المكملات الغذائية.. كيف تؤثر على الصحة؟
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
حذر الطبيب التركي البروفيسور غالب إكوكلو من أن تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية دون استشارة طبية قد يؤدي إلى مشاكل صحية.
وفي حديث للأناضول، قال غالب إكوكلو، رئيس قسم الصحة العامة، بكلية الطب بجامعة تراقيا في ولاية إدرنة التركية، إن اتباع نظام غذائي متوازن والنوم المنتظم كافيان للحفاظ على قوة جهاز المناعة.
وأضاف إكوكلو أن الأشخاص الذين لا يعانون من مرض معين أو اضطراب يتعلق بامتصاص الفيتامينات، يمكنهم الحصول على جميع الفيتامينات التي يحتاجونها من الأطعمة مع اتباع نظام غذائي صحي.
وقال بخصوص مكافحة الأمراض المعدية خلال أشهر الشتاء، يمكن التركيز على الأطعمة الغنية بفيتامين سي.
وتابع: بالإضافة إلى ذلك، ينبغي إيلاء أهمية لاستهلاك السوائل بالشكل الكافي واتباع نظام غذائي متوازن.
وشدّد أنه لا ينبغي لنا استخدام أي فيتامين لا نعرف محتواه، أو نشتريه من الإنترنت، ويتم الترويج له على أنه يقوي جهاز المناعة.
ولفت إكوكلو إلى أن الاستخدام غير المنضبط للفيتامينات بهدف دعم الصحة يمكن أن يسبب ضررا أكثر من نفعه.
وشدّد على ضرورة استخدام الفيتامينات تحت إشراف الطبيب مثل الأدوية.
شراء المكملات الغذائية عبر الإنترنتوزاد إكوكلو أن الأكثر خطورة هو شراء المكملات الغذائية عبر الإنترنت استنادا إلى شائعات متداولة، دون أي مشورة طبية.
وأردف لقد أصبحت هذه مشكلة عالمية، حيث يتم بيع كل شيء على الإنترنت.
وتساءل إذا كان مضغ نبات أو استخدام منتج ما مفيدا لكل مشكلة، فلماذا يمرض الكثير من الناس ولماذا يحاول الطب التقدم كثيرا؟. وقال لو كان الأمر كذلك، لأُعطيت هذه المنتجات للناس، ولن نصاب بكوفيد، ولن يكون هناك سرطان أو أمراض أخرى.
ونوّه إلى أنه يتم الترويج لتلك المنتجات مع عبارات مليئة بالمديح وأنها دواء لكل داء، مضيفا مثل هذا الشيء لا يمكن تفسيره بالعقل.
الفرق بين الدواء والسم هو الجرعةوذكر إكوكلو أنه يمكن استخدام المنتجات التكميلية المؤكدة فوائدها علميا تحت إشراف طبي.
وأوضح: بعد أن يتم امتصاص كل منتج يتم تناوله في المعدة، يذهب إلى الكبد والكلى ويتم طرحه من هناك، ولا بد من إخراجه. وإذا لم يتم إخراجه فإنه يتراكم في الجسم وهذه مشكلة.
وأشار إلى أنه للتخلص من تلك المواد يتم تكسيرها في الغالب عن طريق الكبد.
وأضاف لذلك يتعرض الكبد والكلى بشكل مباشر لهذه المنتجات، التي تضر بأعضاء الجسم لا سيما هذين العضوين.
وحول بعض الأضرار المحتملة قال إنها يمكن أن تشمل ارتفاع ضغط الدم، وتمييع الدم مما يجعل النزيف البسيط لا يمكن إيقافه.
وبشأن تبرير البعض لأنفسهم بالقول بأن النباتات تستخدم في صنع الدواء، أوضح أنه يتم استخدام تلك النباتات بشكل منضبط وبجرعات محددة في صناعة الأدوية.
وما يميز الدواء عن السم هو الجرعة، يتم إعطاء المواد المستخدمة في الطب بجرعات معينة لتجنب حدوث تأثيرات سمية، يضيف الطبيب التركي.
وختم قائلا إنه حتى أبسط الأدوية سيكون لها آثار سلبية إذا تم تناولها بجرعات أكثر مما ينبغي، ولهذا فإن كل دواء له جرعة حسب الفئات العمرية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
كيف تؤثر الشوكولاتة الداكنة على العمر البيولوجي للإنسان
إنجلترا – كشفت أبحاث جديدة من كلية كينجز لندن أن مركب الثيوبرومين الكيميائي، وهو مركب نباتي شائع يأتي من الكاكاو، قد يمتلك خصائص مضادة للشيخوخة يمكنها إبطاء معدل التقدم في العمر البيولوجي.
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من الثيوبرومين في دمائهم تمتعوا بعمر بيولوجي أصغر من أعمارهم الفعلية. قام الفريق البحثي بمقارنة مستويات هذا المركب في الدم مع مؤشرات الشيخوخة البيولوجية القائمة على تحليل الدم.
ويشير العمر البيولوجي إلى عمر الجسم الظاهري بناء على صحته ووظائفه، مقابل عدد السنوات التي عاشها الشخص. وتقاس هذه المؤشرات بناء على أنماط “إشارات” صغيرة على حمضنا النووي تسمى “المثيلة”، والتي تتغير خلال مسار حياتنا.
وشملت الدراسة مجموعتين أوروبيتين تضمنتا 509 أفراد من TwinsUK (دراسة للتحقيق في العوامل الوراثية والبيئية التي تساهم في هشاشة العظام وأمراض الروماتيزم الأخرى باستخدام مجموعة فريدة من التوائم المتطابقة) و1160 فردا من KORA (دراسة مستقبلية قائمة على السكان للبالغين في منطقة أوغسبورغ، ألمانيا. يركز بحثها على مرض السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والصحة في الشيخوخة، والحساسية، والبيئة). ووجدت أن أولئك الذين لديهم مستويات أعلى من الثيوبرومين في دمائهم تمتعوا بعمر بيولوجي أقل من أعمارهم الفعلية.
وصرحت البروفيسورة جوردانا بيل، المؤلفة الرئيسية للدراسة وأستاذة علم التخلق في كلية كينغز لندن: “دراستنا تكتشف روابط بين مكون رئيسي في الشوكولاتة الداكنة والبقاء أصغر سنا لفترة أطول. وبينما لا نقول إن على الناس تناول المزيد من الشوكولاتة الداكنة، إلا أن هذا البحث يمكن أن يساعدنا في فهم كيف قد تحمل الأطعمة اليومية أدلة لحياة أكثر صحة وأطول عمرا”.
واختبر الفريق أيضا ما إذا كانت المستقلبات الأخرى في الكاكاو والقهوة أظهرت رابطا مماثلا. ومع ذلك، وجدوا أن التأثير يبدو خاصا بالثيوبرومين فقط.
واستخدم الباحثون اختبارين لتقييم العمر البيولوجي للأشخاص في الدراسة. ونظر أحدهما في التغيرات الكيميائية في الحمض النووي لتقدير مدى سرعة تقدم شخص ما في العمر. وقدر الآخر طول التيلوميرات، وهي الأغطية الواقية في نهايات الكروموسومات، حيث ترتبط التيلوميرات الأقصر بالشيخوخة والأمراض المرتبطة بالعمر.
وقد تؤثر المركبات النباتية في نظامنا الغذائي على كيفية تقدم أجسامنا في العمر من خلال تغيير الطريقة التي يتم بها تشغيل جيناتنا أو إيقافها.
وبعض هذه المركبات، التي تسمى القلويدات، يمكنها التفاعل مع الآلية الخلوية التي تتحكم في نشاط الجينات وتساعد على تشكيل الصحة وطول العمر.
وقال الدكتور رامي سعد، الباحث الرئيسي في كلية كينغز لندن، وهو أيضا باحث في كلية لندن الجامعية وطبيب في الوراثة السريرية: “هذا اكتشاف مثير للغاية، ويطرح أسئلة مهمة: ما الذي يكمن وراء هذه العلاقة؟ وكيف يمكننا استكشاف التفاعلات بين مستقلبات النظام الغذائي وجينومنا التخلقي بشكل أكبر؟ يمكن أن يقودنا هذا النهج إلى اكتشافات مهمة تجاه الشيخوخة وما بعدها، في الأمراض الشائعة والنادرة”.
ويؤكد الباحثون، رغم هذه النتائج الواعدة، أن تناول المزيد من الشوكولاتة الداكنة ليس مفيدا تلقائيا لأنها تحتوي أيضا على السكر والدهون ومركبات أخرى، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم هذه العلاقة بمزيد من التفصيل.
المصدر: ميديكال إكسبريس