"يذلوننا بحافز لا يساوي شيئا"، عبارة قالها أحد المعلمين بعد خروجه من أحد فروع بنك الأمل في صنعاء عقب استلامه مبلغا ماليا ضئيلا لا يتجاوز 30 ألف ريال يمني (50 دولارا) تحت مسمى "حافز للمعلمين والمعلمات من صندوق دعم المعلم" التابع للميليشيات الحوثية المدعومة من إيران. 

وقال المعلم "أبو حسن العزعزي" مدرس اللغة العربية في إحدى المدارس الحكومية مديرية معين بصنعاء لـ"نيوزيمن": "تسلمنا حافزاً ماليا من بنك الأمل بقيمة 30 ألف ريال يمني، وهذا الحافز لا يسمن ولا يغني من جوع، بل جاء لإسكات المعلمين والمعلمات عن المطالب بصرف مرتباتهم المنهوبة من قبل الحوثيين منذ العام 2016".

وأشار: نحن على أبواب رمضان، وهذا الحافز يتم صرفه بشكل غير منتظم ومتباعد، فبعد أشهر يتم صرف مبلغ ضئيل لا يكفي الاحتياجات الأساسية من الغذاء والدواء ودفع إيجارات المنازل وغيرها من الأساسيات التي يعانيها المعلمون في ظل استمرار عدم صرف مرتباتهم من الإيرادات الضخمة التي تجمعها الميليشيات الحوثية من موانئ الحديدة والضرائب والجمارك وغيرها من المؤسسات الإيرادية الكبرى التي تضخ للخزينة في صنعاء المليارات شهرياً.

وأوضح المعلم العزعزي، أن تسليم هذا الحافز غير منتظم، ويأتي مرة أو مرتين في العام، ويظل المعلم يعيش بقية الأشهر في جوع وحرمان وضيقة. مؤكدا أن ما يريده المعلمون فقط هو صرف مرتباتهم شهرياً بشكل منتظم، وكذا باقي مستحقاتهم المتأخرة وليس تسليمهم هبات وحوافز. مشيرا إلى أن شماعة الحصار والعدوان سقطت منذ إعادة فتح مطار صنعاء وموانئ الحديدة وسريان الهدنة الأممية في أبريل 2022. 

مصادر تربوية في صنعاء أكدت أن القيادات الحوثية المعينة لإدارة "صندوق دعم المعلم والتعليم" تقوم بصرف الحوافز المالية من استقطاعات إجبارية يتم فرضها على المواطنين عبر فواتير الاتصالات والمياه والكهرباء. وأن هناك انتقائية في عملية الصرف للمعلمين والمعلمات العاملين في المدارس الحكومية، حيث يتم تسليم الموالين لهم وكذا المستمرين في عملية التدريس وغير المنضمين لنادي المعلمين اليمنيين الذي يقود احتجاجات غاضبة للمطالبة بصرف المرتبات.

وبحسب تصريح للقيادي حسين عامر جبل، المعين كمدير لصندوق دعم المعلم، فإن إجمالي ما سيتم صرفه من حوافز بلغ 8 مليارات و872 مليونا و110 آلاف ريال لعدد 148 ألفا و219 من العاملين في مدارس أمانة العاصمة ومحافظات: صنعاء، عمران، حجة، الحديدة، ذمار، صعدة، المحويت، البيضاء، إب، ريمة، تعز، مأرب، أبين، الجوف، والضالع.

وعملت الميليشيات الحوثية على استحداث ما يسمونه "صندوق دعم المعلم والتعليم" في العام 2019، وجرى تعيين قيادات حوثية لإدارة هذا الصندوق الذي يقوم باستقطاع رسوم ومبالغ مالية من خدمات الاتصالات والضرائب والجمارك والكهرباء والمياه وبعض المؤسسات والمرافق الإيرادية. ورغم الأموال الضخمة التي يجمعها الصندوق شهرياً منذ إنشائه إلا أن عملية صرف هذه الحوافز بدأت فعلياً في العام 2021 دون معرفة مصير المليارات التي تم جمعها خلال الفترة الماضية. 

ويقود نادي المعلمين اليمنيين، منذ منتصف العام الماضي 2023، احتجاجات غاضبة للمطالبة بصرف المرتبات من إيرادات الدولة، وإيقاف تعذيب العاملين بالقطاع التعليمي الذين يؤدون واجبهم رغم الحرب وظروفهم الاقتصادية الصعبة. وأشار النادي إلى أن المعلمين يموتون جوعاً بسبب حرمانهم من حقوقهم المشروعة والمكفولة قانوناً ودستورياً. 

في حين تستمر الميليشيات الحوثية في عمليات الاختطافات والاعتقالات التسعفية ضد المطالبين بصرف مرتباتهم المنقطعة منذ سنوات، على رأسهم رئيس نادي المعلمين أبو زيد الكميم وآخرين من زملائه المعلمين والمعلمات المختطفين منذ أكثر من 4 أشهر داخل السجون الحوثية.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: صرف مرتباتهم دعم المعلم

إقرأ أيضاً:

نقابات شبوة تطالب بصرف الرواتب وتحذر من تجاهل معاناة الموظفين

عبّر اتحاد فروع النقابات العامة واللجان النقابية في محافظة شبوة، عن بالغ استيائه من تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية، محمّلاً الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ووزارة المالية والبنك المركزي مسؤولية استمرار الأزمة وغياب الحلول الفاعلة لمعالجة معاناة موظفي الدولة.

وقال الاتحاد، في بيان نقابي، يوم الأحد، إن موظفي الدولة وأطرهم النقابية تعاملوا بصبر وحكمة طوال الفترة الماضية، على أمل أن تفي الحكومة بوعودها بتحسين الوضع الاقتصادي والخدماتي، غير أن الواقع يؤكد تدهوراً مستمراً في قيمة العملة المحلية، وتزايداً مطّرداً في الأسعار، جعل الراتب غير قادر على تغطية الاحتياجات الأساسية لبضعة أيام فقط.

وانتقد البيان ما وصفه بـ"التسويف المتكرر" من قبل وزارة المالية والبنك المركزي، في صرف المرتبات، مؤكداً أن الأعذار والمبررات لا تعفي الجهات المعنية من مسؤوليتها تجاه الموظفين، الذين باتوا يواجهون أوضاعاً معيشية خانقة.

وطالبت النقابات بسرعة صرف مرتبات شهر مايو 2025م دون تأخير، وضمان انتظام صرف المرتبات شهرياً، بالإضافة إلى تسوية وصرف كافة المستحقات المتأخرة للموظفين عن السنوات الماضية، وتحريك هيكل الأجور بما يتناسب مع الانهيار المستمر للعملة وارتفاع كلفة المعيشة.

ودعا البيان الاتحاد العام للنقابات والنقابات العامة واللجان النقابية في مختلف المحافظات الجنوبية إلى تنسيق الجهود وتوحيد الصفوف في الدفاع عن الحقوق والمكتسبات المشروعة لموظفي الدولة، والعمل على انتزاعها بوسائل نضالية موحدة ومنظمة.

مقالات مشابهة

  • نقابات شبوة تطالب بصرف الرواتب وتحذر من تجاهل معاناة الموظفين
  • نائب وزير التعليم: كمية من الطلاب حُرمت من دخول الامتحان لتجاوز نسبة الغياب
  • الضربات في إيران والصراخ في صنعاء.. تضليل حوثي عابر للقارات
  • إصابة طفل برصاص قنّاص حوثي في لحج
  • قرار حوثي خطير يستهدف بنك الكريمي ومهلة 15 يومًا للصرافين ''وثيقة''
  • مجلس الشيوخ يناقش دراسة بشأن تطوير كليات التربية.. وإصلاح برامج إعداد المعلمين
  • المعلمين تعلن تعرض ملاحظ بامتحانات الثانوية لوعكة صحية بكفر الشيخ
  • السليمانية.. معلمون وموظفون كورد يعلنون التظاهر للمطالبة بصرف رواتبهم
  • أسماء الشركات النفطية والشحن والقيادات الحوثية التي طالتها عقوبات أمريكا الأخيرة
  • لحماية حقوقهم.. طرق تحرير محضر عبر مباحث الإنترنت