في ذكراه.. .المبتهل «وحيد الشرقاوى» عاصر الشعشاعي وشبيب وأدخل الفن الشعبي على الإبتهالات
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
يعد المبتهل وحيد الشرقاوى من أعلام المبتهلين الذين تربعوا على قلوب العاشقين والمحبين لآل البيت، حيث أفنى حياته فى مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم وأل بيته الأطهار وصحابته الأخيار رضوان الله عليهم، وعرف بأدائه الفريد وصوته العذب وتواضعه الجم.
«نشأته»
ولد المبتهل الشيخ «وحيد الصادق أيوب» وشهرته وحيد أبو الحسن الشرقاوي بقرية الدميين التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية فى الرابع عشر من مايو عام ١٩٤٩م، وكان والده شيخ للقرية، حفظ مبتهلنا القرآن الكريم ودرس علم التجويد بمعهد الخازنداره على يد الشيخ محمود خليل الحصري، وحرص "الشرقاوي" على حضورالموالد الكبيره بالقاهرة كمولدالإمام الحسين والسيده زينب والسيدة نفيسه، وموالد أولياء الله الصالحين.
«زامل جيل العظماء»
يقول الشيخ حسن وحيد "نجله "تقابل الشيخ «وحيد الشرقاوى» مع المخرج شوقي جمعه صاحب برنامج الفن الشعبي وسيد علي السيد صاحب برنامج أنغام من بلدنا وساعدوه علي تقديم فقرات للفن الشعبي، واستطاع تقديم فقرات الفن الشعبي بالقناة الأولى حتي ذاع صيته أنذاك، وظل يشارك بالحفلات والمناسبات حتى اعتمد مبتهلا بالإذاعة المصرية عام ١٩٨٠، وكان أول فجر له مع القارئ إبراهيم الشعشاعي بمسجد الإمام الحسين، زامل "الشرقاوي" كل قراء جيله كالشيخ محمد الليثي، والشيخ السيد متولى، والشيخ أحمد عامر، والشيخ أحمد نعينع، والشيخ محمد الطبلاوي، والمبتهل محمد عمران، المبتهل سعيد حافظ، والمبتهل ممدوح عبد الجليل.
وأضاف نجله "آخر فجر كان قبل وفاته بثلاثة أيام وكان بالجامع الكبير بمسطرد، وقارئ الفجر أنذاك الشيخ محمد شبيب، وترك والدى المستشفي وذهب لأداء ابتهال الفجر، رغم اتفاقنا معه بأن يعتذر عن هذا الفجر، لكنه صمم على الحضور"أريد أن أودع الحجاج، وكان فجرا كله نفحات.
«جولاته الخارجيه»
سافر المبتهل «وحيد الشرقاوى»إلى عدة دول عربية وأفريقية وإسلامية وأوربية لإحياء ليالي رمضان بالابتهالات والتواشيح فى السنغال وجنوب أفريقيا وإيطاليا.
«مدرسة خاصة»
وأوضح الدكتور السيد صالح المدير العام بإذاعة القرأن الكريم "يعد المبتهل «وحيد الشرقاوى» من المبتهلين الذين ذاع صيتهم في العالم الإسلامي بفضل ماأعطاهم الله من صوت حسن تطرب الأذان لسماعه، فعندما تسمعه تتحرك جوارحك ومشاعرك نحوه فهو صاحب مدرسة منفردة فى الإنشاد الديني، فهو أول من أدخل الفن الشعبي على الابتهالات والتواشيح، وقدم للمكتبة الإذاعية ترأثا كبيرا من الإبتهالات والمدائح النبوية.
وأضاف الشيخ محمد مراعي وكيل الطرق الصوفية بالشرقية" يعد الشيخ وحيد الشرقاوي من أعظم الناس وأحب الرجال وشيخ المبتهلين على مستوى العالم الإسلامي، كان له فضل بعد الله على عدد كبير من بعض قراء الإذاعة والتليفزيون، له مدرسة خاصة فى الإبتهال والإنشاد الديني، رحم الله شيخنا رحمة واسعة وجعل قبره روضة من رياض الجنة.
«رحيله»
بعد رحلة طويلة من العطاء حان وقت الرحيل، ففى الرابع والعشرين من فبراير عام ٢٠٠١م، الأول من ذي الحجة ١٤٢١ هجريا، خرجت روحه الطاهرة إلى بارئها عن عمر يناهز ٥٢ عاما، رحم الله الشيخ وحيد الشرقاوى رحمة وأسعة وأسكنه فسيح جناته، وجزاه خير الجزاء عما قدمه من خير وعلم للإسلام والمسلمين.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: محافظة الشرقية الفن الشعبى الفن الشعبی الشیخ محمد
إقرأ أيضاً:
عبد الرحيم أبو ذكرى.. أيها الراحل في الليل وحيدًا
عبد الرحيم أبو ذكرى.. أيها الراحل في الليل وحيدًا
عبدالله برير
بموسيقى جنائزية محشوة برائحة الموت ومسورة بمزامير الضياع، الفرقة الموسيقية ترتدي أسود الحداد يطل مسموعا، العد التنازلي لقنبلة موقوتة، صوت مصطفى يطل من أعماق الأسف، نشرة للأموات، أيها الراحل/ أيها السادة، مشهد مغلف بالوحدة مطلي بالضياع والعزلة، اللحن يمارس التخفي الحذر في أتون اللحظة الأسيفة، بعض الآلات تسن أحرف الموت، وتلمع شظايا الانفطار، تتكئ الكمنجات وتقدم أوتارها قرابين للحزن المرتجى، تردد الصوت وصدى الرحيل.
أمس زارتني بواكير الخريف، خطاب للذات، جواب انتحار، يقرأ في مرآب القيامة، اللحن يحاول التجاسر أمام طقوس العزاء، الغسيل بالثلوج، في مشارح الروح، والعكس بإشراق المروج! محاولات بواكير الخريف حيث معاني الاخضرار والغسل والثلوج والإشراق، لكن كان مفعما بالتناقضات مثقلا بالأضداد، كان صيفي جامدا، بارد الجبين، عبارات سوداوية لولا طغيان الموسيقى لقضت على المستمعين، الرابضين مع سكوته المتربص خلف البيوت الخشبية، السكوت الموزع بؤسه على الأماكن، مخفيا حيرته في الشجر، وغروب الأنهر وانحسار البصر، ثلاثي الموت: الحيرة والغروب والانحسار امتدادات الضياع والوريث الشرعي للوحدة.
اللحن مجنزر في سكرات الانفاس الأخيرة، لوحت له ساعة، الوداع، حين انصرفنا، الى الرحيل.
عادت بواكير الخريف، حين عادت وثب الريح على الأشرعة المنفعلة التي تمور بداخله، غاب ليل الرحيل وتداعت شمس الفراديس على أروقته ودواخله رغم انفرادها، ومضت تحضنه الشمس الندية، بوارق أمل بالحياة وافتكاك من الضياع، فهي لم تحضنه في الزمان الغابر الغائب المرتحل الذي لم يلق فيه طريقا للاستقرار، وهو الراحل في الليل وحيدا، ضائعا موغلا منفردا بكامل الإصرار.
موجة أخرى من مارشال عسكري موسيقي، يتصاعد مثل فوهة بركان تدريجي، النعش يطل من على حواف اللحن وصولا لسدرة منتهى التراجيديا، ينبعث صوت مصطفى من مرقد الحزن، أيها الراحل: استعد لخطاب تأبينك وأنت ما تزال حيا، ارقص رقصتك الجنائزية الاخيرة، ولا تنس: انتظرني يا ذاتي يا أنا، فأنا أرحل مثلك في الليل وحيدا، ضائعا بلا هوية منفردا بلا رفيق سوى العزلة، اختار أبو ذكرى مفردات الدهاليز القصيات حيث الانطواء الأبدي، في العتامير وصحارى الجنون، في البحار حيث العمق والخوف، زمكانا للانتظار، انتظرني، بتطريب محزون، في حفيف الأجنحة حيث الطيران الى المجهول، وسموات الطيور النازحة، حيث انهداد المدارات، واسوداد السماء، المصير المحتوم. انتظرني، انتظرني، انتظرني، انتظرني انتظرني.
يزف الى مثواه الأخير، الموسيقى تتولى تشييع الألحان، يتراءى الفنان متعبا يسقط مغشيا عليه من الأسف، في خواتيم الحكايات، انتظرني، ينتظر ذاته في سموات البارحة المسودة مسلما للمصير المحتوم محنطا في سرادق الكلمات.
نص:
الرحيل في الليل
كلمات عبدالرحيم أبوذكرى
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺣﻴﺪﺍ
ﺿﺎﺋﻌﺎ ﻣﻨﻔﺮﺩﺍ
ﺍﻣﺲ ﺯﺍﺭﺗﻨﻲ ﺑﻮﺍﻛﻴﺮ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ
ﻏﺴﻠﺘﻨﻲ ﺑﺎﻟﺜﻠﻮﺝ
ﻭﺑإﺷﺮﺍﻕ ﺍﻟﻤﺮﻭﺝ
ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺣﻴﺪﺍ
ﺿﺎﺋﻌﺎ ﻣﻨﻔﺮﺩﺍ
ﺣﻴﻦ ﺯﺍﺭﺗﻨﻲ ﺑﻮﺍﻛﻴﺮ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ
ﻛﺎﻥ ﺻﻴﻔﻲ ﺟﺎﻣﺪﺍ
ﻭﺟﺒﻴﻨﻲ ﺑﺎﺭﺩﺍ
ﻭﺳﻜﻮﺗﻲ ﺭﺍﺑﻀﺎ
ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺍﻟﺨﺸﺒﻴة
ﻣﺨﻔﻴﺎ ﺣﻴﺮﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺠﺮ
ﻭﻏﺮﻭﺏ ﺍﻻﻧﻬﺮ
ﻭﺍﻧﺤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺒﺼﺮ
ﻟﻮﺣﺖ ﻟﻲ ﺳﺎﻋﺔ
ﺣﻴﻦ ﺍﻧﺼﺮﻓﻨﺎ
ﺛﻢ ﻋﺎﺩﺕ ﻟﻲ ﺑﻮﺍﻛﻴﺮ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ
ﺣﻴﻦ ﻋﺎﺩﺕ ﻭﺛﺐ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻋﻠﻲ
ﺍﺷﺮﻋﺘﻲ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﻠة
ﺳﻄﻌﺖ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﻔﺮﺍﺩﻳﺲ
ﻋﻠﻲ ﺍﺭﻭﻗﺘﻲ ﺍﻟﻤﻨﻌﺰلة
ﻭﻣﻀﺖ ﺗﺤﻀﻨﻨﻲ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﻨﺪية
ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎﺣﻀﻨﺘﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻻﻭﻝ
ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ﺍﻟﻤﺮﺗﺤﻞ
ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺣﻴﺪﺍ
ﺿﺎﺋﻌﺎ ﻣﻨﻔﺮﺩﺍ
ﺍﻧﺘﻈﺮﻧﻲ ﻓﺎﻧﺎ ﺍﺭﺣﻞ
ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺣﻴﺪ
ﻣﻮﻏﻼ ﻣﻨﻔﺮﺩﺍ
ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻫﺎﻟﻴﺰ ﺍﻟﻘﺼﻴﺎﺕ ﺍﻧﺘﻈﺮﻧﻲ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺘﺎﻣﻴﺮ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻧﺘﻈﺮﻧﻲ
ﺍﻧﺘﻈﺮﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﻔﻴﻒ ﺍﻻﺟﻨﺤة
ﻭﺳﻤﺎﻭﺍﺕ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﺍﻟﻨﺎﺯحة
ﺣﻴﻦ ﺗﻨﻬﺪ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺍﺕ
ﻭﺗﺴﻮﺩ ﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭحة
ﺍﻧﺘﻈﺮﻧﻲ ﺍﻧﺘﻈﺮﻧﻲ