عواصم "رويترز": هددت إسرائيل بشن هجوم شامل على رفح، آخر مدينة على الطرف الجنوبي لقطاع غزة، على الرغم من المناشدات الدولية، بما في ذلك من حليفتها الرئيسية واشنطن، للتراجع عن هذه الخطوة.

ويقول السكان الذين فروا إلى رفح من مناطق أخرى إنه لم يعد هناك ملجأ آخر يذهبون إليه. ونضبت تقريبا تدفقات المساعدات الهزيلة أصلا.

وأصدر رؤساء وكالات الإغاثة الرئيسية التابعة للأمم المتحدة ومنها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين واليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية، رسالة مشتركة طالبوا فيها بوقف لإطلاق النار على الفور لأسباب إنسانية وحذروا من احتمال أن يؤدي التصعيد في رفح إلى وقوع خسائر بشرية كبيرة.

وكتبوا "الأمراض متفشية والمجاعة تلوح في الأفق والمياه تتناقص والبنية التحتية الأساسية دمرت وتوقف إنتاج الغذاء وتحولت المستشفيات إلى ساحات قتال ويواجه مليون طفل صدمات يوميا".

وفشلت المحادثات الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل أسبوعين عندما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عرضا من حماس بشأن هدنة مدتها أربعة أشهر ونصف الشهر تنتهي بانسحاب إسرائيل.

وتقول حماس التي يعتقد أنها ما زالت تحتجز أكثر من 100 رهينة، إنها لن تطلق سراحهم ما لم توافق إسرائيل على إنهاء القتال والانسحاب من غزة. وتقول إسرائيل إنها لن تنسحب قبل القضاء على الحركة.

مباجثات هنية

لكن وصول هنية إلى القاهرة هذا الأسبوع في أول زيارة معلنة منذ ديسمبر ينقل أقوى إشارة منذ أسابيع تدل على أن المفاوضات مازالت مستمرة. واجتمع هنية مع مسؤولين مصريين يشاركون في الوساطة لكن حتى الآن لم يعلَن عن المحادثات سوى القليل من التفاصيل.

وقال سامي أبو زهري رئيس الدائرة السياسية لحماس في الخارج لرويترز إن إسرائيل تتراجع الآن عن الشروط التي قبلتها بالفعل في بداية فبراير في عرض لوقف إطلاق النار صاغته الولايات المتحدة ووسطاء مصريون وقطريون في باريس.

وأضاف "الاحتلال غير معني بنجاح أي اتفاق وهو تراجع عن ورقة الإطار التي وضعها الوسطاء وشارك فيها ... نتنياهو غير معني بملف الأسرى وكل ما يهمه هو مواصلة تنفيذ حكم الإعدام في غزة".

وفي واحدة من المؤشرات الأولى على رؤية إسرائيل لكيفية إدارة غزة بعد الحرب، قال مسؤول إسرائيلي كبير إن إسرائيل تتطلع إلى فلسطينيين ليس لهم أي صلة بحماس أو السلطة الفلسطينية لإقامة إدارة مدنية في "جيوب إنسانية" في غزة.

وقال المسؤول لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته "نبحث عن الأشخاص المناسبين للارتقاء إلى مستوى المسؤولية... لكن من الواضح أن هذا سيستغرق وقتا، إذ لن يتقدم أحد إذا اعتقد أن حماس ستطلق النار على رأسه".

وذكرت القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية أن حي الزيتون في مدينة غزة مرشح لتنفيذ الخطة. لكن الفلسطينيين، بما في ذلك حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية رفضوها.

وقال أبو زهري لرويترز "نحن واثقون أن هذا المشروع هو نوع من العبث والتخبط ولن ينجح بأي حال من الأحوال".

تدمير مسجد ومنزل

سوت ضربات إسرائيلية على مدينة رفح مسجدا بالأرض ودمرت منازل في ما وصفها السكان بأنها واحدة من أسوأ الليالي التي تمر بهم حتى الآن.

وانتحب المشيعون أمام سبع جثث على الأقل وضعت على الأرض خارج مشرحة في المدينة الواقعة قبالة الحدود المصرية حيث نزح أكثر من نصف سكان القطاع الفلسطيني البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة ليعيش معظمهم في خيام.

وبينما تذرف الدموع، قالت دينا الشاعر التي قُتل شقيقها وأسرته في غارة جوية أصابت منزلهم بعد منتصف الليل بقليل، حسبما أفاد أقاربها "أخذوا حبايبي، أخذوا قطعة من قلبي".

وقالت سلطات الصحة في غزة إنه تأكد مقتل 97 شخصا وإصابة 130 آخرين في الهجمات الإسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة، لكن معظم القتلى ما زالوا تحت الأنقاض أو في مناطق لم يتمكن رجال الإنقاذ من الوصول إليها.

وسوت ضربة إسرائيلية مسجد الفاروق وسط مدينة رفح بالأرض ليتحول إلى أنقاض وركام، وتحطمت واجهات المباني المجاورة. وقالت السلطات إن الجيش الإسرائيلي قصف أربعة منازل جنوبي رفح وثلاثة في وسط المدينة.

ووصف السكان الضربات بأنها الأعنف منذ الهجوم الإسرائيلي على المدينة قبل عشرة أيام والذي استعادت خلاله إسرائيل رهينتين وتسبب في مقتل عشرات المدنيين.

وقال جهاد أبو عماد (34 عاما) الذي يعيش مع أسرته في خيمة "مقدرناش ننام، أصوات الانفجارات والقصف والطيارات بصوت عالي فوقنا ما وقفتش ... كنا بنسمع صوت الأطفال بيبكوا في الخيم اللي جنبنا، الناس هنا مساكين غلابة ولا حول لهم ولا قوة وإسرائيل بتستعرض قوتها عليهم".

وإلى الشمال من رفح، تصاعد الدخان في السماء فوق خان يونس، ساحة المعركة الرئيسية في القطاع منذ أن شنت إسرائيل هجوما هناك الشهر الماضي.

وقالت سلطات غزة إن ما لا يقل عن 20 شخصا قتلوا أيضا في قصف على منزلين في وسط القطاع، وهي المنطقة الكبيرة الأخرى الوحيدة التي لم تجتاحها القوات الإسرائيلية بعد في هجومها المستمر منذ خمسة أشهر.

وشنت إسرائيل أحدث حملاتها العسكرية على غزة بعد أن اقتحم مقاتلون من حماس التي تدير القطاع بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول في هجوم تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.

وسقط منذئذ نحو 30 ألف قتيل في غزة وفقا لسلطات الصحة في القطاع، مع مخاوف من وجود آلاف آخرين تحت أنقاض المباني المدمرة ولم يتم انتشال جثثهم بعد.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تسعى لإدخال تعديلات على خطة الهدنة في غزة

واشنطن (وكالات)

أخبار ذات صلة الصليب الأحمر لـ«الاتحاد»: لا أمان لأي مدني في غزة عملية الفارس الشهم 3 تُوزع مساعدات عاجلة على العائلات النازحة في خان يونس

أعلن مسؤول غربي ومصدر فلسطيني ومصدران مصريان أن إسرائيل تسعى إلى إدخال تعديلات على خطة تهدف إلى التوصل لهدنة في غزة، ما يعقّد التوصل لاتفاق ينهي القتال المستمر منذ 9 أشهر.
وقالت المصادر الأربعة إن إسرائيل تقول إنه يتعين فحص النازحين الفلسطينيين لدى عودتهم إلى الشمال عندما يبدأ وقف إطلاق النار، متراجعة عن توافق يسمح للمدنيين الذين فروا إلى الجنوب بالعودة إلى ديارهم بحرية. 
وذكر المسؤول الغربي أن المفاوضين الإسرائيليين يريدون آلية فحص للسكان العائدين إلى شمال غزة، إذ أنهم يخشون من أن يدعم هؤلاء السكان مقاتلي حماس الذين ما زالوا يتحصنون هناك.
وقال المصدر الفلسطيني والمصدران المصريان إن حماس رفضت المطلب الجديد، إلا أن مسؤولاً إسرائيلياً قال إن حماس لم تطلع بعد على المقترحات الحديثة التي من المتوقع أن تُعلن في الساعات المقبلة.
وأشار المصدران المصريان إلى وجود نقطة خلاف أخرى تتعلق بمطلب إسرائيل بالاحتفاظ بالسيطرة على حدود غزة مع مصر، وهو ما ترفضه القاهرة باعتباره خارج إطار أي اتفاق يقبله الجانبان.
وتأتي الأنباء عن نقاط الخلاف الجديدة في الوقت الذي دعا فيه الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال محادثاته في واشنطن أمس مع نتنياهو، للتوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض: «نحن الآن أقرب مما كنا عليه من قبل»، لكنه أشار إلى وجود فجوات.
كما أظهرت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، أمس، مؤشرات تفيد بتغيير كبير في السياسة الأميركية تجاه الحرب في غزة، إذ أكدت أنها «لن تصمت» إزاء معاناة المدنيين في القطاع، مشددة على ضرورة إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار من دون إبطاء.
وقال المسؤول الغربي إن الأيام القليلة الماضية شهدت مساعي لحل القضية، إما من خلال انسحاب إسرائيلي أو التوصل إلى تفاهم لكيفية إدارة ذلك، دون أن يخوص في تفاصيل.

مقالات مشابهة

  • فريق كامالا هاريس يرد على انتقادات إسرائيلية لتصريحاتها عن غزة
  • إسرائيل تسعى لإدخال تعديلات على خطة الهدنة في غزة
  • تعديل الخطة.. آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار في غزة.. عاجل
  • أنباء عن تعديلات إسرائيلية.. نتانياهو يتعهد بإرسال مقترحات لهدنة في غزة خلال أيام
  • الاحتلال يطالب حماس بقائمة للأسرى الأحياء.. هل اقتربت صفقة التبادل؟
  • المقاومة توقع جيش الاحتلال في الكمائن.. وواشنطن تتحدث عن قرب التوصل لـهدنة
  • غارات الإحتلال تتواصل على القطاع .. واليونيسف: الوضع الإنساني يتفاقم في غزة
  • ‏الجيش الإسرائيلي: حماس أطلقت قذائف سقطت في خان يونس بمدرسة تابعة للأمم المتحدة ما أسفر عن إصابات
  • إسرائيل تعلن استعادة جثتي رهينتين كانتا في غزة
  • غزة اليوم التالي للحرب وعقدة فرض السيطرة