المغرب وفرنسا .. فصل ذوبان الجليد
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
العلاقات المغربية الفرنسية تاريخ ممتد عبر العصور، وهي ليست علاقة ظرفية ولكنها نتيجة علاقات تعززت وتوطدت بغض النظر عن تقلبات التاريخ.
لقد شابتها توترات في كثير من المحطات حركتها نوازع مصلحية وبراغماتية للطرف الفرنسي، وبلد يسعى إلى تثبيت خطوه المستقل حتى يمكنه التحليق عاليا دون قيود.
في هذا الإطار نستحضر الأزمة الدبلوماسية التي عرفتها العلاقة بين البلدين أخيرا بسبب خلافات عميقة بين الرباط وباريس بشأن العديد من القضايا، حيث نسجل غيابا لتبادل الزيارات الدبلوماسية ومخلفات ما يدعى قضية “بيغاسوس” وتشديد باريس شروط منح التأشيرات للمواطنين المغاربة والموقف الفرنسي من مغربية الصحراء، حيث أنه وفي الوقت الذي ظهر فيه تطور واضح في مواقف شريكين أوروبيين لهما ثقلهما في سياسة الاتحاد الأوروبي (ألمانيا وإسبانيا)، نجد أن الجانب الفرنسي لم يخرج من منطقته الرمادية حيث نسجل عدم وضوح في الرؤية من طرفه وعدم اتخاذه موقفا صريحا يدعم مغربية الصحراء، خاصة وأن باريس تفاعلت مع الخطوة الأمريكية التاريخية والتي اعترفت بمغربية الصحراء، بشكل محتشم، معلنة دعمها لمقترح الحكم الذاتي، وهو موقف دأبت الدبلوماسية الفرنسية على اقتراحه وتأييده على المستويين الأممي والأوروبي، وهو شبه اعتراف بمغربية الصحراء لكن يبقى دون مستوى القرار الأمريكي، في وقت فقدت فيه فرنسا مكانتها الجيوستراتيجية بالمنطقة وفي ظل تراجع واضح لنفوذها سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.
نعم ثمة درس نتعلمه من هذه الأزمات، أن الرغبة في علاقات أفضل وأقوى وأوضح تظل هي الهدف المنشود، ولحسن حظنا ثمة عبارة حكيمة قالها فرانسوا هولاند أثناء زيارته الأخيرة للرباط في معرض تعليقه على علاقات بلاده مع المملكة المغربية، أن تلك العلاقات “يجب أن تتحسن بالعمل على تجاوز سوء الفهم وتخطي هذه المرحلة الصعبة”.
بداية تجاوز سوء الفهم دشنته زيارة الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي للمغرب وتقديم كتابه الجديد واعترافه بمغربية الصحراء.
إننا نعتبر ذلك نوعا من الدبلوماسية الناعمة، والتي لن تغفل عنها أنظار الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون، كما يوضح بيير ريمون الباحث في جامعة ليل الفرنسية لبعض وسائل الإعلام الدولية.
ونسجل تعيين سميرة سيطايل سفيرة للمغرب بباريس بعد أن ظل المنصب شاغرا لبضعة أشهر، واستقبال ملك البلاد للسفير الفرنسي في الرباط كريستوف لوكورتييه حيث قدم أوراق اعتماده بعد تعيينه قبل عام تقريبا.
هذا السفير الفرنسي الذي صرح في محاضرة حول آفاق العلاقات بين المغرب وفرنسا نظمت أخيرا بكلية الحقوق عين الشق بالدار البيضاء، بأنه سيكون من “الوهم وعدم الاحترام الاعتقاد بأنه بإمكاننا بناء مستقبل مشترك مع المغرب دون توضيح موقف فرنسا من مسألة الصحراء المغربية”.
وحول العلاقات الاقتصادية نوه السفير الفرنسي بحجم الاستثمارات الفرنسية بالمغرب في صناعة السيارات والطائرات واستثمارات الوكالة الفرنسية للتنمية التي بلغت 100 مليون أورو خلال 15 سنة، فضلا عن الآفاق الواعدة للتعاون المغربي الفرنسي في قطاع الطاقات المتجددة..
علما أن باريس لها مكانتها في السوق الاقتصادي المغربي بما يقارب 1300 شركة فرنسية من ضمنها الشركات الكبرى(CAC40) كما تعد فرنسا أيضا أكبر مستثمر أجنبي في المغرب بقيمة استثمارات بلغت8,1 مليار يورو العام الماضي.
نعم إن فرنسا تعي جيدا أن المغرب حليف تقليدي ولا يمكن التفريط في علاقات جيدة معه، وهذا ما أعلنه أخيرا وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني وهو بالمناسبة كان من المتسببين الأساسيين في الأزمة التي طرأت بين المغرب وفرنسا بالبرلمان الأوروبي.
لقد صرح أمام البرلمان الفرنسي أخيرا أنه فتح باب التواصل مع المملكة المغربية من أجل تجاوز “سوء الفهم” الذي أدى إلى صعوبات في التفاهم، موضحا أن العلاقة مع المغرب “أساسية” وأنه يرغب في تجديد أواصر الثقة بين البلدين.
الوزير سيجورني أكد كذلك في حواره المشترك مع وسائل إعلام غربية أنه يتحرك بناء على تعليمات من الرئيس إيمانويل ماكرون الذي طلب منه الاستثمار في العلاقات المغربية الفرنسية.
بداية فصل جديد في العلاقات المغربية الفرنسية من شأنه أن يتصالح مع التاريخ والجغرافيا الحقيقيين ليكون انتصارا للمصالح العليا بين البلدين، هاته المصالح وكما تعلمنا على أيدي علماء الجيوبوليتيك والكثير منهم فرنسيون، أنها لا تستقيم إلا على خطين متوازيين…
محمد بنطلحة الدكالي – هسبريس المغربية
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
المملكة المتحدة تعلن تجديد العلاقات الدبلوماسية مع سوريا
لندن-سانا
أعلنت الحكومة البريطانية اليوم أن وزير الخارجية ديفيد لامي زار سوريا لتجديد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، معلنة عن حزمة مساعدات إنسانية إضافية للسوريين بقيمة 94.5 مليون جنيه إسترليني.
وقالت الحكومة في بيان لها على موقعها الإلكتروني: “إنه وبعد ثمانية أشهر من انهيار نظام الأسد، أعادت المملكة المتحدة رسمياً علاقاتها الدبلوماسية مع الحكومة السورية عقب زيارة وزير الخارجية ديفيد لامي إلى دمشق اليوم”.
وأضاف البيان: “من المقرر أن يستمر دعم المملكة المتحدة، مع الإعلان اليوم عن حزمة إضافية بقيمة 94.5 مليون جنيه إسترليني، والتي ستوفر مساعدات إنسانية عاجلة للسوريين، وتدعم تعافي سوريا على المدى الطويل من خلال التعليم وسبل العيش، وتدعم الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين في المنطقة”.
وتابع بيان الحكومة البريطانية: “يُتيح سقوط الأسد فرصةً للحكومة السورية الجديدة للكشف الكامل عن برنامج الأسد للأسلحة الكيميائية الشريرة وتدميره، وكجزء من الزيارة خصصت المملكة المتحدة مليوني جنيه إسترليني إضافيين خلال هذه السنة المالية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لدعم عملها الحيوي في معالجة الإرث المروع لأسلحة الأسد الكيميائية في سوريا”.
وبصفته أول وزير بريطاني يزور سوريا منذ 14 عاماً، أكد لامي أن المملكة المتحدة تعيد بناء علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا، وستدعم الحكومة السورية للوفاء بالتزامها ببناء مستقبل مستقر وأكثر أمناً وازدهاراً لجميع السوريين، وتعزيز الأمن في المنطقة ككل والمملكة المتحدة، وقال: “بصفتي أول وزير بريطاني يزور سوريا منذ سقوط نظام الأسد الوحشي، فقد شهدتُ بنفسي التقدم الملحوظ الذي أحرزه السوريون في إعادة بناء حياتهم وبلدهم”.
وأشار لامي إلى أن استقرار سوريا يصب في مصلحة المملكة المتحدة، إذ يُقلل من خطر الهجرة غير الشرعية، ويضمن تدمير الأسلحة الكيميائية، ويتصدى لخطر الإرهاب، ويُنفذ خطة الحكومة للتغيير.
الحكومة البريطانية 2025-07-05malekسابق غرام الذهب يرتفع 5000 ليرة في السوق السورية انظر ايضاً بريطانيا ترفع العقوبات عن 24 جهة سورية من بينها البنك المركزيلندن-سانا أعلنت الحكومة البريطانية اليوم، رفع 24 جهة سورية من بينها المصرف المركزي، من قائمة …
آخر الأخبار 2025-07-05المملكة المتحدة تعلن تجديد العلاقات الدبلوماسية مع سوريا 2025-07-05غرام الذهب يرتفع 5000 ليرة في السوق السورية 2025-07-05لجنة دراسة عقود الإيجار لـ سانا: لم يصدر أي قرار حول بدلات الفروغ 2025-07-05تطوير طب الأسرة والرعاية الصحية بسوريا… في ثاني أيام مؤتمر سامز الطبي الدولي 2025-07-05جهود متواصلة للجنة الوزارية بالمنطقة الشرقية استعداداً لامتحانات الشهادة الثانوية 2025-07-05الأمن الداخلي في اللاذقية: توقيف عدد من ضباط النظام البائد والمجرمين المتورطين في انتهاكات بحق السوريين 2025-07-05الداخلية السورية: القبض على اثنين من مجرمي الحرب 2025-07-05وزارة التربية: لن يطرأ أي تغيير على رواتب المعلمين المعتمدة سابقاً في إدلب 2025-07-05حرائق كبيرة في ريف اللاذقية والدفاع المدني يواصل جهوده للسيطرة عليها رغم الصعوبات 2025-07-05مراسل سانا: بمشاركة أكثر من 70 فارساً وفارسة انطلاق بطولة النصر السابعة للقفز على الحواجز في نادي الفروسية المركزي بالديماس بريف دمشق.
صور من سورية منوعات دراسة تحذر: لا توجد “كمية آمنة” لتناول اللحوم المصنعة 2025-07-04 فريق بحثي ياباني ينجح بإنشاء عضيات عظم الفك من الخلايا الجذعية 2025-07-03
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |