قصف حزب الله اللبناني، اليوم الثلاثاء، قاعدة إستراتيجية ومقر قيادة عسكريا إسرائيلييْن في إطار الرد على قصف محيط مدينة بعلبك أمس، في حين شن الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة في عمق جنوبي لبنان.

وقال حزب الله -في بيان- إنه استهدف قاعدة ميرون الإسرائيلية للمراقبة الجوية في جبل ‏الجرمق بالجليل الأعلى بدفعة صاروخية ردا على ‏الغارة الإسرائيلية التي استهدفت أمس موقعا له على مسافة 18 كيلومترا من مدينة بعلبك التي تقع في منطقة البقاع (شرقي لبنان) على مسافة 100 كيلومتر تقريبا من الحدود.

وفي بيان لاحقا، أعلن الحزب أنه استهدف القاعدة للمرة الثانية بصواريخ ضد الدروع مما أدى لإصابة قسم من تجهيزاتها وتدميرها بالكامل.

من جانبه، أفاد مراسل الجزيرة بأن حزب الله قصف بعشرات صواريخ الكاتيوشا مقر قيادة الفرقة 146 في جعتون قرب مستوطنة نهاريا شمالي إسرائيل، وحقق فيه إصابات مباشرة.

وأفاد مراسل الجزيرة بإطلاق 40 صاروخا من جنوبي لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية في الجليل الأعلى، كما تحدثت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن إطلاق عشرات الصواريخ على منطقة ميرون بالجليل الأعلى.

وبالإضافة إلى استهداف قاعدة ميرون ومقر قيادة الفرقة 146، أعلن حزب الله أنه شن هجمات على تجمع لجنود إسرائيليين ومواقع عسكرية قبالة الحدود اللبنانية وفي مزارع شبعا المحتلة.

كما قال مراسل الجزيرة إن صواريخ أطلقت على دفعات من جنوبي لبنان باتجاه عدة مواقع إسرائيلية بالجليل الأعلى، مشيرا إلى أن صفارات الإنذار دوّت مرارا بالمنطقة.

وكان حزب الله قصف أمس مقر قيادة فرقة الجولان التابعة للجيش الإسرائيلي في رد أولي على استهداف محيط بعلبك للمرة الأولى منذ بدء المواجهات عبر الحدود في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

تعتبر أحدث قواعد التجسس والمراقبة على مسافات تصل إلى منطقة الهلال الخصيب وشمال #تركيا.. ما أهمية قاعدة ميرون الإسرائيلية التي أعلن "حـ.ـزب الله" استهدافها؟ pic.twitter.com/LORQsmlFTa

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) February 27, 2024

قاعدة ميرون

وتقع قاعدة ميرون للمراقبة الجوية التي استهدفها حزب الله اليوم على قمة جبل الجرمق بالجليل الأعلى.

وتعد القاعدة مركزا للإدارة والمراقبة والتحكم الجوي ‏الوحيد في شمالي إسرائيل.

ومن خلالها يدير الجيش الإسرائيلي العمليات الجوية باتجاه سوريا ولبنان وتركيا ‏وشرق المتوسط.

وتعتبر ‏قاعدة ميرون مركزا رئيسا للتشويش الإلكتروني وترابط فيها نخبة الضباط الإسرائيليين.

منزل تعرض للتدمير جراء غارة إسرائيلية على قرية جبشيت اللبنانية (الفرنسية) غارات مكثفة

وفي مقابل الهجمات الجديدة لحزب الله، شن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات مكثفة على مناطق عدة في عمق الجنوب اللبناني.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن المقاتلات الإسرائيلية استهدفت محيط بلدات البيسارية وجبشيت والمنصوري والحنية وعيتا الشعب.

وأضاف المراسل أن أعمدة الدخان تصاعدت من المناطق المستهدفة بالغارات الجوية.

كما قال مراسل الجزيرة إن قصفا مدفعيا إسرائيليا استهدف محيط بلدات يارون ومركبا وميس الجبل وكذلك منطقتي تلة الحمامصي ووادي السلوقي جنوبي لبنان.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف اليوم موقعا عسكريا وبنى تحتية لحزب الله في المناطق المستهدفة.

ووسط التراشق المكثف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، قال رئيس بعثة قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) آرولدو لاثارو إن من شأن الأحداث الأخيرة في جنوبي لبنان تعريض الحل السياسي للخطر.

وأضاف لاثارو -في بيان على منصة "إكس"- أن الأيام الأخيرة شهدت تحولا مقلقا في تبادل إطلاق النار على جانبي الخط الأزرق وتوسعا للضربات مما أودى بحياة عدد كبير من الأشخاص وألحق أضرارا بالمنازل والبنية التحتية العامة.

وحث القائد الأممي جميع الأطراف المعنية على وقف الأعمال العدائية لمنع مزيد من التصعيد، وترك المجال لحل سياسي ودبلوماسي يمكن أن يعيد الاستقرار للمنطقة.

وتلوح إسرائيل بعملية عسكرية واسعة لإبعاد مقاتلي الحزب عن الحدود في حال لم يتم التوصل إلى تسوية دبلوماسية بهذا الشأن.

وبدأ حزب الله الاشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي عبر الحدود بعيد إطلاق المقاومة الفلسطينية معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأسفرت المواجهات عن قتلى في الجانبين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی بالجلیل الأعلى مراسل الجزیرة جنوبی لبنان قاعدة میرون حزب الله

إقرأ أيضاً:

إسرائيل: التطورات على الحدود مع حزب الله تتجه نحو التصعيد

كشف مسؤول أمني إسرائيلي أن التطورات على الحدود مع حزب الله تتجه نحو التصعيد، مؤكدًا أن تل أبيب ستتخذ قراراتها وفق ما تقتضيه مصالحها الأمنية خلال المرحلة المقبلة.

وقال المسؤول إن إسرائيل لا تعتقد أن حزب الله سيقبل بالتخلي عن سلاحه عبر أي اتفاق سياسي أو تفاهمات دولية، في إشارة إلى غياب الثقة في إمكانية الوصول إلى تسوية طويلة الأمد مع الحزب.

توتر متصاعد على الجبهة الشمالية

وفي السياق نفسه، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن إسرائيل لن تنتظر إلى ما لا نهاية، في تلميح إلى احتمال اتخاذ خطوات ميدانية إذا لم تتغير المعادلة القائمة على الحدود اللبنانية–الإسرائيلية.

وتأتي هذه التصريحات وسط استمرار التوتر وعمليات القصف المتبادل، وفي ظل تحذيرات من أن أي خطأ أو تصعيد مفاجئ قد يدفع المنطقة إلى مواجهة أوسع.

وبدأت المواجهة الحالية بين إسرائيل وحزب الله في أعقاب حرب غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023، حيث فتح الحزب جبهة محدودة في الجنوب اللبناني دعمًا لحركة حماس، مستهدفًا مواقع عسكرية إسرائيلية عبر الحدود. 

وردت إسرائيل بسلسلة من الضربات الجوية والمدفعية التي امتدت تدريجيًا لتشمل عمق الجنوب والبقاع، ما أدى إلى موجات نزوح واسعة في لبنان وإجلاء عشرات آلاف الإسرائيليين من بلدات الشمال.

على مدى الأشهر اللاحقة، تصاعدت الضربات المتبادلة إلى مستوى غير مسبوق منذ حرب يوليو 2006، مع استخدام الحزب صواريخ دقيقة ومسيرات انتحارية، في حين نفذت إسرائيل اغتيالات نوعية داخل لبنان، بينها استهداف قادة ميدانيين من حزب الله وفصائل حليفة.

جهود التهدئة

مع ارتفاع المخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، دخلت أطراف دولية خصوصًا الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة على خط الوساطة لفرض تهدئة بين الجانبين. 

وتم طرح سلسلة مقترحات لوقف إطلاق النار تشمل:

انسحاب قوات حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني وفق القرار 1701.نشر قوات لبنانية ودولية إضافية.ضمانات أميركية–فرنسية لإسرائيل بشأن أمن الحدود.الهدنة الحالية

مع إعلان واشنطن عن "هدنة مؤقتة" في غزة أواخر 2024، خفض حزب الله وتيرة الهجمات نسبيًا من دون توقف كامل، فيما أبقت إسرائيل على طلعات جوية وهجمات، ما جعل الهدنة هشة وغير رسمية. 

وبقي الطرفان في حالة استنفار عسكري واسع، وتبادل تحذيرات دائمة من أن أي خرق كبير قد يشعل حربًا شاملة.

طباعة شارك حزب الله لبنان إسرائيل الليطاني الاحتلال غزة

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية اللبناني: نجري حوارا مع "حزب الله" لإقناعه بتسليم سلاحه
  • تحرّكات في الجنوب... ماذا قال موقع إسرائيليّ عن عناصر حزب الله؟
  • طيران الاحتلال يحلق على ارتفاع منخفض في الجنوب اللبناني
  • إسرائيل: التطورات على الحدود مع حزب الله تتجه نحو التصعيد
  • محلل سياسي: اجتماع طهران يستهدف استعادة العلاقات بين الرياض وإيران
  • كلام براك: جس نبض الحزب وتهيئة الرأي العام اللبناني لمرحلة مختلفة
  • مدير معهد فلسطين للأمن: إسرائيل مستمرة في نهجها دون تغيير تجاه الجنوب اللبناني
  • سياسي فلسطيني: إسرائيل لا تزال متمسكة باستراتيجيتها العسكرية تجاه الجنوب اللبناني
  • نهج ثابت وأهداف خفية.. لماذا تواصل إسرائيل سياستها التصعيدية تجاه الجنوب اللبناني؟
  • وزير الخارجية اللبناني يعتذر عن عدم قبول دعوة عراقجي لزيارة طهران