“هدية السماء”.. كيف ساعد “نبات بري” أهالي غزة على محاربة المجاعة؟ (فيديو)
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
#سواليف
ساهمت #الأمطار الغزيرة التي هطلت في الأسابيع الماضية على #غزة في إنبات عشبة “ #الخبيزة ” التي تستخدم للأكل “كهدية من السماء” بحسب وصف نشطاء، لإنقاذ أهالي القطاع من خطر #المجاعة مع تغوّل آلة #الحرب الصهيونية وتحدي #الحصار ومنع #المساعدات من الدخول إلى القطاع.
والخبيزة نبتة تحتل مكانة خاصة في ثقافة الطعام الشرق أوسطية ويتبع هذا النبات الفصيلة النباتية الخبازية، وموطنها الأصلي في بلاد الشام وفلسطين ومصر والمغرب العربي ومعظم مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط.
بعد ان انتهت حلول الارض الخبيزة هدية الله لانقاذ اهل غزة من المجاعة شفتو الامطار الى كنتوا تعتبرها شر انما هي خير pic.twitter.com/ij7CBBUUXs
مقالات ذات صلة الفصائل الفلسطينية تدعو لوحدة الجبهة الداخلية ورصّ الصفوف 2024/02/18 — الشريف زيد ال العصام (@al_aisam) February 17, 2024بديل المعلبات
وفي مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي ظهر الممثل المعروف في قطاع غزة “محمود زعيتر” في حقل مليء بالخبيزة وهو يقول: “ربما كانت الخبيزة بالنسبة للكثيرين شيئاً بسيطاً ، ولكنها بالنسبة لأهل غزة فهي انتعاش بعيداً عن المعلبات والمواد الحافظة.”
وأضاف بينما كان يحمل صينية عليها نبات الخبيزة وشوهد عدد من الأشخاص خلفه وهم يقطفونها:”الحمد لله بتسكر من هون بتفتح من مكان وهي #طعام_رباني”. وتابع زعيتر متسائلاً: “نفسي أفهم الخبيزة كيف بتطلع؟!”
وظهر طفل وهو يحمل باقة من الخبيزة ويقول: “مافيش أزكى من الخبيزة”.
وعاد الناشط الشاب ليقول إن أهل غزة هم الوحيدون الذين يعرفون قيمة أي طبخة طازة حتى ولو كانت خبيزة، أو كرومب أو ملفوف أو باذنجان”، وأضاف أن المعلبات صعبة.
#حلول_السماء
وختم الشاب وهو يمسك بيده حزمة من الخبيزة :” طبيعية 100% إذا انتهت حلول الأرض فحلول السماء موجودة من خلال مادة تنبت بشكل طبيعية وبقدرة إلهية.”
وظهر فلسطيني آخر وهو منهمك بحصد الخبيزة وتوجه للكاميرا قائلاً: “أنا كشخص لدي عائلة أكلة الخبيزة توفر علي أكلة يوم، مع العلم كم تكلف وجبة يومياً في ظل الحرب.”
وعاد الناشط ليقول إن أكلة الخبيزة يتمناها كل بيت #غزاوي لسببين الأول أنها صحية، والسبب الثاني غلاء الخضار إذا وجد.
وتوجه للمصور فيما بدا يجلس على منضدة طعام قائلاً له “إنه وقت التصوير لأنه وقت الخبيزة الآن”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الأمطار غزة الخبيزة المجاعة الحرب الحصار المساعدات غزاوي
إقرأ أيضاً:
كيف ينام هذا الشاب؟!
سارة البريكية
يُلملِم جُرحه ويتغطى وينام بعد وقت من التفكير والأرق، ولا يعرف كيف ينام، إلّا أنه مضطر لأن يُريح جسده المنهك من التفكير.. هكذا كان يقضي هذا الشاب أغلب أيامه التي مضت، لا يأس يدب في قلبه، ولا وجع يسكن أيامه، ولا همَّ يراوغه بين تارة وأخرى، غير أنَّ مطالب الحياة الكثيرة تزداد وتؤرق مضجعه؛ فيستمر في الحلم وأحيانًا كثيرة يفكر هل هو على قيد الحياة؟!
يحمل بعضه بعد ليلة طويلة قضاها يتقلب على جنبيه محاولا نسيان ما قد ألم به من ذاكرة وأفكار ووساوس وخزعبلات نفسية ومنتشيا بخيوط الشمس الساطعة من نافذة الغرفة التي لا تحتوي على ستارة لكي تحجب الضوء قليلاً لكنه يستمر بالتسلسل والامتلاء في أطراف الغرفة الكئيبة.
سنوات تمضي من عمره وهو يقلب أفكاره يمنة ويسرى لا يعرف من أين سيطل مارد الفانوس ليحقق أمانيه المتراكمة والمثقلة بالهموم والجراح التي بدت تقسو عليه في الآونة الأخيرة وأصبح يتمنى الموت كثيرا لأن الحياة لا تنصفه ولا تعطيه أقل الأماني وأقل الأحلام وأقل ما يمكن أن يملكه كفرد من بني جنسه.
نعم لقد درس وصبر وكافح، لكنه لا يزال يرتقب ذلك النور الذي انطفت معه سنوات عمره ولم يطل ولم يأتِ ولم يحن ويتساءل: لماذا كل هذا الانتظار؟ لماذا كل هذا التأخير؟ لماذا كل هذا التعب؟ لماذا لا أستطيع التنفس في هذا المكان الرحب والضيق في الوقت نفسه؟
يُهدهِد على نفسه، فلا يجد سوى تلك الدمعات تسقط على قميصه المكتظ بالتفاصيل القديمة والألوان التي تكاد تختفي عليه من شدة الصراعات التي يقاوم بها نفسه ولا يجد إلا الرفض الذي يملأ تفاصيل يومه.
تمُر الساعات الأولى من يومه وهو جائع وحزين وممتلئ بالغضب لأنه ظل ساعات كثيرة يتنقل فيها عبر أبواب الشركات والمؤسسات باحثاً عن عمل بلا رد يثلج صدره ولا تأشيرة أمل تريح كاهله المثقل وكعب قدميه المتألم من شدة الوقوف الطويل والحراك اللامتناهي ولا يجد حتى سيارة تقله إلى المنزل؛ لأنه لا يملك سعر تنقله من "تاكسي" إلى آخر؛ فيحمل بعضه مشيًا على الأقدام وربما في بعض الأحيان يرأف به أحد المارة.
هكذا يقضي أيامه وهكذا تمر عليه الساعات والليالي والأسابيع والشهور والسنوات وهو كما هو، إلّا أنه يزداد ضيقه الشديد من الواقع الاجتماعي الذي يعيشه أغلب الذين يشبهون وضعه، يتكئ على جدار الزمن ويمضغ علكة تمنى أن يمضغها منذ أشهر إلّا أن والده ناوله بعض الريالات ليساعد نفسه قليلًا على الحياة اليومية المتعبة وهو لا يزال باحثًا عن عمل!
رسالتي أبعثها إلى قلوب أولئك الذين يبدو أنهم لا يكترثون بالباحثين عن عمل، فهذا الباحث لا دخل له ولا مصدر رزق، كيف له أن يعيش، وذلك المُسرَّح من العمل يعيش ويلات أخرى تؤرق مضجعه وربما تأخذه إلى المنفى الأخير.. رفقًا كل الرفق بنا، لقد ضاقت بنا الحياة بما رحبت، وتعبنا وهرمنا، ونحن ما زلنا في دوامة البحث عن العيش الكريم!
ليس عدلًا أن تمر السنوات وذلك الباحث عن عمل يكبر دون أن ينال حقوقه، بعد أن درس وتعب واجتهد، وبعد أن حلم بأن الزمان يفتح ذراعيه له لكي يعيش عالمًا جميلًا خاليًا من المُنغِّصات.
كونوا لهم يدًا وكونوا لهم عونًا وكونوا لهم آذانًا صاغية، ولا تتركوهم لليأس؛ فاليأس كُفر ويقتل ما تبقى لهم من أملٍ.
رابط مختصر