بوابة الوفد:
2025-05-16@11:30:55 GMT

مهنة الطب والرحمة

تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT

واذا تحدثنا عن الرحمة فلا مناص من ذكر قول الله «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الأمر فإذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ أن اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ» وهى أصل من أمور الدين والأصل الذى يذكر الله به عباده «ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا« وهى من نزل من السماء حتى يتراحم به العباد فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «جَعَلَ اللهُ الرحمةَ مائة جُزْءٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ، وأَنْزَلَ فى الأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا، فَمِنْ ذَلِكَ الجُزْءِ يَتَرَاحَمُ الخَلَائِقُ، حتى تَرْفَعَ الدَّابَّةُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أن تُصِيبَهُ» وعامة عندما أرى طفلًا بائسًا فى الطريق أقوم تلقائيًا كطبيب بالتفحص فى الوجه والأيدى والأرجل ولا يسعُنى الا أن أعطى أمه صدقة من أجل هذا الطفل البائس أو المريض لأننا وبنظرة خاطفة طبية لأى طبيب يعرف أن هذا الطفل يحتاج إلى «كنسلتو» من الأطباء ومجموعة عيادات لكى تعالج ما فيهم من الإهمال المتعمد أو غيره وأنا عامة أيضاً لا أقوم بإعطاء الذين يتسولون فى الشوارع وعلى أبواب المساجد لأننا جميعًا تعودنا أنهم محترفون لمهنة التسول التى تعطى لهم قدرًا كبيرًا من العائد المادى وفى زمان قد رأينا القطط والكلاب يركبون السيارات الفارهة والناس من بنى آدم «الغلابة» يقفون فى الشمس الحارقة ينتظرون بالساعات المواصلات فكيف عندما يجتمع عليهم المرض الذى أن داهمهم فإنه لا يرحم صغيرًا ولا كبيرًا فالناس تستحق الرحمة وهى رحمة مطلقة أوجبها الله سبحانه وتعالى ليس لها علاقة باللون أو الدين ولا تستحق منا أن نمنعها بأى حال من الأحوال.

والرحمة عند الطبيب قد تجعل الواحد منا لا ينام حتى يؤدها وهى تتمثل فى المرضى الذين لا يجدون مالًا ينفقون به على أنفسهم، فضلًا عن شراء الدواء وهنا أمثلة كثيرة، لذلك لا مكان لذكرها فى هذا المقام وهى التى تجعله يتابع هؤلاء المرضى لأنهم فى حاجة أكبر إلى متابعة حالاتهم أكثر من إبداء رأى مرة واحدة فقط وقد يقوم الطبيب بمباشرة البعض منهم عمره كله دون أجر وهذا مما رأيناه فى بعض الزملاء ويرفض أية أتعاب بل إنه قد يقوم بنفسه بإعطائهم ما يسترون به أنفسهم دون الحاجة إلى سؤال الناس.

أما الرحمة فى الطب فلها أكثر من صفة أولوها أن المرض له أسباب وعلاماته وقد يظن البعض أو كثير منهم أن عندهم مرضًا وهو ليس كذلك، وثانيًا مما رأى الأطباء فى المرض أنه يتراكم مع السنين ويشتد كلما طال فنساه أو تناساه العباد توغل فى أجسادهم، فالأفضل أن تدرك المرض فى أوله على أن تأتى متأخرًا ويقول العارفون بالرحمة إنها النافذة إلى القلوب بلا شحوب تسد الثقوب وتملأ الجيوب تستر العيوب وتعين الموهوب أن يخطو الدروب وفى الرحمة حروب وضرب بالطوب كما ذاق أيوب فلا تتساهلها الشعوب أولا تتوب فأقصد المحبوب عند الغروب تنجو من الرسوب.

استشارى القلب–معهد القلب

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: معهد القلب أمور الدين رسول الله صلى الله عليه وسلم

إقرأ أيضاً:

الخيارات شبه الصفرية

#الخيارات_شبه_الصفرية..

خاص سواليف
مقال الخميس 15-5-2025


لماذا لا تكتب؟ لماذا لم نعد نراك تكتب؟ أسئلة تلقى علينا بتلاوين صوتية مختلفة والمعنى في بطن السائل ، منهم من يسأل شوقاً، ومنهم من يسأل معرفة ،ومنهم من يسأل لوماً، ومنهم من يسأل تشفّياً وإن كان بالحد الأدنى..
الجواب لن يكون مقنعاً الا إذا تقمّص السائل دور الكاتب الصحفي ، وحكم هو بنفسه ، لماذا لم نعد نكتب..؟!..اذا أردنا أن نكتب في الشأن المحلّي يجلس على أكتافنا 13 قانوناً نحاكم عليه سيخطف الأقلام منا ويطرد كل #عصافير_الأفكار ويضع #السجن و #الغرامات_الفلكية نصب عيني الكاتب ..كيف تكتب؟ حتماً لن تكتب الا إذا أردت ان تزوّر حنجرتك ،وتبلّل قلمك بماء وجهك شيء ما يشبه ما نشاهده على #الشاشات أو بعض صفحات الصحف حيث لا لون للكتابة ولا طعم ولا رائحة ولا ضمير الا من رحم ربي..
اذا أردنا أن نكتب عن الشأن العربي ، قبل أن تشرع في كتابة الفكرة ، ستتذكّر كل موظفي #الجوازات في #المطارات ومراكز الحدود العربية وهم يدقّقون على اسمك ان كنت من #القوائم_السوداء ام لا، وهناك الثمن أغلى..ان أردت أن تكتب شيئا عن الشأن الدولي ، هنا وبالقانون ما يجرّم الاساءة لدولة صديقة..اما أن تكتب مادحاً أو تكتب شيئاً هلامياً رغوياً يشبع عبارات المجاملة “اهم شي العفو والعافية ، والحمد لله ع شمة الهوا”،”اهم شي الصحة” والخ.
ثم أن الكاتب الصحفي صارت تتشكل لديه قناعة ..انه في عالمنا العربي – تحديداً – هذه المهنة باتت بطريقها الى الزوال.. تماماً “مثل مبيّض الطواسي” أو “مصلّح البوابير” ، يعني لم تعد مهنة يستحق الكاتب – من وجهة نظرهم أن يتقاضى عليها دخلاً..تبقى رسالة سامية ومهمّة بل بالغة الأهمية والشرف لكنها ليست مصدراً للدخل وليست وظيفة كما هو في كل دول العالم.. #الصحف_الورقية تنزف ومنتهية وخارج الزمن في أغلب #الوطن_العربي، مواقع التواصل صارت وسائل اعلام مجانية..فلماذا يُدفع للكاتب راتباً مقابل رأي يطرحه مهماً كان ثميناً..ومواقع التواصل تعج بالأرآء المجانية ثم ان في هذا الزمن المرئي الشفاف ، لا أحد يشتري كلام الصحف ولا يشتري الصحف أصلاً..وان وجدت هذه المهنة فهي قليلة..فالصحف الحكومية لا تحتضن الا الكاتب (الحكومي )، والصحف الخاصة لا تحتضن الا الكاتب (الحكومي) أيضاَ..ولسان حالهم يقول : #الكاتب مستقل #القلم و #الرأي و #التفكير فليمارس ضميره واستقلاله ورأيه بعيداً عنا على صفحات التواصل لكن لا مكان له بيننا..
ولأن الكاتب كأي مخلوق بشري ،لديه مسؤولية والتزامات وأحلام وحق العيش.. لا بد للكاتب أن يتكيّف مع هذا التغيّر..ومن غير المعقول أن يقايض شركة الكهرباء دفع الفاتورة “بمقالة” أو يذهب للمدرسة ويطالبهم ان يقبلوا الأقساط “مقالات نارية”..أو يدفع قسط السيارة..بمقالات حصرية..او يوزّع على أطفاله كل واحد “منشور” بدل #المصروف_اليومي..لذا لا بد له أن يجد مهنة رديفة للعيش والاستقلال المادي،نجّار وصحفي ،حدّاد وصحفي ،مزارع وصحفي، كهربجي وصحفي.. عليه أن يمسك بمهنتين على الأقل مهنة للعيش وأخرى للحياة.. كي لا تسقط من يده رسالته في #صناعة_الرأي و #زراعة_الوعي وانتاج الفكرة..كل ما سبق هو جزء من معاناة الاجابة على التساؤل..لماذا لا تكتب؟ أو لم نعد نراك تكتب؟..
حوسة..

#احمد_حسن_الزعبي
Ahmed.h.alzoubi@hotmail.com

مقالات ذات صلة كاتب إسرائيلي يدعو إلى إسقاط نتنياهو 2025/05/15

مقالات مشابهة

  • الخيارات شبه الصفرية
  • وفاة الشاعر اليمني ياسين البكّالي بعدَ مُعاناةٍ مع المرض
  • الإسكندرية تحتفي بـ«ملائكة الرحمة»: احتفالية كبرى باليوم العالمي للتمريض تؤكد على دورهم الحيوي
  • كلية الطب في جامعة حفر الباطن
  • هل يحق للزوجة أن تطلب من زوجها تعديل ببعض الأمور في شكله.. أمين الفتوى يجيب
  • هل هاتفك منهم .. تحديث One UI 8 لن يصل إلى هذه الأجهزة من سامسونج
  • واحدة تكفي.. ابتكار حقنة لعلاج العمى
  • الرحمة قبل التعليم
  • أ. د. اخليف الطراونة يوجه رسالة الى اسرة جامعة العقبة الطبية
  • لانا.. طفلة فلسطينية شيبتها الإبادة الإسرائيلية