اللاذقية-سانا

ناقش المشاركون في ملتقى الشباب السوري- الروسي بيومه الثاني مفاهيم الهوية والانتماء ودور تعزيز الهوية الوطنية في زيادة القدرة على مواجهة التحديات وبناء مجتمع أكثر وحدة وتماسكاً وقدرة على الصمود والاستمرار في أعتى الظروف.

وأوضح الدكتور عقيل محفوض الأستاذ في جامعة دمشق أن الهوية مشكلة عالمية تظهر في الدول التي تعاني أزمات داخلية أو حروباً أو تحديات خارجية والمجتمعات متعددة الأديان والطوائف والأعراق، لذا كان من الضرورة تسليط الضوء على أهمية إدارة التنوع السوري لبناء هوية وطنية جامعة وتعزيز التعايش في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها سورية.

بدوره أكد المايسترو ميساك باغبورديان قائد السيمفونية الوطنية السورية على الدور الكبير الذي تلعبه الموسيقى، باعتبارها لغة عالمية، في تعزيز الانتماء والهوية الوطنية للأشخاص وتصديرها بطريقة صحيحة والتعريف بها، مستعرضاً تجربة السيمفونية أثناء الحرب الإرهابية على سورية رغم اللحظات الصعبة مع التركيز على ضرورة زيادة اهتمام العقول الشابة بالثقافة والموسيقى لارتباطهما الوثيق بتكوين الهوية.

فيما شكّل دور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في نشر الأخبار والأحداث ولا سيّما في ظل الحرب الممنهجة على سورية وكذلك الأمر في روسيا محور نقاش الجلسة التي استضافت الإعلامي باسل محرز والدكتور باسل زيتي الأستاذ في جامعة تشرين والمختص بالذكاء الاصطناعي.

وبيّن محرز أن الحرب على سورية فرضت على وسائل الإعلام الخروج عن طابعها المحلي التقليدي والبحث عن أدوات جديدة للحصول على المعلومة الدقيقة وتوثيقها وإيجاد أساليب لإيصال الصورة الحقيقية وتصحيح المعلومات المغلوطة التي روجّت لها حملات التضليل الإعلامي برعاية جهات إقليمية ودولية والتشويه المتعمد للحقائق ونشر الأخبار الكاذبة التي تسببت في زيادة معاناة المواطنين، لافتاً إلى أن شباب اليوم يدرك جيداً دور الإعلام في إحداث التغيير والتأثير في الرأي العام وضرورة خلق صوت سوري لكسر هيمنة الإعلام الموجه من قبل طرف واحد أو نمط واحد وإيصال قضايا الشعوب الحساسة دون تغيير حقيقتها.

من جهته استعرض الدكتور زيتي مراحل تطور وسائل التواصل الاجتماعي وكيفية تأثيرها وتحكمها بالرأي العام من خلال العوامل النفسية التي تؤدي لقبول أو رفض المعلومة ودور الذكاء الاصطناعي وتقنياته بتحليل المعلومة بالاعتماد على الخوارزميات والرؤى الحاسوبية وأبرز الأساليب المستخدمة لنشر المعلومات المضللة ودور منصات التواصل الاجتماعي في تعزيز انتشار المحتوى المضلل، مشيراً إلى جهود الاتحاد الوطني لطلبة سورية وفروعه الخارجية لإظهار الصورة الحقيقية لسورية رغم التضليل الإعلامي وتبادل الخبرات التي هي أحد أهداف هذا اللقاء لحماية الجيل من المعلومات المضللة.

من جانبه تحدث عميد كلية العلاقات الدولية والدبلوماسية في جامعة الشام الخاصة الدكتور سومر صالح عن الليبرالية الجديدة والتمييز بين مصطلحين لها والفرق بينهما إضافة إلى استعراض تاريخها، كما تطرق إلى معالجة مخاطر الليبرالية الجديدة على المجتمع.

رشا رسلان ونبيل علي

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

إعلاميون: ضرورة أن يخاطب الإعلام العربي العالم ولا يتخلّى عن الهوية

دبي: سومية سعد

أكد عدد من الإعلاميين المتخصصين أن وصول الإعلام العربي إلى العالمية ليس هدفاً سهلاً، ولكنه ليس مستحيلاً، ويتطلب الأمر تكاملاً بين البنية التحتية، والتحرير، والتسويق، والكوادر، والتقنيات.. والأهم وجود إرادة حقيقية لأداء دور عالمي، من دون التخلي عن الجذور والهوية.
وأكدوا أن الوصول بالإعلام العربي إلى مستوى عالمي يتطلب تضافراً حقيقياً بين عناصر عدة، من بينها التمويل المستدام والاستقلالية المهنية والتنوع في المحتوى واللغات، والابتكار الرقمي وتطوير الكوادر والتوسع الجغرافي والتعاون الدولي، واستراتيجية تسويقية مدروسة.

محاولات جادة


يشير طاهر بركة، المذيع في«قناة العربية» إلى أن العالم العربي يشهد محاولات جادة للدخول إلى المشهد الإعلامي العالمي، خاصة عبر منصات مثل قناة «الجزيرة» بنسختها الإنجليزية، التي استطاعت تحقيق بعض الحضور الدولي، غير أن هذه التجارب ما زالت محدودة التأثير، وغالباً ما تبقى محصورة ضمن جمهور عربي أو من المهتمين بالقضايا العربية، من دون أن تتحول إلى مصدر رئيسي للخبر لدى الجمهور الغربي. ويرى أن نجاح منصة إعلامية عربية في المنافسة العالمية لا يعتمد على التمويل أو التكنولوجيا فقط، بل يستدعي وجود رؤية تحريرية مستقلة وخطاب إعلامي يتجاوز الحواجز الثقافية والجغرافية، وضرورة التحلي بالصدقية والحياد، والقدرة على متابعة الأخبار العالمية بكفاءة تضاهي متابعة القضايا المحلية. كما يشدد على أهمية تطوير المحتوى، بحيث لا يقتصر على نقل الخبر بل يشمل تحليلات معمقة وتقارير استقصائية وبرامج تفاعلية تقدم بلغات متعددة لتصل إلى جمهور أوسع.

التمويل المستدام


أما فضيلة المعيني، رئيسة جمعية الصحفيين الإماراتية، فترى أن تحقيق التمويل المستدام للإعلام العربي يتطلب تنويع مصادر الدخل، والابتعاد عن الاعتماد المفرط على الدعم الحكومي، بعقد شراكات مع مؤسسات دولية والاستثمار في مشروعات إعلامية، وإطلاق حملات تمويل جماهيري تعزز استقلالية العمل الإعلامي. لأن استقلالية المنصة الإعلامية وحياديتها عنصران أساسيان لبناء ثقة الجمهور، ما يستوجب وجود قواعد تحريرية واضحة تضمن حرية الصحفيين وتحميهم من التأثيرات السياسية. وترى أن منافسة المنصات العالمية ممكنة، بشرط أن يتحقق إعلام عربي حر ومستقل وطموح، وعندها فقط يمكن أن تتحول منصة عربية إلى مصدر أساسي للخبر عالمياً.

تنويع المحتوى


وتؤكد الإعلامية فرزانة حسن، ضرورة تنويع المحتوى الإعلامي، بحيث يشمل برامج وأخباراً تقدم بالعربية، إلى جانب لغات عالمية مثل الإنجليزية والفرنسية، مع التركيز على القضايا ذات الاهتمام العالمي، لتوسيع قاعدة الجمهور وتعزيز الحضور الدولي للإعلام العربي.
كما تدعو إلى اعتماد التحول الرقمي والابتكار، باستخدام الذكاء الاصطناعي وأدوات تحليل البيانات، لصناعة محتوى تفاعلي يتماشى مع متطلبات جمهور مواقع التواصل.

التعاون الدولي


منال محمد، مديرة العلاقات العامة والتسويق في شرطة دبي، ترى أن تعزيز التعاون الدولي عامل أساسي في تطوير الإعلام العربي، بإقامة شراكات مع مؤسسات إعلامية عالمية، تسمح بتبادل الخبرات والتدريب ورفع المستوى الفني والمعرفي.
كما تشدد على أهمية بناء علامة تجارية إعلامية عربية قوية ومعترف بها دولياً، عبر استراتيجيات تسويق فعالة تشمل الترويج والمشاركة في المؤتمرات والفعاليات الإعلامية الكبرى.

غياب الطموح


ويشير المستشار الإعلامي أحمد طقش، إلى أن عدم وصول الكثير من المنصات العربية إلى العالمية، لا يعود إلى ضعف الإمكانات، بل إلى غياب الطموح نحو العالمية، حيث تركز كثير من هذه المنصات على مخاطبة جمهورها العربي المحلي وتلبية اهتماماته، وهذا ليس فشلاً بل هو تميز، مادامت تقدم محتوى عالي الجودة يعكس هوية ثقافية واضحة.
كما يرى أن السعي نحو الانتشار لا ينبغي أن يكون هدفاً على حساب عمق الرسالة الإعلامية، لعدم الوقوع في فخ الترويج لمضامين سطحية سعياً وراء الشعبية.

تطوير الكوادر


أما الإعلامية حمدة الكتبي، فتؤكد أهمية تطوير الكوادر الإعلامية عبر برامج تدريب مستمرة تركز على مهارات الصحافة الحديثة والتحقيقات الاستقصائية، ما يسهم في رفع مستوى الأداء المهني. كما ترى أن التوسع الجغرافي للإعلام العربي عبر إنشاء شبكة مراسلين دولية ومكاتب في العواصم العالمية، سيعزز قدرة المنصات على تقديم متابعة حية وموثوقة للأحداث العالمية.

مقالات مشابهة

  • إعلاميون: ضرورة أن يخاطب الإعلام العربي العالم ولا يتخلّى عن الهوية
  • بإطلالة ملفتة.. صبا مبارك تشعل مواقع التواصل الاجتماعي بنيولوك جديد
  • وزير الإعلام يبحث التعاون الإعلامي الفضائي مع شركة تركسات
  • وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى يؤكد خلال لقائه وفداً من أبناء الجالية السورية في استراليا أهمية تعزيز التواصل بين الجهات الحكومية والجاليات السورية في المهجر، للاستفادة من خبراتهم في مختلف المجالات ولا سيما المجال الإعلامي، بهدف دعم جهود وزارة الإعلام
  • الروبل الروسي بين العملات الثلاث الأولى التي ارتفعت مقابل الدولار في مايو
  • برعاية ذياب بن محمد بن زايد.. اختتام فعاليات النسخة السابعة من برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة
  • اختتام فعاليات النسخة السابعة من برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة
  • فتاة تتضرر من نشر شاب فيديوهاتها الخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي
  • روبرت آلي للمرور يثير تفاعلا على مواقع التواصل الاجتماعي
  • غارديان: أكاذيب وسائل التواصل الاجتماعي غذت اندفاع الهند وباكستان نحو الحرب