قال الدكتور علي عثمان شحاتة، أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الرحمة ليست فقط خُلقًا عظيمًا بل هي منهج حياة إذا ساد في المجتمع، تحوّلت العلاقات إلى بيئة إيجابية وقلّت فيها الخلافات والاضطرابات.

وأضاف أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، خلال في تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن التعامل مع الأبناء نموذج واضح لأهمية التوازن بين الحزم والرحمة، مشيرًا إلى أن الإفراط في التدليل يُفسد، والقسوة المفرطة تُرعب.

 

رئيس جامعة الأزهر: صعدت إلى غار ثور منذ 20 عاما وفهمت معنى كلام النبي.. فيديورئيس جامعة الأزهر يشيد بجهود الإمام الأكبر لجمع المسلمين تحت راية واحدةغدًا.. احتفالية كبرى بالجامع الأزهر لختم كتاب «شرح علل الترمذي»إحياء ذكرى الهجرة النبوية باحتفالية كبرى بالجامع الأزهر مساء اليوم

ونوه أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر بأن الرسائل الإيجابية التي تبثها الرحمة في نفس الطفل تؤثر على تكوينه النفسي وتُنشئه سويًا غير معقد، والنبي ﷺ قدّم لنا النموذج في احتضانه وتقبيله لأحفاده، رغم اندهاش من حوله ممن لم يعتادوا هذه المظاهر من الرحمة.

وأضاف أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر "الداعية الناجح لا يُيئّس الناس من رحمة الله ولا يُؤمّنهم من مكره، وكذلك المربي لا يفرط في الشدة ولا يتساهل بما يضر، بل يزن كل موقف بميزان الحكمة".

وعن أثر الرحمة في المجتمع، قال أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر "لو سادت الرحمة في بيوتنا وشوارعنا وأماكن العمل، 90٪ من مشاكلنا ستختفي من تلقاء نفسها، لأنها تبدأ غالبًا بكلمة قاسية أو موقف متشنج.. الرحمة تبعث سكينة في القلوب، وإذا هدأ القلب هدأت الجوارح".

وأضاف أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر "حتى في القصاص، الإسلام فتح باب الرحمة، فمن عفا وأصلح فله أجره عند الله، وهذا دليل أن الله يحب أن يسود خلق الرحمة حتى في أعقد المواقف".

طباعة شارك الدكتور علي عثمان شحاتة أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر جامعة الأزهر الأزهر الرحمة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جامعة الأزهر الأزهر الرحمة

إقرأ أيضاً:

مرافعة نارية.. كلمات مؤثرة للنيابة بمحاكمة أب قتل طفله بالإسكندرية.. فيديو

قدمت النيابة العامة بالإسكندرية، ممثلًا عنها المستشار أحمد راجح، وكيل النائب العام نارية مؤثرة أمام هيئة محكمة جنايات الإسكندرية، في وقائع قضية مقتل طفل علي يد والده فقام المتهم بالاعتداء عليه، وأعد لذلك الغرض أداتين مما تستخدمان في الاعتداء على الأشخاص - عصا خشبية وسوط - وما أن ظفر به كان له عدد إثنتي عشرة ضربة باستخدام الأداتين استقروا بأماكن متفرقة من جسده وتابع التعدي عليه بالأيدي بأن كان له العديد من الصفعات على وجهه وثلاث ضربات بقبضة الأيدي استقروا في بطنه فأحدث إصاباته، مما أدي إلي وفاته وسنقص عيلكم الأحداث.

وقال ممثل النيابة العامة: "اليوم تجزي كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريعُ الحساب" سبحان من خلق الإنسان و جعل له السمع و البصر و الفؤاد ميزه بالعقل عن سائر المخلوقات وهداه به سبيل الرشاد وأنذر عباده عذاب يوم التناد بقوله "إن ربك لبالمرصاد" اعتلي اليوم منبر الحق من منصة العدل و لقد سبقني إليها من هم أفصح مني لسانا وأكثر بيانا ولكني حُملت علي عاتقي أمانة فتمثيل هذا المجتمع رسالة استخلفنا الله فيها واسترعانا لنعرض علي مسامعكم الدلالة علي ما ورد بأمر الإحالة في عجالة دون إطالة، طالبا حكما بإجماع آرائكم لا محالة فما جئنا اليوم إلا لتحقيق العدالة، مما لا ريب فيه أن جناية القتل العمد ليست جريمة عادية فهي جريمة يستنكرها رب البرية قبل البشرية فهي تخرج عن الفطرة الإنسانية فما بالكم إن كان القاتل الأب والمقتول نجله صبيا فالراعي هو من قتل الرعية فلقد أتي شيئا فريا سلب نجله الحياة عمديا بعصا خشبية وما كان لأمانته وفيا واحسرتاه علي روح ذكية فاضت إلي بارئها غير راضية و لا مرضية تشكو ظلما جليا وأبا أنانيا قلبه صخريا قتل صغيره جنيا وما كان عليه حنيا.

وأضاف: "المجني عليه سيدي الرئيس الموقر حضرات السادة المستشارين الأجلاء طفل لا يجاوز عمره ثماني سنوات لا ذنب له ولا جريرة سوي أن هذا المتهم أباه وأني لأشفق علي الأبوة أن تدنس إن وصفنا الجاني بها فهذا المتهم أنتزع من قلبه الرحمة بل بالأحري أنتزع من صدره القلب فصار شيطانا بلا قلب  مجردا من الرحمة والإنسانية فلقد من عليه الله من فضله وأعطاه ما حرم غيره فوهب له غلاما فبدلا من أن يحمد ربه علي ما فضله به عن غيره و يسهر علي راحة نجله فلذة كبده و يداوي جرحه سلبه روحه وهان عليه ضربه وأصر علي قتله أراد أن يحرم طليقته من نجلها فطلب إليها قبيل الواقعة بثلاثة أشهر أن يبيت المجني عليه برفقته بالمسكن بضعة أيام فوافقت ثم قام بنقله من مدرسته إلي مدرسة أخري و تهرب من الرد علي اتصالاتها و قال لها نصا " لو فكر يقول أنه عاوز يرجعلك أنا هموته " و لقد أوفي بوعيده لبئس الفعل و لبئس الوعيد.

وأضاف وكيل النائب العام: المتهم الماثل في قفص الإتهام أمامكم ركب فرس الجحود علي هودج من فجور و راكضا به في طريق الشرور فهوي به في قاع مسجور فكان بنعمة ربه كفور وما كان شكور فقتل نجله بفتور و تعدي عليه حتي أماته مقهور فسلب منه ضحكته و البراءة و السرور و أم تبكي صغيرها المقبور بقلب معذب مفطور و كل ذلك في الأوراق مسطور وإني لمشفق علي آذان الحضور عندما عاد المتهم إلي مسكنه ليلا _ بحسب روايته_ وجد بقايا طعام ملقي في سلة المهملات فتوجه صوب الصغير في غرفته لسؤاله عن سبب قيامه بذلك وآنذاك أبصر بعض من بقايا الفاكهة ملقاة إلي جوار سريره فاستل عصا خشبية وانهال بها ضربا غاشما علي الصغير فكال إليه العديد من الضربات استقرت في مواضع متفرقة من جسده علي كلتا قدميه وجوانبه وظهره حتي انكسرت عصاه فلم يكتف بما أتاه من أفعال بل عاجله بضربات براحة يده علي وجهه.

وتابع: ثم كال إليه بقبضة اليد المغلقة بضع ضربات استقرت في معدته حتي قال له الصغير نصا "يا بابا مش هعمل كده تاني ووسيبني أنام" فتركه وخرج من المسكن وعقب عودته بعد برهة يسيره وجده مستلقيا علي ظهره ثغره مفتوحا فقد فاضت روحه إلي بارئها، طلب النوم هروبا من الألم وخلاصا من العذاب ففاضت روحه وما وجدت جواب، أهكذا يكون الآباء أهذا إنسان، سبحان من جعل الرحمة أسم من أسمائه وصفة من صفاته وتجلي جزء بسيط من رحمته في الدنيا فجعل الدابة التي لا تملك عقلا ترفع قدمها عن وليدها تلك آية من آيات رحمة الله أما هذا المتهم الذي ميزه الله بالعقل لا يعرف الرحمة مطلقا وأني لأستشعر بروح المجني عليه ودموعه تعلو خده مطرا منهمرا تشكي لربها في السماء صارخة وتوجه للمتهم خلف هذا القفص عتابا قاسيا، امتناعي عن الطعام يستوجب قتلي، ألم يُخطئ باقي الأطفال مثلي، ألم تتذكر وجهي وليدا حين قمت بضربي ألم تثنيك دموعي علي خدي ،لم لم ترحم ضعفي لم آثرت علي قتلي أذنبي أن طلقت أمي وماذا بعد موتي، من يداويك عند مرضك  يا والدي وفي المجالس يقول هذا أنا و هذا أبي، ومن يحمل نعشك علي عنقه ويجري ويقول يا ويلي بفراقك كسر ظهري،من يقرأ القرآن علي قبرك ويبكي، لأحفادك عن جميل صفاتك يحكي، أما الآن يا أبي سآكل من طعام الجنة ما اشتهي ولن ألقي الطعام كما أمرت يا أبي.

وواضح وكيل النائب العام، إن هذا المتهم لا يعرف الرحمة و الوفاءوة فلقد ارتكب جريمة شنعاء وهزت الجبال الاوتاد ولم يثنيه استجداء الطفل ولا البكاء فأصر علي الإيذاء فقتل بداخله الكبرياء ثم أمعن في الإيذاء وصرخاته تملأ الأرجاء حتي فارق الأحياء متعجبا أليس الأب هو حامي الأبناء و أكثر الأحباء أيعقل أن يكون ألد الأعداء ألا يعرف الشريعة الغراء و قول رب السماء "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا" أغفل عن الاهتداء حتي صار قلبه صحراء جدباء خالية من الولاء أم حسب نفسه من الأذكياء قتله عشاء وذهب للأطباء يقول إنه مؤمنا بالقضاء والله إنها لفعلة حمقاء أورثتك الشقاء وستبوء بذنب جريمتك النكراء إنها عدالة رب السماء.

وأكد: وإن النيابة العامة بصدد توجيه رسالة إلي المجتمع مخاطبة الآباء والأمهات تذكروا قول نبي الهدي والرحمات " ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت و هو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة " أجعلوا من أبنائكم رجالا و نساء أصحاء نفسيا أسوياء فيكونوا هم كذلك آباء و أمهات صالحين وصالحات صغاركم اليوم سندكم الغد هم غرستكم ونبتتكم في الحياة فاسقوها بالرحمة تطرح لكم محبة فاحسنوا غرسكم حتي يطيب حصادكم هم أبنائكم فلذة أكبادكم علموهم ولا تنهروهم و وجههوهم ولا تقهروهم قوموهم لكن لا تهينوهم ،فكلكم راع و كل مسئول عن رعيته علموهم وقوموهم بالرحمة و اللين في الصغر  واحصدوا الاحسان و البر في الكبر فبضاعتكم سترد إليكم يوما ما ارحموهم واسهروا علي راحتهم صغارا يحسنوا إليكم و يسهروا علي راحتكم كبارا حتما ستتبدل الأدوار اليوم تستقبلوهم لدار الفناء فرحين بهم صغارا والغد يحملنكم إلي دار البقاء باكين فراقكم كبارا ولا ينقطع عملكم بدعواتهم فتكون رحمة تتنزل عليكم مدرارا .

وتابع: سيدي الرئيس الموقر، أن الأوراق لا تنضح إلا غلظة لمتهم لا يعرف للابوة معني اعتدي علي نجله بقسوة فضربه بعصاة بغته والطفل في دهشة فانكسرت العصا زجرة وأثرها في جسده زرقة فعاجله بالقبضة والدموع منهمرة اتركني في هدنة سآخذ غفوة ففاضت روحه العطرة مطلقة صرخة الرحمة الرحمة وأم ثكلي فراق نجلها في حسرة لا سامح الله من غيب تلك الضحكة بلا رجعة فلا تجيبوه إذا طلب رحمة أو رأفه بل سلوه اين الرحمة عندما اعتدي علي نجله فقتله في صباه ،سلوه اين الرأفة عندما حرم امه من لقياه وضربه حتي انكسرت عصاه فقتله ورداه وكأس المنون سقاه و تقرير صفة تشريحية اعزي الوفاة لايلام جسدي و نفسي بلغ منتهاه حتي تعاليم الدين لم تنهاه فنسي انه سيسأل عن عمره فيما افناه وعن رعيته ماذا علمه ووصاه إلا أنه أتخذ الهه هواه وضيع أمانة الله فيما استرعاه و احرق فؤاد أم و كواه ونجله في القبر مثواه و أني أبشره فالله جل علاه وضع حقه امانة أمام قضاه استخلفهم ليطبقون العدل و يمقتون الضلال.

وختاما سيدي الرئيس الموقر حضرات السادة المستشارين الأجلاء نسأل الله أن يجعل  حكمكم للحق والعدل عنوان و سيفا بتارا للظلم و العدوان ونذيرا رادعا لكل من تسول له نفسه قتل النفس التي حرم الله مصداقا لقوله تعالي "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب"، لذلك سيدي الرئيس الموقر حضرات السادة المستشارين الأجلاء النيابة العامة تطالب بتوقيع أقصي عقوبة علي المتهم وفق نصوص التأثيم الواردة بمواد الاتهام بأمر الإحالة وهي الإعدام شنقا جزاء للقتل عمدا فبئس قدرا لمن قتل نفسا ،و أخيرا فإن النيابة العامة تحتفظ بحق الرد علي ما يبدي به دفاع المتهم من دفاع و دفوع.




مشاركة

مقالات مشابهة

  • رئيس «الشؤون الإسلامية» يتفقد الخدمات بمساجد الظفرة
  • أستاذ بالأزهر: النبي جسَّد الرحمة كقيمة دعوية وإنسانية شاملة
  • أمين البحوث الإسلامية: استدعاء القيم الأخلاقية أساس نهضة المجتمعات المعاصرة
  • الدكتور علي عثمان شحاتة: الشدائد يجب أن تدفعنا إلى الرحمة وليس القسوة
  • الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: وثيقة المدينة نموذج رائد لبناء المجتمعات المتنوعة
  • مد فترة التقديم لمسابقة «السنة النبوية» بالأزهر حتى 15 يوليو بسبب كثافة الإقبال
  • مأرب: دار الرحمة لرعاية وتأهيل الأيتام يُقيم حفله التكريمي الأول لخريجي الدفعة الأولى
  • أستاذ بالأزهر: سيدنا النبي نهى عن هذه التصرفات على الطريق
  • مرافعة نارية.. كلمات مؤثرة للنيابة بمحاكمة أب قتل طفله بالإسكندرية.. فيديو