محللون: حسم الانتخابات الأميركية في يد أبناء «الجيل زد»
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
دينا محمود (واشنطن، لندن)
أخبار ذات صلةربما ستصبح انتخابات الرئاسة الأميركية، التي لم يتبقَ على موعد إجرائها سوى أقل من 9 أشهر، المعترك السياسي الأول في الولايات المتحدة الذي ستسهم أصوات الناخبين المنتمين، إلى ما يُعرف بـ«الجيل زد»، في حسم المنافسة بين المشاركين فيه.
ويضم هذا الجيل، الشبان الذين وُلِدوا ما بين أواخر القرن الماضي، تحديداً منذ منتصف التسعينيات إلى أواخرها، ومطلع العقد الثاني من القرن الحالي على أقصى تقدير. ويعني ذلك أن شريحة لا يُستهان بها من أبنائه، سيحق لها التصويت في الانتخابات الأميركية، بعدما تجاوزت في عام 2006، العتبة القانونية اللازمة للتسجيل في قوائم الناخبين، وهي بلوغ 18 عاماً من العمر.
ويبرز هذا الأمر، وفقاً لدوائر التحليل السياسي في واشنطن، أهمية تكثيف طرفيْ السباق الرئاسي جهودهما، لكسب تأييد الجانب الأكبر من أبناء «الجيل زد»، والتركيز على الملفات المحورية بالنسبة لهم، خاصة أنهم يُوصفون على نطاق واسع، بأنهم الأكثر تعليماً، والأشد اهتماماً بالتقنيات المتطورة، وتفضيلاً للاستقلال الاقتصادي.
بجانب ذلك، يشير المحللون إلى أن تحديد ناخبي هذا الجيل، ما إذا كانوا سيقبلون بكثافة على مراكز الاقتراع في الخامس من نوفمبر المقبل من عدمه، سيلعب دوراً كبيراً، في حسم هوية الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة.
غير أن المفارقة تتمثل في أنه بالرغم من اتفاق الحزبيْن الرئيسييْن؛ الجمهوري والديمقراطي، على أنه سيكون في يد «الجيل زد»، الورقة الحاسمة في السباق الانتخابي المقبل، فإنهما يتفقان في الوقت ذاته، على أن أصوات هؤلاء الناخبين أمر مفروغ منه، بشكل أو بآخر.
فالديمقراطيون يتصورون أنهم يضمنون سلفاً تأييد أبناء ذلك الجيل بما لا يجعلهم بحاجة إلى السعي بجدية لكسب دعمهم، بينما لا يكترث الجمهوريون، بالحديث عن القضايا التي تهم أولئك الناخبين من الأصل، وكأنهم يسلمون بفقدانهم لأصواتهم.
ولكن مع أن استطلاعات الرأي الأخيرة في الولايات المتحدة، أفادت بأن الناخبين الشبان من «الجيل زد»، لا يزالون يميلون لدعم المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة، فإن الاستطلاعات نفسها، تكشف عن أن نسبة من يعتزمون التصويت منهم فعلياً، انخفضت عما كانت عليه قبل منافسة 2020، وهو ما يقلل من أهمية تأييدهم للديمقراطيين في السباق الرئاسي.
ورغم أن الحزب الديمقراطي لا يزال يتمتع بالأفضلية لدى «الجيل زد»، عندما يتعلق الأمر بالقضايا الرئيسة التي يُعنى بها أبناؤه، مثل تغير المناخ وسبل مواجهة الحد من معدلات الجريمة والعنف المسلح، فإن هذا التفوق في الملفات الاجتماعية، لا ينفي أن لتوجهات الجمهوريين، جاذبية على الصعيد الاقتصادي.
فوفقاً لتقرير نشره الموقع الإلكتروني للنسخة الأوروبية من صحيفة «يو إس آيه توداي» الأميركية، أكد 40% من أبناء ذلك الجيل، أن التضخم وارتفاع تكاليف الطاقة، يشكلان مصدر القلق الأكبر بالنسبة لهم، وهو ما يصب في صالح الحزب الجمهوري، الذي يتهم الإدارة الديمقراطية، بالفشل في التعامل مع المصاعب الاقتصادية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الانتخابات الأميركية الولايات المتحدة الجیل زد
إقرأ أيضاً:
لماذا لم يزر ترامب دولة الاحتلال في جولته الأخيرة؟ محللون يجيبون
أثار عدم زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتل أبيب في جولته الأخيرة تساؤلات حول أسباب ذلك، وتعاظمت بعد أن قرر نائبه، جيه دي فانس، إلغاء زيارة له لتل أبيب.
وكان لافتا عدم حديث ترامب عن الحرب في غزة والقضية الفلسطينية، حيث ركز على عقد صفقات اقتصادية مع الدول الخليجية، وعلى العلاقة مع إيران والنظام السوري الجديد.
كما أن البيانات الرسمية التي صدرت من البيت الأبيض خلال الزيارة لم يرد فيها أي حديث عن القضية الفلسطينية أو حرب الإبادة على غزة.
علاقة قوية
الخارجية الأمريكية في ردها على استفسار "عربي21" عن عدم زيارة ترامب لتل أبيب، قالت على لسان المتحدث الإقليمي باسمها، سامويل وربيرغ، إن "زيارة الرئيس ترامب إلى المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات تركّزت في هذه المرحلة على ملفات اقتصادية واستثمارية كبرى، بالإضافة إلى تعزيز الشراكة الأمنية مع دول الخليج، وفتح آفاق تعاون جديدة في مجالات التكنولوجيا، والطاقة، والدفاع".
وتابع وربيرغ في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "اختيار وجهات الجولة لا يعكس بالضرورة وجود تباعد سياسي مع أطراف أخرى، بل يعكس الأولويات الاستراتيجية لهذه المرحلة".
وأكد أن العلاقة مع "إسرائيل" تظل قوية، وأن هناك قنوات دائمة ومفتوحة للتنسيق بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" على مستويات سياسية وعسكرية وأمنية.
ولفت المتحدث الأمريكي إلى أن "الرئيس ترامب استضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في البيت الأبيض مؤخراً في شهر نيسان /إبريل، وكانت تلك الزيارة بمثابة تأكيد على عمق العلاقة الثنائية".
وأضاف: "أما تركيز الجولة الخليجية للرئيس ترامب جاء استجابة لتغيرات متسارعة في المنطقة، وللاستفادة من الزخم السياسي والاقتصادي في الرياض وأبوظبي والدوحة".
وأكد أن "الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بأمن إسرائيل، وباستمرار التعاون الوثيق في مواجهة التهديدات الإقليمية، بما في ذلك النشاط الإيراني في المنطقة، وبالتالي، لا توجد أي رسائل سياسية هنا، بل مجرد ترتيبات مرتبط بجدول الأعمال ومجريات الأحداث".
"براغماتية وليست خيانة"
الباحث جون ماك قال في مقال له على موقع "ذي هيل"، إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يعد حليفا لأمريكا، وقد اكتشف الرئيس دونالد ترامب هذا أخيرا".
وافتتح مقاله بالقول، "انتقاد نتنياهو، الرجل والسياسي والمتآمر ليس معاداة للسامية ولكن واقعية وقد طال انتظارها".
وتابع: "عندما تجاوز دونالد ترامب إسرائيل في جولته الأخيرة في الشرق الأوسط، واختار بدلا من ذلك مصافحة يد الرياض والدوحة متجاهلا تل أبيب تماما، فلم يكن هذا كراهية ولا خيانة. بل كانت ابتعادا وبراغماتية. وكان هذا تذكير بأن الولايات المتحدة هي القوة العظمى وليست دولة تابعة ولا مانحة، ولا خادمة. ولا تحتاج إلى التوقف في تل أبيب لإثبات هذه النقطة".
"زيارة لجمع الأموال"
الخبير في الشأن الأمريكي خالد صفوري، قال: "على الأغلب ترامب لم يريد ربط الزيارة بالصراع العربي الإسرائيلي وحرب غزة، وهو أصلا ليس لديه إيمان وقناعة معينة في أغلب الأمور ورأيه متقلب كثيرا".
وحول ما إذا كان هدف الزيارة اقتصادي بحت، قال صفوري لـ"عربي21": "بالتأكيد جاء لجمع الأموال والعقود".
ضغط أمريكي على نتنياهو
وكان ترامب قد قال بعد انتهاء زيارته إن "أحد القادة الثلاثة العظماء قال لي قبل ليلتين أرجوك ساعد الشعب الفلسطيني لأنهم يتضورون جوعا وأبلغته أننا بدأنا في العمل على مساعدة الناس في غزة".
صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قالت في تقرير لها، إن "نتنياهو قال في فيديو نشره إنه على الرغم من أن إسرائيل تنشر "قوة هائلة للسيطرة على قطاع غزة بأكمله... لا يمكننا الوصول إلى حد المجاعة، لأسباب عملية ودبلوماسية".
ووفقا للتقرير الذي ترجمته "عربي21"، "قال نتنياهو إن "أقرب أصدقاء إسرائيل في العالم"، بمن فيهم سياسيون أمريكيون، أكدوا له دعمهم الثابت، لكنهم لا يستطيعون "تحمل صور المجاعة الجماعية".
وقالت الصحيفة: "في إسرائيل، جاء التحول الحاد لنتنياهو في أعقاب ضغوط جديدة علنية وأخرى خفية من إدارة ترامب. خلال جولة له في دول الخليج العربي الأسبوع الماضي".
ونقلت عن شخص مطلع على المناقشات، قوله "إن رجال ترامب يُبلغون إسرائيل: سنتخلى عنكم إذا لم تنهوا هذه الحرب".
وأضاف: "نتنياهو روّج لفكرة استئناف المساعدات في اجتماع مجلس الوزراء مساء الأحد قائلاً إنها مجرد مسألة شكلية".
وأثار حديث الصحيفة الأمريكية عن احتمالية وجود ضغوط من إدارة ترامب على نتنياهو لوقف الحرب تساؤلات عن احتمالية حدوث ذلك فعلا.
المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية، سامويل وربيرغ، قال إن "الولايات المتحدة تدعم بشكل ثابت حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها في الوقت نفسه تبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة بالتعاون مع شركائها العرب والدوليين للوصول إلى وقف إطلاق نار شامل ومستدام في غزة، يتضمن الإفراج الكامل عن جميع الرهائن، وتوسيع دخول المساعدات الإنسانية، وتوفير ضمانات لعدم تكرار التصعيد".
وأوضح وربيرغ خلال حديثه لـ"عربي21"، أن "الرئيس ترامب أكد مرارًا أن إنهاء الحرب وتحقيق التهدئة في غزة يمثلان أولوية مركزية في سياسته الإقليمية، أيضا هناك تواصل مباشر ومستمر بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية، بالإضافة إلى تنسيق مع مصر وقطر ودول أخرى فاعلة في الملف".
وأكد أن "واشنطن لا تمارس "ضغطًا" بالمفهوم التقليدي، بل تعمل عبر أدواتها السياسية والدبلوماسية لتوجيه جميع الأطراف نحو خيارات واقعية تضع حدًا للمعاناة الإنسانية، وتمنع توسع رقعة النزاع".
وختم حديثه بالقول: "في نهاية المطاف إسرائيل دولة ذات سيادة تتخذ قراراتها بنفسها، الإدارة الأمريكية تضع ثقلها الكامل خلف جهود الوساطة، وتؤمن بأن الحل لا يمكن أن يكون عسكريًا فقط، بل يجب أن يُرافق بخطوات سياسية وإنسانية تضمن الأمن لإسرائيل، والكرامة والحقوق المشروعة للفلسطينيين، واستقرارًا إقليميًا أوسع".
الخبير بالشأن الأمريكي خالد صفوري قال لـ"عربي21": "من الممكن أن ترامب كان ينوى الضغط على إسرائيل، لكن في الزيارة الأخيرة بعض القادة الخليجيين طرحوا ضرورة القضاء على حماس كأهمية قصوى".
وتابع صفوري: "يمكن ملاحظة الازدواجية القادمة من أمريكا، حيث سيرسلون مخابز ومطاعم متنقلة تشرف عليها شركات مرتزقة أمريكية، وفي ذات الوقت وزير الخارجية الأمريكي قال لـ "سي بي إس نيوز" إن الرئيس ترمب يريد القضاء على حماس، ولم يذكر وقف إطلاق النار ابداً".