المحامي النجار:جمعنا أكثر من 5 ألف وثيقة تدين الكيان الصهيوني
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
وقال المحامي والمستشار القانوني عبدالرحمن النجار رئيس الفريق القانوني اليمني في تصريح خاص لـ26سبتمبرنت ان اليمن بدأ منذ وقت مبكر وقبل ان تقدم جنوب افريقيا دعوى ضد الكيان الصهيوني ولكن العوائق التي تعترض مهمة الفريق القانوني هي التي تعترض اليمن بشكل عام بحكم ان حكومة صنعاء غير معترف بها امام المنظمات الدولية ولهذا السبب لجئنا لتقديم دعوى بصفة طوعية وخارجة عن نطاق الحكومة ، وهناك اسناد حكومي استشاري وفني بهذا الخصوص.
مؤكداً ان الادلة التي تم جمعها لتقديمها في الدعوى التي سيتم رفعها الى محكمة الجنايات الدولية هي ادلة دامغة لتصريحات قادة الكيان الصهيوني وهي ادلة لاتحتمل الشك او الطعن بالاضافة الى الكثير من المقاطع المصورة والمجازر سواء على المواطنين الابرياء او على الطواقم الطبية والصحفية وسيارات الاسعاف والمستشفيات والمدارس والكثير من المنشآت ونحاول جمع المزيد من الادلة بشكل دقيق بحيث تكون الدعوى مقبولة وغير قابلة للرفض بحكم الجهة.
مشيراً الى ان اليمن كانت من أوائل الدول التي انظمت الى جانب فنزولا وبوليفيا وجنوب افريقيا وجزر القمر وبنغلادش لرفع دعاوى ضد الكيان الصهيوني امام المحاكم الدولية لانه من غير المنطقي والمعقول ان يتم تبنى قضية تخصنا كعرب ومسلمين وتمس اخواننا في فلسطين ونحن نتعمد الصمت بينما العالم يتحرك ويحاول منع هذه المجازر والمذابح التي ترتكب في حق ابناء غزة.
لافتاً الى ان هناك تواصل وتنسيق خارجي وخاصة مع مستشارين قانونين من جنوب افريقيا ممن شاركوا في تقديم الدعوى الجنائية ضد اسرائيل ، كما ان هناك طرق متعددة لايصال هذه الدعوى والرسائل ليس لمحكمة الجنايات الدولية فحسب بل بالامكان تقديمها لتقديم دعاوى الى المحاكم الجنائية الاوربية واستغلال كافة المحافل القضائية الدولية بحيث تصل رسالة الشعب اليمني الذي قدم رسالة قوية واستطاع ان يلفت انظار العالم لهذه المجزرة المتوالية المرتكبة في حق اشقائنا في قطاع غزة وبالتالي فان ما يحدث في المسار القانوني يسير في مسار موازي للعمل الميداني العسكري .
منوهاً الى ان الدعوى اليمنية امام محكمة الجنايات الدولية والمحاكم الجنائية الدولية ستتميز عن غيرها بقدرة اليمن على كسر الحصار المفروض على اليمن دوليا والوصول الى هذه المحاكم والمحافل القضائية الدولية والتي من المتوقع الانتهاء من الاجراءات القانونية والفنية خلال اقل من شهر .
وأضاف ان الفريق القانوني سيطرق كل الأبواب والمحافل القانونية الدولية لايصال رسالة اليمن وبما يتوازى مع العمل العسكري في الميدان وموقف اليمن في الحصار البحري على الكيان الصهيوني ومنع مرور سفنه من الوصول الى موانئه.
ودعا المحامي النجار كافة الجهات الى التعاون في استكمال الملف اليمني ليتسنى تقديمه بصورة سريعة ..مؤكدا ان هناك تواصل وتنسيق مع الكثير المستشارين في اكثر من دولة وسيكون للملف اليمني تأثير غير عادي في المحافل الجنائية الدولية.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الکیان الصهیونی
إقرأ أيضاً:
اليمن.. عقدة الجغرافيا التي قصمت ظهر الهيمنة: تفكيك خيوط المؤامرة الكبرى
مثّلت الحرب الشاملة التي شُنّت على اليمن في مارس 2015، التدشين العملي والأخطر لمؤامرة دولية مركبة، حيكت خيوطها بعناية فائقة في الغرف المظلمة بين واشنطن وتل أبيب؛ فالموقع الجيوسياسي لليمن، الحاكم على رئة العالم في باب المندب، جعل منه هدفاً دائماً لأطماع قوى الاستكبار التي ترى في استقلال هذا البلد تهديداً وجودياً لمشاريعها في المنطقة، ولعل المتأمل في مسار الأحداث يدرك بيقين أن ما يجري هو عقاب جماعي لشعب قرر الخروج من عباءة الوصاية.
إن القراءة المتأنية للرؤية الأمريكية والإسرائيلية تجاه اليمن تكشف تحولاً جذرياً في التعامل مع هذا الملف، فمنذ نجاح الثورة الشعبية في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014، أدرك العقل الاستراتيجي في البيت الأبيض والكيان الصهيوني أن اليمن قد غادر مربع التبعية التي كرسها “سفراء الدول العشر” لسنوات طويلة، وأن القرار اليمني لم يعد يصاغ في السفارات الأجنبية. لقد كانت تلك اللحظة بمثابة زلزال سياسي دفع بنيامين نتنياهو مبكراً للتحذير من أن سيطرة القوى الثورية الوطنية على باب المندب تشكل خطراً يفوق الخطر النووي، وهو ما يفسر الجنون الهستيري الذي طبع العدوان لاحقاً. وقد تجلت هذه الرؤية بوضوح صارخ في المرحلة الحالية، وتحديداً مع انخراط اليمن في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، حيث سقطت الأقنعة تماماً، وانتقلت أمريكا من إدارة الحرب عبر وكلائها الإقليميين إلى المواجهة المباشرة بالأساطيل وحاملات الطائرات، بعد أن أدركت أن أدواتها في المنطقة عجزت عن كبح جماح المارد اليمني الذي بات يهدد شريان الحياة للاقتصاد الصهيوني.
وعند النظر إلى الخارطة العملياتية للمؤامرة، نجد أن العدو اعتمد استراتيجية خبيثة تقوم على تقسيم الجغرافيا اليمنية وظيفياً، والتعامل مع كل جزء بأسلوب مختلف يحقق غاية واحدة هي “التدمير والإنهاك”. ففي المناطق والمحافظات الحرة التي رفضت الخضوع، لجأ التحالف الأمريكي إلى استراتيجية “الخنق والتجويع” كبديل عن الحسم العسكري المستحيل؛ فكان قرار نقل وظائف البنك المركزي في سبتمبر 2016 الضربة الاقتصادية الأخطر التي هدفت لضرب العملة الوطنية وتجفيف السيولة، مترافقة مع حصار مطبق على الموانئ والمطارات، في محاولة بائسة لكسر الإرادة الشعبية عبر لقمة العيش، ومؤخراً محاولة عزل البنوك اليمنية عن النظام المالي العالمي، وهي ورقة ضغط أخيرة تم إحراقها بفضل معادلات الردع الصارمة التي فرضتها صنعاء.
أما في الجانب الآخر من المشهد، وتحديداً في المحافظات الجنوبية والمناطق المحتلة، فتتجلى المؤامرة في أبشع صورها عبر استراتيجية “الفوضى والنهب”، حيث يعمل المحتل على هندسة واقع سياسي وعسكري ممزق يمنع قيام أي دولة قوية؛ فمن عسكرة الجزر الاستراتيجية وتحويل “سقطرى” إلى قاعدة استخباراتية متقدمة للموساد وأبو ظبي، وبناء المدارج العسكرية في جزيرة “ميون” للتحكم بمضيق باب المندب، إلى النهب الممنهج لثروات الشعب من النفط والغاز في شبوة وحضرموت، بينما يكتوي المواطن هناك بنار الغلاء وانعدام الخدمات. إنهم يريدون جنوباً مفككاً تتنازعه الميليشيات المتناحرة، ليبقى مسرحاً مفتوحاً للمطامع الاستعمارية دون أي سيادة وطنية.
وأمام هذا الطوفان من التآمر، لم يقف اليمن مكتوف الأيدي، بل اجترح معجزة الصمود وبناء القوة، مستنداً إلى استراتيجية “الحماية والمواجهة” التي رسمتها القيادة الثورية بحكمة واقتدار. لقد تحول اليمن في زمن قياسي من وضع الدفاع وتلقي الضربات إلى موقع الهجوم وصناعة المعادلات، عبر بناء ترسانة عسكرية رادعة من الصواريخ الباليستية والفرط صوتية والطائرات المسيرة التي وصلت إلى عمق عواصم العدوان، بل وتجاوزتها لتدك “أم الرشراش” وتفرض حصاراً بحرياً تاريخياً على الكيان الصهيوني، مسقطة بذلك هيبة الردع الأمريكية في البحر الأحمر. هذا المسار العسكري وازاه مسار اقتصادي يرفع شعار الاكتفاء الذاتي والتوجه نحو الزراعة لكسر سلاح التجويع، ومسار تحصين الجبهة الداخلية عبر ترسيخ الهوية الإيمانية التي كانت السد المنيع أمام الحرب الناعمة.
خلاصة المشهد، أن اليمن اليوم، وبعد سنوات من العدوان والحصار، لم يعد ذلك “الحديقة الخلفية” لأحد، بل أصبح رقماً صعباً ولاعباً إقليمياً ودولياً يغير موازين القوى، وأن المؤامرة التي أرادت دفن هذا البلد تحت ركام الحرب، هي نفسها التي أحيت فيه روح المجد، ليصبح اليمن اليوم في طليعة محور الجهاد والمقاومة، شاهداً على أن إرادة الشعوب الحرة أقوى من ترسانات الإمبراطوريات.