السويداء-سانا

أقامت مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في السويداء اليوم جلسة حوارية تشاورية لمناقشة الدليل الوطني للدعم النفسي الاجتماعي للأطفال.

وناقش المشاركون في الجلسة وهم ممثلون عن عدد من المنظمات غير الحكومية “الجمعيات الأهلية” بالمحافظة آلية عمل الدليل والفئات العمرية المستهدفة ودور الميسرين من المنظمات غير الحكومية في تقديم خدمات الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال.

وأشار المشاركون إلى أهمية الدليل لمساعدة الأطفال في حماية أنفسهم، واختيار الوقت المناسب للميسرين للعمل فيه وامتلاكهم مؤهلات ومهارات ومعارف واختصاصات لتنفيذه والتقبل لدى الأطفال وإشعارهم بالأمان، وإقامة دورات تأهيل للميسرين وترافق عملهم ببرنامج دعم أسري.

ولفت مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في السويداء سامر بحصاص إلى أهمية إشراك المنظمات غير الحكومية في الحوارات والمشاورات لتفعيل دورها بالمجتمع، مبيناً أنه يوجد نحو 15 جمعية ومؤسسة أهلية في محافظة السويداء معنية بالطفولة يمكن الاستفادة من آراء الميسرين فيها ومقترحاتهم حول هذا الدليل.

بدروه بينت عضو المكتب التنفيذي المختص بالمحافظة رغدى الغوثاني أن الدليل الذي يستهدف الأطفال من عمر 6 إلى 17 عاماً يكتسب أهمية للتدخل السريع في دعم هذه الفئة، ولا سيما الحالات التي تعرضت للعنف بمختلف أشكاله أو التي تعيش ظروفاً أسرية واقتصادية صعبة، ما يسهم بدعم الأطفال واليافعين وتعزيز قدراتهم وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم.

عمر الطويل

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

لماذا تنتشر متلازمة البط العائم بين الناجحين؟ وكيف تتجاوزها؟

في الوقت الذي يحاول فيه البعض تقديم صورة ناجحة ومثالية عن أنفسهم أمام الآخرين، فإنهم يعيشون مشاعر داخلية مختلفة تماما. يعد هذا التناقض بين المظاهر الخارجية والحقائق الداخلية ظاهرة نفسية تؤثر على الصحة العقلية، وتعرف باسم "متلازمة البط العائم".

فما متلازمة البط العائم؟ وما أسبابها وأهم العلامات المميزة لها؟

ما متلازمة البط العائم؟

تعرّف متلازمة البط العائم بأنها مبالغة البعض في التظاهر بالكمال والمثالية وإظهار كفاءة وقدرة على إنجاز المهام مع سلوك هادئ وواثق، بالتزامن مع صراعات داخلية ومعاناة من القلق والتوتر والشك الدائم في القدرات.

نشأ المصطلح من فكرة البطة العائمة التي ترفع رأسها فوق الماء وكأنها تبحر دون عناء، وتنقل صورة تعبر عن الهدوء والاتزان والاسترخاء، في حين تكمن حقيقة مختلفة تحت الماء، وتنخرط أقدامها في موجة محمومة من الحركة والنشاط، حفاظا على توازنها أو تجنب الغرق، وفق موقع "ميديكال نت".

تنتشر هذه المتلازمة في الأوساط الأكاديمية والمهنية، وبشكل خاص بين الأفراد ذوي الإنجازات العالية، وتم تعريفها للمرة الأولى في جامعة ستانفورد، ويطلق عليها أحيانا "بطة ستانفورد"، بسبب البيئة التنافسية التي تفرضها الدراسة بهذه الجامعة ومعاناة الطلاب غير المعلنة مع الضغوط والتكاليف الأكاديمية ومحاولة كل طالب التظاهر بالقدرة على التأقلم لتجنب الانتقاد من جانب أقرانه ولا سيما في السنة الدراسية الأولى.

ووجدت دراسة حديثة أجرتها جامعة ألاباما في 2024 أن معدلات اضطراب الإجهاد الحاد ارتفع بين طلاب الجامعات الأميركية من 3.4% إلى 7.5% بين عامي 2017 و2022. وسلطت الدراسة الضوء على أهمية إيجاد إستراتيجيات للوقاية ودعم الطلاب الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية والتي يمكن أن تؤدي إلى سلوكيات محفوفة بالمخاطر، منها الانتحار، وفق تقرير نشره موقع "هيلث داي".

أسباب متلازمة البط العائم

ينقل موقع "ثرايف توك" عن المختص النفسي دكتور إنجيل ريفيرا بعض الأسباب التي تعزز الإصابة بهذه المتلازمة ومنها، السعي الدائم نحو الكمال ووضع معايير غير واقعية، مما يؤدي إلى رفض أي إخفاقات والخوف من الأخطاء، وكذلك الاهتمام المفرط من قبل الأهل فيما يعرف بالأبوة المروحية أو الآباء الهليكوبتر، والذي يحد من قدرة الأبناء على مواجهة المسؤوليات.

تعزز وسائل التواصل الاجتماعي الشعور بالنقص وعدم الرضا بين الشباب، وربطت بينها وبين الإصابة بالاكتئاب والقلق (شترستوك)

ويقول ريفيرا "قد يكون الوُجود في بيئة تركز على الإنجازات العالية سببا في دفع الشخص لإظهار صورة مثالية"، وهذا ما حذر منه تحليل نشرته المجلة الأميركية لعلم النفس 2019 وبيّن الباحثون أن تزايد توقعات الوالدين نحو إنجازات أبنائهم من شأنها التأثير على صحتهم العقلية، كذلك تدفعهم لتبني معايير عالية تجنبهم الانتقاد.

دور مواقع التواصل الاجتماعي

ومن جهته، يقول المختص النفسي ماثيو فادوس إن متلازمة البط هي محاولة تقديم صورة مثالية وناجحة أمام الآخرين في تحد لإثبات الجدارة أو تخطي بعض القيود المجتمعية، موضحا أن وسائل التواصل الاجتماعي تسهل هذه المهمة، وتلعب دورا كبيرا في تعزيز الانطباع بالإنجاز دون كفاح أو جهد.

ويضيف فادوس أن وسائل التواصل الاجتماعي تسمح كذلك للمستخدمين بتقديم نُسخ معدلة من حياتهم، ويشاركون صورا تعكس حياة مثالية ومغايرة للواقع، مما يعزز بداخلك شكا بقدراتك ويدفعك إلى عقد مقارنات مع الأصدقاء والأقران باستمرار.

ووفق دراسة أجرتها جامعة ميشيغان الأميركية، فإن وسائل التواصل الاجتماعي تعزز الشعور بالنقص وعدم الرضا بين الشباب، وربطت بينها وبين الإصابة بالاكتئاب والقلق.

كيف تعرف أنك مصاب بمتلازمة البط العائم؟

لم تدرج متلازمة البط العائم في الدليل التشخيصي للاضطرابات النفسية، إلا أن خبراء علم النفس يصنفونها كحالة نفسية تعزز الإصابة بالقلق والاكتئاب، كذلك تعد تنبيها لأعراض أولية للعديد من مشكلات الصحة العقلية، وهذه أهم أعراضها:

تضحيات متعلقة بالصحة العقلية: يولي الأشخاص المصابون بمتلازمة البط أهمية للمظهر الجميل والصورة الإيجابية في عيون الآخرين على حساب صحتهم العقلية. ازدواجية المشاعر: يحافظ المصابون على مظهر خارجي هادئ وحازم في وجود الآخرين، في حين يعانون من مستويات عالية من التوتر والإرهاق بسبب عبء العمل والالتزامات. الخوف من الفشل: يسيطر على المصابين الخوف من الفشل أو عدم تلبية التوقعات التي رسموها لأنفسهم، ويرغبون دائما في النجاح دون أي مجال للخطأ. الإفراط في المقارنة وعدم الرضا: يميلون إلى مقارنة أنفسهم بالآخرين والشعور بأن الآخر أفضل حالا ويمارس حياته دون أدنى مشكلة. أعراض جسدية: ومنها، الشعور بالإرهاق وتوتر العضلات وشد الأسنان والغثيان أو جفاف الفم. أعراض معرفية: تشمل القلق المستمر والنسيان وتسارع الأفكار وصعوبة التركيز. تغيرات سلوكية: ومنها تغيرات في الشهية واضطراب الجهاز الهضمي والمماطلة وكذلك التململ وقضم الأظافر أو الميل إلى العزلة وتعاطي المخدرات. كيف تتغلب على متلازمة البط العائم؟

لا توجد علاجات محددة لمتلازمة البط حتى الآن، ووفق موقعي "فيزك سنترال"و "نيو فيم"، قد يكون من الأفضل التعامل مع هذه المتلازمة من خلال طرق مماثلة لعلاج الاكتئاب والقلق من خلال هذه الخطوات:

العلاج النفسي، والذي يساعد في تطوير مهارات الشخص في التعامل مع مشاعره بشكل أفضل، وقد يصف الطبيب بعض مضادات القلق والاكتئاب لتخفيف الأعراض. العلاج السلوكي المعرفي، ويسهم في تغيير طريقة تفكير الشخص وفهمه لأفكاره. ممارسة الرعاية الذاتية، وتشمل ممارسة اليقظة الذهنية وتعلم إدارة الوقت وكذلك طلب الدعم من المحيطين والتحدث مع أحد المقربين لتخفيف الضغط النفسي. تحديد أهداف واقعية، إذ إن الكمال أمر غير واقعي والفشل جزء طبيعي من رحلة الحياة وعملية النمو والتعلم.

مقالات مشابهة

  • “فرحة العيد”… فعالية لأطفال أيتام وذوي إعاقة بالسويداء
  • لماذا تنتشر متلازمة البط العائم بين الناجحين؟ وكيف تتجاوزها؟
  • لورانس كيوان: مصمم إكسسوار شاب يؤسس مشغلاً نوعياً بالسويداء
  • 42 عملاً تصويرياً زيتياً في معرض (سورية أرض الجمال) بالسويداء
  • مناقشة النسخة الأوّلية من "الدليل الوطني لحماية الطفل" في عُمان
  • مناقشة الدليل الوطني لحماية الطفل
  • إخماد حريق في ريف السويداء امتد على مساحة 10 آلاف دونم وألحق أضراراً بالمزروعات
  • بمشاركة وزيري الإعلام والتعليم العالي… جلسة حوارية عن دور الجامعات والإعلام في تعزيز الثقافة والهوية الوطنية
  • “لمة عيد”… معرض للأعمال اليدوية والمأكولات الشعبية بالسويداء
  • غرفة المدينة المنورة تُنظم جلسةً حواريةً عن “جهود برنامج خدمة ضيوف الرحمن”