طلب إحاطة بالنواب حول ايقاف التسجيل بالدراسات العليا بكلية البيئة بعين شمس
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
تقدمت النائبة أمل سلامة عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، ؛ بطلب احاطة الى رئيس مجلس النواب لمناقشته بلجنة التعليم بحضور وزير التعليم العالي حول أزمة طلبة الدراسات العليا بكلية الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس.
وقالت النائبة أمل سلامة انها تلقت العديد من الشكاوى بشأن معاناة الطلاب بكلية الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس تتضمن عدم قدرتهم على استكمال دراستهم بسبب التأجيلات المستمرة للدراسة ووضع شروط اضافية مما ادى الى اهدار وقتهم وجهدهم واموالهم طوال عامين، خاصة بعد ان تم ايقاف التسجيل في الاقسام النظرية بالكلية بشكل مفاجيء.
وأضافت عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب فى طلب الاحاطة أنه وفقا لشكاوى الطلاب فانهم قاموا جميعًا بالحصول على دبلوم الدراسات العليا من الكلية خلال العام الدراسي الماضي 2022/2023، بهدف استكمال الماجستير والدكتوراه منها؛ وعند التقديم للماجستير فوجيء الطلاب في شهر سبتمبر قبل بداية العام الدراسي الحالي م، بأن الكلية أجلت التقديم للدراسات العليا بالماجيستير لشهر يناير 2024م، وذلك لتعديل نظام الدراسات العليا بالكلية، وامتثلوا وانتظروا ،وفتحت الكلية باب التسجيل على الانترنت ثم تم تحصيل مصاريف (المقابلة الشخصية) واستخراج الاوراق المطلوبة.
وأوضحت أن الطلاب فوجئوا بقرار (رئيس جامعة عين شمس) بإيقاف القيد بالأقسام النظرية بالكلية ( العلوم الاقتصادية – العلوم الإنسانية – العلوم التربوية والإعلام البيئي)، رغم ان الدبلومة الخاصة بالمعهد غير معترف بها في الاقسام المناظرة في باقي كليات الجامعة نظرا لتخصصها في علوم البيئة مما يمثل اهدار لحقوق الطلاب وسلب لوقتهم وجهدهم واموالهم .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النواب لجنة حقوق الإنسان طلب إحاطة رئيس مجلس النواب النائبة أمل سلامة جامعة عين شمس الدراسات العلیا
إقرأ أيضاً:
نظرة بعين أخرى.. الإنسان قبل الاسم والقبيلة
إسماعيل بن شهاب البلوشي
منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وجعله خليفة في الأرض، ارتبطت هويته الأولى بكونه "إنسانًا" قبل أن تُلصق به أسماء أو تُرسم حوله حدود أو تُنزل عليه أديان ومذاهب وجنسيات. وحين نجرّد البشر جميعًا من هذه التصنيفات، يبقى الأصل واحدًا: بشرية مشتركة تبدأ من آدم وتتفرع إلى أمم وشعوب وقبائل، لكن حقيقتها أنها تعود إلى جوهر واحد.
هذا الإدراك البسيط -أن الإنسان هو أولًا إنسان- كفيل بأن يغيّر الكثير من مفاهيمنا الراسخة. لكن، ما إن يبدأ الفرد أو الأمة بالاعتقاد بأنهم مختلفون عن غيرهم أو متميزون بامتياز إلهي مطلق، حتى تبدأ العثرات التاريخية وتتوالى الانكسارات.
العرب بين الشعور بالخصوصية والوقوع في المطبات التاريخية
الأمة العربية، ومن بعدها الأمة الإسلامية، وقعت منذ قرون في مطبات متكررة جعلت تاريخها أشبه بسلسلة من النهوض والانكسار. والسبب -في رأيي- هو تضخيم الفكرة القائلة بأنها "الأمة المختارة"، أو أن الله عز وجل خصّها دون غيرها بالتكريم والجنة والخطاب المباشر.
هذا الاستحسان الذاتي ولّد شعورًا خطيرًا: أن العمل لم يعد ضروريًا، وأن مجرد الانتماء يكفي. فتحولت الرسالة السماوية من دين عمل وجهد وإعمار للأرض إلى دين شعارات وقشور. وغاب عن الأذهان أن الإسلام -كما جاء به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم- كان دين حركة وعمل وفعل، لا دين جدل وفرقة وتشدد.
ومن هنا تبنّى المتعصبون والمتشددون فكرة أن هذه الأمة في تقاطع دائم مع البشرية، وأنها معزولة عن العالم، بينما الحقيقة أنها جزء أصيل من هذا العالم، تشعر كما يشعر الآخرون، وتنجح وتفشل كما ينجح الآخرون ويفشلون.
القراءة الكاملة للإنسانية في القرآن
من يقرأ القرآن الكريم قراءة شمولية، سيجد أن الخطاب موجّه للبشرية جمعاء. وخير شاهد على ذلك سورة الزلزلة التي هي بهذا الوضوح: {إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها * وقال الإنسان ما لها * يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها * يومئذ يصدر الناس أشتاتًا ليروا أعمالهم * فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره} صدق الله العلي العظيم.
هذه السورة وحدها تكفي كدراسة متكاملة لبيان أن الحساب والثواب والعقاب مرتبط بالإنسان -أي إنسان- وليس بفئة أو عرق أو مذهب. الجميع مخاطب، والجميع محاسب، والجميع مشمول برحمة الله وعدله.
القبول قبل الاختلاف
لذلك، على الأمة العربية والإسلامية أن تعيد التفكير في موقعها بين الأمم، وألا تظن أنها مختلفة عن البشر اختلافًا جوهريًا. الاختلاف الحقيقي هو في مقدار العمل، في الإبداع، في الصدق، في الإخلاص، وفي إعمار الأرض.
علينا أن نقبل أنفسنا أولًا: ألواننا، أشكالنا، أعمارنا، تنوعنا، قبل أن نتحدث عن قبول الآخرين. فالبشرية ليست نسخًا متطابقة، وإنما لوحة ملونة عظيمة أرادها الله كذلك لحكمة.
كما أن كثرة الممنوعات والتحريمات الشكلية لن تصنع إنسانًا كاملًا، بل ستقوده إلى وهم الكمال دون جوهره. الكمال يتحقق بالعمل، بالصدق، بالعدل، وبالمشاركة الإنسانية لا بالانعزال أو بادعاء الأفضلية.
العودة إلى الجوهر الإنساني
إن إعادة القراءة التاريخية، وإعادة التفسير الإنساني للرسالات السماوية، ليست ترفًا فكريًا، بل ضرورة وجودية. فالبشرية اليوم تواجه تحديات مشتركة: الفقر، الحروب، التغير المناخي، الظلم الاجتماعي، وكلها لا تفرق بين عربي وأعجمي، بين مسلم وغير مسلم.
إذا كان الإسلام قد جاء ليكون رحمة للعالمين، فإن أعظم خيانة لهذه الرسالة أن نحصرها في جماعة ضيقة أو مذهب أو جنسية. ولو أدرك المسلمون هذه الحقيقة، لما كانوا في عزلة فكرية، ولما ظلوا يتنازعون على الفروع وينسون الأصول.
وأخيرًا.. إن المطلوب اليوم أن نعيد ترتيب أولوياتنا: أن نفكر كجزء من البشرية، لا كأمة متفردة. أن نقرأ القرآن بعيون الإنسانية لا بعيون العصبية. أن نفهم أن "من يعمل مثقال ذرة خيرًا يره" تعني كل إنسان، أيًا كان لونه أو لغته أو دينه.
حينها فقط يمكن أن ينهض العرب والمسلمون من مطبات التاريخ المتكررة، ويتحولوا من أمة شعارات إلى أمة عمل، ومن أمة ترفع الأصوات إلى أمة تصنع الأفعال. فالله سبحانه وتعالى لا يميز إلا بالعمل، ولا يكافئ إلا بما قدمت الأيدي، أما الأسماء والشعارات والقبائل فهي تفاصيل عابرة أمام عدل الخالق عز وجل.
رابط مختصر