاداب في مصر وألمانيا .

لكنه كان قد بدأ رحلة التنوير في الكنيسة  منذ رهبنته الباكرة خلال وجوده في دير السريان  حيث أصدر كتابه العميد " حياة الصلاة الأرثوذكسية " عام 1952 ، الذي ما لبث أن تحول في لمح البصر إلي شعلة التجديد والتنوير التي دارت من يد إلي يد في الكنائس الأرثوذكسية كافة في ربوع مصر ، وبعد إنشائه للمطبعة في دير أبو مقار راحت أعماله الكبري الأخري تتري الواحدة إثر الأخري في عملية تنوير وتثقيف وتصحيح .  وإصلاح كنسي  :  فكري وديني ،  لاهوتي وعقائدي وكتابي ضخمة .

جاءت كتاباته ضاربة جذورها في البحث  الكتابي والآبائي العميق ،  القائمة علي أعمدة وطيدة من الفهم الصحيح لرسالة المسيح  ومشيئته الحقانية المعلنة في الكتاب المقدس ، وعلي أعمدة وطيدة من النقد الجريء للموروثات المغلوطة التي تراكمت في الكنيسة خلال عصور الضعف والانهيار السياسي والاجتماعي والثقافي والديني عبر التاريخ ،  وعلي أعمدة وطيدة من الشرح و التفسير الكتابي القويم بعيدا عن الشائع الشعبوي منها .

من ذلك تجلت رؤاه الإصلاحية والتنويرية في أعماله الرصينة ،  التي شملت " الكنيسة الخالدة " ، و"الرهبنة القبطية " ، و" الأفخارستيا والقداس" ، و" الإيمان بالمسيح " ، و"القديس أثناسيوس الرسولي " ، و" القديس بولس الرسول : حياته ، لاهوته ، أعماله "، و"القديس أنطونيوس ناسك انجيلي " ، و " الروح القدس " ، و" شرح أناجيل يوحنا ومرقس ومتي ولوقا " في مجلدات ضخمة  ، و " شروحات علي معظم رسائل القديس بولس "، و"تفسير سفر المزامير في أربعة مجلدات " ،  و " مع المسيح : سلسلة في أربعة أجزاء " ،  وعشرات الكتب والكتيبات التي يربو عددها علي المائة .

لقد امتد العمل الإصلاحي الذي شيد الأب متي المسكين  أساساته العميقة في الحياة الأرثوذكسية إلي  الإصلاح الشامل للخدمة الكنسية علي النموذج الذي قام بتطبيقه في الفرع البطريركي بالأسكندرية ؛ وإلى الإصلاح الهيكلي للديرية القبطية والحياة الرهبانية علي أصولها النسكية والخادمة والمكرسة في مثالها العتيد الذي تألق في دير أبو مقار في حياته ؛ وإلي الإصلاح الجذري للفكر الديني القبطي الأرثوذكسي في مضامينه اللاهوتية والعقيدية والحياتية ، كما تركه في ميراثه الضخم من كتب التنوير المسيحي الخالدة أبدا ، فألقي هكذا بذار الإصلاح الكنسي الواسع في الأرض البور ،  التي أينعت ثمارها في جيل عريض من حملة الفكر المسيحي الكتابي الآبائى الصحيح ،  الذين يحاربون معركتهم الباسلة الآن مع جحافل الظلام وردة التنوير الخبيثة ، التي تفعل فعلها الهدام المخرب في الكنيسة القبطية الارثوذكسية حاليا ، ولكنها هيهات أن تبقي .

مقالات مشابهة

  • الأب موسى فتحي يترأس العظة الروحية بالمرقسية.. غدًا
  • الأنبا فيلوباتير يترأس الاجتماع الأخير في فترة "الخمسين"
  • بطريرك الكاثوليك يهنئ ماري مارسيل لانتخابها كرئيسة للراهبات القبطيات لفترة ثانية
  • بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يفتتح السينودس السنوي فى دورته العادية
  • بطريرك السريان الكاثوليك يزور بازيليك Notre-Dame de la Garde بمرسيليا
  • بطريرك السريان يزور الكردينال جان مارك رئيس أساقفة أبرشية مرسيليا
  • الأنبا دانيال يرسم شمامسة جدد لكنيسة الملاك بالمعادي
  • في ذكرى رحيله الـ18| الأب "متى المسكين" رمز الكنيسة القبطية.. عاش حياة الرهبنة كما يجب أن تكون
  • الأنبا بشارة يترأس قداس افتتاح اليوم الإرسالي
  • ماهر عزيز يكتب: الأب متي المسكين والإصلاح الكنسي