مربيات في الظل.. كيف تهدد سياسات ترامب مستقبل قطاع رعاية الأطفال؟
تاريخ النشر: 30th, May 2025 GMT
رغم أنها تمارس العمل نفسه، وبنفس الساعات، إلا أن كاتالينا، الشابة الأمريكية ذات الـ23 عامًا، تتقاضى أجراً جيداً وتعيش بأمان، بينما تعيش والدتها، المهاجرة غير الموثقة من بيرو، في خوف دائم من الترحيل، بعد ثلاثة عقود من العمل في الظل كمربية أطفال.
بينما كانت إدارة أوباما تركز على ترحيل المهاجرين الجدد فقط، شعرت والدتها ببعض الأمان.
تعمل والدة كاتالينا في قطاع يعاني من نقص حاد في العمالة، وسط اعتماد كبير على المهاجرين، خاصة النساء. ووفق تقارير، فإن 20% من العاملين في التعليم المبكر ورعاية الأطفال بالولايات المتحدة هم من المهاجرين، ومعظمهم من النساء.
تقول ويندي سيرفانتس، مديرة الهجرة والأسر المهاجرة في مركز السياسات القانونية والاجتماعية: "بدون هؤلاء العاملين، لا يمكن للاقتصاد أن يستمر. إنهم من يعتنون بالأطفال ليسمحوا للآخرين بالعمل".
لكن معظم هؤلاء العاملين، خاصة غير الموثقين، يعانون من تدني الأجور، وغياب التأمينات أو الحقوق الأساسية، وفق تقرير حديث نشرته شبكة سي إن إن الأمريكية.
والدة كاتالينا، على سبيل المثال، تتقاضى أجرها نقداً أو عبر شيكات بسيطة، ولا تملك تأميناً صحياً أو أي مزايا عمل.
تقول كاتالينا إن والدتها ترفض أحياناً فرص عمل من عائلات أمريكية، خوفاً من الإبلاغ عنها. وتضيف: "هي تخشى الشرطة وتعيش كل يوم في توتر. عندما تذهب لاصطحاب الأطفال من المدرسة، تنتظر في السيارة ولا تخرج إذا كان هناك شرطة في المكان".
الوضع ازداد سوءاً بعد أن أنهت إدارة ترامب العمل بسياسة "المواقع الحساسة"، التي كانت تمنع اعتقال المهاجرين في المدارس والمستشفيات ودور العبادة. اليوم، تقول سيرفانتس: "مجرد قيادة مربية لسيارتها نحو العمل يمكن أن ينتهي بها في مركز الترحيل".
رغم أن المهاجرين غير الموثقين يدفعون ضرائب بالمليارات سنوياً، إلا أنهم لا يحصلون على أي مزايا مقابل ذلك. ويعيشون في خوف دائم من فقدان وظائفهم، أو من أن تبلغ عنهم عائلة ما.
وترى سيرفانتس أن المربيات المهاجرات يشكلن "قوة عاملة غير مرئية"، لكنهن في الواقع عنصر أساسي في نظام التعليم المبكر في أمريكا، خصوصاً وأن كثيرات منهن يتحدثن لغتين ويفهمن الخلفيات الثقافية المتنوعة للأطفال.
تحلم كاتالينا ببناء منزل لوالدتها في بيرو يوماً ما، لكنها لا تريد لها أن ترحل. تقول: "والدتي وحيدة هنا، ولا عائلة لها. لكنها تخشى أيضاً أن أُترك وحدي إذا رحّلوها".
أما التهديد الأكبر فيتمثل في مشروع ميزانية إدارة ترامب، الذي يسعى إلى زيادة تمويل سلطات الترحيل، ما قد يؤدي إلى فقدان آلاف الأسر لخدمات الرعاية، ويُعمّق أزمة العمالة في هذا القطاع.
تختم سيرفانتس بتحذير: "إذا خسرنا العاملين المهاجرين، خاصة في قطاع رعاية الأطفال، فإن جميع الأسر الأمريكية ستتأثر، وسيدفع الجميع الثمن".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب مربيات المهاجرين
إقرأ أيضاً:
تراجعت 248 مليار دولار.. رسوم ترامب تهدد بتعميق خسائر أسهم الهند
يواجه سوق الأسهم المتعثر في الهند خطر تكبد خسائر إضافية، بعد فرض الولايات المتحدة واحدة من أعلى الرسوم الجمركية في آسيا على الصادرات الهندية.
وقال الرئيس دونالد ترامب إنه سيفرض ضريبة بنسبة 25% على السلع الهندية اعتبارا من غد الجمعة، وهدد بعقوبة إضافية على مشتريات البلاد من الطاقة من روسيا، وتُعد هذه الضريبة أعلى من نطاق 15% إلى 20% المطبق على العديد من نظرائها الإقليميين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تراجع سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار بنهاية الأسبوعlist 2 of 2تفاصيل الاتفاق التجاري الأميركي الأوروبي.. 6 أسئلة وأجوبةend of listوانخفض مؤشر NSE Nifty 50 بنسبة 0.35% بنهاية تعاملات اليوم الخميس.
وتخلف مؤشر الأسهم الهندي القياسي عن معظم نظرائه العالميين الرئيسيين هذا العام وسط مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي وأرباح الشركات، وقد تفاقم ضعف الأداء في يوليو/تموز، إذ سارع المستثمرون الأجانب إلى سحب استثماراتهم، متوجهين إلى أسواق أرخص أو أكثر جاذبية مثل هونغ كونغ وكوريا الجنوبية.
وخسر سوق الأسهم الهندية 248 مليار دولار منذ أن بلغت مستوى قياسيا في الثاني من يوليو/تموز 2025.
صلابةوقال الخبير الإستراتيجي في الأسواق العالمية لدى إنفيسكو لإدارة الأصول، تومو كينوشيتا: "تُعرف الهند بصلابتها في المفاوضات التجارية، ويبدو أن هذه الصلابة قد أدت هذه المرة إلى نتيجة غير مرغوب فيها".
وأضاف "من المتوقع أن يكون للتعريفة الجمركية البالغة 25% تأثير سلبي معتدل على سوق الأسهم الهندية، وخاصة على أسهم قطاع التصدير".
ويتجه مؤشر مورغان ستانلي للهند لتسجيل أضعف أداء شهري له منذ فبراير/شباط الماضي.
ورغم أنه حقق مكاسب طفيفة هذا العام، إلا أن أداءه لا يزال متأخرا عن قفزة مؤشر مورغان ستانلي لآسيا والمحيط الهادي التي بلغت 14% تقريبا.
ومن المؤكد أن الوضع لا يزال متقلبا، إذ قال الرئيس الأميركي لاحقا إن المفاوضات مع الهند مستمرة، وإنه سيُعرف ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق تجاري "بنهاية هذا الأسبوع".
إعلان