مركز بحوث الصحراء يفتتح دورة تدريبية لمزارعي التجمعات الزراعية بسيناء
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
افتتح الدكتور حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء، الدورة التدريبية المتكاملة لمزارعي التجمعات الزراعية بسيناء والتي نظمها مركز بحوث الصحراء من خلال مركز الخدمات التنموية المتكاملة بالنثيلة، وذلك في إطار خطة المركز على تدريب المزارعين بالتجمعات الزراعية علي الممارسات المثلي لزراعة الأراضي الصحراوية.
وقال “شوقي” بأن هذه الأنشطة تهدف الي تعظيم الاستفادة من المعارف والممارسات الزراعية وتحديد أهم التحديات التي تواجه التنمية الزراعية بسيناء.
وأكد أن المركز يقوم من خلال شعبه المختلفة بتقديم كافة الخدمات الإرشادية للمزارعين ودورات عملية ونظرية علي كيفية زراعة ومتابعة أراضي التجمعات الزراعية.
وأشاد على حرص المنتفعين من مشروع التجمعات الزراعية الاستفادة من مثل هذه الدورات الأمر الذي يحقق رؤية وزارة الزراعة من هذا المشروع وهي بناء مجتمع زراعي جديد قادر علي مواجهة التحديات ونظم مزرعية حديثة تحقق أعلى إنتاجية من وحدتي الأرض والمياه مع الحفاظ على الموارد الطبيعية من التدهور وتحقيق التنمية المستدامة.
وفي هذا السياق أوضح رئيس مركز بحوث الصحراء بأن هذه الدورات تعمل علي زيادة المعارف لدي المنتفعين والمزارعين من أبناء سيناء والوادي وكيفية الإدارة المثلي لأراضي التجمعات الزراعية بسيناء.
وفي ذات السياق قام فريق عمل مركز بحوث الصحراء بتدريب المزارعين علي الزراعات المثلي لأراضي التجمعات وفق ظروف كل تجمع حيث أكد د أحمد عماد أستاذ الفاكهة بمركز بحوث الصحراء على كيفية تخطيط مزارع الزيتون وطرق الزراعة المناسبة وكيفية اختيار الأصناف التي تتوافق مع ظروف البيئة السيناوية.
كما أكد على ضرورة اختيار الأصناف المعتمدة والمناسبة لكل تجمع حسب طبيعة التربة ونوعية المياه وقام الخبراء من مركز بحوث الصحراء بالتدريب العملي على كيفية وضع الشتلات في الجور وحساب كميات الأسمدة وأنواعها.
ومن جانبه الدكتور عصام أحمد أستاذ مكافحة الآفات المساعد بمركز بحوث الصحراء تحدث عن آفات الزيتون ومكافحتها تحت ظروف المناطق الصحراوية بإلقاء الضوء علي أهم الآفات التي تصيب محصول الزيتون وطرق الوقاية منها باستخدام نظام المكافحة المتكاملة للآفات.
كما تم التدريب العملي علي كيفية فحص أشجار الزيتون والتعرف علي الآفات والأمراض وكذا التدريب العملي علي طرق الرش المثلي والتي تحقق الاستفادة القصوى من المركبات سواء الحيوية أو الكيماوية التي تحافظ علي البيئة.
وخلال اليوم التدريبي قام الدكتور محمد رائف أستاذ الإنتاج النباتي بمركز بحوث الصحراء بإلقاء محاضرة علمية تناولت كيفية إنتاج الخضر في الأراضي المتأثرة بالملوحة حيث تناولت المادة العلمية أهمية الاستثمار في زراعة الخضر وتأثير الملوحة عليها.
كما قام رائف بتدريب المزارعين علي كيفية تجهيز الأرض لزراعة الخضر والطرق المثلي المتعلقة بكيفية تحميل محاصيل الخضر علي محاصيل الفاكهة المختلفة.
وفي نهاية اليوم التدريبي تم إلقاء الضوء علي أهم التحديات التي تواجه زراعة أراضي التجمعات وإعطاء المشاركين الحلول والمقترحات المثلي للنهوض بالأراضى الزراعية داخل التجمعات التنموية.
ومن ناحية أخري أعرب المزارعين والمنتفعين من أبناء سيناء عن شكرهم لمركز بحوث الصحراء ووزارة الزراعة علي تنفيذ تلك الأنشطة التي تعود بالنفع عليهم وعلي أسرهم.
وأكد المشاركون بأن إشراك المجتمع المحلي الزراعي المستفيد من مشروع التجمعات في كافة مراحل عمل المشروع يساعد في دفع عجلة التنمية الزراعية بسيناء ويعظم الاستفادة من الخدمات التي تقدمها الدولة.
وقام المشاركون بتقديم الشكر لوزارة الزراعة علي تبنيها هذا المشروع وتقديم كافة الخدمات التي تحقق لهم الاستقرار داخل التجمعات الزراعية.
IMG-20240228-WA0069 IMG-20240228-WA0068 IMG-20240228-WA0070 IMG-20240228-WA0071 IMG-20240228-WA0066المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مركز بحوث الصحراء سيناء التنمية المستدامة التجمعات الزراعیة مرکز بحوث الصحراء الزراعیة بسیناء IMG 20240228
إقرأ أيضاً:
من دروس النكبة.. هكذا يواجه فلسطينيون محاولات تهجيرهم بالضفة
7رام الله- في تجمع بسيط، إلى الشمال من مدينة أريحا، شرقي الضفة الغربية، يسكن الفلسطيني عايد الكعابنة مع نحو ألف آخرين، وجميعهم يتخذون من تربية الأغنام مصدرا للرزق معتمدين على المراعي بمنطقة الأغوار.
لكن بالتزامن مع بدء حرب الإبادة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، تفاقمت معاناة السكان حتى بلغت أوجها في الأيام الأخيرة، بحرمانهم من مياه نهر العوجا، وهو نهر معروف محليا ويعد مقصدا سياحيا للفلسطينيين، ومصدرا أساسيا للمياه بالنسبة للتجمع.
الجديد، وفق الكعابنة -في حديثه للجزيرة نت- أن المستوطنين قاموا منذ أيام بتجفيف قناة نهر العوجا بحرف مسارها الطبيعي لتبتعد عن التجمعات الفلسطينية إلى الأودية الخالية والمستوطنات القريبة، كما قاموا بتجفيف 3 آبار ارتوازية فلسطينية.
تعد حرب المياه بمثابة ضربة قاضية لنحو 130 عائلة في التجمع وأغنامها المقدر عددها بنحو 5 آلاف، بعد استيلاء المستوطنين على نحو ألفين منها.
يضيف المواطن الفلسطيني "الماء حاجة أساسية، نحن الآن بدون ماء، عقدنا اجتماعات مع الجهات الرسمية الفلسطينية وجمعيات إغاثية دون جدوى، وضعنا سيئ جدا، نضطر لجلب صهاريج المياه من مسافة بعيدة رغم مخاطر اعتراض المستوطنين وانتشارهم في الطرقات وهو ما يمنع أصحاب الصهاريج -من مناطق أخرى- من الوصول إلينا، مع حاجة كل منا لصهريج كل يومين".
يوضح الكعابنة أن حرب المياه كانت الحلقة الأخيرة من سلسلة اعتداءات، إذ سبقها سرقة الأغنام واعتقال السكان ومهاجمتهم والاعتداء عليهم بالضرب "أن يدافع الفلسطيني عن نفسه وأولاده ومنزله وأغنامه تهمة اعتقل بسببها 15 شخصا على الأقل، وفي المقابل فإن المستوطن في أمان وفي حماية شرطةِ وجيش الاحتلال".
إعلانفي ظل هذه الظرف، يبرز السؤال البديهي: ما الذي يضطر هؤلاء للبقاء؟ يجيب الكعابنة "هذه أرضنا، ولدت وعشت فيها وليس لي ولا أقبل أي بديل عنها، أعرف كل متر في جبالها وسهولها ومراعيها، أنا وأجدادي هنا قبل الاحتلال".
ويضيف "الهجرة والرحيل ليست خيارنا، وأكبر درس هو في لاجئي النكبة الذين ينتظرون العودة، منذ 77 عاما، بلا جدوى".
قوة الإرادة
وبالانتقال إلى جنوبي الضفة الغربية، فإن التجمعات الفلسطينية ليست أحسن حالا من حيث الملاحقة والاعتداء ومحاولات التهجير، وتبقى الإرادة سلاحا للتغلب على آلة الاحتلال وبطش مستوطنيه.
فقد أجبرت اعتداءات المستوطنين المتكررة سكان تجمع زنوتا، شرق بلدة الظاهرة، كاقتحام التجمع وضرب من فيه وتخريب ممتلكات السكان المقدر عددهم بنحو 250، على الرحيل وذلك أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفي غيابهم دمر المستوطنون ممتلكاتهم وكهوفهم ومدرسة صغيرة تخدمهم.
لكن هؤلاء لم يستسلموا، وكافحوا في محاكم الاحتلال وبمساعدة منظمات حقوقية حتى حصولهم على قرار قضائي يعيدهم إلى مساكنهم مع إلزام جيش الاحتلال بحمايتهم والسماح لهم بترميم ما تم تدميره.
وفق رئيس مجلس التجمع المحلي، فايز الطل، فإن أغلب السكان حزموا حقائبهم ورجعوا رغم المخاطر المحتملة، والتي تجددت بالفعل قبل أيام باقتحام المستوطنين للمدرسة وتدميرها مجددا.
يقول الطل -في حديثه للجزيرة نت- إنه تمكن من إعداد مستلزمات ترميم المدرسة، ويعكف مع عدد من المتطوعين على إعادة تأهليها لاستقبال الطلبة.
عن دواعي قبول الناس بالعودة رغم المخاطر، يشير إلى أن التجمع بالنسبة لسكانه "جزء من الروح، ولذلك يمتلكون إرادة صلبة للبقاء، حتى لو ظلوا وحدهم في كل الضفة".
وتابع "نحن أصحاب حق، التهجير مصيبة أكبر من الثمن المدفوع في البقاء، رغم المعاناة هنا فالعائلات تشعر بالاستقرار في مساكنها حتى لو كانت كهوفا، وتحافظ على نمط حياتها الموروث عن الأجداد وتدير شؤون حياتها وأغنامها ومراعيها وفق إمكانياتها".
إعلانوتابع: لك أن تتخيل رحيل هذه العائلات لتجد نفسها فجأة دون مأوى ودون إمكانيات ودون أغنام، بل وتبحث عن أرض أو منزل للسكن، وتنتظر تبرعات الجمعيات، إنها مصيبة بكل معنى الكلمة، وضغط نفسي واقتصادي لا نحتمله، نموت هنا ولا نغادر مهاجرين.
وباستعراض حكايات تجمعي العوجا وزنوتا، يتضح كم تعلم الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية -وإن كان بثمن باهظ- دروسا من أحداث نكبة عام 1948 التي تحل اليوم الخميس ذكراها الـ77، وأهمها رفض التهجير.
وبالعودة إلى أحداث النكبة، فقد تعرض فلسطينيو48 لأكثر من 70 مجزرة واستشهد منهم نحو 15 ألفا على يد العصابات الصهيونية، ودمرت 531 قرية من بين قرابة 1300 قرية تدميرا كاملا، فيما هُجر نحو 947 ألفا من بين مجموع السكان في ذلك الوقت والبالغ مليون و400 ألف نسمة.
بالنظر إلى الثمن الذي دفعه الفلسطينيون في النكبة ولاحقا في نكسة 1948، والبدائل المأساوية للاجئين، كان قرار الصمود ورفض مخططات تهجير سكان قطاع غزة وتجمعات الضفة في المنطقة المصنفة "ج" والتي يسعى الاحتلال لضمها.
وقسمت اتفاقية أوسلو 2 عام 1995 أراضي الضفة إلى "أ" وتشكل 21% وتخضع للسيطرة الفلسطينية بالكامل، و"ب" وتشكل 18% وتخضع لسيطرة مدنية فلسطينية وأمنية إسرائيلية، والنسبة الباقية منطقة "ج" وتقع تحت سيطرة إسرائيلية.
عن المعركة الشرسة والصامتة في عشرات التجمعات السكانية في المنطقة "ج" من الضفة الغربية، والخاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي الكاملة، تشير منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو إلى آلاف الانتهاكات بحق التجمعات البدوية في الضفة الغربية.
البدو وحدهم
ويقول المشرف العام على المنظمة حسن مليحات للجزيرة نت "يقاوم المواطنون في التجمعات البدوية سياسات التهجير بالصبر والصمود واليسير الموسمي الذي لا يرقى لمستوى المعركة التي تدور رحاها في المنطقة "ج"، وهي معركة تتعلق بالديمغرافيا إضافة إلى الجغرافيا".
إعلانبالأرقام يقول إن عام 2024 شهد 3 آلاف انتهاك بحق التجمعات البدوية البالغ عددها 212، ومنذ مطلع العام الجاري بلغ العدد 1600 انتهاك، مشيرا إلى اضطرار 62 تجمعا للرحيل بعد 7 أكتو ر 2023، في حين تصر باقي التجمعات على البقاء ومنها 30 تجمعا تتعرض لاعتداءات شبه يومية.
يضيف مشرف جمعية البيدر أن "كل هذه الانتهاكات والمحرقة من سياسات التطهير العرقي يقاومها السكان بالصبر والمزيد من الصبر ، خاصة في ظل استهدافهم في أجسادهم ومواشيهم وممتلكاتهم رغم كل الموارد والدعم وعدم الاكتراث لهم في هذه المعركة الوجودية".
يوضح أن التجمعات المستهدفة تنتشر "في منطقة الأغوار مثل تجمعي شلال العوجا وعرب المليحات في منطقة المعرجات بمحيط مدينة أريحا، ومسافر يطا جنوب الضفة، ومناطق الأغوار الشمالية".
وتابع "البدو هم الحراس الطبيعيون للأرض، وما زالت تجمعاتهم تتعرض لنكبة مستمرة وتعيش فصولها مع إشراقة كل يوم، في محاولة لاقتلاعهم واجتثاثهم ولإحلال المستوطنين مكانهم، لكنهم يتسلحون بالصبر والإرادة للبقاء".