عقدت نقابة الإعلاميين اليوم، الاثنين، اجتماعًا جديدًا برئاسة النائب الدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، وأدار الاجتماع الإعلامي محجوب سعدة، سكرتير عام النقابة، وذلك في إطار الخطة الشاملة للنقابة لتطوير الإعلام المصري.

نقابة الإعلاميين تُدشّن مركز قياسات الرأي العام نقابة الإعلاميين تعتمد لجان قيد وتصاريح جديدة

جاء الاجتماع لمتابعة محور تطوير الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي، ولبحث سبل التعامل مع هذا النمط الجديد من الإعلام بما يحقق أهدافه في إيصال الرسالة الإعلامية بشكل لحظي وسريع الانتشار، مع تعزيز القدرة التنافسية للإعلام المصري على المستويين المحلي والدولي.

حضر الاجتماع عدد من أساتذة الإعلام بالجامعات المصرية، وعدد من المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي، والمتخصصين في مجالات الذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي، ومنهم: أ.د. أشرف جلال، عميد كلية الإعلام بجامعة السويس، وأ.د. إنجي لطفي،أستاذ مساعد بكلية الآداب جامعة حلوان، وأ.د. رحاب الداخلي، رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة أسيوط، وأ.د. نهلة المدني، خبيرة إعلامية بالهيئة الوطنية للإعلام، وأ.د. رضا الكرداوي، والمهندسة أميرة أبو هيبة، من الهيئة الوطنية للإعلام، والأستاذة هدى عبد الغفار، بقطاع القنوات المتخصصة وبوابة ماسبيرو، والأستاذة حنان العمدة، بالتلفزيون المصري، والأستاذ علي محمد، من إذاعة صوت العرب، والمهندس محمد فراج، المتخصص في البرمجة.

وقد ناقش الحضور أهمية دراسة المردود الاقتصادي للإعلام الجديد، وكيفية تحقيق تمويل ذاتي مستدام يدعم هذا القطاع الحيوي ضمن إطار ما يُعرف باقتصاديات الإعلام الجديد، باعتبارها ركيزة أساسية لاستمرارية الإعلام وتطوير محتواه وزيادة تنافسيته.

وأكد النائب الدكتور طارق سعدة، خلال الاجتماع، ضرورة العمل وفق ضوابط المهنة الإعلامية وميثاق الشرف الإعلامي، والالتزام بأعلى معايير السلوك المهني، مع التركيز على صناعة محتوى رقمي مهني عالي الجودة يجمع بين الاحترافية والمردود الاقتصادي، تحقيقًا لمعادلة التطوير والتوازن التي تسعى النقابة إلى ترسيخها في منظومة الإعلام المصري.

واختُتم الاجتماع بالتأكيد على أن محور الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي يُعد من المحاور الرئيسة في خطة النقابة الشاملة لتطوير الإعلام، والتي سيتم رفع توصياتها إلى الجهات المعنية تنفيذًا لتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن تطوير منظومة الإعلام المصري، في ضوء قرار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بتشكيل لجنة لتطوير الإعلام تضم نخبة من الخبراء والأكاديميين والشباب من مختلف مجالات الإعلام والصحافة والشخصيات العامة المهتمة بالشأن الإعلامي.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإعلاميين نقابة الإعلاميين نقيب الإعلاميين طارق سعدة تطوير الاعلام نقابة الإعلامیین الإعلام الرقمی

إقرأ أيضاً:

د. ثروت إمبابي يكتب: الزراعة المصرية بين البيروقراطية والذكاء الاصطناعي

«من لا يزرع لا يأكل، ومن لا يأكل لا يعيش» — حكمة مصرية قديمة تلخص فلسفة البقاء على هذه الأرض التي علّمت العالم معنى الزراعة منذ آلاف السنين. كانت الحبة تُلقى في الطين فيولد منها الخير، وكانت الأرض أمًّا صبورة تعرف أبناءها وتحفظ عرقهم في تربتها. لكن السؤال اليوم: هل ما زلنا نحافظ على سرّ هذه العلاقة المقدسة بين الإنسان والأرض، أم أن البيروقراطية قتلت روح الزراعة كما يقتل الصقيع بذور الربيع؟
لقد ظلت الزراعة المصرية لعقود طويلة أسيرة الورق والتوقيعات والموافقات، وكأن الأرض تنتظر ختمًا رسميًا لتخضرّ. البيروقراطية لم تكن مجرد إجراءات، بل أصبحت جدارًا يحجب الإبداع ويؤخر الاستثمار، ويجعل المزارع يدور في دوامة الروتين بدل أن ينشغل بتطوير إنتاجه.
ومع ذلك، فإن مصر الحديثة بقيادة سياسية واعية بدأت تدرك أن التنمية الزراعية لا يمكن أن تقوم بعقلية الأمس، وأن التحول نحو الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية لم يعد ترفًا بل ضرورة وجودية، في ظل تغير المناخ وتحديات الأمن الغذائي العالمي.
الذكاء الاصطناعي هنا ليس مجرد أجهزة أو برامج، بل فكر جديد لإدارة الموارد. فحين تراقب الأقمار الصناعية نمو المحاصيل، وتُحلل البيانات لتحديد الاحتياجات المائية، وتوجّه المستشعرات عمليات الري والتسميد بدقة، فنحن لا نتحدث عن رفاهية، بل عن ثورة في كفاءة الإنتاج. هذه الثورة قادرة على خفض استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 30% وزيادة الإنتاج بنسبة قد تتجاوز 25%، وفقًا لتجارب دولية سبقتنا بخطوات.
من الناحية الاقتصادية، يمثل دمج الذكاء الاصطناعي في الزراعة أحد أهم مفاتيح رفع العائد القومي، وخفض فاتورة الاستيراد، وتعظيم القيمة المضافة للمنتجات الزراعية. فكل فدان يُدار بالتقنية هو مشروع صغير ناجح، وكل معلومة دقيقة هي استثمار آمن.
أما الجانب الاجتماعي، فهو لا يقل أهمية. فالتكنولوجيا لن تُقصي الفلاح كما يخاف البعض، بل ستُعيد له مكانته وتُخفف أعباءه. الذكاء الاصطناعي سيجعل الشاب الريفي أكثر ارتباطًا بأرضه، لأنه سيشعر أن الزراعة أصبحت مجالًا علميًا راقيًا، وليس مهنة تقليدية مرهقة. إنها وسيلة لإعادة جذب العقول الشابة إلى الريف، بدل هجرتها إلى المدن أو الخارج.
وفي البعد البيئي، تمثل هذه الثورة الرقمية طوق نجاة حقيقي. فالتحكم في استخدام المياه والأسمدة والمبيدات بدقة يعني تقليل التلوث، والحفاظ على خصوبة التربة، وضمان استدامة الإنتاج. كما تتيح نظم الإنذار المبكر التنبؤ بالأمراض النباتية وموجات الجفاف، مما يرفع من قدرة المزارع على التكيف مع التغيرات المناخية.
لكن ما زال البعد السياسي حاضرًا بقوة في هذه المعادلة؛ فالإرادة السياسية هي التي تحدد المسار. حين تُوضع السياسات الزراعية الذكية في إطار وطني متكامل، بعيدًا عن المركزية المعطلة، سنشهد نقلة حقيقية في منظومة الغذاء المصرية. فالأمن القومي لم يعد محصورًا في حدود الجغرافيا، بل في قدرة الدولة على إطعام شعبها من إنتاجها.
وأنا — من واقع خبرتي الأكاديمية والميدانية — أرى أن الوقت قد حان لإطلاق خطة وطنية للتحول الرقمي الزراعي، تتكامل فيها مؤسسات البحث والتعليم والقطاع الخاص، وتُبنى على قاعدة بيانات موحدة لكل فدان في مصر. نحتاج إلى «عقل زراعي رقمي» يقود التغيير، لا إلى مزيد من المكاتب والملفات الورقية.
إن مستقبل الزراعة المصرية لن يُكتب بالحبر، بل بالبيانات. ولن يُدار بالمراسلات، بل بالذكاء. وبين البيروقراطية والذكاء الاصطناعي، ستتحدد هوية الزراعة المصرية: إما أن تبقى أسيرة الماضي، أو أن تنطلق نحو مستقبلٍ تُزرع فيه الفكرة قبل البذرة، ويُروى الحلم قبل الحقل.

طباعة شارك فلسفة البقاء الزراعة المصرية البيروقراطية

مقالات مشابهة

  • «هاكاثون» لتطوير الذكاء الاصطناعي في طب العيون
  • عبد اللطيف: المعلم صانع المستقبل والذكاء الاصطناعي قوة تحول في التعليم المصري
  • د. ثروت إمبابي يكتب: الزراعة المصرية بين البيروقراطية والذكاء الاصطناعي
  • رئيس الأعلى للإعلام يبحث ترتيبات اجتماعات لجنة تطوير الإعلام
  • توسع أمازون في تسويق أدوات المراقبة والذكاء الاصطناعي للشرطة
  • نقابة الإعلاميين تُدشّن مركز قياسات الرأي العام
  • رئيس «الأعلى للإعلام» يلتقي المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب
  • نقابة الإعلاميين تعتمد لجان قيد وتصاريح جديدة| صور
  • نقابة الإعلاميين تعتمد لجان قيد وتصاريح جديدة