باكستان.. فضل الرحمن يعترف بأن الإطاحة بعمران خان كانت بتوجيه من الجيش
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
إسلام آباد– فجر أمير جمعية علماء الإسلام الباكستانية مولانا فضل الرحمن قنبلة سياسية من العيار الثقيل عندما اعترف ليلة أمس -في لقاء تلفزيوني- بأن الإطاحة بعمران خان من سدة الحكم في أبريل/نيسان 2022 جاءت بناء على توجيهات من قائد الجيش حينها الجنرال قمر جاويد باجوا.
وأوضح فضل الرحمن أنه كان شخصيا ضد خطوة حجب الثقة عن حكومة عمران خان، ولكن هذا الموقف ما كان ليجدي في ظل إصرار الأطراف الأخرى وأبرزها الرابطة الإسلامية بقيادة نواز شريف وحزب الشعب بقيادة بيلاوال بوتو زرداري.
وكان فضل الرحمن رئيس تحالف الحركة الديمقراطية الشعبية التي أطاحت بحكم عمران خان وحزب حركة إنصاف في أبريل/نيسان 2022 وتولت الحكم، وقاد بعدها شهباز شريف تحالفا متعدد الأحزاب البلاد لمدة 16 شهرًا قبل تسليم زمام الأمور إلى الحكومة المؤقتة.
يُذكر أن عمران خان كان في البداية مصرا على أن الولايات المتحدة هي التي أوعزت بإبعاده عن الحكم، وهو ما رفضته إدارة الرئيس جو بايدن بشدة. وبعد ذلك، ألقى عمران خان اللوم لاحقا على قائد الجيش حينها الجنرال باجوا.
وبعد أن أصبح أول رئيس وزراء يُقال بحجب الثقة، واصل عمران خان حديثه ضد المؤسسة العسكرية وقائدها.
وعن الانتخابات التي جرت في الثامن من الشهر الجاري، أشار فضل الرحمن إلى أنه من الواضح أن تزويرا وقع في الانتخابات، وأن حزب الرابطة-جناح نواز هو المستفيد الأكبر من ذلك.
وأضاف فضل الرحمن أن جماعته قررت ألا تكون جزءا من التحالف الذي أُعلن مؤخرا بين حزبي الرابطة والشعب لتشكيل الحكومة القادمة بقيادة شهباز شريف.
وقال بالنسبة لي "البرلمان فقد مصداقيته". وأضاف أن "القرارات لن تُتخذ في البرلمان بعد الآن، بل ستُتخذ في الشوارع" في إشارة إلى أن هناك احتجاجات ستشهدها البلاد ضد نتائج الانتخابات التي يدور جدل كبير حول صحة نتائجها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فضل الرحمن عمران خان
إقرأ أيضاً:
أمة تتحرك من اليمن بقيادة قرآنية وزخم شعبي لا ينكسر
يمانيون / خاص
في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها العالم الإسلامي، يبرز الشعب اليمني كنموذج استثنائي في الثبات والوعي، والتفاعل الإيماني العميق مع قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والقدس الشريف. فمع أن اليمن يرزح تحت عدوان وحصار دامٍ منذ سنوات، إلا أن قضيته الكبرى ظلت أكبر من جراحه، وجهاده لم يتوقف عند حدوده، بل امتد إلى الموقف والمبدأ والوعي المتصل بالقضايا المركزية للأمة، وعلى رأسها فلسطين والقدس.
القدس في وعي الشعب اليمني .. من الموقف إلى الميدان:
لم تكن القدس يومًا قضية بعيدة أو هامشية في الوجدان اليمني. بل ظل حضورها حيًا في خطب المنابر، وفي سلوك الأفراد، وفي مواقف الجموع. من مظاهرات يوم القدس العالمي، إلى البيانات الشعبية والسياسية، إلى حملات الدعم الرمزية التي تعكس ما في القلب من صدق وإيمان، جسد الشعب اليمني روح الأمة التي لا تموت، وضميرها الذي لا يُباع ولا يُشترى.
المشروع القرآني .. منظومة وعي وبوصلة موقف:
يعود هذا الزخم الشعبي المتواصل إلى تبني الشعب اليمني للمشروع القرآني بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، كمنهجية حياة وموقف. فقد استطاع المشروع القرآني أن يخلق حالة من الوعي العميق والبصيرة النافذة تجاه الأحداث والمواقف، ويعيد تصويب البوصلة نحو العدو الحقيقي، ويثبت الحق في مواجهة الباطل مهما كانت التضحيات.
هذا المشروع لم يكن مجرد خطاب تعبوي، بل تحول إلى وعي جمعي، وثقافة شعب، وموقف أمّة، لا تضل بوصلته رغم كثرة التشويش. ومن خلال هذا المشروع، أعاد اليمنيون تموضعهم الطبيعي في خندق الأمة، ورفعوا صوتهم عاليًا ضد الاستكبار العالمي، وفي مقدمته الكيان الصهيوني.
القيادة القرآنية… نموذج للثقة والتسليم
التفاف الشعب اليمني حول قيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله لم يكن مجرد ولاء سياسي، بل تسليم إيماني قائم على الثقة بالبصيرة والقيادة، وعلى إدراك عميق بأنه القائد الذي جسّد قيم الإسلام المحمدي الأصيل، وعبّر عن طموحات الأمة وآمالها، فكان صوته صادقًا، وموقفه واضحًا، وخطابه منسجمًا مع قيم الجهاد والحرية والكرامة.
وقد رأى اليمنيون في قائدهم، ذلك الصوت الهادئ الثابت، منارة في ظلمات الفتن، وراية عزٍ في زمن الذل، وصاحب مشروع لا تفرّقه الأهواء ولا تغيّره الظروف. فكان التجاوب الشعبي الهائل مع دعواته، والمشاركة الواسعة في كل ميادين الصمود، دليلاً على عمق التفاعل بين القيادة والشعب، والتقاء الإيمان بالمسؤولية.
رغم الجراح.. راية القدس لا تسقط
لقد قدّم اليمن، وما زال، أروع صور الصمود والتضامن، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ليست عبئًا على كاهله المثقل بالحرب، بل شرفٌ ومسؤولية. فحتى في أحلك الظروف، ظل اليمن يحتفي بيوم القدس العالمي، ويحيي القضية في كل مناسبة، ويُسمِع العالم صوتًا لا يمكن تجاهله: أن القدس قضيتنا، ولن نقايض بها، ولن نخونها، وأن تحريرها وعد الله، وهو آتٍ لا محالة.
دعم وإسناد غزة.. اليمن في خندق واحد مع فلسطين
لا يمكن الحديث عن الزخم الشعبي اليمني دون التوقف أمام موقفه الصلب والدائم في دعم الشعب الفلسطيني، وخاصة في مواجهة العدوان على غزة. لقد تجلّى هذا الموقف في أبهى صوره خلال المعركة المستمرة “طوفان الأقصى”، المتوج بمسيرات شعبية غير مسبوقة، هذا التفاعل لم يكن مجرد حالة تعاطف عاطفية، بل كان ثمرة مباشرة للمنهج القرآني الذي رسّخه المشروع القرآني في الوعي الجمعي، والذي يجعل من فلسطين بوصلة للموقف، ومن مقاومة العدو الصهيوني فريضة دينية وإنسانية. وقد جسّد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي هذا التوجه في خطابه، مؤكدًا:
الاستعداد الكامل للمشاركة العسكرية إلى جانب المقاومة إذا اقتضت الحاجة ورغم العدوان والحصار، يرى أبناء اليمن في غزة جزءًا من معركتهم الكبرى ضد قوى الهيمنة والاستكبار.
كما جاءت مبادرة السيد القائد بتخصيص قوافل دعم لغزة، وتنظيم حملات تبرع شعبية، دليلاً على أن ارتباط اليمن بالقضية الفلسطينية ليس شعارًا بل موقفًا عمليًا، يتجذر في الوعي ويتجسد في الميدان.
ولذلك، أصبح اليمن يُنظر إليه اليوم كـ”ضمير الأمة الحي”، وكـ”نموذج نادر” لأمة ما تزال تتحرك بمسؤولية إيمانية في زمن الصمت والتطبيع.
إن التفاعل الشعبي اليمني مع قضية القدس، وتبنيه المشروع القرآني، وتسليمه للقيادة الإلهية المتمثلة في السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، ليس إلا صورة حية من صور النهوض الإيماني والبصيرة الثورية التي بها تُصنع الانتصارات، وتُهزم مشاريع الطغيان، ويعود للأمة مجدها وعزتها. وإن كان اليمن اليوم يصنع ملاحم في صموده، فإنه غدًا سيكون في طليعة من يصنعون فجر الأمة ويفتحون أبواب القدس محررة عزيزة بإذن الله.