"الأونروا": من الممكن تجنب المجاعة في غزة.. إذا سمحت إسرائيل بإدخال المساعدات
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» فيليب لازاريني إنه «ما يزال من الممكن تجنب المجاعة في غزة إذا سمحت إسرائيل للوكالات الإنسانية بإدخال المزيد من المساعدات».
ووفق الأمم المتحدة، تتهدد المجاعة 2.2 مليون شخص أي الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة الذي تتحكم إسرائيل في كل ما يدخله.
وحذر لازاريني من أنه قد يؤدي هذا النقص الخطير في الأغذية إلى ارتفاع كبير في معدل وفيات الرضع في شمال القطاع، حيث يقع واحد من كل ستة أطفال تحت سن الثانية ضحية لسوء التغذية الحاد.
وتابع: «إنها كارثة من صنع الإنسان... وقد التزم العالم بعدم السماح بالمجاعة مجددا».
وأضاف «لا يزال من الممكن تجنب المجاعة من خلال إرادة سياسية حقيقية لإتاحة وصول مساعدات كبيرة وتأمينها».
وقال فلسطينيون في غزة لوكالة فرانس برس في الأيام الأخيرة إنهم يضطرون إلى أكل أوراق الشجر وعلف الماشية وحتى ذبح حيوانات الجر من أجل الغذاء.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اللاجئين الفلسطينيين الأونروا غزة
إقرأ أيضاً:
غزة تحت الحصار وخارج حسابات واشنطن.. خطة أمريكية تُقوّض العمل الإنساني
تتفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة على نحو غير مسبوق، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وتصاعد الأزمة المعيشية، بالتزامن مع تحركات دولية وإقليمية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وفي هذا السياق، أعلنت الولايات المتحدة عن خطة جديدة لتوزيع المساعدات في غزة عبر شركات خاصة، ما أثار رفضًا واسعًا من قبل السلطة الفلسطينية ومؤسسات الأمم المتحدة، وسط مخاوف من تقويض المنظومة الإنسانية الدولية وتفاقم الكارثة القائمة.
أعلنت السلطة الفلسطينية رفضها القاطع للخطة الأمريكية الجديدة الرامية إلى توزيع المساعدات في قطاع غزة من خلال شركات خاصة، معتبرة أنها تمثل "محاولة لتجاوز المؤسسات الأممية وتقويض دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والمؤسسات الوطنية المعنية".
وطالبت الحكومة الفلسطينية بتكثيف الضغط الدولي على إسرائيل لفتح المعابر بشكل عاجل، وتمكين دخول المساعدات وفقًا للمعايير الدولية، بعيدًا عن أي ترتيبات منفردة أو انتقائية تفتقر إلى الشرعية.
من جانبه، أكد حسين الشيخ، نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن "الأولوية الفلسطينية تتمثل في وقف الأعمال العسكرية، وتوفير الإغاثة العاجلة، والإفراج عن جميع الرهائن والمعتقلين، وصولًا إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة والانخراط في عملية سياسية تستند إلى قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين".
دعم مصري للسلطة الفلسطينيةوفي موقف داعم، شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على "رفض مصر الكامل لاستخدام إسرائيل التجويع سياسة للعقاب الجماعي"، مؤكدًا دعم بلاده الكامل للسلطة الوطنية الفلسطينية والإصلاحات التي تضطلع بها.
جاء ذلك في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية المصرية عقب اجتماع عبد العاطي مع حسين الشيخ في العاصمة القاهرة، السبت.
تفاصيل الخطة الأمريكيةوكان السفير الأمريكي في إسرائيل، مايك هاكابي، قد أعلن أن إدارة الرئيس دونالد ترامب بصدد تنفيذ نظام جديد لتقديم المساعدات إلى غزة عبر شركات خاصة، من خلال إنشاء "مراكز للتوزيع" تقدم الغذاء والمساعدات لنحو مليون شخص مبدئيًا.
وأشار هاكابي إلى أن هذه العملية ستجري تحت حماية "متعهدين أمنيين" لمنع ما وصفه بـ"سرقة المساعدات من قبل حماس"، مؤكدًا أن إسرائيل لن تتولى توزيع المساعدات مباشرة، لكنها ستوفر الحماية لمحيط مراكز التوزيع.
وأوضح السفير الأمريكي أن الرئيس ترامب يعتبر إغاثة غزة "ضرورة ماسّة"، وأن إدارته تسعى لتسريع عملية تقديم المساعدات، بالتزامن مع زيارة مرتقبة له إلى منطقة الخليج، التي يُتوقع أن تساهم في تمويل الخطة.
رفض أممي وتحذيرات من كارثة إنسانيةفي المقابل، عبّرت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء هذه الخطة، محذّرة من أنها تمثل تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين في غزة، وتنذر بنزوح جماعي نتيجة استخدام المساعدات كورقة ضغط.
وقال جيمس إلدر، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، إن اقتراح إقامة مراكز توزيع في مناطق محددة "يجعل المدنيين أمام خيار مستحيل بين النزوح والموت"، مضيفًا أن المساعدات الإنسانية "لا يجب أن تُستخدم أداة للمفاوضة أو العقاب الجماعي".
من جهته، شدد ينس لايركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، على أن "لا مبرر لأي نظام لا يتماشى مع مبادئ العمل الإنساني"، مؤكداً أن الأمم المتحدة لن تشارك في آلية تفتقر إلى الحيادية.
غطاء مؤسسي للآلية الجديدةوتزامنًا مع الإعلان الأمريكي، تم تسجيل مؤسسة جديدة تحت اسم "مؤسسة غزة الإنسانية" (Gaza Humanitarian Foundation - GHF)، بهدف تنفيذ الخطة. وقد اطّلعت وسائل إعلام دولية على وثيقة من 14 صفحة تتضمن تعهد المؤسسة بتدشين أربعة مراكز لتوزيع الغذاء والمياه والمساعدات الصحية لنحو 1.2 مليون نسمة.
وتؤكد الوثيقة أن المؤسسة تعمل وفق مبادئ "الحياد والاستقلالية"، لكنها لا توضح آلية تنفيذ الخطة على الأرض ولا سبل الرقابة على التوزيع أو ضمانات النزاهة والشفافية.
اتهامات بالإبادة وقلق من ضرب حيادية العمل الإنسانياتهم جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية السابق في الاتحاد الأوروبي، إسرائيل بارتكاب "جرائم إبادة جماعية في غزة" وتنفيذ "أكبر عملية تطهير عرقي منذ الحرب العالمية الثانية"، مشيرًا إلى أن استخدام التجويع كسلاح حرب يمثل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي.
ورأى مراقبون أن الخطط الإسرائيلية والأمريكية لفرض آليات توزيع مساعدات خارج إطار الأمم المتحدة تمثل "تهديدًا وجوديًا" لمصداقية وحيادية العمل الإنساني الأممي، محذرين من تكرار هذا النموذج في نزاعات أخرى إذا تم السكوت عنه.
أزمة إنسانية غير مسبوقة في القطاعفي الميدان، لا تزال غزة تحت الحصار الكامل منذ أكثر من ثلاثة أشهر، في ظل انهيار شبه تام في منظومة الإغاثة.
وقالت جولييت توما، مديرة الاتصال في الأونروا، إن أكثر من 3,000 شاحنة محمّلة بالمساعدات تنتظر خارج القطاع دون إذن بالدخول، مشيرة إلى أن "الوقت ينفد، والحصار يجب أن يُرفع في أسرع وقت".
وأضافت أن المساعدات التي تكدّست خارج غزة كان يمكن أن تنقذ حياة آلاف الأطفال والمرضى، بينما فُرض على المطابخ المجتمعية إغلاق أبوابها بسبب نفاد المواد الغذائية.
وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأن أكثر من 80% من المطابخ توقفت منذ أواخر أبريل، مما ساهم في ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني، حيث بلغ سعر كيس الدقيق زنة 25 كغم نحو 415 دولارًا، أي ما يعادل 30 ضعف السعر السابق.
مقترحات لتسليم المساعدات وضمان نزاهتهاوفي ظل اتهامات إسرائيلية لحماس بالاستيلاء على المساعدات، اقترحت الأونروا ومنظمة الصحة العالمية أنظمة شاملة لتسليم المساعدات "من البداية إلى النهاية" لضمان وصولها إلى مستحقيها، بعيدًا عن أي تدخلات سياسية أو عسكرية.
وأكدت مارغريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، أن "المشكلة ليست في التوزيع داخل غزة، بل في إدخال المساعدات أصلاً".
إن الأزمة الإنسانية في غزة باتت تتجاوز كل الخطوط الحمراء، وتتطلب تدخلًا دوليًا عاجلًا لحماية المدنيين ووقف سياسة التجويع الجماعي، وإعادة الاعتبار للمنظمات الإنسانية والشرعية الدولية في إدارة المساعدات. إن أي خطة تتجاوز هذه الأطر تشكل سابقة خطيرة، لا تفتح أبواب المساعدة بل تكرّس مزيدًا من الانقسام والسيطرة والهيمنة على معاناة شعب بأكمله.
وفي سياق الجدل المتصاعد حول السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، وتحديدًا في ظل تصريحات وتحركات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل علاقة استراتيجية راسخة، من الصعب التخلي عنها، معتبرًا أن هذه الشراكة تشكل أحد ثوابت السياسة الخارجية الأمريكية.
وأضاف في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن مواقف الرئيس دونالد ترامب اتسمت بالتناقض بين ولايتيه، إذ سبق أن تحدث عن تهجير الفلسطينيين من غزة، ثم عاد ليطرح فكرة تحويل القطاع إلى "ريفيرا الشرق الأوسط"، كما اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في حين تتداول تسريبات حالياً حول نيّته الاعتراف بدولة فلسطينية.
وأضاف الرقب أن زيارة ترامب إلى المنطقة دون مشروع سياسي واضح ستجلب له تحديات كبيرة، خاصة في ظل تطور المواقف العربية، مشددًا على أن العنف الإسرائيلي لم يعد مقبولًا دوليًا، وأن على الإدارة الأمريكية أن تطرح رؤية متكاملة تلبّي الحد الأدنى من تطلعات الفلسطينيين.
كما لفت إلى أن واشنطن تحرص على مصالحها في العالم العربي، وتسعى لإرضاء حلفائها، لكن ذلك يتطلب خطوات جدية وليس مجرد وعود سياسية.