أثار اختيار بيليم البرازيلية لاستضافة قمة المناخ "كوب 30" نقاشاً واسعاً، حيث تواجه المدينة صعوبات كبيرة في البنية التحتية وارتفاعاً حاداً في تكاليف الإقامة، مما يعيق مشاركة العديد من الوفود.

يجتمع قادة العالم في مدينة بيليم البرازيلية، في قلب غابة الأمازون، لمحاولة زيادة الجهود العالمية ضد تغير المناخ بعد مرور عشر سنوات على اتفاق باريس، ضمن القمة التحضيرية لمؤتمر الأمم المتحدة الثلاثين للمناخ "COP30"، المقرر بين 10 و21 نوفمبر الجاري.

وتشارك في القمة 170 دولة، بينما يغيب معظم قادة مجموعة العشرين، ويُمثل الجانب الأوروبي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إضافة إلى الأمير وليام، بهدف خفض انبعاثات الميثان وتحقيق أهداف التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري.

وفي المقابل، غابت الولايات المتحدة، حيث وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب علم المناخ بأنه "خدعة".

أهداف القمة

أصدر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا يوم الثلاثاء قانونًا يمنح بيليم صفة العاصمة الرمزية للبرازيل طوال انعقاد المؤتمر، الذي يُتوقع أن يحضره حوالي 50 ألف مندوب من أنحاء العالم بين 10 و21 نوفمبر.

وتهدف البرازيل، بحسب تصريحات الرئيس، إلى الانتقال من مرحلة "الكلام" إلى التنفيذ، معلنًا: "لقد حان الوقت لتنفيذ ما اتفقنا عليه". وستطلق البلاد صندوقًا استثماريًا لحماية الغابات، مع التزام بزيادة إنتاج الوقود المستدام أربع مرات، لتأكيد جدية جهودها في التحول نحو الطاقة المتجددة.

إلا أن القمة تواجه تناقضات، إذ أعطت البرازيل الضوء الأخضر للتنقيب عن النفط قبالة سواحل الأمازون، ما أثار انتقادات نشطاء البيئة ومنظمات حقوق الإنسان.

وقالت أنخيلا كاكسويانا، منسقة مجموعة المنظمات الأصلية في الأمازون: "هناك تناقض كبير.. الحكومات نفسها التي تلتزم بالعمل المناخي تتفاوض بشأن التنقيب عن النفط في أكبر غابة مطيرة في العالم".

حقوق الإنسان محور المفاوضات

دعت منظمة العفو الدولية "أمنستي" قادة العالم إلى جعل الإنسان وحقوقه في صلب المفاوضات المناخية، بعيداً عن مصالح الأرباح والسلطة، مؤكدة ضرورة الإلغاء الكامل والسريع والعادل للوقود الأحفوري والتحول الشامل إلى الطاقة المستدامة.

Related غوتيريش يقول إن أزمة المناخ "فتحت أبواب الجحيم"شاهد: بحيرة لوخ نيس الشهيرة في اسكتلندا تعاني من أزمة المناخ الأمم المتحدة: يجب "بذل المزيد وفوراً على كل الجبهات" لمواجهة أزمة المناخ

وحذرت هيومن رايتس ووتش من خطط حكومية لرفع الحماية القانونية عن مساحات واسعة من غابات الأمازون، لا سيما منطقة "تيرا نوسا"، التي أصبح نصفها تحت سيطرة مزارع ماشية غير قانونية.

وأكدت المنظمتان أن حماية الأمازون تمثل اختباراً لجدية البرازيل في تحويل الخطابات المناخية إلى أفعال، وأن العدالة المناخية لا تتحقق إلا بوضع الإنسان وحقوقه في قلب السياسات البيئية.

الاتحاد الأوروبي وتوافق الأهداف المناخية

توصل الاتحاد الأوروبي إلى تفاهم حول أهدافه المناخية للفترة 2035–2040، عشية مؤتمر COP30 في بيليم.

ولا يزال الاتحاد الأوروبي متمسكًا بهدفه بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 90% بحلول عام 2040 مقارنة بمستويات 1990، علماً بأن الانبعاثات تراجعت إلى 37% عام 2023. ولتحقيق هذا الهدف، يُسمح للدول بالاستفادة من أرصدة الكربون الدولية بنسبة تصل إلى 5% لتمويل مشاريع خارج الاتحاد، وهو ما أثار انتقادات من قبل منظمات بيئية دولية.

ولتسهيل الاتفاق بين الدول الأكثر تردداً، مثل إيطاليا، تم إدخال مرونة في النص النهائي، بما في ذلك إمكانية تعديل هدف 2040 مستقبلاً إذا ثبت صعوبة تحقيقه. كما تم تأجيل توسيع سوق الكربون ليشمل النقل البري وتدفئة المباني من 2027 إلى 2028، وهو مطلب المجر وبولندا، ما أثار استياء الدول الأكثر التزاماً بالعمل المناخي، مثل الدول الإسكندنافية.

ووافقت الدول الأوروبية بالإجماع على أهداف العام 2035، بعد أن كانت مقترحات سابقة تتراوح بين خفض 66.25% و72.5% مقارنة بعام 1990، ما ساعدها على تجنب أي أزمة دبلوماسية قبل مؤتمر COP30.

عاصمة المناخ في قلب الأمازون تواجه تناقضاتها

ركز علماء المناخ، إلى جانب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، على أهمية استضافة أول مؤتمر للأمم المتحدة حول المناخ في قلب غابة الأمازون المطيرة، الأكبر في العالم من حيث المساحة الاستوائية، والتي تخزن كميات هائلة من غازات الدفيئة، ما يجعلها محورًا أساسيًا في المعركة العالمية ضد تغير المناخ.

ويُعد مؤتمر COP30 فرصة للدول لتقديم خطط محدثة للحد من الانبعاثات، بالإضافة إلى الرمزية البيئية لاستضافة الحدث في قلب الأمازون.

لكن وصول عشرات آلاف المشاركين إلى بيليم سيكشف واقع المدينة الصعب، إذ أن معظم سكانها يعيشون في أحياء فقيرة، وتعاني المدينة من الفقر والعنف وعدم المساواة.

ويُعالج نحو 2% فقط من مياه الصرف الصحي، ما يثقل العبء على 14 حوضًا مائيًا، أبرزها نهر توكوندوبا الذي يتحول تدريجيًا إلى مجرى ملوث بالنفايات، بينما كان في الماضي مصدرًا للمياه النظيفة والباردة.

وقالت كارول فارياس، خبيرة تجميل زارت سوق "فيرو بيسو" بعد تجديده: "مؤتمر الأطراف يمنح بيليم التقدير الذي تستحقه، ومن المهم أن يسلط الضوء على منطقتنا والأمازون".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة البرازيل المناخ أزمة المناخ اعلان اعلان اخترنا لك فرنسا: إصابة 10 أشخاص في حادث دهس بجزيرة أوليرون.. والتحقيق مستمر في الدوافع "صفعة لترامب": ممداني يظفر برئاسة بلدية نيويورك.. والديمقراطيون يحسمون نيوجيرسي وفرجينيا السعودية على أعتاب صفقة "إف-35".. نهاية التفوّق الجوي الإسرائيلي في الشرق الأوسط؟ لماذا لم ينجح الإنسان في ترويض الحمار الوحشي رغم قدرته على استئناس الحصان؟ احتفالات في نيويورك عقب فوز زهران ممداني اعلان اعلان الاكثر قراءة 1 اكتشاف فيروس يشبه كورونا لدى الخفافيش في البرازيل.. فهل يتكرر سيناريو الوباء؟ 2 إسرائيل تحدد هوية جثة رهينة سلّمتها حماس.. وغوتيريش: الوضع في غزة "هش للغاية" 3 أطول رحلة طيران في التاريخ... ماذا تعرف عن طائرة "هاسيندا" التي حلّقت 64 يومًا دون توقف؟ 4 بين القصف واعتقال مادورو.. خطط واشنطن تجاه فنزويلا تدخل مرحلة "الحسابات الثقيلة" 5 من هو زهران ممداني؟ فوزه برئاسة بلدية نيويورك يعيد تسليط الضوء على ثروته ووالدته ميرا ناير اعلان اعلان

Loader Search

ابحث مفاتيح اليوم

دونالد ترامب إسرائيل الصحة نيويورك عمدة تكنولوجيا فرنسا أوروبا وسائل التواصل الاجتماعي انتخابات بلدية حركة حماس ضحايا الموضوعات أوروبا العالم الأعمال Green Next الصحة السفر الثقافة فيديو برامج خدمات مباشر نشرة الأخبار الطقس آخر الأخبار تابعونا تطبيقات تطبيقات التواصل الأدوات والخدمات Africanews عرض المزيد حول يورونيوز الخدمات التجارية الشروط والأحكام سياسة الكوكيز سياسة الخصوصية اتصل العمل في يورونيوز صحفيونا لولوجية الويب: غير متوافق تعديل خيارات ملفات الارتباط تابعونا النشرة الإخبارية حقوق الطبع والنشر © يورونيوز 2025

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل الصحة نيويورك عمدة تكنولوجيا دونالد ترامب إسرائيل الصحة نيويورك عمدة تكنولوجيا البرازيل المناخ أزمة المناخ دونالد ترامب إسرائيل الصحة نيويورك عمدة تكنولوجيا فرنسا أوروبا وسائل التواصل الاجتماعي انتخابات بلدية حركة حماس ضحايا أزمة المناخ فی قلب

إقرأ أيضاً:

منال عوض تتوجه إلى البرازيل للمشاركة في قمة المناخ COP30

نيابةً عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، توجهت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، إلى مدينة بيليم بجمهورية البرازيل الاتحادية، للمشاركة في قمة القادة "الشق رفيع المستوى" من فعاليات مؤتمر الأطراف الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP30)، والمقرر عقدها بالفترة من 6 إلى 7 نوفمبر الجاري ، بمشاركة واسعة من رؤساء الدول والحكومات ووزراء البيئة والطاقة والمناخ بعدد من دول العالم، وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع المدني.

منال عوض تعلن موافقة صندوق المناخ الأخضر على تمويل برنامج صندوق نوفاستار الاستثمارى الثالث منال عوض تستعرض جهود مصر نحو تحقيق مساهماتها المحددة وطنياً للتصدي للتغيرات المناخية

وأكدت الدكتورة منال عوض أن مشاركة جمهورية مصر العربية في الشق رفيع المستوى تأتى تأكيدًا على اهتمام الدولة المصرية بدعم الجهود الدولية في مواجهة التغيرات المناخية، وتعزيز التعاون بين الدول النامية والمتقدمة لتحقيق العدالة المناخية والتنمية المستدامة، استكمالًا لما أحرزته مصر خلال رئاستها الناجحة لمؤتمر المناخ COP27 بشرم الشيخ، وما تبعها من مبادرات وطنية وإقليمية لدعم الانتقال العادل نحو الاقتصاد الأخضر.

واوضحت د. منال عوض أن مشاركة مصر في الشق رفيع المستوى تُجسد التزام القيادة السياسية بالعمل الجماعي الدولي لمواجهة آثار تغير المناخ، مشيرةً إلى أن مصر تؤمن بأهمية تحقيق العدالة المناخية وضمان تمويل عادل ومنصف للدول النامية، بما يمكنها من تنفيذ تعهداتها وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ومن المقرر أن تشارك الدكتورة منال عوض في عدد من الفعاليات والجلسات رفيعة المستوى التي تناقش قضايا التنفيذ والتمويل والتكيف مع آثار تغير المناخ، إلى جانب عقد لقاءات ثنائية مع عدد من الوزراء وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية، لبحث سبل تعزيز التعاون في مجالات العمل المناخي والبيئي، وتبادل الخبرات بشأن آليات دعم المجتمعات الأكثر تأثرًا بتغير المناخ.

جدير بالذكر أن مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP) يُعد المنصة الدولية الأهم لمتابعة تنفيذ الاتفاقية وبحث سبل التصدي لتداعيات تغير المناخ، حيث يجتمع تحت مظلته رؤساء الدول والحكومات ووزراء البيئة والطاقة والمناخ وممثلو المجتمع المدني والمنظمات الدولية لمناقشة سبل تسريع العمل المناخي العالمي

وقد شهد المؤتمر عبر تاريخه محطات بارزة، من أبرزها اعتماد اتفاق باريس التاريخي عام 2015، فيما استضافت جمهورية مصر العربية الدورة السابعة والعشرين (COP27) بمدينة شرم الشيخ، والتي أسفرت عن إطلاق عدد من المبادرات الدولية الرائدة وإنشاء صندوق الخسائر والأضرار لدعم الدول الأكثر تأثرًا بتغير المناخ ،وتُعقد الدورة الثلاثون للمؤتمر (COP30) هذا العام بمدينة بيليم بجمهورية البرازيل الاتحادية.

مقالات مشابهة

  • قادة العالم يتجمعون في بيليم لإنقاذ جهود مكافحة تغير المناخ
  • قادة العالم يجتمعون في البرازيل تمهيداً لـ كوب 30
  • منال عوض تتوجه إلى البرازيل للمشاركة في قمة المناخ COP30
  • الرئيس السوري يغادر إلى البرازيل للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ
  • دعوات حقوقية لوضع الإنسان في صميم مفاوضات المناخ بالبرازيل
  • إيلون ماسك يقترح حجب الشمس لمواجهة أزمة المناخ
  • الاتحاد الأوروبي في مفاوضات اللحظات الأخيرة لضبط أهدافه المناخية
  • وضع عبثي.. تقرير يكشف: العدالة المناخية تُموَّل بأقل من ثمن يخت جيف بيزوس
  • الاتحاد الأوروبي يدرس خفض أهدافه المناخية لعام 2040