إدمان الهاتف النقال.. خطر يهدد جودة الحياة والقدرات العقلية
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
تستحوذ الهواتف النقالة على اهتمام الناس؛ لما تشمله من برامج وتطبيقات تسهّل أمور الحياة من تخليص معاملات وسداد فواتير وعمليات البيع والشراء والسرعة في الحصول على الخدمات وغيرها، ولكن كثرة استخدام تلك الهواتف على المدى البعيد لها أضرار صحية ونفسية وعقلية، ويستشعر مواطنون من خلال استطلاع أجرته "عمان" الآثار السلبية للإفراط في استخدام الهواتف النقالة، مشيرين إلى أنها تهدد جودة الحياة، والشعور بعدم الرضا، إضافة إلى ما تسببه من أضرار على القدرات العقلية والصحية وهدر للأموال.
الإرادة
وأبدى خلفان بن سليمان القرشوبي رأيه بقوله: يستطيع الشخص تقليص استخدامه للهاتف النقال بالعديد من الطرق تبدأ بالإرادة ومحاربة النفس وتقديم الأولويات، كما أن التقليل من ساعات الفراغ عامل أساسي في ضبط النفس وبالتالي تقليل اللجوء إلى مغريات الدنيا ومتاعها، ويستطيع الفرد التقليل من استخدامه للهاتف عبر جدولة الأعمال اليومية المهمة وتضمينها الأشياء المفيدة التي تعود بالنفع على صاحبها، وزيارة الأقارب وزيادة العبادات، فكلما قام الفرد بتنظيم اهتماماته وأولياته وصل إلى جدول يومي مناسب ومكتمل.
ويضيف أن التقليل من استخدام الهاتف يساعد في الحصول على ذهن صاف وغير مشتت، مما يسهم في تنمية المواهب ومعرفة ما يحتاجه الإنسان للتطور ومواكبة العصر، وحصوله على أوقات كافية للراحة البدنية والبصرية، ويستطيع أن يقوم بجميع واجباته دون نقصان، ويتيح له ذلك التفكير المبدع إذ يعطي الفرد فرصة كسب معلومات جديدة عن طريق القراءة من الصحف والكتب والمجلات، كما أنّ صحة الفرد نفسيا ومعنويا أهم من الساعات التي يقضيها أمام الهاتف المحمول.
عدم الرضا
وتقول فاطمة الريامية: لا ننكر أن الهاتف النقال أصبح عاملا مساعدا للتطور ومعرفة المستجدات وسهَّل أمور الحياة وأسهم في سرعة إنجاز المعاملات ولكن الإفراط في استخدامه وما يحتويه من برامج يجعلان الفرد حبيس اللحظة، كما أن كثرة مشاهدة الحسابات والإعلانات ومشاهير التواصل الاجتماعي تشعل في الفرد الغيرة والرغبة في شراء واقتناء كل شيء جميل يراه وهذا يجعله غير راض عن حياته ويحلم بالمزيد مما يسبب له عبئا ماديا واستهلاكا للطاقة وتفكيرا مضاعفا، إذ كانت من الأولى أن تذهب جميعها في شيء يخدمه وينفعه.
وأضافت بقولها: أدركت هذا الشيء حين انتابني شخصيا الملل والضيق من كثرة المتابعة ومعرفة كل ما هو جديد في عالم الموضة والمنازل والسفر والرغبة الشديدة في اقتناء والحصول على كل ما هو جديد وممتع لأن الصورة دائما تعكس الجمال، بعدها قمت بتقليل الوقت المستنزف في استخدام الهاتف وحددت أهدافي وأولوياتي التي يجب أن أنفق فيها طاقتي ووقتي من ممارسة للرياضة والتأمل وقضاء أكبر وقت ممكن بصحبة الأهل والأبناء وبالتالي انعكس إيجابا بين صلتي وارتباطي بأسرتي، والشعور بالرضا والسلام الداخلي وبدأت ألاحظ سرعة الإنجاز في أعمالي وكمية الراحة النفسية والصحية التي أشعر بها الآن دون تتبع آخر الأخبار والمستجدات.
من جانبها تقول صبرة بنت محمود الحكمانية، أخصائية إرشاد وصحة نفسية: أصبحت الهواتف الذكية قرينا ملازما للكثيرين منا في وقتنا الحالي، وبشكل لا شعوري يبدأ كل منا تصفح هاتفه الذكي منذ أول الصباح، ويبدأ بالمرور عبر صفحات وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية، وحتى عند الجلوس وجها لوجه مع أفراد العائلة والأصدقاء في المناسبات الاجتماعية والأسرية مما يفقده متعة الجلوس مع الأهل وبالتالي كسر روابط العلاقة الأسرية، ويمكن للفرد التمرن على السيطرة على تقليص استخدامه الكبير للهاتف بالتعوُّد، ومن فوائد تقليص الوقت المُستهلك في تصفح الهواتف الذكية التخفيف من التوتر والقلق المصاحب بسبب الاعتمادية العالية على الأجهزة والهواتف الذكية، كما يسهم التقليص في خفض مستويات ضغط الدم وتحسين جودة النوم، كما يصبح للفرد وقت كاف لصلة الرحم وبالتالي زيادة الألفة والمحبة بين أفراد الأسرة.
الناحية النفسية
ومن الناحية النفسية أوضحت الحكمانية أن التقليل وتجنب استخدام الهواتف يزيدان من مستويات الثقة عند الأفراد ومنها زيادة التحفيز الذاتي والتي تنعكس بدورها على زيادة الإنتاجية اليومية، والتركيز بشكل أكبر على تحقيق الأهداف الحياتية والمهنية، مشيرة إلى أن إحدى الدراسات أوضحت أن النظر المستمر للهاتف وإدمانه يسببان القلق والاضطرابات النفسية الشديدة مما يعيق الشخص عن أداء واجباته اليومية بشكل جيد وبالتالي فقدان الإنتاجية إذ يشعر الشخص أن إنجازاته لم تعُد تشعره بالسعادة بالشكل الذي يشعر فيه أثناء تصفحه لهاتفه النقال، ويعود ذلك بسبب كميات الدوبامين التي يتم إفرازها بشكل غير منتظم، مما يشعر الإنسان أنه غير سعيد أثناء القيام بواجباته أو أعماله اليومية، إضافة إلى أن متابعة مشاهير التواصل الاجتماعي ورؤية إنجازات الآخرين دون القيام بأي شيء تؤدي إلى الشعور بالعجز وعدم الرغبة في العمل وبالتالي الركون إلى الكسل، كما أن الاستخدام المفرط للهاتف مضيع للوقت وهو أثمن ما يملكه الإنسان، حيث يبدأ الأمر عندما تؤجّل عملك لدقائق معدودة لتنشر شيئا ما عن حدث يومي وتكتب تعليقا على منشور ما فتطول هذه الدقائق لتصبح ساعات ثم تتفاجأ بضياع يومك دون أن تؤدي ما عليك من واجبات.
وأضافت أن محاولة تقليص عدد ساعات استخدام الهاتف النقال صعب في بدايته، ولكن يستطيع الشخص القيام بذلك حين ينجز ما عليه من واجبات أولا ثم يكافئ نفسه بتصفح الهاتف، ويعطي أولويات إنجاز ما عليه من مهمات وتوزيع وقته ما بين قراءة كتاب مفيد أو تعلم شيء يفيده وممارسة الرياضة والجلوس مع الأهل والتقرب منهم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: کما أن
إقرأ أيضاً:
تدشين مشروع "بوليفارد السمو" لدعم جودة الحياة ضمن منظومة مشاريع "صروح"
مسقط- الرؤية
دشن معالي الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي وزير الإسكان والتخطيط العمراني، المشروع الحضري الجديد "بوليفارد السمو" ضمن حي السمو، من تطوير شركة الدهام العقارية، حيث يأتي هذا التدشين ليعزز حضور حي السمو كإحدى الوجهات العمرانية الناشئة ضمن برنامج "صروح"، الذي يهدف إلى بناء أحياء سكنية متكاملة الخدمات، تدعم جودة الحياة وتُنشِّط التنمية الاقتصادية في المحافظات.
وأقيم حفل التدشين في ساحة مجمع الراية بالخوير، وسط حضور عدد من الرؤساء التنفيذيين للشركات العقارية والمؤسسات التمويلية والخدمية وقطاع الضيافة، إلى جانب الشركاء الاستراتيجيين والمستثمرين وروّاد الأعمال، بما يعكس الاهتمام الواسع بالشراكات التنموية الداعمة لمسار تطوير الأحياء السكنية الحديثة.
ويمثل «بوليفارد السمو» إضافة نوعية لحي السمو، من خلال توفير وجهة حضرية متعددة الاستخدامات تجمع بين الأنشطة التجارية والفندقية والخدمية، بما يخدم سكان الحي والمناطق المجاورة، ويعزّز جاذبية المكان كمنطقة نمو حضري واعدة، إذ يجسّد المشروع توجهات الوزارة بالتعاون مع الشركاء المطورين نحو تطوير أحياء مستقبلية تتكامل فيها البنية الأساسية مع الخدمات العامة، وفق معايير تخطيطية تعزز كفاءة استخدام الأرض، وترفع مستوى جودة الحياة، وتخلق نقاط جذب جديدة للأنشطة الاقتصادية.
وشهد حفل التدشين توقيع حزمة من الشراكات الاستراتيجية التي تعكس أهمية «بوليفارد السمو» ودوره في تنشيط التنمية الحضرية وتعزيز منظومة الأحياء السكنية الحديثة. وتصدّرت هذه الشراكات اتفاقية تعاون مع بنك عُمان العربي لتمكين مراحل التطوير عبر نموذج تمويلي مستدام يدعم استمرارية المشروع ويعزز قدرته على تحقيق مردود اقتصادي واجتماعي طويل المدى.
كما وقّعت شركة الدهام العقارية اتفاقية مع مجموعة فنادق إنترسيتي العالمية لإدارة وتشغيل القطاع الفندقي داخل المشروع وفق معايير ضيافة عالمية، إلى جانب اتفاقية مع شركة فودافون عُمان لتطوير الحلول الرقمية والذكاء الاصطناعي وتفعيل منظومة تقنية متقدمة تدعم تجربة الزوار والمستفيدين.
وجرى توقيع اتفاقية مع مجموعة نيستو العالمية لتشغيل الهايبرماركت المركزي وتقديم خدمات تجارية متكاملة تعزز الحركة الاقتصادية داخل حي السمو، بالإضافة إلى اتفاقية أخرى مع مجموعة الشريف السعودية القابضة كشريك استثماري وتجاري في مجالات البنية الأساسية ومشاريع الطاقة المتجددة، بما يرسّخ دور المشروع كوجهة حضرية متكاملة ومتنامية.
وشهد حفل التدشين عرضًا مرئيًا قدّم تصورًا متكاملًا للمجسّم الهندسي للمشروع، أعقبه تنظيم جولة تعريفية للمشاركين للاطلاع على المكوّنات الرئيسية لـ«بوليفارد السمو»، في مشهد يعكس تنامي الاهتمام بمشاريع التطوير العمراني الحديثة ضمن برنامج «صروح». وقد أشاد الحضور بأثر المشروع في دعم التنمية الحضرية، وبما يمثله من نموذج متقدم للشراكات التي ترتقي بالخدمات وتدعم ازدهار المجتمعات المحلية.
وأكد المهندس منذر الحمادي الرئيس التنفيذي لشركة الدهام العقارية: "يأتي مشروع "بوليفارد السمو" ليشكّل مركزًا حيويًا يعزز الخدمات والمرافق الرئيسة في حي السمو، ويرتقي بالمشهد الحضري من خلال توفير وجهة متكاملة تسهم في تحسين جودة الحياة للسكان، واستقطاب استثمارات جديدة إلى محافظة شمال الشرقية، كما يعزز المشروع النشاط الاقتصادي عبر توفير فرص تجارية متنوعة، وترسيخ دور القطاع الخاص في تطوير الأحياء السكنية الحديثة وفق منهجية برنامج صروح".
وأضاف الحمادي: "امتدت مساحة حي السمو لأكثر من 400 ألف متر مربع، ويوفر 183 وحدة سكنية، إلى جانب 100 غرفة فندقية ضمن بيئة عمرانية متكاملة تراعي متطلبات الأسرة العصرية وتحقق مقومات الاستقرار وجودة الحياة بقيمة استثمارية تجاوزت 20 مليون ريال عماني مما يعزز الاقتصاد المحلي.