عصب الشارع
صفاء الفحل
من الطبيعي أن ينتفض عمال مواني بورتسودان في ظل الحال المزري الذي وصلت إليه الأوضاع بالمدينة والغلاء الفاحش الذي صار يؤثر على حياة هؤلاء البسطاء ليأتي الجائع الأكبر للثراء وزير مالية الكيزان الفكي جبريل ليحاول سلب آخر ما تبقى لهم من سبل الدعم ويطالب بإضافة المواني لوزارة العمل بعد أن ظلت كهيئة مستقلة لسنوات طويلة.
الغرض الأساسي من هذا الإجراء الغريب الذي واجهه العاملين بالمواني بالرفض والتهديد بالإضراب هو وضع هؤلاء العمال تحت القبضة الكيزانية وإدخالهم البند الأول من الميزانية المتعثرة منذ بداية الحرب وإمكانية الضغط عليهم متي ماتطلب الأمر ذلك والإستفادة القصوى من كافة مداخيل الميناء غير المرئية والتي كانت تعتبر كدخل إضافي لهؤلاء البسطاء.
وكان الأمر الأهم من هذا الإجراء الذي لا مبرر له هو إبعاد العمال من الإستفادة من التصرف في (مهملات المواني) وهو حق مكتسب لهم بنص القانون لدعمهم لإستكمال نقص العائد الضعيف الذي لا يغطي الحوجة، وإدخالهم ضمن قانون وزارة العمل يحرمهم من هذا الحق الذي فطن إليه الكيزان وحاولوا سلبه بالتحايل كالعادة إلا أن نقابة العاملين بالمواني إستدركت هذا الإحتيال ووقفت أمامه وبقوة، ولن تتراجع فالتغول على قوت العاملين أمر لا يمكن السكوت عليه..
وبكل تأكيد فإن اللجنة الأمنية الكيزانية الضعيفة ستتراجع عن هذا القرار في (الوقت الحالي) بإعتبار أن المواني هي شريان الحياة الذي يغذي تحركاتهم حالياً، ولكنها لن تنسى الأمر وستعمل كعادة الكيزان تدريجياً في إختراق وتشتيت عمال المواني وإستغلال كافة الثغرات الموجودة، وقد يصل الأمر الى شراء أو تصفية المتعنتين من قيادات العاملين اذا لزم الأمر حتي يتمكنوا من السيطرة الكاملة على هذا الموقع الذي صار يمثل لهم في هذه المرحلة تحدي حياة أو موت بإعتباره مصدر الدخل الأساسي لهم.
صراع عمال المواني سيستمر ومعاناتهم ستتفاقم طالما أن (الكيزان) الذين يسيطرون على الأوضاع في بورتسودان قد وضعوا يدهم على المداخل والمخارج وسيدرك أهل الشرق قريباً بأنهم يدافعون عن ويحمون (حيه) لا أمان لها وهم أول من ستلدغهم إن هي شعرت أن ذلك أمر قد يساعدها في الإستمرار في الحياة ..
ونعيد لهم التحذير:
أعيدوا قراءة تأريخ الكيزان فهم (شيطان) لا أمان لهم
والثورة ستظل مستمرة ..
والقصاص يظل أمر حتمي ..
والرحمة والخلود لشهداء الثورة الابرار ..
الجريدة
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
صراع دموي بين فصائل الانتقالي في أبين يكشف عمق الانقسامات داخل أدوات الاحتلال
يمانيون |
اندلعت مواجهات مسلّحة عنيفة، خلال الساعات الماضية، بين فصائل تابعة لما يُعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، في محافظة أبين جنوب اليمن، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، في مشهد يُجسّد الفوضى والانقسام الذي ينهش أدوات الاحتلال في الجنوب.
ووفقاً لمصادر محلية، فقد اندلعت الاشتباكات بين عناصر مسلحة تابعة لمدير المالية في مليشيا ما يُسمى “الحزام الأمني”، بقيادة مصطفى لشقم، ومسلحين من وحدة حماية مدينة الخليج التابعة لما يُعرف بـ”اللواء الثاني دعم وإسناد”، بقيادة عبد الرحمن الفقيه، وذلك نتيجة خلافات سابقة تفجّرت من جديد بعد أشهر من التوتر المكتوم.
وتعود جذور الخلاف، بحسب المصادر، إلى حادثة وقعت في نوفمبر الماضي، حين احتجزت عناصر الحزام الأمني شقيق القيادي عبد الرحمن الفقيه في نقطة العريش بتهمة حيازة الخمور والنساء، وهي الاتهامات التي نفاها لاحقاً الفقيه واعتبرها محاولة لتشويه سمعته وتصفية حسابات شخصية.
وتسببت المواجهات الأخيرة في مقتل ثلاثة من عناصر الطرفين، بينهم شقيق القيادي الفقيه إبراهيم الفقيه، وإصابة عبد الرحمن الفقيه بجروح خطيرة، كما أُصيب شقيق المسؤول المالي جلال لشقم، بالإضافة إلى إصابات في صفوف المسلحين، وسط تكتم على العدد الكامل للخسائر البشرية والمادية.
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد التناحر الداخلي بين الفصائل الموالية للاحتلال السعودي الإماراتي في مناطق سيطرتهما جنوب البلاد، ما يعكس هشاشة هذه الكيانات المصطنعة، وافتقارها لأي مشروع وطني جامع سوى خدمة أجندات خارجية تغذّي الانقسام والاحتراب الأهلي.
ويرى مراقبون أن استمرار مثل هذه الصراعات يؤكد أن المجلس الانتقالي وأذرعه العسكرية باتوا رهائن لصراعات النفوذ والمال والولاءات الشخصية، في ظل غياب الدولة وغياب الحد الأدنى من الاستقرار السياسي والعسكري في المحافظات الواقعة تحت سلطة الاحتلال وأدواته.