عدوان متواصل وصمت دولي.. غزة تختنق جوعا وأهلها أصبحوا شهداء بحثا عن الطعام
تاريخ النشر: 8th, June 2025 GMT
في ظل استمرار العدوان وغياب التدخل الدولي الفاعل، يعيش أهالي غزة مأساة إنسانية تتفاقم يوما بعد يوم، الجوع لم يعد تهديدا محتملا، بل واقعا مأساويا يزهق الأرواح ويقوض الكرامة الإنسانية، وسط سياسات ممنهجة تمعن في إذلال المدنيين وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، أن أدى استمرار العدوان إلى تصاعد غير مسبوق في معدلات الجوع، مما ساهم في تعميق الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
وأضاف الرقب- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن في مشهد مأساوي يعكس حجم الكارثة، شهدت مدينة رفح تدافعا مؤلما للمدنيين بحثا عن الطعام، ما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا نتيجة الفوضى والاستهداف المباشر للباحثين عن الغذاء، وهذا السلوك الوحشي يعكس سياسة تجويع ممنهجة تمارس ضد سكان غزة، في انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية.
وأشار الرقب، إلى أن الواقع الإنساني الكارثي يتطلب تحركا عاجلا من المجتمع الدولي، واتخاذ قرار حاسم يجبر إسرائيل على السماح الفوري بإدخال المواد الغذائية والإغاثية إلى القطاع، لتفادي مزيد من الانهيار في الأوضاع المعيشية والإنسانية.
ومن جانبها، أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، مساء السبت أنها ستعيد فتح موقعين لتوزيع المساعدات في رفح جنوب قطاع غزة، بعد أن أُغلقا مؤقتا بسبب ما وصفتها بـ"تهديدات من حركة حماس لموظفيها".
وأوضحت المؤسسة في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على "فيسبوك" باللغة العربية أن الموقعين سيُفتحان ظهر الأحد، محذرة السكان من التوجه إلى مواقع التوزيع قبل موعد الافتتاح الرسمي، مشيرة إلى أن من يخالف التعليمات قد لا يحصل على المساعدات.
كما أكدت المؤسسة على ضرورة توجه النساء بأنفسهن إلى الموظفين للحصول على المساعدات، في محاولة لتنظيم عملية التوزيع بعد الازدحام الشديد الذي شهدته المواقع منذ بدء عمليات التوزيع في 26 مايو الماضي، وهو ما يعكس حجم الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، حيث يضطر كثير من السكان للسير لمسافات طويلة وحمل صناديق ثقيلة من الطعام.
انتقادات أمميةفي السياق نفسه، انتقدت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى آلية التوزيع الحالية، مؤكدين أن المدنيين المحتاجين لا ينبغي أن يجبروا على المرور عبر نقاط تسيطر عليها قوات الجيش الإسرائيلي للحصول على المواد الغذائية.
من جانبها، ردّت مؤسسة غزة الإنسانية بنقد حاد للأمم المتحدة بسبب رفضها التعاون مع المبادرة التي تعتمدها المؤسسة والتي تسمح بها إسرائيل لتوزيع المساعدات على نطاق أوسع، معتبرة أنها "المبادرة الوحيدة الفعالة" في الوقت الراهن.
حركة حماس تنفي علمها بالتهديداتفي الوقت ذاته، اتهمت المؤسسة حركة حماس بأنها تمارس ضغوطًا وتهديدات على موظفيها، موجهة اللوم إليها في عدم تمكن مئات الآلاف من السكان في غزة من الحصول على الغذاء خلال الأيام الماضية.
لكن مسؤولا في حركة حماس نفى لـ"رويترز" أي معرفة لديه بـ"التهديدات المزعومة"، مؤكداً عدم وجود أي موقف رسمي من الحركة بشأن هذا الموضوع، مما يفتح الباب أمام استمرار التوترات حول آليات توزيع المساعدات في القطاع الحساس.
والجدير بالذكر، أن ما يعيشه الفلسطينيون في غزة ليس مجرد أزمة غذائية، بل مأساة إنسانية وصمة في جبين العالم المتحضر.
والصمت الدولي، والتراخي في اتخاذ مواقف حاسمة، يساهم في تعميق المأساة، وآن الأوان لموقف دولي حازم يعيد للإنسان الفلسطيني حقه في الحياة، ويحمي المدنيين من سياسة الموت البطيء التي تمارس بحقهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة قطاع غزة المساعدات الإنسانية رفح أهل غزة فلسطين القدس حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
لجان المقاومة تهنئ حركة حماس بذكرى انطلاقتها الـ38
هنأت لجان المقاومة في فلسطين، وذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين، حركة المقاومة الإسلامية " حماس " بمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين لانطلاقة الحركة، مؤكدة اعتزازها بدور الحركة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني.
وقالت لجان المقاومة، في بيان صدر عنها اليوم، إنها تتقدم بالتهنئة إلى قيادة حركة حماس وأعضاء مكتبها السياسي وذراعها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام وكوادرها، معتبرة أن انطلاقة الحركة شكّلت "إضافة نوعية للحركة الوطنية الفلسطينية، وأسهمت في ترسيخ نهج وفكر المقاومة".
واستذكرت اللجان، في بيانها، مسيرة عدد من القادة المؤسسين والشهداء في حركة حماس، من بينهم الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، إلى جانب عدد من القادة الذين قضوا خلال مسيرة المواجهة مع الاحتلال، مؤكدة أن تضحيات الشهداء والجرحى والأسرى تمثل ركيزة أساسية في مسار الكفاح الفلسطيني.
وأضاف البيان أن حركة حماس أثبتت، على مدار تاريخها، قدرتها على الصمود ومواصلة العمل في مواجهة الاحتلال، مشيرًا إلى أنها تُعد جزءًا أصيلًا من مكونات الحركة الوطنية الفلسطينية.
وأشادت لجان المقاومة بما وصفته بـ"الصورة المشرقة لوحدة أذرع المقاومة الفلسطينية"، مشيرة إلى التنسيق المشترك الذي جمع مختلف الفصائل خلال محطات المواجهة، لا سيما في قطاع غزة .
وأكدت لجان المقاومة في ختام بيانها على استمرار التنسيق ووحدة الموقف مع حركة حماس وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية، معتبرة أن هذه الوحدة تمثل عامل قوة في مواجهة الاحتلال وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الضفة الغربية - حملة اعتقالات واسعة تطال أسرى محررين استشهاد طفل برصاص الاحتلال في السيلة الحارثية غرب جنين إصابة شاب برصاص الاحتلال في الرام الأكثر قراءة الاحتلال يشن حملة مداهمات واعتقالات واسعة في الضفة رام الله - مستوطنون يعتدون على مسنة وحفيدها ومتضامنتين أجنبيتين البرلمان العربي يحذّر من مخطط الاحتلال فتح معبر رفح باتجاه واحد النرويج: الحوكمة في غزة يجب أن تكون فلسطينية عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025