فى حضرة الحب يتوارى الغياب، يخبو القلق والخوف، ويسطع نجم الأمان..
قالها يوما نجيب محفوظ «إن أجمل ما فى الحياة قلب تحكى له ما تشاء»، هذا هو فعل ممارسة الأمان، لا خوف ولا توتر ولا حسابات مسبقة، فإن وجد ما سبق بينما تهم بالحديث إلى من تظنه حبيبا؛ فأعرض عما تفعل، ولا تكن من المغفلين.. فلا يجتمع ضدان؛ الحب والخوف، كلاهما يفر من الآخر.
ولأنه لا تعريف بعينه يمكنه استيعاب معنى الحب، فليس هناك من قالب محدد مهما حاول البعض أن يجعله حاويا لمعنى شعور سامٍ كالحب، إن هى إلا اجتهادات لتعريفه.
على أن ما يمكننا التحلق حوله جميعا أن الحب الحق ما يمكنه أن يسمو فوق كل تعريف ويتجاوز أى قالب، أن يصل فى معناه إلى ما قاله رب العزة فى وصفٍ أرقى لمشاعر الزوجين «وجعل بينكم مودة ورحمة»، فجعل للحب معنى أشمل وأدوم وأهم، الرحمة والمودة، معنيان لا يرتبطان بتقلب مزاجى أو يتأثران بقرب أو بعد، بل يسموان فوق كل ذلك، فهما أكثر نضجا من مشاعر قلب يكمن بين إصبعى الرحمن، يقلبه كيفما يشاء.
وإن كان الحب لصيقًا بالقلب، فالمودة والرحمة لصيقان بالقلب والعقل معا، ينموان بالمواقف، يؤججهما التشارك، ويغذيهما التفاهم، هكذا يصبحان قطعة من القلب وجزءا من العقل، فلا يخبوان مهما شاء البعد وسيطر.
وفى الإطار ذاته يقول الروائى الفرنسى بلزاك: «الحب توافق بين الحاجات الحيوية والمشاعر الوجدانية»، ربطٌ بين احتياج فطرى لوجود شريك ووليف، وبين سعى القلب الدائب لممارسة الشعور، وهو فى حقيقته تعريف يجمع أيضا بين المادى والمعنوي، القلب والعقل، فى اعتراف ضمنى بأن الحب الذى لا يرتبط فى جزء منه بالعقل لا يكتب له دوام على أرض الواقع، فلا ريح أشد من ريح الحياة وتغيراتها، هكذا يصبح تقلب القلوب أمرا مرهونا بمشاعر صرفة، أما الرحمة والمودة فلا يقلبهما ظرف ولا يفت فى قوتهما أمر، ماداما صادقين.
وبغض الطرف عن كل شيء، يبقى الحب رزقا جميلا، وهبة ربانية يهبها الله من يشاء من عباده، أفلم يقل رسولنا الكريم واصفا حبه للسيدة خديجة «إنى رزقت حبها»، وفصل الأسباب قائلا «آمنت بى حين كفر الناس، وصدقتنى حين كذبنى الناس، وأشركتنى فى مالها حين حرمنى الناس»، هكذا يصبح الحب فى أجل صورة للرحمة والمودة، هبة سماوية ومنحة إلهية..
فاللهم ارزقنا حب كل راحم ومودة كل مؤمن بنا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نبضات
إقرأ أيضاً:
جمعهما الحب وفرقهما الموت.. وفاة سيدة بعد رحيل زوجها بـ3 أيام في طنطا
شهدت قرية كفر الحما بمركز طنطا في محافظة الغربية استمرار حالة من الحزن والوجيعة بين صفوف الأسر والعائلات عقب شيوع نبأ وفاة السيدة الزيات عقب وفاة زوجها ياسر عجوه بنحو 72 ساعة علي رحيل مفاجئ إثر أزمة قلبية مفاجئة وخرجت جنازتها ودفنت بمقابر أسرتها بذات القرية.
وفاة الزوجة الضحية
وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك نعوا رحيلها المفاجئ رافعين شعار عبارة "جمعهما قصة حب في حياتهما وفرقهما الموت " .
الجدير بالذكر أن أسرة السيدة المتوفاة شيعوا جثمانها عقب أداء الجنازة بعد صلاة العصر بمسقط رأسها بذات القرية وتميزت بحسن الخلق وبرها بأفراد أسرتها وزوجها الراحل طوال عشرة أكثر من 15 سنة .