منذ ساعات الصباح الأولى، خرج الطفل الفلسطيني محمد صالح (14 عاما)، من بيته في شمال قطاع غزة، محملاً بالأمل والعزيمة، للبحث عن الحطب لطهي الطعام، في ظل انعدام الغاز والكهرباء بالقطاع. مهمة محمد كانت برفقة والده بسام صالح، وشقيقته منة، وأبناء عمه ميرال وشقيقها.
بدؤوا مهمتهم اليومية وهم لا يعلمون أنها ستتحول إلى مأساة بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل الذي استهدفهم، محولًا أجسادهم الغضة إلى هدف مشتعل.

فبينما كانوا يحاولون البحث عن الحطب لإشعال النيران لطهي الطعام وسد جوعهم، جاءت قذيفة إسرائيلية غادرة، فقتلت والدهم بسام وأحرقت جسد محمد وشقيقته منة وأبناء ميرال وشقيقها. على أسرّة مستشفى كمال عدوان ببلدة بيت لاهيا شمال غزة، تستلقي أجساد الأطفال الرقيقة الذين أحرقتهم نيران إسرائيل دون أي ذنب سوى البحث عن حطب لإيقاد نار طهي الطعام بعد أن نال منهم الجوع.

إصابات وحروق
بين الحين والآخر، يتجلى أنين الأطفال من شدة الحروق التي مزقت أجسادهم والإصابات الأخرى التي تعرضوا لها. وعلى وجوه أولئك الأطفال، تتجلى بوضوح الآثار المؤلمة لتلك الحروق القاسية العميقة، التي لم تسلم منها براءة وجوههم، بل تحولت إلى ندوب مظلمة تروي قصتهم بفعل الغارة الإسرائيلية. بينما يواجه الأطفال ألمًا آخر، حيث يجدون أنفسهم في معركة جديدة لتعافيهم من الحروق والإصابات التي لحقت بهم، والتي تزداد تعقيدًا بسبب نقص الدواء والطعام الضروري المخصص لهم. وصف الطفل صالح ظروفهم بأنهم كانوا يعيشون في بيت خالٍ من المياه والكهرباء والغاز، وكانت الحاجة ماسة لطهي الطعام لتجنب الجوع. حيث كانوا يبحثون عن حطب في منطقتهم بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، لتوفير وسيلة لإشعال النيران وطهي الطعام في ظل ما تعانيه عائلته من ظروف صعبة.

رحلة الحطب
وقال الطفل صالح الأناضول: «كنا جالسين في المنزل، لا مياه، ولا كهرباء، ولا أي شيء، كل ما كنا نريده هو طهي الطعام لإشباع جوعنا».
وبينما يظهر على صوته التعب والإرهاق، أضاف صالح: «أمي ترغب في طهي الأرز، ولكن لم نجد حطبا في المنزل، فذهبنا للبحث عنه في ظل عدم توفر غاز الطهي والكهرباء».
وتابع: «بقينا نتجول بحثاً عن الحطب، وفجأة سمعنا صوت طائرة وانفجار عنيف، لم نكن نعلم ماذا حدث، وفوجئنا بتفرقنا في كل اتجاه».
وأشار إلى أن القصف الإسرائيلي أدى إلى فقدانه للوعي، وعندما استعاد وعيه، وجد نفسه مغطى بالحطام وشعر بآلام الحروق التي تنتشر في جسمه.
بدورها، تقول السيدة الفلسطينية الأربعينية، وهي والدة الجريحة ميرال محمد صالح، وزوجة عم محمد: «قام أطفالنا بالخروج من المنزل للبحث عن حطب من أجل طهي الطعام في ظل نقص الغاز والكهرباء».
الطبيبة المشرفة على علاج الأطفال راوية طنبورة، قالت للأناضول: «يعاني الأطفال من حروق في أجسادهم بشكل شامل، ويحتاجون رعاية طبية عاجلة». وذكرت طنبورة: «بعضهم يعاني من كسور في أيديهم تمنعهم من الحركة، وبحاجة ماسة لعمليات جراحية، ونحتاج إلى نقل الحالات إلى مستشفيات أخرى لتلقي العلاج اللازم».
وأضافت: «الطفلة ميرال تعاني من ثقب في الأمعاء، ومنذ وصولها إلى المستشفى، تم منعها من تناول الطعام والشراب لأن حالتها قد تزداد سوءًا إذا تناولت الطعام». وتابعت: «نحن بحاجة ماسة لعلاجات وأدوية لعلاج الحروق التي تغطي جسد الأطفال، ولكن معظم هذه الأدوية غير متوفرة هنا، وتزيد المشكلة تأزمًا بسبب نقص الوقود والكهرباء، مما يعيق عملية العلاج والإسعاف».

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطاع غزة القصف الإسرائيلي طهی الطعام

إقرأ أيضاً:

محافظ الأقصر يهنئ أطفال مرض السرطان بحلول عيد الأضحى المبارك

هنأ محافظ الأقصر المستشار مصطفى ألهم، أطفال مستشفى شفاء الأورمان، لعلاج الأورام بالمجان بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، وحرص محافظ الأقصر، على إرسال مجموعة من الهدايا والألعاب للأطفال الذين يتلقون العلاج المجاني بالمستشفى.
وأكد محافظ محافظ الأقصر، على تقديم كافة الخدمات الاجتماعية والترفيهية للأطفال مرضى الأورام السرطانية، لإدخال البهجة والسرور على قلوبهم مشيرًا إلى حرصه على تقديم كل أوجه الدعم للمؤسسات الخيرية والدور  الاجتماعي الذى تلعبه في تخفيف الأعباء عن أهالى الصعيد معربًا عن سعادته فى إدخال الفرحة على  الأطفال واحتفالهم بالهدايا والألعاب خلال العيد.
وتوجه ألهم، بالتهنئة لكافة العاملين بمؤسسة شفاء الأورمان بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك،  مشيرا إلى أن المستشفى هى نموذج يحتذى به فى الانضباط، وما تقدمه من خدمات طبية مميزة ومجانية، مشيدا بالجهود الخيرية المبذولة وما يتم تقديمه من دعم في المجال الطبي والعلاجي لأهالي الاقصر من خلال  مستشفى شفاء الأورمان، وكذلك من خلال المبادرات التي تقوم بها المؤسسة في جميع قرى ومراكز  الأقصر.

فيما وجه محمود فؤاد الرئيس التنفيذى لمؤسسة شفاء الأورمان الشكر لمحافظ الأقصر على مبادرته وحرصه على توفير الهدايا والألعاب للأطفال مستشفى شفاء الأورمان لسرطان الأطفال،  مشيرا إلى أن هذه المبادرات لها تأثير إيجابى على الأطفال المرضى، والذى ينعكس إيجابيًا على حالتهم الصحية طوال رحلتهم العلاجية.

 

IMG-20240617-WA0028 IMG-20240617-WA0029 IMG-20240617-WA0030 IMG-20240617-WA0031

مقالات مشابهة

  • الداخلية تشارك أطفال دور رعاية الأيتام مناسبة عيد الأضحى | فيديو
  • أجسادهم نحيلة وعليها علامات تعذيب.. إسرائيل تفرج عن 33 فلسطينياً
  • مبادرات لتخفيف آثار الحرب على أطفال لبنان: باص الفن والسلام يجول جنوبًا
  • اليونان تدعو أوروبا لاستضافة أطفال غزة من المصابين
  • اليونان تدعو أوروبا لاستضافة أطفال غزة
  • اليونان: على أوروبا أن تستضيف أطفال غزة المتضررين من الحرب
  • لحظة من اليورو.. تصرف رونالدو مع أطفال في ممر الملعب يثير تفاعلاً
  • ثقافة قنا تحتفل بعيد الأضحى مع أطفال دور الرعاية وأسر الشهداء
  • «ثقافة قنا» تحتفل بعيد الأضحى مع أطفال دور الرعاية وأسر الشهداء
  • محافظ الأقصر يهنئ أطفال مرض السرطان بحلول عيد الأضحى المبارك