صحيفة التغيير السودانية:
2024-06-12@12:39:13 GMT

المجاعة تدق الأبواب

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

المجاعة تدق الأبواب

صلاح جلال

الزملاء والأصدقاء في منبر زملاء الهند الوطنيين التحية لكم جميعا لدعوتي للمشاركة في هذا المنبر الحيوي والجاد لكوكبة من العقول المستنيرة الوطنية التي ترفض الحرب وتعمل على وقفها، وأشكر لكم جمعيا وصديق درب النضال الطويل الأستاذ ياسر عرمان، لقد خصصت هذا العمود اليوم لمخاطبتكم لاستنهاض همتكم لنعمل سويا في التعبئة والحشد والاستنفار الحميد، من أجل وقف هذه الحرب اللعينة التي أزهقت أرواح الألوف ودمرت البنيات التحتية ونهبت ممتلكات المواطنين واستباحت أعراضهم، لا يجب علينا استغلال آثار الحرب على الأحياء والأشياء من أجل التحشيد لمزيد من الحرب، بل يجب توظيفها لقفل المصنع الذي ينتج الانتهاكات، وبحشد كل الناس في صف وقف الحرب وتحقيق السلام المتفاوض عليه، للخروج من مستنقع حرب لا رابح فيها مهما تطاولت أيامها وشهورها وسنواتها لا بد من أن تنتهي على طاولة مفاوضات هذه سنة الحياة وتجارب التاريخ.

الزملاء الأعزاء البلاد مقبلة على مجاعة حقيقية كل مؤشراتها تقول إنها مجاعة مدمرة غير مسبوقة للتشبه آخر مجاعة ونقص حاد في الطعام كالتي حدثت في العام ١٩٨٣ م ولكن من الممكن أن تحمل ملامح مجاعة سنة ستة التي أكل فيها بعض الناس جثامين الموتى، ولم تسلم القطط والكلاب وتتبع الفقراء بيوت النمل للحصول على مخزون من طعامها هذه المجاعة القادمة تهديد جدي لوجود شعب السودان على قيد الحياة، كلام جد ليست تهويلا وخطرا حقيقيا لا يحتمل الاستخفاف أو التأجيل، لا يمكن أن نكون واقفين دون تحرك مدني كبير لمواجهة السبب الذي قادنا للمجاعة وهي الحرب الراهنة وتحلل الدولة.

لا بد لنا لمواجهة هذا المنعطف الحاد من عمل مدني جاد للضغط على طرفي الحرب اليوم قبل الغد لإيقاف هذه المهزلة فورا، بالاصطفاف المدني في كل المناطق الممكنة والآمنة للمناداة بوقف الحرب، لا بد من المظاهرات الحاشدة أمام السفارات بالخارج في كل دول العالم من الجاليات السودانية للمطالبة بالوقف الفوري للحرب، لابد من العمل المنظم في الخارج لتعبئة أكبر حركة تضامنا مع شعبنا لمواجهة مخاطر هذه المجاعة وسط الشعوب الصديقة والمحبة للخير والسلام، خيارنا كمدنيين هو التنظيم والحركة بالداخل والخارج، الصمت ليس خيارا وهو الدفع نحو الهاوية، الأمور وصلت حد إنقاذ حياة الملايين أو الموت، الحياة أصبحت مستحيلة، تقرير مساعد الأمين للأمم المتحدة للشئون الإنسانية يحمل مؤشرات مرعبة تقول ٩٥ % من عدد السكان متأثرين بنقص الغذاء وحوالي ٢٥ مليون نسمة لا يملكون وجبة يومية بانتظام، منهم الآن ٥ ملايين في حالة جوع لدرجة الموت بينهم أكثر من ٣ ملايين طفل، قضايا أساسية بدأت تسقط من سلم الأولويات المشافي والعلاج والأدوية المنقذة للحياة أصبحت معدومة، وانقطاع ١٩ مليون طفل عن التعليم أصبحت حقيقة كعاهة مستديمة تصادر بها الحرب العبثية الحاضر والمستقبل

مواقع الهشاشة السابقة حيث فقراء هامش المدن والأطفال في معسكرات النزوح يموتون يوميا بالعشرات، المواطن المغلوب يدفع الآن فواتير الحرب موتا مجانيا في معسكرات اللجوء والنزوح مشهد مفزع يفوق تصورات كافكا للرعب لا يحتمل السكوت أو الإبطاء.

بينما الفريق البرهان وقيادات الحرب من كبار الجنرالات والقادة وأسرهم ما زالت ضرورياتهم مؤمنة مع بعض الرفاهية.

وقيادات الدعم السريع كذلك، الجمرة بتحرق الواطيها وهو المواطن العادي صاحب المصلحة الحقيقية في وقف الحرب يجب أن تتحزم القوة المدنية للنضال وتستعد لدفع ثمن مقاومتها للحرب مهما كانت التكلفة والمخاطر من أجل أن تكون صوتا من لأصوت لهم، ويفرض عليهم الموت بلا ضوضاء وإزعاج لقادة الحرب ولورداتها من كبار الجنرالات، ومن خلفهم بعض المترفين أغنياء كل العصور الذين ينادون على الفقراء لحمل السلاح وأسرهم في تركيا وماليزيا وقطر والقاهرة وأطفالهم في المدارس والمشافي الخاصة جاهزة لاستقبالهم في أي طوارئ صحية.

ختامه

الزملاء والزميلات يجب علينا الآن النهوض والاستنفار في الداخل والخارج لإنقاذ الشعب الفضل من براثن الحرب العبثية، لنشمر سواعد الجد للنضال المر من أجل وقف هذه الحرب وحمل أطرافها غير المسئولة لمائدة التفاوض فورا بلا إبطاء لوقف العدائيات بأعجب ما تيسر، والعمل على تأمين وصول الطعام والدواء للمحتاجين فورا، وتأمين إعادة التلاميذ للتعليم وإعادة المؤسسات الصحية للعمل، ومن ثم الشروع في عملية سياسية تعالج قضايا العودة للحكم المدني الديمقراطي الذي تقوده القوى المدنية، ويجبر طرفا الحرب القوات المسلحة والدعم السريع الخروج من المشهد السياسي والعودة للثكنات لإكمال متطلبات الترتيبات الأمنية، لتأسيس قوات مسلحة موحدة ومهنية قومية التكوين من القمة للقاعدة، لتبدأ بلادنا سطرا جديدا في مسار التقدم والاستقرار والازدهار، لن يحدث كل ذلك دون تنظيم حركة جماهيرية مدنية واسعة في الداخل والخارج تقود النضال لإجبار المتنطعين من جنرالات الحرب وجرهم لطاولات التفاوض لتحقيق وقف القتال، وهو مطلب الشعب.

لقد قال الخليفة العادل عمر بن الخطاب لأخير في أمر جلل أبرم من غير شورى، لقد وجدنا أنفسنا في حرب لم نستشر في إشعالها وليست خيارنا، يجب أن تقف فورا نقطة سطر جديد.

الوسومصلاح جلال

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صلاح جلال من أجل

إقرأ أيضاً:

وسط تحذيرات من مجاعة جديدة.. أكثر من 2000 شاحنة مساعدات عالقة في معبر رفح

قال الاتحاد الأوروبي إن أكثر من 2000 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية وبضائع تجارية عالقة على الجانب المصري من معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة.

وأوضحت المديرية العامة للاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية في منشور على منصة “إكس”، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة، لا تزال تحول دون فتح معبر رفح.

وبينت أن أكثر من 2000 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية والبضائع التجارية تنتظر في مصر وجاهزة لدخول غزة.

كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى إيصال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام وآمن ودون عوائق.



ونشرت المديرية مقطعا مصورا يظهر تكدس عدد كبير من شاحنات تحمل مواد غذائية،  على مساحة كبيرة من الأرض، في الجانب المصري من معبر رفح.

More than 2,000 trucks carrying humanitarian aid and commercial goods are waiting in Egypt, ready to enter Gaza.

Due to intense military operations, the Rafah crossing remains closed.

The EU advocates for sustained, unimpeded, and safe humanitarian access. pic.twitter.com/I1EPHr38Td — EU Civil Protection & Humanitarian Aid ???????? (@eu_echo) June 11, 2024

وسبق أن أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة انخفاض وعدم كفاية عدد شاحنات المساعدات الداخلة إلى قطاع غزة.

وقال المكتب الإعلامي،  “نؤكد ضعف جهود إغاثة شعبنا وبقائها دون الحد الأدنى المطلوب أمام الكارثة الإنسانية التي تعصف به”.

وأشار إلى أن ما دخل من شاحنات لمحافظتي غزة والشمال خلال الأسبوع الماضي من نقطة غرب بيت لاهيا هو ٢٢٤ شاحنة فقط، غالبيتها محملة بالطحين ومستلزمات الإنتاج للمخابز الخمسة العاملة تحت إشراف برنامج الغذاء العالمي.

وشدد على أن أعداد الشاحنات الداخلة هذا الأسبوع انخفضت عن الأسبوع الماضي بنسبة 12 بالمئة,

كما كشف المكتب أن الاحتلال يعمد إلى خداع الرأي العام العالمي عبر الحديث عن إدخال شاحنات لا تحمل سوى الطحين فقط، ويتعمد تقليل حمولتها لزيادة عددها، ورغم ذلك لا يزيد عددها في اليوم الواحد عن 35 شاحنة، يفترض بها أن توفر المصدر الوحيد للغذاء والدواء لأكثر من 700 ألف محاصر شمالي القطاع.

وطالب المكتب الإعلامي بانسحاب قوات الاحتلال من معبر رفح، مبينا أن المعابر البرية هي الأكثر جدوى وفاعلية لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، والحد من أزمة الأمن الغذائي ومنع المجاعة التي تتهدد كافة مناطق القطاع.



وشدد على ضرورة "أن يتداعى المجتمع الدولي عاجلا وقبل فوات الأوان لإنقاذ من يموتون جوعا”، مضيفا أن أفضل وسيلة لذلك هو عمل المعابر البرية بصورة تسمح بإدخال كاف ومنتظم لشاحنات المساعدات والإغاثة.

وذكر أن شاحنات المساعدات والإغاثة تصطف على الجانب المصري من معبر رفح، ويرفض الاحتلال إدخالها حتى اللحظة، ضاربا بعرض الحائط قرارات مجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية، ودون الاكتراث بالواقع الإنساني الكارثي للمواطنين في القطاع.

مقالات مشابهة

  • وسط تحذيرات من مجاعة جديدة.. أكثر من 2000 شاحنة مساعدات عالقة في معبر رفح
  • دبلوماسي أمريكي يوضّح المانع الأساسي أمام إعلان المجاعة في السودان
  • أبو الغيط: غزة مقبلة على مجاعة مروعة ولا بديل عن حل الدولتين
  • وزير خارجية الأردن: مؤتمر الاستجابة يوجه رسالة للعالم بأن الحرب على غزة يجب أن تتوقف فورا
  • وزير خارجية الأردن: رسالة مؤتمر الاستجابة للعالم هي ضرورة توقف الحرب على غزة فورا
  • لافروف: الحرب الإسرائيلية على غزة يجب أن تتوقف فوراً
  • السودان على حافة المجاعة.. والوكالات الأممية تدق ناقوس الخطر قبل الكارثة (فيديو)
  • 6 دول تجري تدريبات عسكرية.. هل الحرب العالمية على الأبواب؟
  • هذا ما فعلت بنا الإنقاذ
  • غانتس يستقيل من حكومة الحرب الإسرائيلية ويدعو نتنياهو للانتخابات فورا