عربي21:
2025-05-25@06:10:37 GMT

فرص الثورة الشعبية وكسر الحكم العسكري في مصر

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

ظلّت مصر تحت حكمٍ عسكريٍّ مباشر أو غير مباشر منذ ثورة 1952، ممّا أحدثت جدلا واسعا حول مستقبل الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم. في ظل هذه الظروف، تتزايد التساؤلات حول فرص مصر في التحرر من الحكم العسكري، وتغيير ديمقراطي حقيقيّ.

كما أن التنبؤ باحتمالية حدوث ثورة شعبية في أي بلد هو أمر صعب وغير مؤكد بطبيعته، لأنه يعتمد على عوامل معقدة ودائمة التطور.

وفيما يتعلق بمصر، هناك نقاط أساسية التي يجب أخذها في الاعتبار:

الصراعات الاقتصادية: تواجه مصر تحديات اقتصادية مثل سوء الإدارة في الملفات الداخلية المؤدية إلى زيادة التضخم والبطالة والفقر، والتي غذّت تاريخيا السخط العام. وقد يساهم تدهور الأوضاع الاقتصادية في زيادة الإحباط وإشعال الاحتجاجات.

القمع السياسي: تعد الحريات المقيدة والمشاركة السياسية المحدودة والمخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان أن تولّد الاستياء والرغبة في التغيير. يمكن أن يؤثر مدى القمع المتصور على مستوى الاضطرابات العامة، ولكن أظهرت ثورة 2011 إمكانية التعبئة الجماهيرية في مصر. ومع ذلك، فإن النجاحات السابقة لا تضمن النتائج المستقبلية.

الحرب الإعلامية: يجب نشر الوعي عبر الإعلام وتغيير الخطاب الإعلامي ليكون إعلاما ثوريا مناهضا للحكم العسكري ووجوب التغيير من عسكرية الدولة إلى مدنية الدولة.

التواصل مع المجتمع الدولي: وجوب التواصل مع المجتمع الدولي لتقديم الدعم الدولي لعملية التحول الديمقراطي في مصر، واستخدام جميع الوسائل للضغط على النظام لرحيله بدون عودة.

وهناك عوامل قد تقتل من فرص اشتعال الثورة في مصر:

الحملات الأمنية: اتخذ النظام المصري العسكري المتحكم في الأمور في مصر منذ انقلاب 2013؛ إجراءات للسيطرة على التحركات المناهضة له عبر حملات التنكيل عبر القتل وحملات الاعتقال الواسعة، ووضع قيود للحد من التجمعات العامة مثل قانون التظاهر المشين. يمكن أن تؤدي حملات القمع الفعالة إلى ردع المتظاهرين وتجعل التنظيم صعبا.

الإرهاق العام للشعب المصري: في أعقاب ثورة 2011 والاضطرابات اللاحقة، قد يشعر بعض المصريين بالقلق من المزيد من عدم الاستقرار وبالتالي يعطون الأولوية للاستقرار على المخاطر المحتملة المرتبطة بالثورة.

عدم وجود معسكر للثورة موحد: إن حركة المعارضة المنقسمة التي تكافح من أجل تقديم رؤية بديلة واضحة للمستقبل يمكن أن تعرقل التعبئة والعمل الفعال، فيجب على القوى العاملة أن تُوحّد جهودها وتشكل جبهة موحدة ضد الحكم العسكري ووجود قيادة موحدة تُنسق جهودها.

الدعم الدولي للانقلاب: يمكن للدعم الأجنبي للحكومة الحالية أن يوفر الموارد والشرعية، مما قد يردع الضغوط الخارجية التي قد تشجع التغيير، ومن ذلك تمويل دول الخليج للانقلاب، وغض النظر من قبل الحكومات الأوروبية عما فعلته الحكومة العسكرية في مصر من انتهاكات لحقوق الإنسان والشعوب.

ومن المهم أن نتذكر أن هذه ليست سوى بعض العوامل المؤثرة، وأن الوضع في مصر يتطور باستمرار. من المستحيل التنبؤ بدقة بفرص حدوث ثورة، وأي تقييم سيكون بطبيعته ذاتيا ومفتوحا للتفسير.

بدلا من التركيز على نتيجة ثنائية، من المفيد أكثر النظر في احتمال زيادة الاحتجاجات العامة والمظاهرات والتعبير عن السخط، والتي يمكن أن تحدث داخل النظام السياسي الحالي أو تدفع نحو تغيير أكثر أهمية.

في نهاية المطاف، سوف يعتمد مستقبل مصر على تفاعل معقد بين العوامل الداخلية والخارجية، والزمن وحده هو الذي سيحدد المسار الذي ستسلكه البلاد.

ولا تزال الفرصة متاحة أمام مصر للتحرر من القائمة العسكرية، لكن تحقيق ذلك يتطلب جهدا غير عادي من جميع القوى العاملة المدنية والدولية. يجب على الجميع العمل على التواصل مع أي مجالٍ مواتية للتغيير المطلوب مستقبل أفضل لمصر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر القمع التغيير الثورة الاستقرار مصر الثورة التغيير القمع الاستقرار مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة یمکن أن فی مصر

إقرأ أيضاً:

عصر الحروب الأبدية.. نهاية الانتصار العسكري!

لطالما افترضت الإستراتيجيات العسكرية أن النصر مسألة وقت وتفوق تقني وصدمة أولى مدروسة. لكنّ القرن الحادي والعشرين جاء ليقلب هذه المعادلة رأسا على عقب. فبدلا من حروب تُحسم في أيام، نعيش في زمن الصراعات الممتدة التي لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد، أو لا تنتهي أصلا. إنها حقبة «الحروب الأبدية» التي تكشف فشل النماذج التقليدية في تحقيق انتصارات حاسمة.

حين أسقطت الولايات المتحدة نظام طالبان في غضون أسابيع عام 2001، بدا وكأن نموذج الحرب الخاطفة قد عاد إلى الواجهة. لكن الحرب ذاتها امتدت لعقدين، لتنتهي بعودة طالبان نفسها. وبعدها، جاءت حرب روسيا في أوكرانيا، وغزو إسرائيل لغزة، وصراعات أخرى في السودان والساحل الإفريقي، لتبرهن أن الحروب المعاصرة نادرا ما تلتزم بجدول زمني أو تحقق أهدافها الأصلية.

لا يعود السبب إلى ضعف في الجيوش أو إلى عجز تكنولوجي، بل إلى خلل جوهري في التصور السياسي والعسكري للنصر. لا يكفي أن تمتلك، اليوم، ترسانة متطورة أو قوة نارية فائقة، فما لم يكن لديك رؤية سياسية واقعية، وهدف قابل للتحقيق، واستعداد لمعالجة آثار ما بعد الحرب، فإن الانتصار العسكري يظل وهما باهظ الثمن.

تُظهر التجارب الحديثة أن البدايات المباغتة للحروب قد تبدو واعدة، لكنها نادرا ما تفضي إلى نصر حاسم؛ فالمناورة الأولى تخلق زخما، لكن سرعة التورط في حروب مدن وشوارع أو حروب استنزاف تُنهك حتى أقوى الجيوش المستعدة لحروب طويلة. ولأن معظم الحروب الحديثة تُخاض بين طرف نظامي وآخر غير متماثل فإن التفوق العسكري لا يُترجم بالضرورة إلى حسم سياسي،

بل إن هذا النوع من الحروب تتحول إلى مساحات مفتوحة لصراعات بالوكالة تدخل فيها قوى دولية وإقليمية بدوافع متشابكة: الجغرافيا، والموارد، والأمن، والمكانة. ومن هنا، يصبح وقف إطلاق النار أكثر تعقيدا من إطلاق الرصاص. في السودان مثلا، يُبقي عدم قدرة طرف من الأطراف على حسم المعركة السودانَ رهينة مصالح متضاربة لا تنتمي بالكامل إلى الداخل السوداني وإنما إلى أطماع وأحقاد خارجية. وفي أوكرانيا، صار تحقيق مكاسب رمزية أغلى ثمنا من الاحتفاظ بالأراضي.

المعضلة الأكبر أن معظم الإستراتيجيات العسكرية ما زالت مأسورة بفكرة الحرب القصيرة. ورغم أن التاريخ ـ من الخنادق في الحرب العالمية الأولى إلى أفغانستان ـ ينطق بعكس ذلك، فإن المخططين ما زالوا يستثمرون في أدوات الخطف الخاطف لا النفس الطويل. لكن الحروب الطويلة تتطلب بنى اقتصادية مرنة، ومجتمعا قادرا على التحمل، وتحالفات لا تهتز مع أول انتكاسة.

اليوم، لم يعد النصر في الحرب يُقاس بمدى السيطرة على العاصمة أو على مبنى الإذاعة والتلفزيون أو إسقاط نظام، بل يُقاس بقدرة المنتصر على إدارة ما بعد النصر، وهو الجزء الأصعب. النصر الذي لا يخلق شرعية، ولا يبني مؤسسات، ولا يستوعب التنوع الاجتماعي والسياسي، يتحول إلى عبء دائم. كما أن مجرد تجنب الهزيمة لا يُعادل نصرا.

ويبدو المشهد في عالم اليوم بحاجة ماسة إلى نوع جديد من الردع، ليس فقط ما يمنع الحرب، بل ما يمنع خوضها بوهم الحسم السريع. الاستعداد لحرب طويلة قد يكون أفضل وسيلة لتفاديها. وإذا فُرضت الحرب، فيجب أن تكون أهدافها محدودة، ووسائلها عقلانية، وتصورات ما بعدها جزءا من خطة الانخراط لا ملحقا مؤجلا لا يتحدث عنه أحد أبدا إلا بعد نهاية المعركة أو التورط فيها.

لقد آن الأوان لنفهم أن الحروب الأبدية لا تنتهي بالأسلحة وحدها، بل بالسياسة، والشرعية، والصبر الاستراتيجي. وهذا ما نفتقده اليوم، في زمن يُطلق فيه الرصاص أسرع مما تُرسم فيه خريطة للسلام.

مقالات مشابهة

  • سيارات كروس أوفر رياضية وأسعار سوق المستعمل وكسر الزيرو
  • الأزمة الليبية والصحوة الشعبية.. قراءة في الأسباب والسياقات
  • عصر الحروب الأبدية.. نهاية الانتصار العسكري!
  • الاستثناء السوري عربيا
  • وجه آخر لأيقونة الرومانسية ديلون: أسلحة وعنف وكسر لأضلاع زوجته
  • نحو مقاربة مختلفة لعلاقة المجتمع المدني بـمنظومة الاستعمار الداخلي
  • دور ثورة 21 سبتمبر في تعزيز الوحدة اليمنية ورفض مشاريع التشطير والأقاليم
  • قائد الثورة: مأساة غزة فضيحة كبرى للمجتمع الدولي وعار على العالم العربي والإسلامي
  • سلوفاكيا تصفع النظام الجزائري وتعلن دعم مبادرة الحكم الذاتي بالصحراء
  • الحكم بالإعدام على أحد ازلام النظام السابق