دمشق-سانا

أطلقت مديرية دمشق القديمة بالتعاون مع المجتمع المحلي حملة بعنوان (إعادة الألق للمدينة القديمة) بهدف تنظيف وترميم وصيانة الأسواق والمحاور الرئيسية فيها.

وتتضمن الحملة تنظيف وإصلاح جدران وواجهات المحلات وإزالة التعديات والمظلات المخالفة في سوق مدحت باشا، وتنظيف الشوارع والأزقة وزراعة الياسمين ضمن الأحياء وإصلاح أرضيات حجر اللبون المتضررة، إضافة إلى تركيب أجهزة إنارة تعمل بالطاقة الشمسية.

مدير مديرية دمشق القديمة المهندس رشاد دعبل أشار في تصريح لمراسلة سانا إلى أن الهدف من الحملة تشجيع الحفاظ على النظافة والعناية بالبيئة من خلال إعادة تأهيل الأسواق الشعبية والمحاور الرئيسية بالمدينة القديمة وتنظيف الجدران وواجهات المحال التجارية وإزالة التشوهات البصرية كافة كاللافتات والشوادر، على أن يتم بعد ذلك طلاء الواجهات والأبواب ورصف حجر اللبون الموجود بالمحور لإعادة الألق للمدينة القديمة.

وبين المهندس دعبل أنه ستتم بعد ذلك زراعة الياسمين الذي تتغنى به مدينة دمشق دائماً، إضافة إلى تركيب فوانيس تعمل بالطاقة البديلة لإنارة السوق والشوارع، منوهاً بأهمية التعاون مع المجتمع المحلي لإطلاق هذه المبادرات التي تسهم بتشجيع السياح على زيارة سورية بلد الحضارات.

مختار الشاغور الجواني عدنان جبريل أعرب عن سعادة أهالي الحي بالمشاركة في هذه المبادرة بالتعاون مع الورشات الفنية من المحافظة، حيث تم تنظيف جدران الشارع المستقيم في سوق مدحت باشا، وخاصة المرتفعة منها ما أعاد الألق والجمال للسوق الذي افتقده لسنوات طويلة.

بدوره أشار عادل حمودة مختار حي القيمرية إلى أن الحملة تسهم في تنشيط المنطقة اقتصادياً واجتماعياً وسياحياً، إضافة إلى عودة النشاط لأهالي الحي للحفاظ على مدينتهم وإظهار الصورة الجميلة لسورية بلد الحضارات، منوهاً بالدعم الكبير الذي تقدمه المحافظة لنشر ثقافة العمل الجماعي والحفاظ على البيئة.

فيما أوضح أنور باكير عضو لجنة حي الشاغور الجواني أن السوق يستقبل يومياً آلاف الزوار من داخل سورية وخارجها، وهذه الحملة للحفاظ على تراثنا القديم وتجديده ليظهر بأجمل صورة، لافتاً إلى ضرورة مشاركة فئات المجتمع كافة في الأعمال التطوعية التي تهدف للحفاظ على البيئة، وتعمل على تعزيز مفهوم التنمية المستدامة والعمل التشاركي.

محمد باسل الشريف صاحب أحد المحال التجارية ومشارك بالحملة قال: “نشارك بالحملة لنعكس وجه سورية المشرق أمام زوار ومرتادي السوق.. ونتمنى التوسع بالحملة لتشمل أحياء دمشق كافة”، فيما قال محمد صبوح ميسر ومشرف مركز بيتي الثالث للتنمية في دمشق القديمة: إنه إضافة إلى المبادرات التي يقوم بها المركز بالتوعية والتعليم والتثقيف والحفاظ على الطابع الأثري في سورية وإظهار جمالها في المناسبات كافة، نعمل مع المجتمع المحلي للحفاظ على نظافة المدينة القديمة التي تستقطب يومياً آلاف الزوار.

العمال حسن عوض من مديرية دمشق القديمة وأحمد حسن بزاوي وخضر محمد من محافظة القنيطرة أعربوا عن سعادتهم بمشاركة المجتمع المحلي بأداء عملهم في تنظيف مدينة دمشق القديمة وإعادة الألق إليها.

سكينة محمد

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: المجتمع المحلی دمشق القدیمة للحفاظ على إضافة إلى

إقرأ أيضاً:

أحفاد صلاح الدين.. حملة كردية غير مسبوقة لإغاثة غزة

أربيل- في وقت تخنق فيه غزة تحت وطأة التجويع والحصار ودوامة القصف المتواصل، انطلقت في إقليم كردستان العراق واحدة من أوسع حملات التبرع الشعبية لمساندة الشعب الفلسطيني بالقطاع الفلسطيني نقلتها الشاشات ومنصات التواصل الاجتماعي.

وتولّت منظمات خيرية محلية، بينها "بخشین" و"بختوري" و"الرابطة الإسلامية" تنسيق جهود جمع التبرعات وتحويلها إلى دعم حقيقي على الأرض.

فقبل تشديد الحصار في مارس/آذار الماضي، نجحت هذه الجمعيات في إرسال طرود غذائية ودوائية عبر مؤسسات وسيطة في المناطق الحدودية، وهي تقدم الدعم اليوم عبر الحوالات المالية بالتنسيق مع جمعيات إنسانية داخل القطاع.

وفي أربيل، يقول حاجي كاروان رئيس منظمة "بختوري" الخيرية التي جمعت نحو 6 ملايين دولار منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة -للجزيرة نت- إن حجم التفاعل الشعبي فاق كل التوقعات، سواء في قيمة التبرعات أو تنوع مصادرها.

منظمة "بخشين" توزع الطعام داخل قطاع غزة (مواقع التواصل)مساهمات متنوعة

ويشير كاروان إلى أن المساهمات جاءت من مختلف فئات المجتمع: فقد تبرع فلاحون بعائدات محاصيلهم، وباع شباب سياراتهم، وسجناء شاركوا بما لديهم، كما قدم البعض أقل من دولار واحد مقابل متبرع واحد قدم مئة ألف دولار، وأرملة تبرعت بخاتم زوجها المتوفى، في مشاهد إنسانية بالغة التأثير.

ويضيف أن التبرعات اليومية -التي تصل أحيانا إلى 30 ألف دولار- مكّنت المنظمة من تنفيذ مشاريع إيواء وتوزيع وجبات غذائية في غزة، بينها إنشاء مخيمين للنازحين باسم "أحفاد صلاح الدين" يضم أحدهما أكثر من 250 خيمة، إضافة إلى مساجد مؤقتة وشبكات مياه بالتعاون مع بلدية غزة.

أما المتبرع حاجي محمد خوشناو، فيوضح للجزيرة نت أن شعوره بالمسؤولية الأخلاقية أمام المأساة الإنسانية في غزة كان دافعه الأول للتبرع، مؤكدا أن التفاعل الشعبي جاء بدافع الضمير لا السياسة.

في مدينة أربيل مساعدات متنوعة لأهل قطاع غزة (مواقع التواصل)تجارب سابقة

ويضيف خوشناو أن تضامن الكرد مع غزة يتجاوز الدين إلى مشاعر إنسانية مرتبطة بتجاربهم السابقة مع الحصار والاضطهاد.

إعلان

وردا على انتقادات بعض الأصوات التي طالبت بتوجيه الأموال لفقراء كردستان أولا، يقول خوشناو إن التضامن مع غزة لا يتعارض مع دعم الداخل، مشيرا إلى أن هذه الحملة جمعت مكونات المجتمع الكردي على موقف موحد، مما شجعه على المساهمة.

ومن جانبه، أفاد رحيم حاجي خضر، أحد وجهاء عشيرة نورديني -للجزيرة نت- بأن العشيرة جمعت نحو 100 مليون دينار عراقي (الدولار الأميركي يساوي 1405 دنانير).

ويقول إن مشاهد القصف والمعاناة حرّكت ضمائر الناس، مؤكدا أن التبرعات نابعة من قناعة داخلية وليست استعراضا إعلاميا، وأن واجبهم الأخلاقي يحتم عليهم الوقوف مع أي مظلوم، خصوصا من لا يجد قوت يومه.

كردي لم يعلن اسمه تبرع بـ110 آلاف دولار أميركي (مواقع التواصل)تفاعل واسع

وشهدت محافظات أربيل والسليمانية ودهوك وحلبجة تفاعلا واسعا، خصوصا بين الشباب وطلبة الجامعات الذين نظموا حملات مستقلة وأخرى بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، كما شاركت المساجد في إطلاق مبادرات تبرع عقب صلاة الجمعة ركزت على الدعم النقدي.

ويؤكد الدكتور محمد شيخ لطيف، مسؤول العلاقات في منظمة "بهخشین" -للجزيرة نت- أن الحملة استقطبت مختلف شرائح المجتمع، حتى الأطفال والمرضى والفقراء، وبعضهم تبرع بممتلكاته الشخصية، في مشاهد إنسانية مؤثرة.

ورغم هذه الجهود، يتفق القائمون على الحملات أن الكارثة الإنسانية في غزة تتجاوز إمكانيات الأفراد والمنظمات. ويقول شيخ لطيف "نحاول توفير وجبة يوميا لبعض الأسر حتى لا يموتوا جوعا، لكن المجاعة في غزة أعمق وأخطر، ولا يمكن إنهاؤها بالمبادرات الفردية فقط. وهناك حاجة ملحة لتدخل الدول الإسلامية والمجتمع الدولي قبل أن تكون العواقب كارثية".

ويشير كاروان إلى أن منظمته توثق كل عملية تحويل بالأرقام والفيديوهات وتنشر تقارير دورية على منصات التواصل لضمان الشفافية، لكنه يقر بصعوبة التحديات في ظل القصف المستمر ونقص الموارد لدى الشركاء المحليين.

ويرى مراقبون أن هذه المبادرات، التي جمعت بين التبرعات الفردية والحملات العشائرية والمواقف الوجدانية، تعكس نزعة إنسانية تتجاوز حدود الجغرافيا والسياسة، وتؤكد قدرة المجتمعات المحلية على إحداث فارق حين تتحرك بدافع الضمير والمسؤولية الأخلاقية تجاه قضايا الأمة الإسلامية.

مقالات مشابهة

  • فرع مكافحة المخدرات بدمشق يحبط محاولة تهريب شحنة كبتاغون إلى السعودية 
  • أحفاد صلاح الدين.. حملة كردية غير مسبوقة لإغاثة غزة
  • سوريا: تزايد التوترات بين العشائر العربية وقوات سورية الديمقراطية
  • تجار ومصدّرو الخضار والفواكه: قرار منع الاستيراد ضرورة لحماية الإنتاج المحلي وتوفير بيئة تنافسية له
  • افتتاح مديرية الشركات بدمشق بعد إعادة تأهيلها وتطويرها
  • افتتاح مديرية الشركات بدمشق بعد إعادة تأهيلها وتطوير خدماتها
  • جولة لأطفال النادي البيئي إلى مركز الدفاع المدني بدمشق
  • مباحثات سورية ألمانية لتعزيز التعاون المشترك في مجال إزالة الألغام والاستجابة الطارئة
  • اتحاد ألعاب القوى يتحضر لإقامة بطولة النخبة في دمشق
  • نادي المجد الرياضي… من أقدم الأندية الرياضية بدمشق وأبرزها في تخريج المواهب