معبر رفح على صفيح ساخن.. لا اقتحام فلسطيني وإسرائيل تواصل التنعت في إدخال المساعدات
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
كشف مسؤولان فلسطيني ومصري، حقيقة ما تردد على مواقع التواصل الاجتماعي حول اقتحام معبر رفح، من الجانب الفلسطيني، بعد نشوب حريق بالقرب منه، في الوقت الذي لا تزال السلطات الإسرائيلية تتعنت في إدخال المساعدات للقطاع.
وقال المسؤول الفلسطيني، الجمعة، إنه لا صحة لما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل بشأن هذا الأمر، موضحاً أن مجموعة من المواطنين النازحين بجوار معبر رفح البري، من الجانب الفلسطيني أشعلوا إطارات السيارات أمام البوابة الرئيسية للمعبر.
وأضاف: "قام النازحون بعدها بفتح بوابة المعبر والاعتداء على شاحنات تحمل مساعدات غذائية كانت في طريقها للقطاع".
وتابع المسؤول، أنه تم إرسال دوريات تابعة للشرطة الفلسطينية، لضبط الوضع الميداني وتأمين شاحنات المساعدات.
الأمر ذاته، ذكره مصدر مسؤول مصري، في تصريحاته لـ"القاهرة الإخبارية" (رسمية)، نفى فيه تقارير إعلامية متداولة، حول اقتحام معبر رفح من الجانب الفلسطيني.
???? اقتحام وتدمير معبر #رفح من طرف النازحين الفلسطينيين لمحاولة الدخول إلى مصر هربًا من القصف الصهيوني العشوائي.
مخطط التهجير يطبق على ارض الواقع، ان لم يتدخل الجيش المصري لوقف القصف على رفح سيكون متورط في مخطط نتنياهو لتهجير اهل غزة الى سيناء pic.twitter.com/biQMdSb5Ss
اقرأ أيضاً
مصر ترد على تصريحات بايدن حول إغلاق معبر رفح
يذكر أنه منذ اندلاع الحرب في غزة يوم السابع من أكتوبر نبهت مصر مراراً وتكراراً من التهجير القسري للفلسطينيين نحو سيناء، وهو مشروع إسرائيلي قديم جديد، حسب العديد من الخبراء والمراقبين.
إلا أن نبرة هذا التنبيه المصري تصاعدت مؤخراً مع تشبث المسؤولين الإسرائيليين باجتياح رفح التي تؤوي نحو 1.4 مليون شخص، معظمهم نزحوا بسبب الغارات الإسرائيلية على شمال ووسط القطاع.
كما لوح عدد من المسؤولين المصريين بتعليق اتفاقية السلام أو ما يعرف بـ"كامب ديفيد" قبل أن يعود وزير الخارجية سامح شكري وينفي ذلك رسمياً.
ويعتبر موضوع رفح حساساً بشكل خاص لمصر الملاصقة للقطاع، لعدة أسباب إنسانية وسياسية وأمنية أيضاً، ما دفع القوات الأمنية إلى رفع جهوزيتها مؤخراً على الحدود.
في حين تتمسك إسرائيل بدخول رفح بعد خان يونس، لاعتقادها أن عدداً من كبار قادة "حماس"، على رأسهم زعميها في القطاع يحيى السنوار قد يكونون متواجدين داخلها، في أنفاق تحت الأرض.
وتدعو مصر بشكل مُتكرر إلى تسهيل تدفق مزيد من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة.
ودعا رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الأسبوع الماضي، لـ"توفير المساعدات الإنسانية المطلوبة للفلسطينيين بقطاع غزة"، موضحاً أنه "تم تقديم 130 ألف طن مساعدات لأهالي غزة، من بينها 100 ألف طن مساعدات أسهمت بها مصر وحدها".
لدي شعور ان هناك اشخاص تنتظر على أحر من الجمر ان يحدث شيئ في معبر رفح او جدار الحدود حتى تربطه بشكل مباشر بهجرة الفلسطينيين نحو سيناء ، حتى انهم كانو اسرع من الاعلام العبري في الترويج لذلك ،الذي نقل الخبر عنهم بسعادتة .
باختصار ماحدث " الناس جعان والشاحنات كانت في الجزء الداخلي… pic.twitter.com/RNgxphhVOx
اقرأ أيضاً
بايدن: إسرائيل تجاوزت الحد في غزة.. وأقنعت السيسي بفتح معبر رفح
وفي المقابل، لا تخفي إسرائيل، أو على الأقل قطاعات نافذة فيها، رغبتها في أن يكون عمل ذلك المعبر في اتجاه واحد فقط، يخرج منه سكان غزة بلا عودة، فيما العراقيل والعقبات، بذرائع أمنية غالباً، كفيلة بتعطيل حركة الدخول، وتحويل المعبر إلى شريان متخثر.
وهذا "الشريان" لا يمنح غزة حياة ينتظرها الملايين وراء أسوار المعبر الوحيد الذي لا تسيطر عليه سلطات الاحتلال رسمياً، لكنها قادرة على تعطيل الجانب الفلسطيني منه بسلطة الأمر الواقع، وقد فعلت ذلك مراراً.
وما بين الموقفين، يتردد اسم معبر رفح على ألسنة الساسة والنشطاء، وأولئك الذين يتابعون الأحداث عبر شاشات التلفزيون. وجُل هؤلاء، وإن كانوا لا يستوعبون كثيراً تعقيدات السياسة والاتفاقات القانونية التي تحكم عمل المعبر، يأملون بنية صادقة أن يروا أبوابه مفتوحة في الجانبين، تحمل آمالاً بيضاء لسكان غزة بقرب انتهاء آلامهم الدامية، بعدما اختزلت الأسابيع الماضية اللون الأبيض في عيونهم في لون الأكفان.
ولأن إسرائيل تدرك أنه لن يبقى للفلسطينيين سوى معبر رفح للبقاء على قيد الحياة، قصفت جانبه الفلسطيني عدة مرات، وأعلنت مصر في الأيام الأولى من الحرب أن "المعبر مفتوح، لكن لا يمكن استخدامه بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل، وتدمير البنية التحتية للبوابة للجانب الآخر منه".
وعلى سبيل المثال، في 10 أكتوبر/تشرين الأول قصف جيش الاحتلال منطقة المعبر من جانب غزة 3 مرات خلال يوم واحد.
وعبر سيل من الاتصالات السياسية والضغوط المتبادلة، عرفت شاحنات المساعدات المتكدسة أمام المعبر طريقها للمرة الأولى إلى القطاع في 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
اقرأ أيضاً
مصر: لا مخطط لاستبدال معبر رفح بكرم أبو سالم الإسرائيلي
ورغم المعوقات الإسرائيلية، التي انتقدتها مصر أكثر من مرة، بقي دخول بضع عشرات من الشاحنات إلى القطاع الذي كانت تصله، وفق تقديرات الأمم المتحدة، نحو 500 شاحنة يومياً، رمزاً لمقاومة حصار إسرائيلي خانق ومساعٍ لا تهدأ من أجل دفع سكان القطاع إلى الهروب من جحيم القصف وسوء المعيشة، بينما لم تدخل أي شاحنة وقود سوى بعد أكثر من 40 يوماً من بداية العدوان الإسرائيلي.
في السياق، استقبل معبر رفح، الجمعة، 40 جريحاً ومصاباً فلسطينياً للعلاج في المستشفيات المصرية بمحافظات شمال سيناء والإسماعيلية والسويس وبورسعيد والقاهرة والجيزة والشرقية، بجانب 37 مرافقاً لهم.
وأكد مصدر مصري، أنه "تم استقبال 250 فلسطينياً ممن يحملون إقامات في مصر وعدد من الدول العربية والأجنبية، بجانب استقبال 55 من أصحاب الجوازات الأجنبية، و133 شخصاً من أصحاب الجوازات المصرية".
في السياق ذاته، قال مستشار رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" طاهر النونو، إن الجانب الإسرائيلي يعرقل التوصل لأي اتفاق لتبادل المحتجزين ويعطل كل محاولة جدية للتوصل لوقف إطلاق النار.
وتابع النونو وفق ما أوردت وكالة "أنباء العالم العربي"، أن "إسرائيل تمارس عملية خداع إعلامي للجمهور، وتدَّعي أن هناك حراكات تجاه صفقة تبادل في حين أنها متشبثة برأيها، ولا تريد أي شكل من أشكال وقف العدوان على قطاع غزة".
وأضاف أن "المشاورات مستمرة مع الجانب المصري، وإذا تطلبت المحادثات توجُّه وفد من الحركة لمصر سيتم ذلك، وقبل أيام كان هناك وفد من الحركة في مصر".
اقرأ أيضاً
إذاعة الجيش الإسرائيلي: اقتراب التوصل لاتفاق مع مصر حول محور صلاح الدين ومعبر رفح
في الأثناء، لا يزال معبر كرم أبو سالم، الذي يسيطر عليه الاحتلال، يعمل لإدخال المساعدات لمنظمات الأمم المتحدة والمساعدات الأخرى.
وتتواصل مظاهرات منذ أسابيع أمام معبري كرم أبو سالم والعوجا القريبين من قطاع غزة، وذلك من أجل منع إدخال المساعدات إلى القطاع، وللضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في القطاع.
وتساءل مقال في صحيفة "فاينانشيال تايمز"، قبل أيام، عن السبب وراء إخفاق وصول المساعدات إلى سكان قطاع غزة، وهم في أمسّ الحاجة إليها.
وقال إن عمليات التفتيش والمشكلات الأمنية تعرقل وصول المواد الغذائية، رغم المجاعة التي تلوح في الأفق في القطاع المحاصر.
وأشارت الصحيفة إلى أن شِحنة المساعدات، التي كان من الممكن أن تطعم أكثر من مليون فلسطيني لمدة شهر، ظلت راكدة في ميناء أسدود الإسرائيلي لأسابيع، ثم قالت السلطات الإسرائيلية إنها لن تفرج عنها.
إلى ذلك، استقبل مطار العريش الدولي، في شمال سيناء، الجمعة، 6 طائرات محملة بـ170 طناً من المساعدات المتنوعة لقطاع غزة.
وقالت مصادر في المطار، إن "مطار العريش استقبل طائرتين من الأردن تحملان 20 طناً من المواد الغذائية، وطائرة إماراتية تحمل على متنها 37 طناً من المساعدات المتنوعة، بجانب طائرة من عمان تحمل 21 طناً من المواد الغذائية".
وأضاف: "كما تم استقبال طائرة من بلجيكا تحمل 51 طناً من المواد الغذائية، وطائرة من تركيا تحمل 41 طناً من المساعدات الغذائية".
اقرأ أيضاً
تحت شعار" لا لعزل وتركيع غزة".. أحزاب وشخصيات مصرية تستنكر مقترح غلق معبر رفح
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: معبر رفح إسرائيل مساعدات حرب غزة مصر حريق تعنت اقتحام معبر رفح كرم أبو سالم الجانب الفلسطینی المواد الغذائیة من المساعدات اقرأ أیضا معبر رفح قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
إدخال شاحنات مساعدات إنسانية إلى معبر كرم أبو سالم تمهيدا لنقلها لأهل غزة
شرعت شاحنات المساعدات الإنسانية في الدخول إلى معبر كرم أبو سالم جنوب شرق قطاع غزة، صباح اليوم الاثنين، في إطار قافلة المساعدات الثانية التي تحركت من أمام ميناء رفح البري بمحافظة شمال سيناء ضمن الجهود المصرية التي نجحت أمس الأحد في إغاثة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة.
وتخضع شاحنات المساعدات لعملية تفتيش من قوات الاحتلال الإسرائيلي على معبر كرم أبو سالم تمهيدا لإدخالها لسكان قطاع غزة لتوفير المواد الإغاثية الغذائية والطبية العاجلة لمواجهة حرب التجويع التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني بقطاع غزة.
ويشرف الهلال الأحمر المصري على عمليات التنسيق والتجهيز، حيث يتولى استلام المساعدات وتنظيم آليات دخولها، بالتعاون مع الأطراف الدولية المعنية، لضمان إيصالها لسكان القطاع.
كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي أغلقت المنافذ التي تربط قطاع غزة منذ يوم 2 مارس الماضي بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وعدم التوصل لاتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار، واخترقت الهدنة بقصف جوي عنيف يوم 18 مارس الماضي وأعادت التوغل بريا بمناطق متفرقة بقطاع غزة كانت قد انسحبت منها.. كما منعت سلطات الاحتلال دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والوقود ومستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب على غزة، ورفضت إدخال المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وإعادة الإعمار إلى قطاع غزة.
وتم استئناف إدخال المساعدات لغزة في مايو الماضي وفق آلية جديدة نفذتها سلطات الاحتلال وشركة أمنية أمريكية رغم رفض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا لمخالفتها للآلية الدولية المستقرة بهذا الشأن.. وأعلن جيش الاحتلال هدنة مؤقتة لمدة عشر ساعات الأحد 27 يوليو 2025 وعلق العمليات العسكرية بمناطق في قطاع غزة للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، فيما يبذل الوسطاء مصر وقطر والولايات المتحدة جهودا للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل إطلاق الأسري والمحتجزين.
اقرأ أيضاًعبور 130 شاحنة مساعدات إنسانية من معبر رفح إلى قطاع غزة
دخول 110 شاحنات مساعدات إنسانية بينها 10 وقود إلى قطاع غزة
«الأونروا»: لم تدخل أي مساعدات إنسانية إلى غزة منذ 3 أسابيع