حكم صيام النصف الثاني من شعبان.. احذر منهي عنه في هذه الحالة
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
حكم صيام النصف الثاني من شعبان، سؤال يراود الكثير من الناس، فهم يبحثون عن حكم صيام النصف الثاني من شعبان، من أجل معرفة موقف الشرع من صيام النصف الثاني من شعبان، إذا لم يكن في صيامه حرج، يصومونه كي ينالوا ثواب الصيام في هذه الأيام المباركة، ويأتي حكم صيام النصف الثاني من شعبان أنه جائز للمسلم صيام شهر شعبان كاملًا، ولكن من لم يعتاد صيام شهر شعبان كاملًا وأتى عليه النصف الثاني من شهر شعبان فلا يستحب له صيامه.
حكم صيام النصف الثاني من شعبان منهي عنه، على الرغم من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر صيامه في شهر شعبان ولم يكمل صيام شهر غير شهر رمضان إلا شهر شعبان، لذا فيجوز صيام شهر شعبان كله على الرغم من وجود نهي للذي لم يعتاد صيام شهر شعبان كله.
حكم صيام النصف الثاني من شهر شعبان
آراء العلماء في حكم صيام النصف الثاني من شهر شعبان، يستحب صيام النصف الأول من شهر شعبان، حتى إذا أقبل النصف الثاني من شهر شعبان، يحبذ للشخص أن يستريح تأهبًا لشهر رمضان، وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام النصف الثاني من شهر شعبان، وأن يكون الصيام فيه لحالات معينة مثل اعتياد صيام يومي الإثنين والخميس، أو الكفارات، أو القضاء مثل أن يقضي المسلم ما عليه من صيام، واستدل الفقهاء بقول النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا) رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه.
حكم صيام النصف الثاني من شهر شعبان، الصيام له فضل كبير أثر جليل على النفس، وكذلك له مكانة كبيرة عند الله عز وجل، فقد جاء في السنة النبوية عن سهل رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد).
يكثر الناس من الصيام لأنه يهذب الأخلاق ويقومها، ويتحقق به الخلاص، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل: (كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، هو لي وأنا أجزي به، فوالذي نفس محمد بيده، لخلفة فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك)، هذا يكون في الصيام بشكل عام، أما في فضل الصيام في شعبان فله ركن خاص، فقد ذكر عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (النبي صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته أكثر صيامًا منه في شعبان)، وبناء عليه فإن حكم صيام النصف الثاني من شهر شعبان، أن يصوم المسلم قدر ما يشاء من شهر شعبان، أسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم.
صيام النصف الثاني من شعبان
آراء العلماء في حكم صيام النصف الثاني من شعبان، اختلف الفقهاء في حكم صيام النصف الثاني من شعبان في جوازه من عدمه، والمتفق عليه أنه من يأخذ الصيام عادة أو من عليه نذر بالصيام أو من عليه أيام من شهر رمضان السابق، فكل هؤلاء لا حرج عليهم إن صاموا شعبان كله أو أوله أو وسطه أو آخره، أم من هو على خلاف ممن لم يأخذ الصيام كعادة أو غيره مما سبق ذكره، فيرى الفقهاء وأهل العلم أنه لا يشرع له بدأ الصيام في النصف الثاني من شهر شعبان، أما في حالة وصل النصف الثاني من شهر شعبان بالنصف الأول فهو جائز.
وقد ذكرت أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما: (أنها كانت تقضي ما عليها من أيام شهر رمضان، بصيام تلك الأيام في شهر شعبان)، وأتت أقوال العلماء في حكم صيام النصف الثاني من شعبان، على النحو الآتي.
اختلاف الفقهاء في صيام النصف الثاني من شعبان
وفي حديث شريف حول صيام النصف الثاني من شعبان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا) صححه الألباني في صحيح الترمذي، ويشير هذا الحديث إلى أن الصيام بعد نصف شهر شعبان منهي عنه، أي ابتداءً من يوم السادس عشر من شهر شعبان.
ومع ذلك فقد ورد ما يشير إلى أن حكم الصيام بعد نصف شهر شعبان جائز، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين إلا رجل كان يصوم صومًا فليصمه)، فهذا دليل على جواز الصيام بعد نصف شهر شعبان لم كان الصيام له عادة مثل رجل تعود على صيام الإثنين والخميس أو من كان يصوم يومًا ويفطر يومًا وما شابه ذلك.
عن أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها قالت: (كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان كله، يصوم شعبان إلا قليلًا) رواه البخاري، وقال الأمام النووي أن قول السيد عائشة (يصوم شعبان كله، يصوم شعبان إلا قليلًا) أتى فيها الثاني تفسيرًا للأول بمعنى أن كلمة "كله" بمعنى أغلبه"، ويشير هذا الحديث على أن حكم صيام النصف الثاني من شهر شعبان يجوز ولكن لمن وصل صيام النصف الثاني من شعبان بالنصف الأول.
أخذ المذهب الشافعي بكل الأحاديث السابق ذكرها جميعًا، وقالوا فيها: أنه لا يجوز الصيام بعد النصف الثاني من شعبان إلا لعادة أو وصله لما قبل النصف الثاني من شهر شعبان، وما يصح عند أكثر أهل المذهب أن النهي في الحديث السابق عن صيام النصف الثاني من شهر شعبان هو للتحريم، وذهب بعض أهل المذهب كالروياني أن النهي في الحديث كان للكراهة وليس التحريم.
-الإمام النووي قال في كتابه رياض الصالحين: (في باب النهي عن تقدم رمضان بصوم بعد نصف شعبان إلا لمن وصله بما قبله أو وافق عادة له بأن كان عادته صوم الاثنين والخميس).
-جمهور الفقهاء ذهبوا إلى أن حديث النهي عن الصيام في النصف الثاني من شهر شعبان هو حديث ضعيف، وبناء على ذلك فقد قالوا: الصيام في النصف الثاني من شهر شعبان غير مكروه.
-خلاصة الأقوال التي ذكرت أن حكم صيام النصف الثاني من شهر شعبان منهي عنه إما على سبيل الكراهة أو التحريم، ماعدا من كان له الصيام عادة، أو من صول صيام النصف الأول من شهر شعبان بالنصف الثاني، والحكمة من النهي في هذا الحديث أن الصيام المتتابع من الممكن أن يضعف عن صيام شهر رمضان، فمن سأل في حالة: من بدأ الصيام من أول شعبان فسيكون أشد ضعفًا؟ فيرد عليه: أن من بدأ الصيام من أول الشهر يكون قد اعتاد الصيام فيصبح تعب الصيام أقل عليه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حكم صيام النصف الثاني من شعبان صيام شهر شعبان الصيام صيام النصف الثاني من شعبان حکم صیام النصف الثانی من شهر شعبان أن النبی صلى الله علیه وسلم قال حکم صیام النصف الثانی من شعبان صیام شهر شعبان رضی الله عنه النصف الأول یصوم شعبان شعبان إلا الصیام فی شعبان کله شهر رمضان بعد نصف
إقرأ أيضاً:
خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
مكة المكرمة
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، المسلمين بتقوى الله -عز وجل- وطاعته، تقوى من أناب إليه، والحذر من مخالفة أمره حذر من يوقن بالحساب والعرض عليه، وعبادته مخلصين له الدين، ومراقبته مراقبة أهل الإيمان واليقين.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: تيقظوا من سِنَةِ الغفلات فقد انقضى محرم وحلّ بكم صفر، وتنبهوا من رقدة الجهالات واعتبروا بمرور الأيام، فالسعيد من اعتبر، واعلموا أن الله تعالى بعث رسوله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما- بالهدى، وبصّر به من العمى، ذهبت بأنواره ظلمات الجاهلية الجهلاء، وعصبيتها وفخرها بالآباء، واستقسامها بالأزلام وتشاؤمها بالأيام والأنواء.
وحذّر من التشاؤم والطيرة لأنها تَوَقُّعُ الْبَلَاءِ وَسُوءُ الظَّنِّ، وذلك دأب الجاهلين والكفار قال تعالى: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون).
ونهى الشيخ الجهني عن سبّ الأوقات والدهور، والتشاؤم بالأيام والسنين والشهور، ولا تنسبوا النفع والضر إلا إلى من إليه ترجع الأمور، فلا شؤم في شهور ولا أيام، فما قُدِّرَ لا بد أن يكون، ومعاداة الأيام جنون، قال- عليه الصلاة والسلام-:(من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك)، رواه أبو داود.
واختتم فضيلته خطبته قائلًا: أصلحوا ما ظهر من أعمالكم وما بطن، واستعملوا جوارحكم في طاعته شكرًا وحافظوا على ما جاء به نبيكم، وأكثروا من الصلاة عليه، فبالصلاة عليه تنالوا الأجر والفوز والقبول، وبكثرة الصلاة عليه تنحل العقد وتنفرج الكروب وتُقضى الديون.
كما أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم المسلمين بتقوى الله حق التقوى ومراقبته في السر والنجوى.
وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن من أعظم نعم الله إرسال الرسل فهم سبيل السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة ولا يعرف الطيب من الخبيث إلا من جهتهم ولا ينال رضا الله إلا على أيديهم، موضحًا أن الضرورة إليهم أعظم من حاجة البدن إلى الروح، مشيرًا إلى بقاء أهل الأرض لا يكون إلا بآثار الرسالة الموجودة فيهم.
وأوضح فضيلته أن الله تعالى أيد رسله بآيات وبراهين تدل على صدق رسالتهم قال تعالى:(أَلَمۡ يَأۡتِهِمۡ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ قَوۡمِ نُوحٖ وَعَادٖ وَثَمُودَ وَقَوۡمِ إِبۡرَٰهِيمَ وَأَصۡحَٰبِ مَدۡيَنَ وَٱلۡمُؤۡتَفِكَٰتِۚ أَتَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ)، مبينًا أن الآيات الدالة على نبوة محمد- صلى الله عليه وسلم- كثيرة ومتنوعة وهي أكثر وأعظم من آيات غيره من الأنبياء، قال عز من قائل:(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ).
وتابع إمام وخطيب المسجد النبوي أنه بعد ظهور نبوة محمد- صلى الله عليه وسلم- كثرت طلبات المشركين وتنوعت اعتراضاتهم فاقترحوا عليه آياتٍ يأتيهم بها تكبرًا وعنادًا وقالوا لو أنزل علينا كتاب لأخلصنا العبادة لله قال تعالى:(وَإِن كَانُواْ لَيَقُولُونَ لَوۡ أَنَّ عِندَنَا ذِكۡرٗا مِّنَ ٱلۡأَوَّلِينَ لَكُنَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِينَ فَكَفَرُواْ بِهِۦۖ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ).
وبين فضيلته أن المشركين بعد نزول القرآن ورؤيتهم ما فيه من المعجزات قالوا لولا أنزل هذا القرآن على رجل عظيم من أهل مكة والطائف قال تعالى:(وَقَالُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنَ ٱلۡقَرۡيَتَيۡنِ عَظِيمٍ).
وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن المشركين لما عجزوا عن تحدي الله بأن يأتوا بمثل هذا القرآن أو ببعضه طلبوا من النبي- صلى الله عليه وسلم- استبدال القرآن بغيره قال تعالى:(وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَاتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا ٱئۡتِ بِقُرۡءَانٍ غَيۡرِ هَٰذَآ أَوۡ بَدِّلۡهُۚ قُلۡ مَا يَكُونُ لِيٓ أَنۡ أُبَدِّلَهُۥ مِن تِلۡقَآيِٕ نَفۡسِيٓۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّۖ ).
وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن الله تعالى لو أجاب المشركين بما طلبوا لطلبوا المزيد استكبارًا وعنادًا، مبينًا أنهم من عتوهم إذا تأخرت الاستجابة لمطلبهم في آيةٍ من الآيات استهزأوا برسول الله- صلى الله عليه وسلم- بأن ينشأ آيةً من عنده قال تعالى:(وَإِذَا لَمۡ تَأۡتِهِم بِـَٔايَةٖ قَالُواْ لَوۡلَا ٱجۡتَبَيۡتَهَاۚ قُلۡ إِنَّمَآ أَتَّبِعُ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّ مِن رَّبِّيۚ).
وتابع فضيلته قائلًا إن الله تعالى بيّن أنه القادر على إنزال الآيات ولا شأن لرسله ولا لأحد من خلقه فيها قال جل من قائل:(وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأۡتِيَ بِـَٔايَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ).
وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أنه لجهل المشركين بحكمة الله لم يحقق الله لهم ما يقترحونه ولأن ما طلبوه من الآيات لا يوجب إيمانًا فقد سألها الأولون وأُعْطُوْهَا ولم يؤمنوا فكان هلاكهم واستئصالهم قال الله تعالى عنهم:(بَلۡ قَالُوٓاْ أَضۡغَٰثُ أَحۡلَٰمِۭ بَلِ ٱفۡتَرَىٰهُ بَلۡ هُوَ شَاعِرٞ فَلۡيَأۡتِنَا بِـَٔايَةٖ كَمَآ أُرۡسِلَ ٱلۡأَوَّلُونَ مَآ ءَامَنَتۡ قَبۡلَهُم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَآۖ أَفَهُمۡ يُؤۡمِنُونَ)، مشيرًا إلى أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يضيق صدره بما يقولون قال تعالى: (وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدۡرُكَ بِمَا يَقُولُونَ).
وأوضح فضيلته أن الله لم يجر العادة بإظهار الآيات إلا للأمة التي حتم بعذابها واستئصالها محذرًا من الاستهانة بجناب الربوبية أو الرسالة فمن لم يعظمهما هلك.
وختم إمام وخطيب المسجد النبوي بأن الإسلام مبنيٌ على أصلين تحقيق شهادة أنّ لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله فباتباع محمد- صلى الله عليه وسلم- يكون توحيد الله وهو من خير البرية.