صدى البلد:
2025-05-13@00:52:20 GMT

نهال علام تكتب: الفكر القطبي

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

كانت ساعة العصرية وتبدو الأجواء بالرغم من كونها أيام شتوية إلا أن الأخبار المتواترة جعلتها خانقة وساخنة وتفتقد الحيثية، وإذا بصوت أم كلثوم يصدح كسحابة رائقة ونسمة باردة حولت الأجواء وكأنها لحظات الفجرية عندما تبدد الشمس خجل الليل فيتراجع القمر ليترك براحاً لتلك اللحظات الوجودية، وحتى يتذكر البشر أن الليل زائل مهما طال والشمس لها أجل ولو تمدد النهار.

وصفوا لي الصبر لقيته خيال وكلام في الحب يا دوب يتقال… كانت تلك رائعة ثومة التي شقت ثقل الأخبار وتدخلت لتفض الصراع بين البيانات الدولية والهري على مواقع التواصل الاجتماعية فيما يخص القضية الفلسطينية، ولكن هيهات فالعقل ممتلئ بالترهات التي تحاك على المنصات والقلب يأن من تلك العدائية للشعب والأرض والهوية المنفاوية، من بعض العناصر الشيطانية، التي تحمل ظُلماً الجنسية المصرية، ذيول الجماعة الإرهابية أخوان الدم ممن تلوثت قلوبهم بالغل وعقولهم بالتعاطف مع الخيط الغريب عن النسيج الوطني القبطي الإسلامي الحضاري الفريد، فتحولت الكلمات في أذني إلى وصفوا لي الغدر لقيته فاق الخيّال وجانح في أي أزمة وإن كان مجرد كلام فيجب ألا تكون المزايدة للحرب بمجال.

لا يوجد أسرة ولا منزل ولا مجتمع أو دولة بلا مشكلات وبعض تحديات، واسوء تلك المعوقات ما يُطل برأسه ويَدُس أنفه عنوة في استقرار الأوطان مما يحاط بها من أزمات يتعرض لها الجيران وتلقي بظلالها الكئيبة على اقتصادياته وانجازاته وأحلامه، وإن كان للمحنة منحة، فالمنحة هنا لُحمة أبناء الوطن والالتفاف حول حقهم والحفاظ على أرضهم، لكن ماذا تفعل في الابن العاق!

جماعة الإخوان التي عاشت ثمان عقود كالفئران في الجحور، عاصرت كل الأنظمة من الملكية للجمهورية ولكنها لم تحظى بثقة من أي نظام ولا بالقبول الشعبي تحت أي مظلة حُكم، ويوم أن وثق فيهم السادات قتلوه بدم بارد كعادة اللئام، هم ناتج تربية حسن البنا ومن بعده سيد قطب الذي استكمل المسيرة الغير حميدة، حيث أن أول مبادئهم هي رفض الحزبية والتعددية والاحتماء بالعمومية التي تؤدي إلى عدم المواجهة الحتمية حتى يتمكنوا من مفاصل الحكم بصورة فردية.

فعلى سبيل المثال من تعاليم البنا التشدق بأن الإسلام يحمي الأقليات دون إشارة واضحة للديانة، وأن الجزية تسقط إذا اشتركوا مع المسلمين في الحرب، وهذا خطاب مطاط وليس قول فصل، فماذا عن أوقات السلم!
وألم يكن النص القرآني صريح وواضح (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)الممتحنة8 أي ليس فقط فكرة الحماية الجافة ولكن أوصى بالبر بهم، ولكن ظهر الحق عندما طرح الإخوان برنامج سياسياً في عام 2007 أعلنوا فيه صراحة رفض ترشيح الأقباط والنساء لمنصب رئيس الجمهورية، لأن ذلك يقع تحت بند الولاية العامة ولا ولاية للنساء ولا المسيحين فهم أقلية!

ومن تعاليم البنا أيضاً التي التزمها الإخوان دون محاولات للتغيير أو حتى من باب التطوير هو الاعتماد على التربية الدينية بحسب تفسيراتهم الخاصة وعدم الاعتراف بجدوى البرامج السياسية ولا الخطط الاقتصادية خارج نطاق تجارتهم السريعة والغامضة، تلك الرؤية التي رسخها سيد قطب كمنهج ثابت وكأنه نص سماوي لا مساس به ويجب أن يظل جامد، بل وأضاف عليها لمساته القطبية وهي أن الفهم الإسلامي غير قابل للنقاش وما يؤخذ منه ويصدر عنه هو ما أتم الله به السُنة وتوج به الدين، وذلك تفكير إن دل على شيء يدل أن الله كريم وأخرجنا من مصيبة حكمهم على خير.

أما الانضمام في الجماعة فلذلك قواعد رنانة تبدأ بالانضمام العام والأخوي والعملي والجهادي هذا المستوى الذي لم يجاهر به البنا علناً، وإنما أبقاها مكافأة تمنح لذوي الولاء والطاعة المُطلقة سراً.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

شوقي علام: الفتوى أسهمت في إيجاد جسر قوي بين أبناء المجتمع الواحد

استضاف المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي ندوة بعنوان «كاتب وكتاب» لمناقشة كتاب الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية السابق وأمين الأمانة المركزية للشئون الدينية بحزب الجبهة الوطنية بعنوان «العلاقة بين المسلمين والمسيحيين.. من واقع فتاوى دار الإفتاء المصرية»، في أمسية ثقافية مميزة شهدت حضورًا نوعيًا وتفاعلًا لافتًا.

تأتي الندوة تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، ونيافة الأنبا إرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، وذلك حرصًا من المركز على تعزيز لغة الحوار الفكري والثقافي بين أفراد المجتمع، ومدى أهمية هذا الحوار وتبادل الرؤى بشأن موضوعات متنوعة تهم الشعب المصري.

قدم الدكتور شوقي علام، خلال الندوة، قراءة معمقة في كتابه الذي يتناول العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، مستندًا إلى فتاوى دار الإفتاء المصرية وتجربتها الثرية في ترسيخ أسس التعايش والمواطنة.

وزير الأوقاف يهنئ الدكتور شوقي علام بتعيينه عميدا للمعهد العالي للدراسات الإسلامية وأكد «علام»، أن الفتوى أسهمت كثيرًا في إيجاد جسر قوي بين أبناء المجتمع الواحد، مشيرًا إلي أن «التنوع» سُنة كونية، وأن الاعتقاد أمر قلبي لا يستطيع أحد أن يجبر أحدا مهما كان على أن يعتقد شيئا ما على خلاف رغبته، لأنه إذا أجبر عليه سيكون منافقًا في هذه الحالة لأنه يظهر خلاف ما في قلبه، ولا يطلع على في قلبه إلا الذي خلقه.

أشاد «علام» بالتنوع الذي عاشته مصر عبر القرون وعبر العصور المختلفة، موضحًا أن من يقرأ التاريخ والأحداث يوقن أنه لا يستطيع أن يفكك هذا النسيج المجتمعي كأنه صخرة قوية تنكسر عليها كل التحديات.

وأهدي الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي،درع المركز للدكتور شوقي علام،  موجهًا له الشكر على ما قدمه خلال السنوات الماضية، مؤكدًا أنه رسخ خلال مسيرته صورة المفتي كعالم مجدد وقائد واعٍ بالتحديات العالمية والدولية، وتميز بعقلية مؤسسية ورؤية تجديدية جمعت بين عمق التكوين الأزهري والانفتاح على أدوار هذا العصر، فوضع دار الإفتاء في صدارة المؤسسات الدينية عالميًا.

أكد الأنبا إرميا أن تعايش أفراد المجتمع معًا يهب المجتمع القوة لمواجهة التحديات والمعوقات،  فعندما نكون معًا يتنوع الفكر ويتحقق التكامل وهذا ما سعى إليه د. شوقي علام في كتابه، حينما قال إن الأديان جميعًا تسعى إلى السلام وتحقيقه بشكل واضح ومباشر.

وحضر الندوة، كوكبة من أساتذة الفقه وأساتذة الجامعات وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ والأدباء والمثقفين والصحفيين والكتاب، حيث أكد الحاضرون التقاءهم عند قيم التعايش المشترك، في ظل وطن واحد يحتضن الجميع بوحدته وتنوعه.

طباعة شارك المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي الدكتور شوقي علام شوقي علام مفتي الديار المصرية السابق

مقالات مشابهة

  • شوقي علام: الفتوى أسهمت في إيجاد جسر قوي بين أبناء المجتمع الواحد
  • “مش” سياسة!
  • مصرع شقيقين غرقا في بيارة أرض زراعية بالبحيرة
  • غرق شقيقان أثناء لهوهما في قناية صرف زراعي بوادي النطرون
  • مصرع طفلين داخل بيارة صرف بوادى النطرون فى البحيرة
  • مستشار أمني: مركز «اعتدال» له دور كبير في مواجهة الفكر الضال إلكترونيا
  • برلمانية: قانون تنظيم الفتوى سد منيع لحماية المجتمع من الفكر المتطرف
  • بعد الاعتداء عليها من أهل طليقها.. شيماء: حاولت مرارًا التفاهم مع شقيقات طليقي
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: من طرف خفي 52
  • مرقص: نأمل أن يتعاون معنا أهل الفكر وأحرار البلد في وزارة الإعلام