مرة أخرى أعود لما كتبته من قبل عن تخاريف وزلات بايدن، وحالة التهيؤات التى أصابته بالخرف، هذه الأشياء تجعلنا نخضعه للتحليل النفسى، ولكن قبلها أتكلم عن اتصال من اللواء ممدوح شعبان، مدير جمعية الأورمان، وهو صديق عزيز.. قال إن بايدن كذاب ومخرف، عندما يقول إنه أقنع الرئيس السيسى بفتح معبر رفح.. قال «شعبان»: والله العظيم المعبر مفتوح من جانب مصر، ولكنه مغلق من جانب إسرائيل.
وهو كلام يدحض تصريحات بايدن عن تدخله لفتح المعبر.. سألته، «شعبان»: ولماذا لا تصورون المعبر مفتوحًا من جانب مصر ومغلقًا من جانب إسرائيل، وتنشرون ذلك عبر المركز الإعلامى لكل جمعية كدليل على صحة ما تقول؟.. قال إنه يفكر فى التصوير بالفيديو فعلًا واستضافة كبار الصحفيين لتسجيل ذلك.
والسؤال: هل بايدن طبيعى، وما التحليل النفسى لهفوات وزلات لسان الرئيس الأمريكى العجوز؟ وماذا وراء هفوات وزلات اللسان التى يقع فيها الرئيس الأمريكى جو بايدن.. وعلامَ تؤشر هذه الهفوات؟ وكيف تؤثر هذه الهفوات على موقف بايدن فى الانتخابات الرئاسية القادمة؟.. فقد شغلت قضية فلتات اللسان وهفوات القلم العالم النمساوى سيجموند فرويد. ووفقًا لدراساته، فإن هناك جانبًا مظلمًا فى النفس، أطلق عليه «اللاشعور» أو العقل الباطن، وأن هذا الجانب له تأثيره القوى فى سلوك الإنسان، وقد يكون السبب فى بعض الاضطرابات النفسيّة التى تصيب شخصًا ما!.
يُرجع فرويد هذه الزلات فى غالبها إلى دوافع لا شعورية أو شبه شعورية سلبية أو إيجابية، لا يدركها الشخص لكنها على صلة بالهفوة فقد تكون حُبًّا مكبوتًا أو غيرة أو كراهية لا شعورية، أو ما شابه، وتكرار زلات لسان «بايدن» عن الصين وروسيا، منها زلة لسان له فى فبراير من العام الماضى- أثناء وجوده بالعاصمة البولندية وارسو- بأن «بوتين لا يمكنه البقاء فى السلطة»، وهو ما دفع «ماكرون» إلى التحذير من أن مثل هذه التصريحات خطيرة، ومُربكة، وتؤدّى إلى تصعيد النزاع!
باختصار هل يصلح هذا المخرف لقيادة العالم مرة أخرى؟.. وهل يصلح للترشح أصلًا فى هذه الحالة الصحية والنفسية التى يمر بها، فضلًا عن حالة الخرف التى تؤدى إلى ارتباك المشهد وتصعيد النزاع كما قال ماكرون؟!
محمد أمين – المصري اليوم
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: من جانب
إقرأ أيضاً:
الصعيد الجُوَّانى
تحتاج مصر فى ظروفها الحالية إلى تكاتف الجميع وتلاحم الشعب لكنك تفاجأ أن يأتى أحدهم ليتحدث عن الجنوب والصعيد وكأنهم دولة أخرى فى حاجة إلى «مينا» ابن سوهاج الذى وَحّد القطرين؛ ونسىِ هذا أن ما يوجد فى أبعد قرية فى صعيد مصر هو ما يوجد فى أدنى قرية بالدلتا أو المحافظات الحدودية، وأن القرى لم تعد منغلقة على نفسها بل صارت تعيش العولمة بإيجابياتها وسلبياتها، وأن محاولة التفرقة وبث الفتنة بين الصعيد ووجه بحرى جريمة يجب أن يحاكم مقترفها لأن الوطن لا يحتمل أمثال هؤلاء، ولا يتقدم برؤى انهزامية تقضى على الأخضر واليابس. ولعل مرجع الصورة الذهنية السلبية عن الصعيد يعود إلى بعض المسلسلات والأفلام التى تُرضى بعض المشاهدين الذين تكونت لديهم صورة الصعيد المتخلف الغبى من تجار الآثار والأسلحة وزارعى المخدرات، وكأن كل صعيدى يتعاطى المخدرات ويبيع الآثار ويقتل بالأسلحة أبناء عمومته يومياً؛ هذه الصورة النمطية التى ترسخت فى الذهنية الجمعية عن الصعايدة أسهم فيها- للأسف- بعض الصعايدة أيضاً حتى يسيروا مع الموجة الغالبة، ولعل من الطريف أن 90٪ من النكت على الصعايدة يؤلفها صعايدة! وكم أود أن يتصدى علماء الاجتماع وعلم النفس والإعلام لهذه الظواهر التى أوجدت طبقية ذهنية بين أفراد المجتمع فيلجأ الصعايدة للدفاع عن أنفسهم أمام كل حادثة وأمام كل دَعِى.. حبذا لو قامت الجامعات بدراسة هذا التغييب البحثى عن مشكلات التفرقة والعنصرية بين أفراد المجتمع الواحد أسبابها وكيفية معالجتها، وأن يأخذوا هؤلاء الإعلاميين من ذوى الفتن فى دورات علمية حتى يناقشوا ويستمعوا للوقوف على الحقيقة، وأن يأخذوهم فى رحلات إلى محافظات مصر بالقطار العادى وليس بالطائرات وأن ينزلوهم بعيداً عن المزارات السياحية والفنادق الفخمة بل فى القرى والنجوع ليقفوا على مشكلات الناس الحقيقية وعلى أرض مصر بكل ما فيها من جمال ومن سلبيات، فهم ليسوا فى حاجة إلى مرشد سياحى وإنما مرشد وطنى يعلمهم احترام هذا الشعب بكل محافظاته وبكل ألوانه وأديانه ومذاهبه، إن دور الإعلام مساندة الدولة لكننا أُصبنا ببعض الإعلاميين الذين يحتاجون إلى الدولة لتسندهم، فصار الميزان مختلاً لأن هؤلاء لن ينفعوا الدولة بل يضرونها، لأن المواطن لن يصدقهم حتى لو عرضوا أشياء حقيقية وهناك طفرة إيجابية ملحوظة فى قنواتنا التليفزيونية (ماسبيرو) أداء وصورة لكنها تحتاج إلى وجوه جديدة أو إعلام فى حاجة إلى إعلام.
مختتم الكلام
«الصباح يدقُّ على الباب، ولا باب هنا»
[email protected]