الجزيرة:
2025-06-03@23:47:39 GMT

أسرار الوعي الذاتي.. كيف تتعرف على مواطن قوتك وضعفك؟

تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT

أسرار الوعي الذاتي.. كيف تتعرف على مواطن قوتك وضعفك؟

يعد الوعي الذاتي أحد أهم أدوات التطور والتقدم في الحياة، إذ يساعد المرء على اكتشاف مواطن قوته وضعفه وأفكاره ومشاعره، في رحلة للبحث عن النفس تنتهي بحالة من السعادة والرضا، مع زيادة القدرة على اتخاذ القرارات الأنسب والأدق. لكن ما أنواع الوعي الذاتي؟ وكيف يمكن تطويرها؟

بداية الوعي بالذات

يعرّف كتاب "7 عادات للناس الأكثر فعالية" لستيفن كوفي، الوعي الذاتي "بأنه القدرة على التفكير في عملية التفكير نفسها، وهذا ما يميز الإنسان عن الحيوان ويجعلنا نتعلم ونرتقي ونبني عادات ونقلع عن أخرى".

أما كلية هارفارد للطب، فتعرف الوعي الذاتي بأنه التناغم العاطفي، وأن يفهم المرء من هو، وماذا يريد؟ وكيف يشعر؟ ولماذا يقوم بالأمور التي يقوم بها؟ وذلك عبر فهم أفكاره، ومشاعره، وقيمته، ومعتقداته، وأفعاله، وأيضا احتياجاته.

ويصف أخصائي الطب النفسي وعلاج الإدمان بالمعهد القومي للجهاز العصبي والحركي بمصر الدكتور إيهاب هندي، الوعي الذاتي بأنه "الخطوة الأولى" في أي علاج نفسي حقيقي، وفي أي تغيير بحياة المرء عموما، ويقول لـ"الجزيرة نت" إن "الوعي الذاتي هو أن يدرك الشخص أدواته، وأن يعي مشاكله، ومواطن التميز والخلل لديه بصدق".

لإحداث التغيير المطلوب لا بد من الشعور بالمسؤولية ووضع خطط واتخاذ خطوات (شترستوك)

ويشير هندي إلى أن أهم المعوقات التي تقف حائلا أمام هذا الوعي هي عدم رغبة المرء في معرفة ذاته، "فالإنكار نقيض الوعي، وهو وسيلة دفاعية للإنسان ليظهر أنه بخير ولا يعاني من أي مشاكل. والإنكار يقود إلى التنصل من المسؤولية عن الأحداث والنفس والآخرين، هكذا تجد الكثيرين يحملون مسؤولية ما يجري لهم في الحياة للظروف، أو العائلة، أو البيئة أو أي شيء آخر، وذلك لأن الشعور بالمسؤولية، يتبعه وضع الخطط واتخاذ الخطوات من أجل إحداث التغيير المطلوب، لذا يميل بعضهم للحل الأسهل بإلقاء اللوم على الآخرين".

ويقول الطبيب المتخصص في علاج الاضطرابات النفسية للبالغين والمراهقين، إن الوعي الذاتي يبدأ حين يكف المرء عن ادعاء أنه بخير وهو ليس كذلك، "وللبدء عليك تحديد مشاكلك بدقة، ومواطن قوتك وضعفك، والإيمان أنك مسؤول مسؤولية كاملة عن نفسك، وتصرفاتك، وعن اتخاذ خطوات حقيقية نحو التغيير للأفضل، هذا يحتاج إلى قوة وشجاعة لمواجهة الحقيقة وإن كانت مؤلمة".

وينصح هندي بضرورة زرع الوعي الذاتي لدى الأطفال منذ نعومة أظفارهم، "فالوعي بالذات والشعور بالمسؤولية وجهان لعملة واحدة، لهذا تجد لدى البعض وعيا كافيا بذواتهم، ولا تجده لدى آخرين بسبب طريقة التربية، وسلوك الأهل، هل كان الأهل يتحملون مسؤولية أفعالهم ويعالجون المشكلات بمواجهتها أم بإنكارها والهروب منها؟".

أنواع الوعي الذاتي

عادة ما يقسم علماء النفس الوعي الذاتي إلى نوعين متكاملين، وعي ذاتي عام، يظهر عندما يدرك المرء كيف يبدو للآخرين، ووعي ذاتي خاص عند إدراك جوانب أنفسهم، ذلك الأخير يفسر لصاحبه مشاعر مثل آلام المعدة في حالة نسيان شيء مهم، أو خفقان القلب عند رؤية شخص معين.

يتكون الوعي الذاتي من 5 عناصر أساسية يمثل استيعابها، والعمل بها ركيزة أساسية للبدء في فهم النفس، هي:

الوعي بالتجارب الداخلية، بما في ذلك العواطف والأفكار. معرفة الذات، وأن يفهم المرء من هو وما معتقداته وقيمه ودوافعه. الذكاء العاطفي، ويعني القدرة على فهم وإدارة العواطف. قبول الذات، ويتضمن إظهار التعاطف واللطف ناحية النفس. التأمل الذاتي، ويتضمن القدرة على التفكير بعمق في المشاعر والأفكار والأهداف من أجل الحصول على إجابة لأهم سؤالين "من أنا وما مكاني في العالم". كيف تزيد الوعي الذاتي؟

يعتمد بعض الناس على أنفسهم في ممارسة الوعي الذاتي، بينما يلجأ آخرون إلى الحصول على مساعدة من أجل فهم أفضل لأنفسهم، لكنْ ثمة طرق ينصح بها أطباء النفس لتنمية الوعي بالذات، أهمها:

ممارسة التأمل والوعي بالأفكار والمشاعر الداخلية. التدوين وكتابة اليوميات حول كيفية التفكير وأسباب التصرفات والنقاط التي تحتاج التطوير حقا. العلاج المعرفي السلوكي، حيث يساعد المعالج في هذه الحالة على تحديد الأفكار والتصرفات السلبية وأسبابها. تنمية الذكاء العاطفي عبر تعلم كيفية التعبير عن المشاعر بطريقة صحيحة، وممارسة الاستماع الفعال. الوعي المعتدل عبر إدراك الفارق الكبير بين الوعي الذاتي الطبيعي، والوعي الذاتي المفرط الذي قد يقود إلى اضطراب القلق الاجتماعي. ممارسة التأمل والوعي بالأفكار والمشاعر الداخلية يعد بمثابة تدريب لزيادة الوعي بالذات (غيتي إيميجز)

وتعد زيادة الوعي بالأحاسيس الجسدية والأفكار المرتبطة به، أمرا أساسيا لزيادة الوعي الذاتي، فكلما تمكن المرء من التعرف على المشاعر في جسده بشكل أكثر وضوحا، استطاع التعرف بشكل أدق عن موعد نشأة هذا الشعور بداخله. ويفترض بالوعي الذاتي أن يسمح للمرء بالإجابة عن عدد من الأسئلة:

من أنا؟ ماذا أريد الآن أو في المستقبل؟ ماذا علي أن أفعل بعد ذلك؟ ما رأيي في موضوع/موقف معين؟ كيف أشعر جسديا وعاطفيا الآن؟

ويوصي الخبراء بزيادة الوعي الذاتي عبر مجموعة من الممارسات، من بينها تمرين التركيز على هنا والآن، وقبول كل ما ينشأ عن هذا الوعي دون إصدار أحكام مع التركيز بشكل خاص على العواطف، يتلخص التمرين في مجموعة من الخطوات، أبرزها:

الجلوس بهدوء في وضع مريح مع إغماض العينين.

استحضار شيء حزين إلى الذهن، ولكن يجب ألا يكون قاسيا جدا. ملاحظة أين يمكن الشعور بهذا الحزن في الجسد. وضع إحدى اليدين على ذلك الجزء من الجسم بطريقة لطيفة ومهدئة.

تكرار الخطوات المذكورة مع استبدال الحزن بمشاعر مختلفة، مثل الخوف والغضب والفرح، من شأنه تحسين وعي المرء بذاته، كما يساعد على ربط الأعراض الجسدية بالمشاعر، ومن ثم ملاحظتها والتعامل معها في وقت مبكر بطريقة أكثر وعيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: القدرة على

إقرأ أيضاً:

توجيهات للرئيس العليمي في أول اجتماع مع الحكومة بقصر معاشيق ورسائل حرب وسلام

وجه الرئيس العليمي الحكومة بتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص وتمكينه من قيادة مشاريع التنمية الحيوية، وتخفيف العبء عن الدولة في خلق فرص العمل، والتخفيف من المعاناة الإنسانية.

كما وجه الحكومة بتفعيل منظومة الرقابة ومكافحة الفساد، وسرعة إعلان تشكيل اللجنة العليا للمناقصات بما يعيد الاعتبار لمبدأ المساءلة.

وقال "المسؤولية أيضا تقتضي تنظيم العلاقة بين المركز والسلطات المحلية، ومراجعة الهياكل، وتقليص البعثات الدبلوماسية، وترشيد الابتعاث الخارجي، وإنشاء هيئة عليا للإغاثة لتوحيد الجهود الإنسانية، وتقديم التسهيلات لوكالاتها وموظفيها، ومحاسبة من يعرقل وصول المساعدات.

جاء ذلك خلال ترأسه، اليوم الثلاثاء بقصر معاشيق، جانباً من جلسة للحكومة بحضور رئيس مجلس الوزراء سالم صالح بن بريك.

وفي مستهل الاجتماع جدد الرئيس التهنئة لرئيس مجلس الوزراء بمناسبة نيله ثقة القيادة السياسية، متمنياً له ولأعضاء الحكومة التوفيق والنجاح في مهامهم الوطنية الجسيمة.

وخاطب رئيس مجلس القيادة، رئيس وأعضاء الحكومة قائلاً "هذه اللحظة هي لحظة مواجهة صريحة مع النفس، ومع مسؤولياتكم، ومع التطلعات المشروعة لشعبنا الصابر الذي يستحق منكم حكومة فعل، والعمل بروح المسؤولية والعزم، والتجرد لمصلحة الوطن والمواطن.

وأكد الرئيس أن أمام الحكومة اليوم مهمة وطنية كبرى تتلخص في عملية البناء المؤسسي والتعافي الاقتصادي والخدمي، واستكمال معركة الخلاص، والاعتماد على النفس على طريق الصمود والتماسك المستدام.

وشدد رئيس مجلس القيادة على محورية مدينة عدن في سياق عملية البناء المؤسسي، والتعافي الاقتصادي والخدمي، وضرورة وضعها في صدارة اهتمام الحكومة، باعتبارها العاصمة المؤقتة ومركز القرار، وبوابة الشراكة مع العالم.

كما جدد التشديد على اهمية استقرار العمل من الداخل، باعتباره عنواناً للجدية والمصداقية، وضمانة للرقابة والمحاسبة، والاطلاع على مشكلات المواطنين واحتياجاتهم، وتعزيز الثقة مع مجتمع المانحين.

وأشاد الرئيس بأعضاء الحكومة المتواجدين على الدوام في الداخل، قائلاً إن موقع الوزير الحقيقي في الميدان وإلى جانب المواطنين.

وحث الرئيس الحكومة على تأمين الموارد العامة للدولة والحفاظ عليها وتنميتها، وتسخيرها للوفاء برواتب الموظفين وتحسين الخدمات.

واعتبر الرئيس أن تحسن الوضع الاقتصادي لن يتحقق إلا من خلال خطة شاملة للتعافي، تتضمن موازنة عامة للدولة وفق الإجراءات الدستورية، وانتهاج سياسات تقشفية واقعية لترشيد الإنفاق العام، وتنمية الموارد غير النفطية، وتحسين كفاءة تحصيلها في كافة المحافظات، كمدخل لبناء اقتصاد مستدام وأقل اعتماداً على الخارج.

وشدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي على دعم استقلالية البنك المركزي، وتمكينه من إدارة السياسة النقدية واستخدام أدواته لكبح التضخم وتعزيز موقف العملة الوطنية.

وأكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي أن معركة الخلاص واستعادة مؤسسات الدولة سلماً أو حرباً ستظل أولوية قصوى لا نكوص أو تراجع عنها، قائلاً إنها "معركة بين الدولة واللا دولة، بين النظام والفوضى، بين الجمهورية، والإمامة".

أضاف "السلام الذي نريده هو السلام القائم على المرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، وفي مقدمتها القرار 2216 كخارطة مثلى لنزع سلاح المليشيات وتحقيق السلام المستدام".

واعتبر الرئيس أن الوحدة الوطنية والتكامل بين كافة القوى والمكونات هو أساس النجاح، وعلى الحكومة العمل بروح الفريق الواحد.

وحيا الرئيس أبطال القوات المسلحة والأمن وكافة التشكيلات العسكرية المرابطة في مختلف الميادين والجبهات دفاعاً عن النظام الجمهوري وتطلعات اليمنيين في بناء دولة القانون والمواطنة المتساوية.

وقال "نحن مسؤولون عن رعاية منتسبي القوات المسلحة والأمن، وتصحيح أوضاعهم، ليكونوا أكثر قدرة وجهوزية".

وأكد الرئيس دعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة للسلطة القضائية بوصفها رمزاً لحضور الدولة وهيبتها وتعزيز الرضى الشعبي.

وحث على سرعة إنشاء هيئة لرعاية الجرحى وأسر الشهداء، وفاءً لمن قدموا الدم من أجل أن نعيش بحرية وكرامة، وتمكين المرأة وإنصافها في كافة المجالات.

كما أكد الرئيس الحاجة إلى خطاب إعلامي موحد، مؤثر، وقوي، يجمع بين التنوير والتعبئة، ويعري مشروع المليشيا ويكشف ارتباطاته الخارجية، ويعزز في الوقت نفسه الثقة بالمشروع الجمهوري والدولة العادلة.

وشدد على دور الدبلوماسية اليمنية والشؤون القانونية في هذه المعركة من خلال حشد الدعم الدولي، وتعزيز التصنيف الإرهابي للمليشيات، وكشف انتهاكاتها، وتوحيد الرواية اليمنية المنصفة، وإبقاء المجتمع الدولي موحدًا حول اليمن وشرعيته.

وعرض رئيس مجلس القيادة إلى التحديات غير المسبوقة التي شهدتها البلاد منذ استهداف المليشيات الحوثية للمنشآت النفطية في أكتوبر 2022، ما حرم الدولة ومواطنيها من نحو ملياري دولار من العائدات السيادية.

وقال "مع ذلك، كان الصمود فريداً لإفشال مخطط المليشيا لإغراق البلاد بأزمة إنسانية شاملة".

واعتبر أن هذا الصمود ما كان ليتحقق لولا دعم الأشقاء في المملكة العربية السعودية، من خلال تمويل الموازنة العامة، وتدخلاتها إلى جانب دولة الإمارات العربية المتحدة في مشاريع خدمية وإنسانية.

وحث الرئيس الحكومة بالعمل على تقديم اليمن كشريك جدير بالثقة، ومصدر استقرار، وكدولة تعتمد على نفسها، مؤكداً في هذا السياق اهمية التفكير خارج الصندوق وبناء نموذج ناجح في المحافظات المحررة، وتحقيق الاعتماد على النفس.

وقال "لتكن هذه هي حكومة الاعتماد على النفس، والنصر المؤزر بعون الله تعالى".

مقالات مشابهة

  • المتعسكرون ؟
  • الاعتماد على النفس والتمسك بالمستدام.. الرئاسي يحدد مهام الحكومة القادمة
  • الإنسان والمكان
  • توجيهات للرئيس العليمي في أول اجتماع مع الحكومة بقصر معاشيق ورسائل حرب وسلام
  • طريقة عمل كفتة الحاتي في عيد الأضحى
  • من بياض الإحرام إلى تبييض الصحف.. أسرار الحج في حكم وحكمة
  • لتتعامل معه بذكاء.. كيف تتعرف على سلوكيات الشخص النرجسي؟
  • هل الزلزال جند من جنود الله؟.. 10 أسرار لا يعرفها كثيرون
  • أسنان عمرها 2.2 مليون سنة تكشف أسرار أقارب بشرية .. ما القصة؟
  • ولاية الجزيرة .. أسرار وأخبار ليست للنشر !!