في خضم التوترات المتصاعدة والمفاوضات المتأرجحة، أطل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات أثارت اهتمام المراقبين، حيث تحدث عن تقدم في ملف البرنامج النووي الإيراني، ملمّحًا إلى إمكانية صدور إعلان خلال اليومين المقبلين. ورغم تحفظه على التفاصيل، إلا أن تصريحاته أعادت إحياء الجدل حول مستقبل العلاقة بين واشنطن وطهران، وسط ترقب دولي لأي تحول في هذا الملف الشائك.

 

قال ترامب في حديث: "لقد أجرينا محادثات جيدة للغاية مع إيران.. لا أعرف ما إذا كنت سأخبركم بشيء جيد أو سيء خلال اليومين المقبلين، لكن لدي شعور بأنني قد أخبركم بشيء جيد".

تصريحات ترامب حملت طابعًا يغلب عليه التفائل، لا سيما مقارنة بتصريحات الوسطاء الإقليميين، مثل الوسيط العماني الذي وصف التقدم الأخير في المحادثات بأنه جزئي ولكن ليس حاسمًا، في إشارة إلى الجولة الخامسة من المفاوضات التي عُقدت في العاصمة الإيطالية روما.

خلفية المفاوضات.. من الانسحاب إلى إعادة المحاولة

تأتي هذه التطورات في سياق محاولات واشنطن إعادة التفاوض على اتفاق نووي جديد، بعد أن انسحبت إدارة ترامب في ولايته الأولى من الاتفاق التاريخي الذي وقعته إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2015. ويهدف المسار الجديد من المحادثات إلى تقليص القدرات النووية الإيرانية مقابل تخفيف تدريجي للعقوبات الاقتصادية التي أثقلت كاهل طهران.

ورغم تكرار دعوات واشنطن للعودة إلى طاولة المفاوضات بشروط صارمة، إلا أن إيران تطالب برفع شامل للعقوبات كشرط أساسي لأي اتفاق جديد، ما يضع الطرفين في حالة شد وجذب مستمرة.

موقف أمريكي حازم لا تخصيب مقابل اتفاق

أبرز مواقف إدارة ترامب جاءت على لسان المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي أكد: "لا يمكننا القبول باتفاق مع إيران يشمل قدرتها على تخصيب اليورانيوم". وأضاف أن ترامب عبّر مرارًا عن رغبته في حل النزاع مع إيران دبلوماسيًا، بل ووجه رسائل مباشرة إلى المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي.

هذا الموقف يعكس توجهًا واضحًا من قبل واشنطن لوضع خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها، في مقدمتها منع إيران من مواصلة تخصيب اليورانيوم الذي يُعتبر جوهر البرنامج النووي الإيراني.

الإعلان المرتقب قد يكون نقطة تحول محفوفة بالمخاطر

 يرى اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، أن أي تطور في هذا الملف قد تكون له تداعيات تتجاوز حدود السياسة، مشيرًا إلى أن تصعيدًا محتملاً مع إيران قد يؤدي إلى اضطرابات في أسواق النفط العالمية، خصوصًا إذا مسّ صادرات إيران أو هدد أمن مضيق هرمز، الشريان الحيوي لنقل الطاقة في العالم.

وأضاف السيد أن الإعلان الذي ألمح إليه ترامب قد يشكل نقطة تحول حقيقية في العلاقات الأمريكية الإيرانية، لكنه "محفوف بالمخاطر"، مؤكدًا أن نجاح أي اتفاق محتمل سيتوقف على قدرة الجانبين على التوصل إلى تسوية وسطية.

وأشار إلى أن إيران تطالب برفع شامل للعقوبات، في حين تصر واشنطن على إيقاف تخصيب اليورانيوم. لذلك، فإن أي اتفاق جزئي كأن يتم تجميد البرنامج النووي مقابل تخفيف محدود للعقوبات قد يفتح بابًا لمزيد من المفاوضات لكنه لن يكون نهاية للأزمة.

بين التفاؤل والتصعيد.. لحظة حاسمة في العلاقات الأمريكية الإيرانية

ويرى السيد أن تصريح ترامب ليس مجرد تلميح عابر، بل هو تعبير عن لحظة دقيقة في العلاقات بين البلدين، حيث تتقاطع الرغبة في إيجاد حل دبلوماسي مع احتمال حدوث تصعيد جديد. ويعتقد أن استخدام ترامب لعبارة "أخبار جيدة" قد يكون تكتيكًا تفاوضيًا للضغط على إيران أو وسيلة لحشد الدعم الداخلي والدولي لأي تحرك دبلوماسي قادم.

ترقب عالمي لقرار قد يغيّر المعادلة

في ظل هذه الأجواء المشحونة، تترقب العواصم العالمية ما سيعلنه ترامب خلال الأيام القادمة. فإما أن يكون الحديث عن تقدم حقيقي يمهد الطريق لتسوية تاريخية، أو يكون مجرد محاولة أخرى ضمن سلسلة طويلة من الضغوط السياسية. في كلتا الحالتين، العالم يراقب عن كثب تطورات هذا الملف الحساس الذي تتقاطع فيه خيوط الأمن والطاقة والدبلوماسية.

طباعة شارك ترامب واشنطن وطهران روما إيران نووي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب واشنطن وطهران روما إيران نووي البرنامج النووی مع إیران

إقرأ أيضاً:

ترامب يوفد ويتكوف للقاء بوتين في موسكو لبحث الأزمة الأوكرانية

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، أنه طلب من مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف السفر إلى موسكو لمناقشة «نقاط الخلاف القليلة» التي ما زالت تعيق التوصل إلى اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الأزمة في أوكرانيا.
وأوضح ترامب على صفحته في منصة «تروث سوشال» أن وزير الجيش دان دريسكول سيعقد مفاوضات أيضاً مع الأوكرانيين، مضيفاً أنه يأمل شخصياً في لقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الروسي، ولكن «فقط عند إبرام اتفاق لإنهاء هذه الحرب أو بلوغ المراحل النهائية» من المناقشات.

 

 

أخبار ذات صلة زيلينسكي: أوكرانيا مستعدة للمضي قدماً في خطة السلام الكرملين: الحاجة لدور أوروبي بشأن الأمن بعد انتهاء الأزمة في أوكرانيا المصدر: آ ف ب

مقالات مشابهة

  • ترامب: الحيوان الذي أطلق النار على جنود الحرس الوطني سيدفع ثمنا باهظا
  • فرنسا تطالب إيران بالعودة لالتزامات عدم الانتشار النووي
  • وزير الخارجية الفرنسي: قلقون إزاء البرنامج النووي الإيراني
  • الاحتلال الإسرائيلي يلوح بإعادة النظر في اتفاق الحدود البحرية مع لبنان.. ويحذر: لا مفر من عملية جديدة
  • ترامب: قريبون جدا من اتفاق بشأن الحرب في أوكرانيا
  • ترامب يوفد ويتكوف للقاء بوتين في موسكو لبحث الأزمة الأوكرانية
  • ترامب: اتفاق "قريب جدا" بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا
  • عراقجي يبحث الملف النووي الإيراني مع نظيره الفرنسي في باريس
  • بين الطموح والواقع.. ما الذي حققه بن سلمان من صفقة واشنطن؟
  • «النووي» و«الرهائن» على طاولة الحوار الإيراني – الفرنسي