أطباء بلا حدود تحذر من الهجوم البري على رفح
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
سرايا - حذر مدير عام منظمة “أطباء بلا حدود، ميني نيكولاي اليوم الاثنين، من أن “الهجوم البري الإسرائيلي المعلن على رفح سيكون كارثيا ويجب ألا يستمر”.
جاء ذلك وسط تحذيرات دولية من إبادة قد تنتج عن استهداف المدينة المكتظة بالنازحين الذين لجأوا لها للنجاة من القصف العنيف في بقية مناطق القطاع.
وكتب نيكولاي، على منصة إكس، “مع استمرار القصف الجوي للمنطقة، يواجه الآن أكثر من مليون شخص، يعيش العديد منهم في خيام وملاجئ مؤقتة، تصعيدًا كبيرًا في هذه المذبحة المستمرة”.
وشدد ميني على أنه “لا يوجد مكان آمن في غزة، وقد دفعت عمليات التهجير القسري المتكررة الناس إلى رفح، حيث يحاصرون في قطعة صغيرة من الأرض وليس لديهم خيارات (للتوجه لمكان آخر)”.
وقال: “منذ 7 تشرين الأول الماضي، اضطرت فرقنا الطبية ومرضانا إلى إخلاء 9 مرافق رعاية صحية في قطاع غزة، بعد تعرضهم لنيران الدبابات والمدفعية والطائرات المقاتلة والقنّاصة والقوات البرية (الإسرائيلية)، أو بعد خضوعهم لأمر إخلاء (من الجيش).
وأضاف أنه خلال الحرب “اعتقل أفراد من الطواقم الطبية والمرضى وتعرض عدد منهم للتعذيب والقتل، وكل هذا حدث على مرأى ومسمع من زعماء العالم”.
وشدد ميني على أن “العمل في غزة أصبح الآن شبه مستحيل، وكل محاولاتنا لتوفير الرعاية المنقذة لحياة الفلسطينيين تضاءلت بسبب سلوك إسرائيل في الأعمال العدائية”، مبيّنا أن “الاحتياجات هائلة والوضع يتطلب استجابة إنسانية آمنة على نطاق أوسع بكثير”.
إقرأ أيضاً : مياه الصرف الصحي تغمر قسم الطوارئ في مجمع ناصر الطبيإقرأ أيضاً : الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على لاجئي فلسطين في الأردن إذا لم يستأنف تمويل أونرواإقرأ أيضاً : العدوان على غزة .. استبعاد "بن غفير" من اجتماع أمني بسبب التسريبات
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: اليوم المدينة الناس غزة فلسطين الأردن المدينة اليوم الناس غزة القطاع
إقرأ أيضاً:
خيارات إيران أمام هجمات إسرائيل.. ردّ استراتيجي نعم لكنه أيضا صراعٌ من أجل البقاء
لا يمكن قراءة ردّ إيران في سياق عسكري محدود. فالمعادلة أوسع من صاروخ هنا أو ضربة هناك، إنها معركة بقاء سياسية واستراتيجية، داخلياً وخارجياً. اعلان
لم تكن إيران تملك ترف انتقاء شكل الردّ أو حجمه بعد الضربات الإسرائيلية فجر الجمعة، والتي استهدفت مواقع شديدة الحساسية في عمق أراضيها، من منشآت نووية إلى مقار عسكرية واغتيالات طالت كوادر علمية وأمنية من الصف الأول. فالهجوم لم يكن مجرد ضربة عسكرية، بل تحدٍ مباشر لهيبة النظام الإيراني في لحظة إقليمية ودولية فارقة، وضعت طهران أمام مفترق وجودي: إما أن ترد، وإما أن تخسر موقعها كقوة إقليمية صاعدة.
الردّ خيار استراتيجي لا رفاهية سياسيةالرد لم يكن خياراً سيادياً فقط، بل ضرورة استراتيجية. نظريا، لا يمكن لأي نظام أن يصمت أمام استهداف مباشر بهذا الحجم دون أن يدفع ثمناً سياسياً باهظاً. الشارع الإيراني، الذي يعيش أصلاً تحت وطأة العقوبات، والتدهور الاقتصادي، وفقدان الثقة بمخرجات السياسات الخارجية، كان سينفجر لو لم تأتِ طهران برد يوازي حجم الضربة. فالمعادلة هذه المرة لم تكن مع إسرائيل وحدها، بل مع الرأي العام الداخلي أيضاً، وهو ما دفع النظام إلى التعامل مع التصعيد على أنه معركة بقاء، لا مجرد أزمة عابرة.
في المقابل، يعلم صانع القرار الإيراني أن أيّ تهاون في الرد سيُفسَّر على أنه تراجع استراتيجي، وسيقوّض عقوداً من استثمار النفوذ في ساحات مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن. ولعل الأهم، أن الصمت كان سيُعطي انطباعاً بأن تل أبيب نجحت في تحجيم طهران دون أن تدفع الثمن، ما كان ليشكّل للنظام سابقة خطيرة في ميزان الردع الإقليمي.
Relatedالملاجئ الإسرائيلية في مواجهة الصواريخ الإيرانية: قصورٌ في العدد وأسئلة حول الفعاليةكيف تضبط الرقابة العسكرية الإسرائيلية مشهد الإعلام في أوقات الأزمات؟حاملة الطائرات الأميركية "نيميتز" نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح واشنطن بالقوة تجاه إيران؟غياب الدور العربي: فراغ تملؤه طهرانالرد الإيراني، وإن بدا منضبطاً ضمن حسابات عدم الانزلاق إلى حرب شاملة، إلا أنه حمل رسالة مزدوجة: نحن حاضرون للمواجهة إذا فُرضت، ولسنا بصدد استيعاب الإهانة. لقد اختارت طهران أن تردّ عبر عشرات الصواريخ والمسيّرات على العمق الإسرائيلي، ليس فقط لإثبات قدرتها، بل لتقول لكل من يراهن على إضعافها في لحظة ارتباك، إنها لا تزال لاعباً حاضراً في معادلة الردع.
لكن المشهد أعقد من مجرد تبادل ضربات. فإيران تخوض، بحسب مقاربتها، صراعاً من أجل تثبيت شرعيتها الداخلية والإقليمية، في ظل تراجع واضح للدور العربي الرسمي، وانكفاء كثير من العواصم عن مواجهة إسرائيل أو حتى مجاراتها دبلوماسياً. وهذا ما يجعل طهران ترى في هذه المعركة فرصة لإعادة تصدير نفسها كقوة طليعية في مواجهة تل أبيب، خاصة بعد ما جرى في غزة، وما أثاره من رد فعل شعبي في العالم العربي لأي طرف يرفع راية المواجهة مع إسرائيل.
هكذا، فإن إيران اليوم لا تحارب فقط من أجل رد الاعتبار بعد الهجمات، بل من أجل استمرار مشروعها. هي تدافع عن منظومة سياسية وأمنية واقتصادية تعاني داخلياً وتخسر تدريجياً عمقها الشعبي. وتقاتل لتحمي موقعها من الانهيار تحت ضغط العزلة الدولية، وتقاتل ليثبت بأنها ما زالت قادرة على فرض المعادلات، لا مجرد التفاعل معها.
معركة بقاء لا مواجهة عابرةختاماً، لا يمكن قراءة ردّ إيران في سياق عسكري محدود. فالمعادلة أوسع من صاروخ هنا أو ضربة هناك. إنها معركة بقاء سياسية واستراتيجية، داخلياً وخارجياً، يخوضها النظام في طهران تحت عنوان: لا عودة إلى الوراء، ولا خيار سوى المواجهة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة