أكّدت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أن استضافة دولة قطر للألعاب الأولمبية للمرة الأولى في الشرق الأوسط سوف يخلق إرثًا اجتماعيًا يمتد أثره من قطر إلى المنطقة وأنحاء العالم، وذلك خلال مشاركتها في قمّة «القيم الأولمبية 365 – الرياضة من أجل عالم أفضل».

 
وقد تحدّثت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، وهي عضو لجنة التعليم الأولمبي التابعة للجنة الأولمبية الدولية، عن مكانة دولة قطر كمركز رياضي عالمي بعد استضافتها بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™، مشيرةً إلى مساعي البلاد المستمرة من أجل ترسيخ ثقافة رياضية تضمن تحقيق الشمولية للجميع في قطر وفي أنحاء المنطقة وخارجها.
وفي جلسة رفيعة المستوى حول دور الرياضة كأداة لتمكين التنمية المستدامة، سلّطت سعادتها الضوء على مشروع «في الدائرة»، الذي أُطلق بالتعاون بين مؤسسة قطر، ومؤسسة التعليم فوق الجميع، واللجنة الأولمبية الدولية، بهدف تسخير الرياضة لتنمية المجتمعات، بما يُسهم في تعزيز المساواة والشمولية والتعليم في منطقة آسيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
يُعد مشروع «في الدائرة» جزءًا من الاستراتيجية الأولمبية 365 الرامية إلى استخدام قوّة الرياضة والأنشطة الأولمبية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، وفي مرحلته الأولى، سيدعم المشروع مبادرات رياضية ذات طابع إنساني في سبع دول، مع التركيز على النساء والفتيات، وذوي الإعاقة، والفئات المهمشة. وخلال حديثها أمام جمهور ضمّ أعضاء من الحركة الأولمبية وممثلين عن وكالات الأمم المتحدة ومنظمات تنموية، أوضحت سعادتها أن مشروع «في الدائرة» سوف يستفيد من قوّة الرياضة في تحقيق الوحدة والتواصل وإتاحة الفرص، وهو ما يتماشى مع المساعي التي تتطلّع دولة قطر لتحقيقها من خلال استضافتها للألعاب الأولمبية.
وقالت سعادة الشيخة هند بنت حمد خلال جلسة نقاشية شاركت فيها إلى جانب الدكتورة نجاة معلا، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد الأطفال، وأدارت الجلسة بيني بونسو، مديرة المحتوى في القناة الأولمبية: «تتجه أنظار قطر نحو استضافة الألعاب الأولمبية والبارالمبية 2036، وفي هذا الإطار، وانطلاقًا من منصبي القيادي في مؤسسة قطر التي تُعنى بالتعليم، وتُعد شاهدةً على الإرث الذي نجحنا في بنائه من خلال استضافة بطولة كأس العالم FIFA، يغمرني الحماس لما سنتمكّن من تحقيقه عبر مختلف الرياضات الأولمبية».
وأضافت: «الأمر لا يقتصر على بناء إرث لدولة قطر فحسب، فكلّ ما نقوم به في مؤسسة قطر يهدف لخدمة قطر والمنطقة، والسعي لتحقيق تأثير عالمي. 
وأضافت سعادتها: عندما نتأمل في منطقتنا التي تضم قرابة ملياري نسمة، تتجلّى أمامنا فرصة حقيقية لإعادة التفكير في الإمكانات التي توفرها الرياضة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، مع التأكيد على أهميّة تبني رؤية جديدة للرياضة تقوم على أساس الاستدامة والشمولية».
يُعبّر اسم مشروع «في الدائرة» عن وحدة الفرق الرياضية وهدفها المشترك. وسيوفر المشروع برامج رياضية مجتمعية آمنة ومستدامة من حيث المشاركة الرياضية، إلى جانب فتح مسارات جديدة لبناء القدرات في الدول التي سيُنفّذ فيها في المرحلة الأولى.
يستهدف المشروع في مرحلته الأولى نحو 50 ألف طفل وشاب وشابة في تلك الدول، كما يشمل تدريب نحو 5 آلاف مدرب ومعلمّ ومعلّمة على كيفية تعزيز المساواة والشمولية والتعليم من خلال الرياضة، وفي مرحلة لاحقة، ويوفر المشروع موارد رقمية إضافية لدول أخرى في المنطقة لدعمها في تطوير حلول محلية قائمة على الرياضة تتماشى مع التحديات التي تواجهها.

فخر بالشراكة 
وقالت سعادة الشيخة هند بنت حمد خلال القمّة: «أنا فخورة جداً بهذه الشراكة، لأنها تُمكّننا من نقل خبراتنا ومعارفنا في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية إلى دول مختلفة من خلال الرياضة، والتعاون مع شركاء محليين يمكنهم دعم مساعينا في تلك الدول».
وتابعت: «إن اسم المبادرة «في الدائرة» يعكس طبيعتها المجتمعية، فهي لا تقتصر على نقل فكرة جاهزة وتطبيقها في بلد آخر، بل ترتكز على مبدأ الإبداع المشترك والتعاون البنّاء.»
وأوضحت سعادتها أن الفلسفة التي تنتهجها دولة قطر فيما يتعلّق بالرياضة، سواء من خلال استضافتها لفعاليات عالمية أو عبر البرامج والمسارات التي توفرها للجميع لممارسة الرياضة والاستمتاع بها وتحقيق التميّز فيها، ترتكز على استقاء المعرفة والأفكار من منظور عالمي، ومواءمتها لتتناسب مع ثقافة مجتمعنا وقيم منطقتنا.
وقالت سعادتها:»عندما استضافت قطر كأس العالم FIFA عام 2022، وقدّمت النسخة الأفضل والأكثر أمنًا وملاءمةً للعائلات، والأكثر شمولية في تاريخ البطولة، شعرتُ بفخرٍ كبير لأننا تمسّكنا بقيمنا. من المُهم لأي مواطن عندما تقام بطولة رياضية في بلده أن تعكس تلك البطولة قيم البلد المستضيف».
وتابعت: «من المُلهم أن الدور الذي تلعبه الرياضة في تمكين الأفراد. فعندما أرى طلاب مدرستنا المخصصة للأطفال ذوي التوحد يشاركون في دروس ركوب الخيل، يتجسد أمامي مفهوم الرياضة الشاملة، وهو المبدأ الذي نحرص على تطبيقه على نطاق واسع، إذ نعمل على توفير المساحة المناسبة وإتاحة الفرص لإشراك الجميع في مؤسسة قطر». 

توسيع نطاق التأثير 
وقالت سعادتها: «تُعتبر الرياضة جزءًا راسخًا من مكونات الهويّة القطرية، وكذلك التنمية المجتمعية التي تُعد ركيزةً أساسية بالنسبة لنا. وعند استعراض الإنجازات التي حققتها دولة قطر، ليس على مستوى المنطقة فقط، بل على الصعيد العالمي، نجد أن الجمع بين هذين المجالين وتطوّرهما معًا كان طبيعيًا ومنطقيًا، ومن هنا تبرز لنا فرصة لتوسيع نطاق تأثيرنا من خلال الرياضة في إطار التنمية الاجتماعية والاقتصادية.»

امتداد لرسالة مؤسسة قطر
من جانبه، قال السيد محمد الكبيسي، الرئيس التنفيذي بالوكالة لمؤسسة التعليم فوق الجميع: «إن مبادرة «في الدائرة» تمثل أكثر من مجرد مشروع رياضي هادف، بل تُعد امتداداً راسخاً لرسالة المؤسسة في تمكين الشباب من الوصول إلى تعليم شامل وفرص حقيقية للنمو والتطور، لا سيما أولئك من الفئات المهمشة، ومن خلال شراكتنا مع مؤسسة قطر واللجنة الأولمبية الدولية، نعمل على دمج الرياضة بالتعليم لخلق بيئات مجتمعية قوية وشاملة، حيث يستطيع الشباب أن يتعلموا، ويزدهروا، ويقودوا مسارات التغيير الإيجابي، سواء داخل الفصول الدراسية أو على ميادين الرياضة.»
ومن خلال مشروع «في الدائرة»، تسهم مؤسسة التعليم فوق الجميع بخبرتها العالمية في مجالات الوصول إلى التعليم، وتعزيز الشمول الاجتماعي، وتمكين الشباب، لضمان أن المبادرة لا تروج فقط للرياضة كأداة للتنمية، بل تسهم أيضًا في تحقيق نتائج تعليمية ملموسة وتعزيز الشمول الاجتماعي للفئات الأكثر ضعفًا وتهميشًا، وتتمثل مسؤولية المؤسسة في دمج التعليم ومهارات الحياة ضمن تصميم برامج الرياضة من أجل التنمية، والاستفادة من شبكة شراكاتها في أكثر من 60 دولة لتحديد المجتمعات ذات الأولوية التي يمكن أن تُحدث فيها المبادرة الأثر الأكبر، وبتركيز خاص على الفتيات، والأطفال من ذوي الإعاقة، والشباب المهمشين، تضمن المؤسسة أن تحقق المبادرة نتائج شاملة ومستدامة وقابلة للقياس تسهم في إحداث تغيير حقيقي في حياة المستفيدين.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: أخبار مقالات الكتاب فيديوهات الأكثر مشاهدة فی الدائرة مؤسسة قطر دولة قطر من خلال التی ت

إقرأ أيضاً:

تصفيات مونديال 2026.. اختبارات صعبة وحاسمة للمنتخبات الآسيوية في الجولة العاشرة والأخيرة

تختتم بعد غد الثلاثاء المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2026 المقررة بالولايات المتحدة وكندا والمكسيك، مع تبقي بطاقة تأهل مباشر واحدة وأخرى مؤهلة إلى الملحق في الجولة العاشرة والأخيرة.

وبعد أن ضمن العبور للملحق الآسيوي، يحل المنتخب القطري بعد غد الثلاثاء ضيفا على نظيره الأوزبكي في العاصمة طشقند ضمن منافسات المجموعة الأولى.

ويتطلع المنتخب القطري إلى تحقيق فوز معنوي قبل مواجهات المرحلة المقبلة التي تمنح بطاقتين إضافيتين للتأهل إلى كأس العالم 2026، وستكون المواجهة تحصيل حاصل بالنسبة لأصحاب الأرض بعد أن حجزوا مقعدهم في المونديال للمرة الأولى في تاريخ الكرة الأوزبكية.

وفي باقي مواجهات المجموعة، يلعب المنتخب الإماراتي بعد غد مع نظيره القيرغيزي على استاد دولين أومورزاكوف في بيشكيك، فيما يستضيف المنتخب الإيراني نظيره الكوري الشمالي في طهران حيث يرغب المنتخب الإيراني في العودة إلى مسار الانتصارات بعد خسارته الأخيرة أمام المنتخب القطري (0 - 1) وحسم صدارة المجموعة.

ويتصدر المنتخب الإيراني ترتيب المجموعة برصيد 20 نقطة من تسع مباريات، مقابل 18 نقطة لمنتخب أوزبكستان و14 نقطة للمنتخب الإماراتي و13 نقطة للمنتخب القطري و7 نقاط لمنتخب قيرغيزيا و3 نقاط لمنتخب كوريا الشمالية.

وفي المجموعة الثانية، وبعد ضمانه التأهل التاريخي إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى، يتطلع المنتخب الأردني للاحتفال مع جماهيره في عمان عندما يواجه العراق بعد غد الثلاثاء في ختام مبارياته.

ويمثل الفوز تتويجا لفترة ذهبية في تاريخ الكرة الأردنية بعد الوصول إلى نهائي كأس آسيا 2023 في قطر وضمان مقعد في مونديال 2026.

وسيواجه الأردن ضيفه العراقي، الذي مني بخيبة أمل كبيرة بالخسارة على أرضه أمام كوريا الجنوبية (0 - 2) مؤخرا، وهي النتيجة التي بددت آمال المنتخب العراقي في التأهل المباشر للمونديال وفرضت عليه خوض مرحلة رابعة في أكتوبر المقبل.

من جانبه سيسعى منتخب كوريا الجنوبية، الذي ضمن تأهله للمرة الحادية عشرة على التوالي إلى كأس العالم، لإنهاء التصفيات بانتصار جديد على أرضه وبين جماهيره، لا سيما وأن فوزه الأخير على العراق جاء بعد ثلاث مباريات دون فوز.

وتتجه الأنظار نحو المواجهة الحاسمة بين منتخبي فلسطين وعمان، حيث ستحسم بطاقة الملحق الآسيوي، إذ يتقدم المنتخب العماني بفارق نقطة واحدة، لكن منتخب فلسطين، الذي يخوض هذا الدور لأول مرة في تاريخه، يدخل المباراة بثقة كبيرة بعد انتصارين متتاليين، وسيسعى لمواصلة الحلم وبلوغ الملحق.

من جانبه، يدخل المنتخب السعودي مواجهته الحاسمة أمام منتخب أستراليا وهو مطالب بالفوز بفارق خمسة أهداف على الأقل من أجل خطف بطاقة التأهل المباشر الأخيرة إلى النهائيات.

وعلى الرغم من الفوز بهدفين دون مقابل خارج أرضه على البحرين مؤخرا، فإن انتصار منتخب أستراليا على اليابان بهدف دون رد عقد مهمة المنتخب السعودي.

ويأمل المنتخب السعودي، الذي سيكون مدعوما بجماهيره، أن تنجح مساعيه في الفوز، بينما سيكون على أستراليا الحذر في مواجهة تحمل الكثير من التحديات.

وفي المقابل، يستضيف المنتخب الياباني نظيره الإندونيسي، الذي ضمن تأهله إلى الملحق الآسيوي بعد فوزه على الصين (1 - 0)، ويأمل مواصلة عروضه القوية بتحقيق نتيجة إيجابية أمام أحد كبار القارة.

وبالنسبة لمنتخبي الصين والبحرين، فقد خرجا رسميا من سباق المنافسة، وستكون مواجهتهما الأخيرة بمثابة مباراة أداء واجب.

مقالات مشابهة

  • تصفيات مونديال 2026.. اختبارات صعبة وحاسمة للمنتخبات الآسيوية في الجولة العاشرة والأخيرة
  • شباب الأهلي يتحدى بطل اليابان في «آسيوية السلة» غداً
  • منتدى الإعلاميين الفلسطينيين: نرحب بمطالبة 130 مؤسسة دولية بفتح غزة أمام الصحافة العالمية
  • 4 تريليونات دولار في متناول اليد .. أفريقيا أمام فرصة تاريخية لتمويل البنية التحتية محليًا
  • في وداع الأحبّة.. شاب جريح يودّع والدته التي قتلها رصاص إسرائيلي قرب نقطة مساعدات
  • انخفاض قيمة الليرة التركية مع العيد
  • الأصابعة تسجل حريقاً جديداً وفرق الإنقاذ تؤكد الاستعداد لأي طارئ
  • كوريا الجنوبية تتجاوز العراق وتمنح الأردن تأهلاً تاريخياً إلى كأس العالم
  • خبيران: أوروبا أمام فرصة تاريخية للاستقلال العسكري والخروج من عباءة أميركا