ذكرى وفاة الإمام ابن ماجه.. أحد أئمة الأعلام كان كثير السفر لطلب الحديث
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
يوافق اليوم الثلاثاء العشرين من شهر فبراير، ذكرى وفاة الإمام ابن ماجه، صاحب سنن ابن ماجه، أحد كتب الصحاح الستة، التي تشمل صحيح البخاري ومسلم، وسنن النسائي والترمذي وأبي داود وابن ماجه.
من هو الامام ابن ماجه؟هو الإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني، «ابن ماجه» أحد أصحاب الكتب الستة ومصنف السنن والتاريخ والتفسير، وحافظ قزوين في عصره، هو أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه الربعي القَزْوِينِيُّ، وُلد بقزوين 209 هـ.
نشأ ابن ماجه في جو علمي، ومن ثَمَّ شبَّ محبًّا للعلم الشرعي عمومًا، وعلم الحديث خصوصًا؛ فحفظ القرآن الكريم، وتردد على حلقات المحدثين التي امتلأت بها مساجد قزوين، حتى حصَّل قدرًا كبيرًا من الحديث، وقد هاجر سنة 230 هـ في طلب الحديث ومشافهة الشيوخ والتلقي عليهم، فرحل إلى خراسان، والبصرة والكوفة، وبغداد ودمشق، ومكة والمدينة، ومصر، وغيرها من الأمصار، متعرفًا على العديد من مدارس الحديث النبوي الشريف؛ إذ أتاحت له هذه الفرصة أن يلتقي بعدد من الشيوخ في كل قطر، وفي كل بلد ارتحل إليها.
شيوخه وتلامذته
وقد تتلمذ ابن ماجة على يد عدَّة شيوخ منهم: إبراهيم بن المنذر والزبير بين بطار وسلمة بن شبيب وزهير بن حرب وتتلمذ كذلك على يديه إبراهيم بن دينار وإسحاق بن محمد وسليمان بن يزيد، وقد مدحه العلماء فقيل عنه: أنَّه أحد أئمة الأعلام وأنَّه ثقة كبير مُحتجٌ به عارفًا بعلوم الحديث وجميع ما يتعلق به.
وكان له شيوخ في كل قطر وكل مصر ذهب إليه نظرًا لكثرة أسفاره ورحلاته ، فكان من شيوخه علي بن محمد الطنافسي الحافظ، وقد أكثر عنه، وإبراهيم بن المنذر الحزامي وهو تلميذ البخاري، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وجبارة بن المغلس وهو من قدماء شيوخه، وعبد الله بن معاوية، وهشام بن عمار، ومحمد بن رمح، وداود بن رشيد، وخلق كثير، وقد ذكرهم في سننه وتآليفه.
ثم عاد ابن ماجه إلى قزوين، واستقر بها، بعد رحلة شاقة استغرقت أكثر من خمسة عشر عامًا منصرفًا إلى التأليف والتصنيف، ورواية الحديث بعد أن طارت شهرته، وقصده الطلاب من كل مكان، ولم يكن ليقتصر النشاط العلمي لابن ماجه على التأليف فقط، بل تعداه إلى التعليم وإلقاء المحاضرات والدروس, وكان أشهر من روى عنه وتتلمذ على يده علي بن سعيد بن عبد الله الغداني، وإبراهيم بن دينار الجرشي الهمداني، وغيرهم من مشاهير الرواة.
هو أحد كتب الحديث وقد رتب ابن ماجه الأحاديث به على الكتب والأبواب، فاشتمل على مقدمة وسبعة وثلاثين كتابًا وألفٌ وخمسمائة باب، وقد بدأ كتابه بباب اتباع سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكذلك ساق بها الأحاديث الدالة على وجوب اتباع السنة النبويَّة، ويشمل كتاب سنن ابن ماجة على ما يزيد عن 4000 حديث منها ما هو صحيح ومنها ما هو حسن ومنها ما هو ضعيف وكذلك يشمل على الأحاديث الموضوعة لكنَّها بنسبة قليلة، وقد انفرد ابن ماجه بتخريج ألفٍ وثلاثمائة وتسعٌ وعشرون حديثًا، وقد عدَّ بعض العلماء كتاب سنن ابن ماجة بالدرجة الأخيرة من مراجع الأصول للسنة النبويَّة، بسبب تفرده بأحاديث عمن هم متهمين بالكذب، ولهذا الكتاب عدَّة شروح منها: الديباجة بشرح سنن ابن ماجة ومصباح الزجاجة على سنن ابن ماجة وما تمس إليه الحاجة على سنن ابن ماجة وشرح سنن ابن ماجة لكنَّ صاحبه لم يُتمَّه.
لم يخلد الزمان من كتبه غير كتابه «سنن ابن ماجه» أحد الصحاح الستة؛ فقد ضاعت مصنفاته مع ما ضاع من ذخائر تراثنا العظيم، فكان له تفسير للقرآن وصفه ابن كثير في كتابه «البداية والنهاية» بأنه "تفسير حافل"، وله أيضًا كتاب في التاريخ أرَّخ فيه من عصر الصحابة حتى عصره، وقال عنه ابن كثير بأنه "تاريخ كامل".
قال الذهبي: «سنن أبى عبد الله كتاب حسن لولا ما كَدَّرَهُ بأحاديث واهية ليست بالكثيرة»، ولقيمة هذا الكتاب ومكانته، فقد أولاه كبار الحفاظ والمحدثين عناية خاصة، فراحوا يسهبون في شروحه ويضعون عليه من تعليقاتهم، ومن ذلك: «شرح سنن ابن ماجه» للحافظ علاء الدين مغلطاي، و«مصباح الزجاجة في شرح سنن ابن ماجه» للجلال الدين السيوطي، و«شرح سنن ابن ماجه» للمحدث محمد بن عبد الهادي السِّندي.
وقد أفرد زوائد السنن العلامة المحدث شهاب الدين أحمد بن زين الدين البوصيري في كتابٍ وخرَّجها، وتكلم على أسانيدها بما يليق بحالها من صحة وحسن وضعف.
نال ابن ماجه إعجاب معاصريه وثقتهم؛ إذ كان معدودًا في كبار الأئمة وفحول المحدثين، فقد قال عنه ابن خَلِّكان: «كان إمامًا في الحديث، عارفًا بعلومه وجميع ما يتعلق به»، وقال الذهبي عنه: «كان ابن ماجه حافظًا، ناقدًا، صادقًا، واسع العلم».
وبعد عمر حافل بالعطاء في الحديث النبوي الشريف درايةً وروايةً، دارسًا ومدرسًا ومؤلفًا، تُوفي ابن ماجة قزوين يوم الإثنين ودُفن يوم الثلاثاء سنة 273 هجري، الموافق 886م، والذي تولى دفنه أخاه أبو بكر وابنه عبد الله وكان عمره آنذاك أربعًا وستين عامًا، وتولى دفنه مع أخيه الآخر أبو عبد الله وابنه عبد الله بن محمد بن يزيد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عبد الله محمد بن بن یزید
إقرأ أيضاً:
أعمال يوم عرفة السيد السيستاني 1446
أعمال يوم عرفة السيد السيستاني 1446، حيث أن يوم عرفة هو من أعظم الأيام في الشريعة الإسلامية، وله مكانة خاصة في قلوب المؤمنين. وقد وردت في فتاوى سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) مجموعة من الأعمال المستحبة لهذا اليوم، سواء للحجاج في عرفات أو للمؤمنين في أماكنهم.
أعمال يوم عرفة السيد السيستاني:الغسل قبل الزوال: يستحب للمؤمن الاغتسال قبل الزوال في يوم عرفة، وهو من الأعمال المأثورة التي تعين على التهيؤ للعبادة والدعاء.
الصيام: يستحب صيام يوم عرفة لمن لا يضعفه عن الدعاء. أما المسافر، فيجدر به أن ينوي الصيام من الليل، كأن يقول: "لله عليّ أن أصوم غداً في عرفات"، فيصح منه الصيام في ذلك اليوم .
أعمال يوم عرفة السيد السيستاني 1446: زيارة الإمام الحسين (عليه السلام): من المستحب في هذا اليوم زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)، حيث ورد في الأحاديث أن زيارة الحسين (عليه السلام) في يوم عرفة تعدل ألف حجة وألف عمرة وألف جهاد بل تفوقها .الدعاء والذكر: يستحب الإكثار من الدعاء والذكر في هذا اليوم، وخاصة الدعاء المأثور عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) في يوم عرفة. كما يستحب الدعاء للمؤمنين والمؤمنات، أحياءً وأمواتاً، والإكثار من الاستغفار والتوبة.
الصلاة تحت السماء بعد العصر: بعد صلاة العصر، يستحب أن يصلي المؤمن ركعتين تحت السماء، ثم يشرع في أعمال عرفة ودعواته المأثورة.
التسبيح والتهليل: يستحب التسبيح والتكبير والتهليل في هذا اليوم، والإكثار من ذكر الله تعالى.
الدعاء لأخيه المؤمن: ورد عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: "الداعي لأخيه المؤمن بظهر الغيب ينادى من أعنان السماء: لك بكل واحدة مائة ألف"، لذا يستحب الدعاء للمؤمنين والمؤمنات في هذا اليوم .
ملاحظات هامة
النية: يجب على المؤمن أن يكون مخلصاً في نيته عند أداء هذه الأعمال، وأن يسعى لمرضاة الله تعالى.
الاستمرارية: ينبغي للمؤمن أن يحرص على الاستمرار في الأعمال الصالحة بعد يوم عرفة، وأن يجعل هذا اليوم بداية لتوبة صادقة وعودة إلى الله.
الاحتساب: يستحب للمؤمن أن يحتسب الأجر والثواب عند أداء هذه الأعمال، وأن يطلب من الله قبولها.
نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يجعلنا من عتقاء هذا اليوم المبارك.
نص دعاء الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عرفة:روى بشر وبشير الأسديان أنهما كانا مع الإمام الحسين (عليه السلام) عشية يوم عرفة، فخرج (عليه السلام) من فسطاطه متذللاً خاشعاً، فجعل يمشي هوناً هوناً حتى وقف هو وجماعة من أهل بيته وولده ومواليه في ميسرة الجبل مستقبلاً البيت الحرام، ثم رفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام المسكين، وقال:
الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع ولا لعطائه مانع، ولا كصنعه صنع صانع، وهو الجواد الواسع، فطر أجناس البدائع، وأتقن بحكمته الصنائع، ولا تخفى عليه الطلائع، ولا تضيع عنده الودائع، جازي كل صانع، ورايش كل قانع، وراحم كل ضارع، منزل المنافع، والكتاب الجامع بالنور الساطع، وهو للدعوات سامع، وللكربات دافع، وللدرجات رافع، وللجبابرة قانع، فلا إله غيره، ولا شيء يعدله، وليس كمثله شيء وهو السميع البصير، اللطيف الخبير، وهو على كل شيء قدير.
ثم شرع الإمام (عليه السلام) في مسألة الباري عز وجل، وأخذ يدعو الله قائلاً:
اللهم اجعلني أخشاك كأني أراك، وأسعدني بتقواك، ولا تشقني بمعصيتك، وخر لي في قضائك، وبارك لي في قدرك، حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت. اللهم اجعل غناي في نفسي، واليقين في قلبي، والإخلاص في عملي، والنور في بصري، والبصيرة في ديني، ومتعني بجوارحي، واجعل سمعي وبصري الوارثين مني، وانصرني على من ظلمني، وأرني فيه ثاري ومآربي، وأقر بذلك عيني. اللهم اكشف كربتي، واستر عورتي، واغفر لي خطيئتي، وأخسأ شيطاني، وفك رهاني، واجعل لي الدرجة العليا في الآخرة والأولى. اللهم لك الحمد كما خلقتني، فجعلتني سميعاً بصيراً، ولك الحمد كما خلقتني، فجعلتني خلقاً سوياً، رحمة بي وقد كنت عن خلقي غنياً.
ثم رفع الإمام (عليه السلام) رأسه وبصره إلى السماء، وعيناه ماطرتان كأنهما مزادتان، وقال بصوت عالٍ:
يا أسمع السامعين، يا أبصر الناظرين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أرحم الراحمين، صل على محمد وآل محمد السادة الميامين، وأسالك اللهم حاجتي التي إن أعطيتنيها لم يضرني ما منعتني، وإن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني، أسالك فكاك رقبتي من النار، لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، لك الملك ولك الحمد، وأنت على كل شيء قدير، يا رب يا رب.
وكان الإمام (عليه السلام) يكرر قوله: "يا رب يا رب"، حتى شغل من حضر معه من أهل بيته ومواليه عن الدعاء لأنفسهم، وأقبلوا على الاستماع له والتأمين على دعائه، ثم علت أصواتهم بالبكاء معه، وغربت الشمس وأفاض الناس معه.
فضل يوم عرفة:
يوم إكمال الدين:
نزلت فيه الآية الكريمة:
"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا" (المائدة: 3).
أعظم أيام الدعاء:
قال النبي محمد ﷺ:
"خير الدعاء دعاء يوم عرفة" – رواه الترمذي.
وفيه يُستجاب الدعاء وتُغفر الذنوب، ويُعتق فيه من النار خلق كثير.
يوم الحج الأكبر (لمن وقف بعرفة):
الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم، ومن فاته الوقوف فيه فاته الحج.
صيامه يكفّر الذنوب:
لغير الحاج، صيام يوم عرفة مستحب بشدة، وقد ورد في الحديث:
"صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده" – رواه مسلم.
أعمال يوم عرفة (لغير الحجاج):
الصيام (لمن لا يكون في عرفة أو لا يُضعفه عن الدعاء).
الاغتسال والتطيب.
الإكثار من الذكر والدعاء وخاصة دعاء الإمام الحسين (عليه السلام) ودعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام).
زيارة الإمام الحسين (عليه السلام).
قراءة القرآن، والاستغفار، والدعاء للمؤمنين والمؤمنات.
إحياء العصر والمغرب بالدعاء والتضرع.
أعمال الحاج يوم عرفة:
الوقوف بعرفة من الزوال (الظهر) حتى الغروب.
صلاة الظهر والعصر جمع تقديم في مسجد نمرة.
الإكثار من التلبية والدعاء.
السكينة والخشوع والتوجه الكامل إلى الله.
وبهذا تكون وكالة "سوا" قد اجملت في هذا المقال ما يحتاجونه للوصول في هذه الأيام المباركة إلى أعمال يوم عرفة السيد السيستاني 1446.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من منوعات 2023 ما هو يوم عرفة؟ فضله وأهميته في الإسلام موعد قص الشعر والأظافر في أيام العشر من ذي الحجة 1446 متى عيد الأضحى 2025 بالمغرب؟ – فاتح عيد الأضحى في المغرب الأكثر قراءة جنين: مُصادرة محتويات ورشة تصنيع للعبوات المتفجرة في الحي الشرقي الجيش الإسرائيلي يُدخل 3 ألوية عسكرية من جديد إلى غزة نتنياهو: الضغوط تتزايد ومن دون دعم "لا يُمكن استمرار الحرب" محافظة القدس تُحذّر من تصعيد خطير ستشهده المدينة بالأيام المقبلة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025