أعاني من التقطيع في الصلاة فماذا أفعل.. الإفتاء تقدم روشتة شرعية
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
التقطيع في الصلاة مشكلة كبيرة تواجه العديد من المسلمين ويبحثون لها عن حل، وعلاج التقطيع في الصلاة لا يأتي من فراغ المهم أن تكون لدى الشخص العزيمة والإرادة القوية للمواظبة على الصلاة في وقتها، وعلاج التقطيع في الصلاة الذي يبحث عنه البعض يعكس يقظة الضمير والإحساس بالتقصير تجاه الله وهذا الشخص لديه النية للإصلاح من نفسه وعلاقته بالله عز وجل، وعلاج التقطيع في الصلاة يأخذ عدة أشكال كشف عنها العلماء.
علاج التقطيع في الصلاة
تلقت صفحة دار الإفتاء الرسمية سؤالا يقول صاحبه: "أعاني من التقطيع في الصلاة، حيث أنتظم أحيانا ولكن هناك أوقاتا لا أصلي نهائيا فما الحل؟".
أجاب الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء عبر البث المباشر، على السائل قائلا: "على الإنسان أن يستحضر الوقوف بين يد الله، وأن ترك الصلاة من أكبر الكبائر وعلى الإنسان ألا يستهين بها".
وأضاف أنه من أجل أن تحب الصلاة وتحافظ عليها ولا تتركها يجب أن تكون الصلاة لها حال لديك، يجب أن تعيشها، وأنت الآن فقط تقوم بالصلاة كأداء واجب أو إثبات حالة لكن ليس القيام بواجب العبودية، وحينئذ لا تجد حلاوة الإيمان فى قلبك، قالوا لأبي يزيد البسطامي: "مالنا نعبد الله ولا نجد لذة العبادة؟! قال: إنكم عبدتم العبادة ولو عبدتم الله لوجدتم لذة العبادة".
الصلاة على وقتها تعالج التقطيع
قال مجمع البحوث الإسلامية، إنه فيما ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، أنه أخبرنا عن أفضل الأعمال عند الله تعالى، وهو الصلاة في أول وقتها.
واستشهد «البحوث الإسلامية» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بما ورد في سنن الترمذي، أنه سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- أي الأعمال أفضل قال «الصلاة لأول وقتها».
أسهل طريقة للمداومة على الصلاة
أسهل طريقة للمداومة على الصلاة هو مسعى يبتغيه الكثير من الناس الذين يعانون من مشكلة عدم الانتظام في الصلاة، وعدم المداومة عليها، وتركها لفترات، ثم الرجوع إليها، وهكذا، هذه ليست بالمشكلة البسيطة، لأنه لا أحد يعرف متى ينتهي عمره، لذا ينبغي المسارعة في معرفة اسهل طريقة للمداومة على الصلاة ومنها:
1. الصلاة على وقتها: إن أداء الصلاة على وقتها من أهم الأسباب التي تساعدنا في الحفاظ على صلاتنا، أي بمجرد سماع الشخص للأذان يجب عليه أن يتأهب لأداء الصلاة، ولا يؤجل ذلك، لأنه قد ينسى، أو يتكاسل، إذا عند سماع الشخص للأذان لا بد له من التلبية مباشرة.
2. الراحة عند أداء الفريضة: عندما يؤدي المسلم الفريضة المكتوبة عليه فإن ذلك يشعره بالراحة، والطمأنينة، لأنه قد أدى واجبه أمام الله عز وجل، ويجب عليه أن يعمق هذه المشاعر داخله، ويربطها ارتباطا قويا مع حياته اليومية، فمتى ما شعر بعدم الراحة والطمأنينة وهو مؤخر لصلاته، فليقم مباشرة لتأديتها، عندها سيستعيد تلك المشاعر فورا.
3. متابعة البرامج الدينية: إن متابعة البرامج الدينية التي تحض على الصلاة، وتبين حكم تاركها، وفضل الصلاة على وقتها، وغيرها من الأحكام، تساعد الشخص في الثبات على الصلاة، لأنه مشحون دائما بهذا الأمر، ويستمع لمن هم أعلم منه، وبالتالي فإنه سيعزز الأمر داخله بشكل متواصل، حتى يصبح الأمر جزء لا يتجزأ من حياته اليومية.
4. دور الأهل: لا بد من تربية الأبناء منذ صغرهم على الصلاة، حتى ينشأوا وقد تعودوا عليها، وستلازمهم طيلة حياتهم؛ فالمرء على ما يتعود، وعلى ما ينشأ، ومتى ما تعود الابن على الصلاة، فسيعمل هو على تذكير والديه بالصلاة، إن وجد أيا منهم لم يقم بأدائها، وبالتالي فإن الأبناء ثمرة ستعود بالصلاح على أنفسهم، وعلى ذويهم أيضا.
5. الأصحاب: لينظر الإنسان إلى أصحابه، فإن وجدهم من تاركي الصلاة، سيعلم سبب تركه لها، أو عدم انتظامه عليها؛ فالإنسان يتأثر بأصدقائه، والأشخاص الذين حوله، حتى وإن لم يقصد؛ لأن الصاحب الصالح يدلك على الخير، ويذكرك بصلاتك، أما صاحب السوء فلن يذكرك، لأنه لم يذكر نفسه أصلا.
حكم ترك الصلاة
وأكد الدكتور مجدي عاشور، المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية، خلال البث المباشر لدار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن تارك الصلاة ليس بكافر بل هو مسلم عاص ومرتكب لكبيرة يجب نصحه بالكلام والحال.
وقال عاشور في إجابته عن السائل: "المتطرفون عملوا من القضية مفاصلة يا إما في خندق الكفر أو خندق الإيمان، فلو بتصلي فأنت مؤمن ولو مبتصليش فأنت كافر، ونحن نقول علينا فهم النص بطريقة صحيحة لبيان دلالته"، مشددا على أنه لو كفرنا تاركا بالأولى بنا أن نرجعه لدائرة الإسلام أولا بإنطاقه الشهادة مرة أخرى بدلا من الحديث عن عدم أدائه للصلاة، لكن الحديث أراد من تركها جحودا وإنكارا، ونحن لا نفكر بل يكفره القضاء بعد التأكد من عدم إيمانه مطلقا بفرضيتها.
أمور تكفر ذنوب تارك الصلاة
قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال لقائه بالبث المباشر المذاع على صفحة دار الإفتاء المصرية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن ترك الصلاة معصية كبيرة وإثم عظيم ويعد تركا لركن من أركان الإسلام، ولا نحكم عليه بالكفر لأنه تركها كسلا وليس ناكرا لها.
وتابع: “عليه التوبة وعلينا النصيحة والدعاء له بالهداية، ومن الممكن أن تحظى دعوة باستجابة من الله عز وجل”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصلاة حكم ترك الصلاة
إقرأ أيضاً:
ما حكم الوضوء بماء المطر وفضله؟.. الإفتاء توضح
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: حينما ينزل المطر أحرص على أن أتوضأ منه، فما حكم الوضوء من هذا الماء؟ وهل لهذا الماء فضيلة؟.
وأجابت دار الإفتاء عن السؤال قائلة: ماء المطر ماءٌ مطلق يجوز الوضوء به ما لم يختلط بشيء يغيّره تغيرًا كثيرًا يمنع من إطلاق اسم الماء المطلق عليه، وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أن له فضلًا عظيمًا، فقد وصف في القرآن بالرحمة والبركة والطهورية، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يَتَعرَّض له عند أول نزوله رجاء بركته، وصورة التعرض المستحب ملاقاة المطر البدن مباشرة أثناء نزوله.
حكم الوضوء بماء المطر
من المقرر شرعًا أنَّ الطهارة لا تكون إلَّا بالماء الطهور المطلق، وهو الباقي على أصْلِ خلقته؛ إذ الماء المطلق طاهرٌ في نفسه مُطهِّرٌ لغيره، وهو الذي يُطلق عليه اسم الماء بلا قيدٍ أو إضافة، ومن الماء المطلق: ماء البحار، والأنهار، والعيون، والآبار، وماء المطر، كما في "مغني المحتاج" للخطيب الشربيني الشافعي (1/ 116، ط. دار الكتب العلمية).
ولا خلاف بين العلماء في أن مياه الأمطار من الماء المطلق، والتي يجوز الطهارة بها، ما لم تختلط بشيء يغيّرها تغيرًا كثيرًا يمنع من إطلاق اسم الماء المطلق عليها، كأن تختلط بماء ورد أو مسك، والأصل في جواز الوضوء بماء المطر قوله تعالى: ﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ﴾ [الأنفال: 11]، وقوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾ [الفرقان: 48].
قال الإمام القرطبي في تفسيره "الجامع لأحكام القرآن" (13/ 41، ط. دار الكتب المصرية): [المياه المنزلة من السماء والمودعة في الأرض طاهرة مطهرة على اختلاف ألوانها وطُعومها وأرياحها حتى يخالطها غيرها] اهـ.
وقال الإمام البغوي في" تفسيره" (3/ 448، ط. إحياء التراث): [﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾ والطهور هو الطاهر في نفسه المطهر لغيره] اهـ.
وقال الإمام الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" (1/ 83، ط. دار الكتب العلمية): [الماء المطلق، ولا خلاف في أنه يحصل به الطهارة الحقيقية والحكمية جميعًا؛ لأن الله تعالى سمى الماء طهورًا بقوله: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾ [الفرقان: 48]، وكذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: «الماء طهور لا ينجسه شيء، إلا ما غير لونه، أو طعمه، أو ريحه»، والطهور: هو الطاهر في نفسه المطهر لغيره] اهـ.
وقال الإمام ابن رشد الجد المالكي في "المقدمات الممهدات" (1/ 85-86، ط. دار الغرب الإسلامي): [فالأصل في المياه كلها الطهارة والتطهير، ماء السماء وماء البحر وماء الأنهار وماء العيون وماء الآبار، عذبة كانت أو مالحة] اهـ.
وقال الإمام الرملي في "نهاية المحتاج" (1/ 60، ط. دار الفكر): [قال: (قال الله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾ [الفرقان: 48] أي: مطهرًا، ويُعبر عنه بالمطلق، وعدل عن قوله تعالى: ﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ﴾ [الأنفال: 11] وإن قيل بأصرحيتها؛ ليفيد بذلك أن الطهور غير الطاهر، إذ قوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾ [الفرقان: 48] دل على كونه طاهرًا؛ لأن الآية سيقت في معرض الامتنان وهو سبحانه لا يمتن بنجس] اهـ.
وقال الإمام شمس الدين الزركشي الحنبلي في شرحه على "مختصر الخرقي" (1/ 115، ط. دار العبيكان): [كل طهارة -سواء كانت طهارة حدث أو خبث- تحصل بكل ماء هذه صفته سواء نزل من السماء، أو نبع من الأرض على أي صفة خلق عليها، من بياض وصفرة، وسواد، وحرارة وبرودة، إلى غير ذلك، قال الله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾] اهـ.
فضل ماء المطر
أما عن فضيلة هذا الماء فتظهر من وصف الله تعالى له بأوصاف متعددة في مواطن كثيرة من القرآن، حيث جاء وصفه مرة بأنه رحمة، ومرة بأنه طهور، ومرة بأنه مباركٌ، قال تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا﴾ [ق: 9]، وقال جل شأنه: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾ [الفرقان: 48]، وقال تعاظمت أسماؤه: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [الشورى: 28]، والرحمة المقصودة في هذه الآية هي البركة الناتجة عن المطر، كما قال الإمام النسفي في تفسيره "مدارك التنزيل وحقائق التأويل" (3/ 255، ط. دار الكلم الطيب): [﴿وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ﴾: أي بركات الغيث ومنافعه وما يحصل به من الخصب] اهـ.
ولذا كان من السنة التعرض للمطر، فقد ورد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يَتَعرَّض له بجسده الشريف، ولما سُئل عن ذلك قال: إنه -أي: ماء المطر- حديث عهد بربه، فعن أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ سَلَّمَ مَطَرٌ، قَالَ: فَحَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ مِنْ الْمَطَرِ. فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ قَالَ: «لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى» رواه مسلم.
فأفاد استحباب التعرض للمطر عند نزوله، قال الإمام النووي في "شرح مسلم" (6/ 195-196، ط. دار إحياء التراث): [معنى "حسر": كشف، أي: كشف بعض بدنه، ومعنى حديث عهد بربه، أي: بتكوين ربه إياه، ومعناه أن المطر رحمة وهي قريبة العهد بخلق الله تعالى لها فيتبرك بها، وفي هذا الحديث دليل لقول أصحابنا أنه يستحب عند أول المطر أن يكشف غير عورته ليناله المطر] اهـ.
وعلى هذا النهج سار الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، فكانوا يتعرضون للمطر؛ لينالوا من بركته، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فعن عَلِيٍّ رضي الله عنه، أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ الْمَطَرَ خَلَعَ ثِيَابَهُ وَجَلَسَ، وَيَقُولُ: «حَدِيثُ عَهْدٍ بِالْعَرْشِ» رواه ابن أبي شيبة.
وأوضحت بناءً على ذلك: أن ماء المطر ماءٌ مطلق يجوز الوضوء به ما لم يختلط بشيء يغيّره تغيرًا كثيرًا يمنع من إطلاق اسم الماء المطلق عليه، وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أن له فضلًا عظيمًا، فقد وصف في القرآن بالرحمة والبركة والطهورية، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يَتَعرَّض له عند أول نزوله رجاء بركته، وصورة التعرض المستحب ملاقاة المطر البدن مباشرة أثناء هطوله.