بوابة الوفد:
2025-07-01@12:37:32 GMT

المواطن المصرى «بطل من ذهب»

تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT

مساء أمس وأنا من هواة السهر، انغمست فى مكتبى كالعادة وسط كومة من الأوراق والقضايا التى ادرسها، استعداداً لجلسة المحكمة صباحاً، وبين طلبات أهلى من أبناء دائرتى فى عدد من دواوين الوزارات حملتها معى الى القاهرة، أرتشف قهوتى، إذ هاتفتنى زوجتى لتقص على مشكلة لأسرة لديها مشاكل ومعاناة، وكانت متأثرة جداً فى حديثها وقالت لى نصاً.

.. المواطن المصرى أصبح غلبان جداً، وهى عبارة مصرية دارجة، وجدت نفسى بدون تردد أرد عليها،... أبداً المواطن المصرى بطل، وحقيقى هو البطل الفعلى فى هذا الوطن.

التقطت منها موضوع حديثى اليوم... ودعنى أترك لك المجال عزيزى القارئ لتطوف فى وجدانك وعقلك، ما تعريف البطل... البطل أو مستر hero بالمعنى العام للكلمة هو كائن استثنائى يختلف عن البشر عامة بصفاته أو بأعماله وإنجازاته، لديه قدرات فريدة مبهرة ذو قيم ومثل سامية... وجسدت لنا السير والآداب والتاريخ، البطولة أو البطل فى صورة الحاكم أو السلطان وغيرهم وهو الإنسان الخارق فمن أوزيريس فى العصر الفرعونى إلى عصرنا الحالى تعدد النماذج التى اتصفت بصفات خارقة وخلدها التاريخ.

أقولها وبكل صدق وأمانة أحاسب عليها أمام الله البطل الحقيقى فى عصرنا الحالى هو «المواطن المصرى»، تعودت معكم أن أبحث فى مشوارى عن القوى الأمين، الذى ذكره الله فى كتابه العزيز: «إن خير مَن استأجرت القوى الأمين» ووجدتنى أجد أن المواطن المصرى هو القوى الأمين، بكل ما تحمله الآية من معان.

قد تسألنى، كيف بنيت وصفى وإصرارى على منح المواطن البسيط لقب القوى الأمين؟

فلنعد بذاكرتنا إلى بداية الإصلاح الاقتصادى فى 2016 لا بل نعود إلى 2011 من يومها الى الآن والمواطن المصرى قد تحمل ما لم يتحمله بشر من فوضى كادت تهوى بالوطن إلى مجاهل الظلام، إلى سنة سوداء حكمت فيها جماعة أرادت اختطاف الوطن حتى بعث الله لنا مواطناً من تراب هذا الوطن ليخلصها من الاختطاف، وجاء الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أراد إصلاح ما أفسده الدهر، وتنزل الجماهير المصرية لتفوضه للقضاء على الإرهاب، بعدها أعلنت الدولة المصرية عن فكر إصلاحى جديد على كافة المستويات ومنها الإصلاح الاقتصادى، ومن 2016 بين انتصارات وانتكاسات للاقتصاد المصرى، يظل المواطن المصرى ثابتاً على موقفه بأقدام راسخة فى الأرض وهامة تعانق السماء لا يكل ولا يمل، نتفاءل بمعدلات نمو مرتفعة، ولكن تأتى جائحة كورونا لتأكل الأخضر واليابس، ثم الحرب الروسية الأوكرانية، لتهوى بالاقتصاد الى مراحل لم يصل اليها منذ عقود.

هل رأيت هذا المواطن، الذى يروى عرقه تراب وطنه سواء فى مصنعه فى القاهرة أو الدلتا أو الصعيد أو المزارع والفلاح فى أرضه فى أى محافظة من المحافظات الريفية التى نتمنى إليها... هل رأيته يخرج ليتظاهر أو يعترض عما ألم بنا، لا والله لا والله... إنما ظل صامداً محتسباً واثقاً فى إرادة الله وفى قيادته الحكيمة بأنها قادرة على العبور بالوطن إلى بر الأمان.

لقد كان المواطن المصرى، الضابط والقاضى والمحامى والطبيب والمهندس والإعلامى والمدرس، العامل والفلاح، المرأة المعيلة وست البيت، الجميع ادى رسالتة بدون كلل أو ملل تحمل تداعيات الإصلاح فى القضاء على الارهاب او الإصلاح الاقتصادى بفاتورة قاسية تحملها بمفردة ليستحق بكل صدق لقب القوى الامين.

فى عام 1988 قدم لنا الفنان الراحل ممدوح عبدالعليم، رائعة فيلم «بطل من ورق»، والآن وفى عام 2024 أردت أن أكتب عن البطل الحقيقى وهو المواطن المصرى، ولكن بمنظور حقيقى بعيداً عن السينما، وهو «بطل من ذهب» بقيمته الحقيقية التى تحلق فى سماء القيم والمثل العليا.

منذ أيام أعلنت الحكومة عن استثمارات ضخمة ستضخ فى السوق المصرى نأمل أن نجد انفراجة وبارقة أمل جديدة تنعش الاقتصاد الوطنى لتعود له ابتسامته.

أنتهز هذه المناسبة وأطالب بتكريم يليق بالمواطن المصرى الذى تحمل الكثير والكثير وشهد له القاصى والدانى، بالمسئولية التى تحملها منفرداً.

ولكل هذه الأسباب أطالب دولة رئيس الوزراء ووزير الإسكان، وجميع الجهات المعنية، بتكريم مستحق للمواطن المصرى بتمثال ضخم، او جدارية بأحد أحياء العاصمة الإدارية الجديدة الكبرى، بعنوان «المواطن المصرى البطل»، رمزية تخلد مسيرة اخلاص، ورد الجميل من وطن يحفظ الجميل ويعرف قدراً من ضحى ومن قدم لوطنه الكثير والكثير.

عزيزى القارئ أختتم حديثى، بالأمل دائماً وأقولك «فيها حاجه حلوة» أوقن أن القادم أفضل بإذن الله، وبحول الله وقوته وبفضل الاستثمارات الهائلة القادمة سينتهى أنين المواطن وألمه ليخرج من هذه الأزمة منتصراً بأذن الله وليكون المثل والقدوة فى تحمل فاتورة الأزمة والخروج منها بإيمانه وصبره.

للحديث بقية ما دام فى العمر بقية.

المحامى بالنقض

وعضو مجلس الشيوخ

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وعضو مجلس الشيوخ طارق عبدالعزيز المواطن المصرى بطل من ذهب كلمة حق الأوراق المحكمة المواطن المصرى القوى الأمین

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: لماذا لايعود " الكونستابل " !!



مايتم من خروج عن القانون فى الطرق السريعة فى مصر – شيىء لايمكن تصديقه – إلا بالرؤية  والمشاهدة !! ففى الطرق التى نسميها سريعة -  مثل الدائرى – والصحراويات – والزراعيات – كل هذه الطرق – تموج بعبث قانونى – يؤدى إلى الموت – لكل من لم يتسم حظه بالسرور والنجاة – من رحلتة فى مثل هذه الطرق – وخاصة بعد غروب الشمس عن المحروسة – سيارات نقل محملة – بكميات من مواد البناء ( ظلط ورمل ) دون غطاء  " يلفح" الهواء ماتسطحه على متنها – لكى يضرب فى زجاج السيارات المارة أو الغير محظوظة ولامجال للشرح أو التفسير – عن تطاير الظلط والحصى – وشرخ زجاج واجهات السيارات الأخرى – سيارات نقل – بمقطورة – وكان هناك قرارات وزارية على أعلا مستوى – بعدم سير المقطورات فى الطرق السريعة – ولكن – مثل أى قرار أخر "ذهب مع الريح " – ومازالت المقطورات تتراقص خلف السيارات النقل – وتبحث عن فرصة للأنفصال – لتذهب كيفما تشاء لتقتل خلق الله دون إذن إلا من العلى القدير الذى يسبب الأسباب !! 
سيارات نقل من كل الأنواع كبيرة وصغيرة – تفتقد لعناصر السلامة – وأهمها الأضائة – لايوجد بها أضائة – خلفية وأمامية – أقسم بالله كتلة متحركة فى الظلام ينبعث منها دخان أسود تسير فى منتصف الطريق – ليس يمينا أو شمالاَ تتراقص بين الخطوط البيضاء على الطريق 
– تتحدى أى مغامر- لكى يخطوها – وتجد هذا المنظر على الطريق الدائرى فى القوس الغربى بين القطامية والمعادى – وأكاديمية مبارك للأمن – حيث تكدس العربات النقل المحملة بكل شيىء خارج وداخل إطار العربات – وكلها فى طريقها إلى طريق السويس والإسماعيلية – هربًا من طريق القطامية – العين السخنة – لوجود رسوم مرور على هذا الطريق المحترم !!
شيىء أخر – سيارات تسير عكس الأتجاة تخرج من وسط الطريق – قاطعة الأتجاة المعاكس لكى توفر (يوتيرن ) طولة لايزيد عن ربما مائة متر – لكن أستهتار مابعده أستهتار – شيىء أخر جاء ذكره فى حوادث كثيرة – عربات النقل يقوم ( التباع ) مساعد السائق بإعداد 
( الجوزة ) وهى لمن لا يعرف هى بديل ( الشيشة ) بالمعسل – لكى يضبط السائق ( دماغة ) أثناء القيادة – وهذا منتشر جداّ فى الطريق الزراعى مصر إسكندرية وضواحيه واخرها طريق منوف المسمى بطريق الموت والذى راح ضحيته فتيات فى عمر الزهور لم يروا الحياة بعد رحمهم الله – وكذلك طريق الصعيد – وحتى لاأستمر فى ذكر – الخروج عن القانون – فى الشارع المصرى – من 
( ميكروباصات ) هائمة كالجراد – وسائقين شبة متشردين وأشياء لاتسر عدو ولاحبيب – أجد السؤال هو – أين ( كونستابل زمان ) – هذا السيد الرشيق على ( الدراجة النارية ) "الموتوسيكل" كان هو ضابط حركة المرور فى الطرق السريعة وكان  بلباسه "الكاكى" – "وكابه ذو الحزام على الرأس والرقبة – يمثل الرعب لكل خارج عن القانون – وكانت السيارات النقل تحسب له ألف حساب –وكان زميله ( عسكرى الدرج ) هو صاحب 
( أهه من هناك ؟) يحمى أمن المناطق السكنية – أين هؤلاء الشرطيين المحترمين لدى شعب المحروسة – سوف نسمع أن هناك أمناء شرطة – وهناك عساكر دورية بالسيارات – وكلام كثيرة جداَ فى هذا الأتجاة – ولكن لم يثبت جدواه – الخروج عن القانون فى الشارع المصرى لاحدود له – نريد تغيير إلى الخلف – نريد أن نعود للوراء – من فضلكم أعيدوا ( الكونستابلات ) المحترمين إلى شوارع المحروسة السريعة أو ماتسمى بالسريعة !! لأنها أثبتت سرعتها فقط فى أخذ أرواح المصريون !! 
لا شك بأن الشارع المصرى –فى أشد الإحتياج إلى إنضباط مرورى –ربما لن يستطيع تعديل قانون المرور من ضبط إيقاع الشارع المصرى دون البنية الأساسية المطلوبة –وهى على سبيل المثال وليس الحصر –إزالة تكدسات الباعة الجائلين فى الشوارع المصرية والمتمركزين على الأرصفة –وتحت الأرصفة –مطلوب عدم سير المركبات البطيئة (سرعة 2 حمار) من الطرق ووسط المدن-مطلوب تركيب إشارات مرور عصرية –تعطى الإحساس ببيئة صالحة للمرور كأى مكان فى العالم –مطلوب شرطى فيه المواصفات الفنية القادرة على التعامل مع المخالفين –ومع المتشردين كما هو مطلوب معاملة إنسانية تحفظ للشرطى كرامته ماليًا ومظهريًا –كل هذا مطلوب من الدولة –وليس قانون المرور الجديد وحده !!
                                                        أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد
    [email protected] Hammad

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: لماذا لايعود " الكونستابل " !!
  • الوزير صادي يستقبل البطل الجزائري في الفورمولا سامي ليو روبنسون
  • انفجار في ناقلة نفط تحمل مليون برميل قرب ليبيا
  • الإصلاح: هل يبدأ بالراعي أم بالرعية
  • القهرمان الإيراني وهيرو الأمريكي: الحسرة والهسبارا
  • الحرية المصري: 30 يونيو ملحمة شعبية أنقذت الدولة وحددت ملامح بناء الجمهورية الجديدة
  • ما السور التى تقرأ فى صلاة الضحى؟.. تعرف عليها
  • حكم بر الأم التى تحرض أبناءها على الأب بعد الطلاق.. الإفتاء تجيب
  • أسامة خنوسي يتألق ويتوّج بالمرتبة الأولى في كأس المجر لرمي القرص
  • قيادة قوات الدفاع الشعبى والعسكرى تنظم ندوة تثقيفية بمقر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية